السبهلله (4)

محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7265 - 2022 / 5 / 31 - 04:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اتفاق السادات مع الاخوان وتغييره للدستور وتمرير مؤامرة الصحوة في سبعينات القرن الماضي له صله وثيقه بثورة يناير 2011 ، كتير من نخبة الثوره دي ، بل معظمهم اتربي واتعلم واتثقف في ظل أفكار الصحوه وسيطرة مشايخها بالكامل علي مجال الوعي والمعرفة في طول البلاد وعرضها .
الصحوه مكنتش بتلعب ، دي دخلت مصر في إطار مؤامرة ، وعلشان كده مكنتش ماشية علي سطر وبتسيب سطر :
1- دمرت يقين المعلم والأستاذ في المدارس والجامعات وخلت المدرج في الجامعة والفصل في المدرسة مجرد قاعات لمحو ذاكرة الأجيال إللي جايه .
2- لو حللت القوانين إللي صدرت منذ الصحوه وحتي الآن هاتلاقي قوامها بيتكون أساسا من أفكار الصحوة وفتاوي وآراء رجال الدين حتي تلك الآراء التي لا أصل لها في الدين وإنما نابعة من البيئة الاجتماعية لقائلها .
3- تسللت إلي القضاء وغيمت الرؤي أمام ضمير بعض القضاة حتي احتاج بعضهم للفصل في بعض القضايا الخطيرة التي لا يختلف عليها اثنان إلي الاسترشاد بشهادات بعض المشايخ إللي لهم تصريحات متطرفة .
4- دخلت المؤسسات الثقافية وألغت كل دور لها بصناعة الوعي وإنتاج المعرفة .
5- أفسدت العلاقة بين الرجل والمرأة وحطت من قدر المرأة وجعلتها مجرد فرج يمتلكه الرجل بموجب عقد أسموه عقد النكاح بعد أن كان عقد لبناء الحياة .
6- أرست قواعد البغض والكراهية تجاه المسيحيين وجعلت من السلم الاجتماعي مجرد إشاعه ملهاش صلة بالحقيقة .
7- اخترقت المجال الفني وقسمته نصين ، النص الأولاني أدخلوه حظيرة الإيمان ، اتحجبت فيه الفنانات إنما الفنانين الرجاله في النص المؤمن ده جزء منهم اعتزل والجزء التاني اشترط علشان يمثل إن تبقي المشاهد إللي بيمثل فيها مشاهد إيمانيه ، أما النص التاني اعتبروه من العصاة وتم وصف الفنانات فيه بالعاهرات ، والرجاله في النص العاصي ده أصبحوا في عرف الناس ديوثين .
8- وظيفة الاعلام من أيام ما دخلت الصحوه لما تدقق فيها هاتلاقيها عبارة عن إجراء عملية اختبار لتأثير أفكار مؤامرة الصحوة علي عقل وضمير الشعب المصري عن طريق البرامج إللي الداعية بيتلقي فيها أسئلة من المشاهدين علشان يجاوب عليها ، كانوا عن طريق نوعية الأسئلة إللي بيطرحها الناس بيحاولوا يعرفوا : ياتري الناس نامت ولا لسه في حد صاحي؟ ، ياتري الناس فقدت إرادتها ولا لسه في حد عنده إراده؟ ، ياتري عقل المصريين اتملا بالوساخه ولا لسه في حته فاضية نروح نجيب شوية خرافات وندلقهم علشان ما تقومش لهم قومه بعد كده؟ ، ياتري الغريزه الجنسية مصحصه كده عند الناس ولا الشعب ده محتاج جرعة نكاح إضافيه؟.
9- الأحزاب السياسة والنخب السياسية وبعض المؤسسات المهمة مكنتش بعيد عن عين مؤامرة الصحوه ، أيام السادات وفي أيام مبارك وفي الطريق إلي يناير 2011 كتير شوفنا رجال سياسة وتجار وأساتذة جامعات وطلاب ونشطاء وتشكيلة من كل فئات البلد قاعدين قدام الداعية وهو بيقول اختراع المنديل الورقي افضل من اختراع القمر الصناعي ، أو وهو بيقول : تارك الصلاة كسلا يتم قتله ، وتارك الصلاة سهوا يستتاب 3 أيام وبعدين يتقتل برضه ، أو وهو بيقول : مادام زوج المرأة اطلع علي عورتها يبقي يجوز له يعمل فيها كل حاجه بما في ذلك الضرب ، أو وهو بيحرم علاج المرضي .
10- الثقافة في الأيام دي اتغير معناها واتغير مدلولها واتغير مضمونها واتغير كمان الشخص إللي المفروش يقوم بها ، وعلشان كده كتير أحزاب وجهات أمنية وجهات حقوقية وجهات ثقافية وجامعات بتستعين بدعاة مشبوهين ودعاة تكفيريين ودعاة ربنا يستر عليهم لتثقيف أعضاء هذه الجهات.
11- قلت إن كتير من نخب يناير الثورية اتربت في ظل الصحوه وفي حضنها ، وأنا مش عايز أذكر أسماء ، إنما يكفي إن مفهوم العدالة الاجتماعية عند بعضهم مكنش بيختلف بأي درجة عن إللي عمله الخليفة عمر بن الخطاب مع الست إللي كانت بتغلي ميه علشان توهم اولادها إنها بتطبخ علشان يناموا من غير أكل ، وإن مفهوم الدولة المدنية عند كتير منهم مخرجش عن إن إللي يكون رئيس لازم يكون راجل ولازم الراجل ده يكون مدني ، يعني مش دستور مدني خالي من أي شبهة سيطرة جهة ما علي مصير الشعب ، وإن مفهوم العدل عند كتير منهم برضه مكنش بيخرج عن مسألة تطبيق الشريعة ، وإن مفهوم الحرية مكنش بيخرج عن مفهوم الحرية الشخصانيه إللي تدي للفرد حرية إنه يتكلم ويزعق ويقف في أي حته ويشتم أي حد وزي ما قال أحدهم علي شاشة التلفزيون : هو في ثورة من غير تكسير وتحطيم وحرق وعنف؟
12- الميدان في يناير 2011 كان فيه مخلصين كتير ، وكان فيه نصابين كتير ، وكان فيه حنجورية كتير ، وكان فيه ناس فاهمه كتير ، لكن الثابت إن الاخوان الارهابيين كان لهم امتداد في مصارين الكل ، وكان كل ده تظلله أفكار الصحوه إللي كانت بتبص من فوق وعلي وشها ضحكة واسعه باتساع الجغرافيا المصرية.
يتبع

#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل