أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - الفأر السمين














المزيد.....

الفأر السمين


محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 6652 - 2020 / 8 / 20 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


نظر الفأر السمين إلي نفسه وقال : أنا فأر قوي ، بعضة واحدة من أسناني يمكنني القضاء علي القط بسبس الذي يخيف إخواني الفئران دائما ، هز الفأر السمين ذيله الطويل وزعق : إخواني وعشيرتي الفئران .. سأخلصكم اليوم من القط المغرور بسبس .
انتشر الخبر في كل جحور المدينة ، الفأر السمين يتحدي القط بسبس ، الفأر السمين سيقتل القط بسبس ، فرحت الفئران وراحت تتقافز فوق بعضها داخل الجحور وترقص وتغني :
في وضح النهار نغادر الجحور
جميع المخازن لنا والحقول
الشوارع لنا والبيوت
نهجم ونقرض
نأكل ونسمن
ونتحدي القطط والفهود
غنت الفئران جميعها طوال الليل ورقصت ، وقالت الفأرة العرجاء وهي تنط وتتشقلب لن نعيش بعد اليوم تحت الأرض في هذه الجحور المعتمة ، وقال الفأر الأجرب: ستصبح هذه المدينة تحت سيطرتنا وسنمرح في منازلها علي راحتنا ونقرض كل ما يصادفنا...
بصوت واحد هتفت كل الفئران: يعيش الفأر السمين ، بعيش زعيمنا الجبار ، وقال كبير الفئران للفأر السمين : حين تقتل هذا القط اللعين سننصبك امبراطورا لمملكة الفئران ، وسنضع فوق رأسك تاج الفئران في احتفال كبير وسط المدينة.
اندفع الفأر السمين بكل قوة خارجا من الجحر ليواجه القط بسبس وهو يصيح : أيها القط الجبان ، أيها القط المدلل ، أنا سأقتلك .
انزعج القط بسبس ، ونظر إلي صاحب الصوت في ذهول وهو يقول : ياللهول!! ، ما هذا الحيوان المرعب؟!
برقت عينا بسبس ، وتقوس ظهره ، فيما وقف الفأر الضخم علي قدميه الخلفيتين وهو ما يزال يصرخ : سأفعصك أيها القط الصعلوك وستصبح هذه المدينة منذ اليوم ملكا لنا.
هكذا قال الفأر السمين للقط بسبس بكل جرأة ثم صمت بعد ذلك تماما ، فقط اتسعت عيناه عن آخرهما وتركزت نظراته علي بسبس ، وكشف فمه المفتوح عن أنياب طويلة وحادة ، أما بسبس فقد وقف بعيدا يفرك الأرض ويخربشها ، وبدا أنه يأخذ وضع الاستعداد للهجوم إذ راح يزوم ويموء ويزمجر.
ظل الفأر في مكانه ثابتا لا يتحرك كأنه ينتظر أن يتحرك القط نحوه ليفاجئه هو بالضربة القاضية فيما استمر بسبس يزوم ويموء ويزمجر ويخربش الأرض ، أخيرا رفع القط بسبس ذيله الملون عاليا وابتسم ابتسامة عريضة ثم استدار ، أعطي ظهره للفأر وبدأ في الانصراف وهو يهز ذيله الملون المرفوع عاليا.
لما ابتعد القط عن الميدان واختفي عن الأنظار تماما اندفعت الفئران من جحورها في فرح وراحت تنط وترقص حول الفأر السمين الذي ملأ قلب القط بالرعب والخوف وأجبره علي الانسحاب فيما كان الفأر السمين ثابتا علي قدميه الخلفيتين مايزال وكانت عيناه مازالتا مفتوحتين عن آخرهما ونظراته مركزة ومتجمدة في الاتجاه الذي انصرف منه القط بسبس ، وحين أرادت الفئران أن تضع علي رأسه تاج الامبراطورية الفئرانية الجديدة اكتشفت أنه ميت.



#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرط ، أم قيد ، أم نكتة مملّة
- الصنف الثالث
- أوهام وكوابيس
- ليلة سوداء في حياة امرأة
- الهوي هوايا
- الحلوة برموشها السودا الحلوة
- ما يحيرني!!
- الغنوشي والفريضة الغائبة
- مسلم بالوراثة
- وجهة نظر
- المستشفيات الخاصة في مصر وحلاق الصحة
- حزني عليك لن ينتهي إلا بموتي
- هل يستوي الأعمي والبصير؟؟!!
- إبعد شوية يمكن نفوق
- صدر زوجتي
- البالوعة
- العربجي
- الحمار له ذيل
- البحث عن الأصل
- مستشفي الصلاة ع النبي


المزيد.....




- بعد سقوطه على المسرح.. خالد المظفر يطمئن جمهوره: -لن تنكسر ع ...
- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبو قمر - الفأر السمين