السبهلله ( 1 )

محمد أبو قمر

الحوار المتمدن-العدد: 7261 - 2022 / 5 / 27 - 22:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في صراع السادات مع مناوئيه حول السلطة مش بس تحالف أو تآمر مع الاسلام السياسي ورجال الدين عموما ، دا هو ابتكر صيغة توافقية معاهم مش بس تخلصه من معارضيه ، إنما تريحه خالص من الشعب كله .
إنت عارف لما يكون واحد عايش مع واحد تاني كل يوم يوجعله دماغه ، علشان يخلص منه يقوم عامله كوباية شاي وحاططله فيها 30 حباية منوم ، مش بس علشان يتخمد ينام ، إنما علشان لما يصحي ما يعرفش هو فين ولا هو مين ولا هو هنا ليه.
يعني زي ما يكون السادات قال لرجال الدين علي مختلف مشاربهم : إسمع ياعم إنت وهو الشعب عندكم أهو ، إتنوه وافردوه وفلطحوه علي كيفكم بحيث أنا وانتم نفضل حبايب وإللي إنتم عايزينه من عينيا الاتنين.
بناء علي الكلام ده اتغير الدستور ، واتغير توصيف الدولة ، واتقسمت مصالح الشعب نصين ، النص المتعلق بالمسائل السيادية تتعامل فيه السلطة ، والنص التاني ( الأحوال الشخصية والاجتماعية والساحة الثقافية والفكرية وأحوال المرأة ) اتعمل منه صينية مهلبية كبيرة وأصبح الاهتمام بمحتوياتها من اختصاص جميع الدعاة وجميع رجال الدين رسمي وغير رسمي.
في ظل التوافق الحلو الجميل ده طلع من كل خرم في مصر دعاه من كل الأصناف إللي محدش كان يعرف عنها حاجه قبل كده ، وطلع الاخوان من كل جحر في طول البلاد وعرضها ، وتم الاستيلاء علي المدارس والجامعات والمصانع والشوارع والجوامع ، وأصبح من الطبيعي جدا إننا نسمع عبر الميكروفات وعبر شاشات التلفزيون كلام عن القتل والذبح والنكاح وتحريم علاج المرضي واحتقار المرأة والسخرية منها ، وكلام عن تسفيه العلم ، ولأول مره نسمع في الأيام دي إننا أفضل خلق الله رغم إننا كنا بنشخ جنب أي حيطه ، وإن العالم المتفلحس بتقدمه وتحضره ده مسخره ربنا لخدمتنا ، وإن أيادينا الشمال دي زي الزايده الدوديه ملهاش تلاتين أي لازمه وإللي يلبس فيها الساعة يادهيه دقي.
المسألة بالشكل ده مبقتش بس تني وفرد وفلطحه ، إنما بقت تقليب للشعب ع الجنبين ، يعني الصيغة التوافقية إللي عملها السادات اتحولت مع مرور الأيام إلي سبهلله ، والسبهلله أنتجت مع التطرف والتكفير والكراهية والطائفية أنتجت مع ده كله قيم أخلاقية في غاية من التفسح والانحطاط ، فضلا عن الارهاب إللي أودي بحياة السادات نفسه.
يتبع

#محمد_أبو_قمر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل