أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - بوابات الحقيقة في علوم الهندسة المقدسة















المزيد.....

بوابات الحقيقة في علوم الهندسة المقدسة


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7263 - 2022 / 5 / 29 - 22:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


المعرفة هي البوابة الحاسمة التي يصل إليها المرء والتي تقوده في النهاية إلى الخروج من دورة الضرورة (توقف تجسد الأرواح) والوصول إلى النور (الأبدية) ذلك المستوى الذي يعيش فيه عظماء النورانيين، هذه البوابة سأتوقف عندها طويلاً لأنها كما قلت تقع في مكان حاسم من بوابات المعرفة الكونية في العلم النوراني الهندسي السري المقدس، وكانت لآلاف السنين مصدر يشع لأجيالنا نحو الحقيقة دون أن ننتبه لذلك.
هذه البوابة لها رقمها المقدس 2، والذي يرمز إلى الثنائية في المبادئ الهندسية الكونية، يرمز إلى الجانب المنير من الكون والجانب الخفي منه، إلى الذكر والأنثى وإلى الليل والنهار و إلى العلم النوعي والعلم الكمي وإلى الأبيض والأسود وإلى الخير والشر، وإلى كل ثنائية موجودة في عالمنا الأرضي عندما يصل المرء هذه المرحلة يكون قد قطع شوطاً في معرفة الحقيقة ومحبة الذات ومحبة الآخرين والإحساس العميق بالجمال، يبدأ بالتعلم بطريقة نوعية تختلف جذريا عن طرق تعلمه السابقة بوسائلها وأدواتها، فكل شيء في هذه المرحلة من المعرفة يجب أن يحدد موقعه في المنظومة الكونية الشاملة للعلم الهندسي النوراني الباطني ويبدأ بربط الأجزاء الواحدة تلو الأخرى في العلم ليصل إلى الكل والشكل الكلي الشامل ويبدأ بتخيل هذه المنظومة بأعظم صورها لينزل تدريجياً إِلى الأَجزاء.
في هذه المرحلة يمكن للمرء أن يتخيل التكوين اللولبي للكون وكذلك لأصغر جسيم ذري، ويبدأ بتلقي المعرفة و البحث عنها من خلال المبادئ الكونية الشاملة التي لا تقتصر على تلك التي تربى عليها في عالمنا المادي (التجربة والبحث والإستنتاج) فهذه البوابة تبدأ بقيادته إلى اليقين العلمي في كل الأجزاء، هذا اليقين يبدأ بأخذ موقعه في كل خلية من خلايا الجسم كذلك في المنظومة التي تعمل في داخله روحياً وفكرياً وذهنياً، ففي هذه المرحلة يبدأ المرء بفهم المنظومة الكونية بكل أبعادها لا يدرس فقط العوالم السبعة وألوانها و نغماتها والقوانين التي تحكمها بل حتى المبادئ التي تتحكم في كل عالم من العوالم السبع.
فقد يبدأ الإنسان بشرح هذه المنظومة كما فعلت في البداية من خلال تعريف هذه العوالم (المادي و النجمي و العقلي و العاطفي و السببي و الحدسي و العلوي النوري) لكنه ينتقل في هذه البوابة لفهم طبيعة عمل هذه العوالم وأسباب مرورنا بها للوصول إلى الطهارة والنقاء والإستقامة الأبدية، يبدأ بفهم طبيعة التردد الذي يعمل به الكون الشامل، فيبدأ بالكشف عن كل نغمة تخص كل عالم من العوالم، عن كل لون يمثل تلك العوالم، عن كل مبدأ يحكم تلك العوالم، عن كل معدن مقدس أو حجر كريم يمثل كل عالم من تلك العوالم. فتصبح كل أجزاء الهندسة النورانية الكونية المقدسة متسلسلة الترتيب في فكره وذهنه وروحه وتبدأ معارفه تدريجياً بالقولبة وفق هذا التردد الجديد الذي يجب أن يعمل به، شوطاً كبيراً يمر به يُقيّم من خلاله كل معرفته السابقة ويحاول إعادة برمجتها من جديد ويبدأ بالبحث عن المعرفة على أسس جديدة تختلف كلياً عن تلك السابقة التي كانت تقوم على مبادئ العلم الكمي المنهجي المحدود في قياساته وأبعاده.
لذلك أعتبرت النورانية وهندستها أن المعرفة هي الطريق المستقيم للحكمة والتنور لأن المنظومة الكونية الشاملة تعتمد في وجودها وظواهرها على أشكالها الهندسية المتبادلة الفعل وعلى قوانينها الخاصة لكل عالم من العوالم السبع، و بكلام آخر إعتبرت أن المعرفة هي البوابة التي تصلنا بالمقدس العلي (جل جلاله) اللانهائي والكلي الإنبعاث، وبما أن هذا اللانهائي وكلي الإنبعاث يغدق بطاقاته ونوره الأبديين عوالمنا بمعرفته وهندسته الكونية إذا لا بد للمرء أن يبدأ ببرمجة إستقطابه ونبضاته على هذا التردد للتشبع بالمعرفة الكونية المقدسة.
ورغم أن الكثيرون سيجدون صعوبة في طريقة البدأ بفهم هذه البوابة لأنهم ربما لم يدخلوا من الأصل الأبواب السابقة (الحقيقة و محبة الذات و محبة الآخرين و الجمال) إلا أن فهم هذه المبادئ بهذا الشكل المبسط سيقودهم بلا أدنى شك إلى حقيقتهم مهما كانت الظروف التي يعيشون تحت ظلها في عالمنا الأرضي، هذه الحقيقة هي التي ستقودهم إلى بوابات العلم الأخرى من بوابات الألوهية، وعندما يصل الإنسان مراحل متقدمة من علمه ومعرفته سيدرك لماذا أقدم أنليل من خلال إبنه نينورتا على تدمير برج بابل في بداية أحداث نشوء الحضارة، لأن الشكل الذي إختاره مردوخ مأخوذ من بعد آخر مختلف عن البعد الأرضي وكذلك لأنه مأخوذ من أقدس فصول الهندسة النورانية الباطنية المقدسة.
لهذا لا ينتبه الكثيرون أن الأشكال الهندسية لأي بناء يجب أن يخضع لقوانين هندسية فيزيائية تتعلق بهذا البعد وليس بالأبعاد الأخرى من الكون، فالشكل الهندسي يلعب دوراً حاسماً في التأثير على الأرواح والطاقات الكونية للكائنات مهما كانت صغيرة أو كبيرة في مجرتنا، ولهذه الأشكال الهندسية قياسات ونبضات وتتلقى تأثيرات من المصدر، حالها كحال كل الكائنات، لهذا وجدت المعرفة من المصدر لتشع إلى الأجزاء المتبقية التي نمثل نحن في العالم جانباً من جوانبها.
وتمثل بوابة المعرفة بكل أبعادها تلك الثنائية العظيمة في الكون والجامعة لكل شيء في العوالم، فهي تأخذ أشكالاً سامية ومختلفة في كل بعد من الأبعاد الستة الأخرى، هذا المبدأ الجامع لهذه البوابة العظيمة من المعرفة سماها السومريون بإسم (کا - با - أخ) أي الحارس وسأشرح عن هذا المبدأ لأنها كانت تمثل النقلة النوعية للإنتقال الأرواح إلى الأبدية ووقف دورة الضرورة (تناسخ الأرواح أو بالأحرى تجسد الأرواح).
وتمثل هذه الثنائية كذلك العلمان الكمي والنوعي، العلم الكمي المنهجي الموضوعي المعاصر هو نتاج عملية تشفير الهندسة النورانية السرية المقدسة والتي بدأت قبل عشرات الآلاف من الأعوام والتي أنتجت العلوم المعاصرة من فيزياء وكيمياء ورياضيات وفلك و موسیقی، هذا العلم الكمي ورغم أهميته كخطوة أولى للعبور إلى العلم النوعي في هذه الهندسة إلا أنه يعجز عن إيجاد التفسير الدقيق للكثير من التحديات التي تواجه البشر.
يعجز لأن أدواته القياسية ضعيفة لا ترتقي إلى الشمول في قياس الظواهر والأشياء بشكل دقيق، لأنه إختصر كل قوى الطبيعة في أربعة أساسية لا غير (الجاذبية، النووية الضعيفة، النووية الشديدة، الكهرومغناطيسية) فهي ببساطة يجعلنا نعتقد أنها كل ما في العلم من قوى وهذا المنطق الموضوعي ضعيف للغاية بسبب جهلنا بالمنظومة الكونية الشاملة وما تشملها من قوى في كل عالم من العوالم السبعة، فهي عاجزة عن وصف مشاعرنا وأحاسيسنا لهذا نقول تم إقفال بعض الغدد لدينا وقطع الإتصال بحواسنا من قبل الوعي الكوني الشامل الذي ينقلنا إلى عالم العلم النوعي الأوسع القادر على وصف أصغر وأدق الأشياء في المنظومة الهندسية للكون.
أما العلم النوعي فهو أساس الهندسة النورانية الباطنية الكونية و علمها الخفي وهو ينظر إلى المنظومة الكونية بوحدة شاملة نوعية متناغمة بين الأجزاء والمصدر و بالعكس. وشرحت تسلسل الخلق والتطور من مستوى علوي هبوطاً إلى البعد الأرضي الذي نعيش فيه، فقد كان هذا العلم طوال أكثر من 370 ألف عام هو المتسيد على الحضارة الإنسانية بعد هبوط أول إثنا عشر شخصية نورانية مرموقة على الأرض وبناء الحضارة عليه.
فهذا العلم يستطيع أن يدرس حواسنا ويعبر عنها بالأعداد و النغمات والمعادن والأشعة وغيرها ويستطيع تحديد طبيعة إنبعاث هذه المشاعر والأحاسيس ومدى تناغمها مع الكل الكوني الشامل في هندسة متناسقة لا تقبل الخطأ وتشفير هذا العلم حدث بسبب إستخدامه الوحشي والسلبي والذي أدى إلى دمار مناطق واسعة من الأرض وكذلك أدى إلى خلل في المنظومة الفيزيائية وقوانينها في إحدى المراحل الحضارية على سطح الأرض، لهذا كان العلم الكمي المنهجي هو البديل للدخول إلى المعرفة تدريجية وحتى يتمكن المرء من النوعي أو العلم النوعي في دراسة الأشياء وتناغمها مع المنظومة الكونية الشاملة وحتى نفهم مغزى هذا الأمر يجب أن نفهم أن هذا الوعي الذي نمتلكه بحاجة إلى حواس فعالة تعمل بإنتظام للتواصل مع الطبيعة الكونية وهذه الحواس تم تعطيلها وما علينا هو إعادة العمل بها من خلال تعميق شعورنا بالطبيعة وتعميق إحساسنا بها كخطوة أولى وتعميق إحساسنا بكل ما يحيط بنا بعمق حتى نصل إلى تلك المرحلة التي تجعلنا ندخل بوابات المعرفة هذه وبداية دراسة الكون بمنطق جديد.
هذا المنطق الجديد يعتمد على إرادتنا في تقوية الشعور و الإحساس بالكون وإعادة التواصل معه، ويخلصنا من الكسل المعنوي المتمثل في تحويل الهندسة المقدسة إلى مجموعة من العادات والتقاليد التي تجعلنا نعمل بعكس الإتجاه تماماً في الوصول إلى أقصى درجات التحكم بالعقل والعاطفة و كذلك خلق الطهارة والنقاء والإستقامة في ثالوثنا الأسمائي المقدس (الله، الرحمن، الرحيم) لتجاوز دورة الضرورة.
فالعادات والتقاليد هي إبتكارات ذهنية وموضوعية لتبسيط العلم الهندسي الباطني وما أن يتقنها المرء حتى يبدأ بفهم و دراسة هذا العلم من جوانبه الواسعة، لكن الأجيال حولت هذه العادات والتقاليد إلى أصنام لعبادتها والتمسك بها مما أبعدهم عن سلوك الطريق السليم في نيل المعرفة وتعلم مبادئ العلم الهندسي، كما أبعدهم عن ممارسة التحكم في مشاعرهم و عواطفهم وأذهانهم وممارسة النمط الأرفع و الأنبل من العلم الذي يقودهم إلى بوابة نور العلي (جلَّ جلاله) بدلاً من اليأس الذهني الذي أحاطهم نتيجة التكرار المتواصل للإلتزام بالعادات والتقاليد دون أسس علمية راسخة تجعل من تحكمهم بعاطفتهم وعقلهم مفتاحاً للطهارة والنقاء و الإستقامة.
لقد وضح العلم النوراني السري أن الثالوث الأسمائي المقدس هو في وحدة كاملة مع المنظومة الكونية وفي حالة من التناغم مع الضرورات الدورية والمتوالية لهذه المنظومة، من المرتبة العليا (نور العلي) إلى العالم المادي الموضوعي الذي نعيش فيه والذي نسميه البعد الأرضي، وربما يمكننا تقريب الصورة من خلال الحديث عن السنة الشمسية في القطب الشمالي فالشمس تشرق طوال ستة أشهر متواصلة لتشكل نهاراً طويلاً على تلك المنطقة ويعقبها ستة أشهر من الظلام و غياب الشمس ليطول ليلها إلى ستة أشهر، في ظاهرة شروق الشمس الطويلة هذه يسميها العلم النوراني بظاهرة الأيام العلية ففيها يشرق الكون، هذه الظاهرة شخصها العلم النوراني بأنها أعظم تجلیات النور الإلهي الذي يطرح عبرها إِنعكاساً دورياً لذاته في أعماق الفضاء اللامتناهي وفي وحدة وإنسجام مع ذاته، ورغم أن العلم الحديث الذي يدرس هذا الجانب من باب العلم الكمي المنهجي على أنه تجسيد للكون المادي الموضوعي إلا أن النورانية سمته بالوهم الوقتي في سبقاتها لأن العلي (جلّ جلاله) هو المطلق الأزلي الوجود ولا غيره.
إِن بوابة المعرفة هذه تقودنا إلى دراسة تجلي نور العلي كمطلق وسرمدي يشع في النور كما يشع في الظلام ولم تدركه الظلمات، هذا النور المطلق الذي هو أَيضاً القانون المطلق لكل العوالم والأبعاد، سواء بنوره أو إشعاعه أو فيضه.
عندما أخرج (العلي جل جلاله) الوعي المقدس من مكانه ترك هذه الظلمة التي لا تستطيع إدراكه، وخلق العوالم النورانية السبعة (سبعة طبقات السماء) وفي كل عالم من العوالم تكون كينونته أكثف وأكثر مادية حتى يصل بعدنا الأرضي و بالتأكيد لا يمكن أن ندركه إلا من خلال العلمين النوعي و الكمي، وبما أن العلم النوعي تم حضره وجعله محصوراً بيد من يملك الطهارة والنقاء والإستقامة إلا أن العلم الكمي المنهجي يعرفنا به من خلال قوانين فيزيائية محدودة في أدوات قياساتها لهذا النور العظيم، لهذا نحن بحاجة ماسة إلى إعادة التحكم بعاطفتنا وأذهاننا كي نتمكن من عبور حاجز العلم الكمي إلى مدار أوسع يجعلنا نفهم المعرفة بالشكل الذي يعنيها بصدق.
فالقوانين الفيزيائية في البعد الأرضي كما ذكرت لها أدوات قياس محدودة للغاية وتنطلق من الحكم على المنظومة الكونية بأسرها من خلال وجودنا الأرضي دون النظر إِلى المستويات والأبعاد الأخرى على أنها عوالم لها قوانين فيزيائية تختلف جذريا عن تلك التي تحكمنا وأي محاولة لتصوير هذا الإختلاف يجعلوه يصب في خانة الخرافات والأساطير.
لذلك بدأت النورانية علمها الباطن في البداية على المعرفة المؤسسة على الرصد والتحليل والقياس والخبرة لتشكل نموذج لهندسة كونية خفية مقدسة نطلق عليها العلم الباطن أو علم الصدر الذي يتم تناقله عبر العصور شفهياً خوفاً من تشويه هذا العلم وتوجيهه بشكل معاكس لما يقوم عليه في الأصل، فهي لا تقوم على فرضيات بل تقوم على علم نوعي أثبتت العقول دقته وصوابه من خلال التجربة، فلا يختلف أحد على أن النسبة الذهبية هي التي تتحكم في كل قياسات الكون بدءاً من أصغر ذرة إِلى أكبر مجرة في الكون ولا يتوقف الأمر عند هذه النقطة فالهندسة النورانية شملت حتى جسد الإنسان وخارطته الجينية وحتى قواه الروحية و الفكرية والذهنية وكذلك شملت المنظومة الكونية برمتها.
صحيح أننا نرى الكثير من الكواكب والنجوم في الليل ! لكننا لا نستطيع أن نرى العوالم الستة الأخرى لأن وسائلنا الإدراكية من حواس و غدد لا تطالها وشرحت الأسباب التي تقف خلف ذلك، فهي تقع في طبقة أثيرية قريبة للغاية و يمكننا من خلال تشغيل إحساسنا العميق وتعميق مشاعرنا بها الإتصال بها أو رؤيتها عن قرب لكن هذا الأمر يتطلب كما قلت أعلى درجات التحكم بالعقل والعاطفة.
فالعلم النوعي هذا لا يمكن أن يكون مسمار جاهز نعلق عليه حجج معاكسة، بل حجج تتناغم مع أسسه، مع منظومته الفيزيائية الحية التي لا يمكن أن تخطئ، فهذه العوالم السبعة بدءاً من البعد الأرضي لها سبعة طبقات من الوعي يمكننا العيش فيها أو التواصل معها وهنا يكمن جوهر الحديث، هذه الحالات السبعة تتطلب تشغيل الغدد السبعة الموازية لها، تشغيل الشاكرات التي تمثل آلات إتصال بها من خلال الوصول للأقصى حالات التحكم في العقل والعاطفة و إعتبر النورانيون عبر التاريخ أن الوصول لأقصى حالات الوعي لا تعطي صاحبها الحق في التطرق إلى تفاصيل إعتبروها محرمة ليس لقدسيتها فحسب بل لأن الأغلبية من البشر كانوا يفتقدون للتأهيل الذهني والروحي الذي يؤهلهم لفهمها بالشكل السليم وكانت تلك النقطة دائماً محل نقاشات على إعتبار أن من يصلوا للأقصى حالات التحكم بالعقل و العاطفة والقريبين من الخلاص من دورة الضرورة أقلية في كل زمان ومكان لكن هذه الحجة لم تنفع أصحابها وأبقت تلك المحرمات حصناً منيعاً لا يمكن بالفعل حتى يومنا هذا لأحد لا يملك تلك المؤهلات من الإطلاع عليها والتشبع بقيمها و دراستها على أكمل وجه، فالتطور الروحي والفكري والذهني كفيل لصاحبه بالوصول إلى تلك التفاصيل التي إعتبروها محرمة على العامة، لكن كان من الضروري أن تبقى الوتيرة نفسها في نشر مبادئ أولية على الأقل كي تقود العامة لسلوك هذا الطريق والوصول إلى نهايته، صحيح أن المتنورين هم أكثر من تعرض لحملات الإبادة بسبب هندستهم الخفية المقدسة وأسرار علومهم العظيمة لكن أغلب تلك الحملات من حيث لا يعلمون كانت تقود أغلبية الأرواح إلى عالم الحقيقة بشكل لا يمكن لأحد تصوره.
هذا الأمر سأتوقف عنده لأعطيه حقه في الشرح في مواضيع لاحقة لكنه الآن يجب أن لا يبعدنا عن التركيز على بوابة المعرفة وأسرارها الخفية التي تجعل من تشبع بها حكيماً قديراً، فقد ركزت هذه المعرفة بالأساس على الكائن نفسه كجزء من المنظومة الكونية الكبرى، كجزء مصغر عنها شبيه لها في كل شيء لهذا كانت تضع هذا الإنسان في مدارين أو مثلثين أعلى (كرامة) وأسفل (ذل). فلو وضعت مثلثين على الشجرة أحدهما يتجه للأسفل و الآخر يتجه للأعلى، ثنائية أيضاً الليل والنهار والظلمة والنور والكرامة والذل والنفس العلية والنفس الدنيئة والعقل المظلم والآخر المتفتح وهكذا فكانت بوابة المعرفة هذه تضع الإنسان منذ اللحظة الأولى موضع القياس لمعرفة مدى تأهله لتلقي هذا العلم ولا تزال الكثير من طرق التعبير اللفظية عند النورانيين تصف هذه الحالة بطريقة ساخرة عندما يخطئ الإنسان خطأ كبير فيعبر عن حالته بالقول (إن تفكيره في مؤخرته) وهذا التعبير يرمز فعلياً إِلى تفكير مظلم مقصود منه الجانب الأسفل من المثلث.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة في الهندسة النورانية المقدسة
- مبادىء القوانين الكونية في العلم النوراني
- السيماتيك علم الذبذبات الصوتية
- الخيمياء الروحانية
- حقيقة الماتريكس
- قوة الإنسان الروحية الممنوحة له من الله
- الوعي هو مسيرة الإنسان وغايته
- العوالم العلوية و السفلية
- علم التردد و الإهتزازات
- إسم الله الأعظم الترددات والذبذبات
- الترددات والذبذبات النورانية الإلهية
- الإنتساب إلى الحكمة السرية للحضارات القديمة
- التقمص والكارما وتعدد الحيوات ومنطقيتها
- التقمص وعودة الروح إلى الحياة مرة أخرى
- التقمص و عودة الروح إلى الحياة مرة أخرى
- مبادئ وآليات تشكل الجسد المادي في هذا العالم
- العالم الحقيقي هو عالم هولوغرامي
- طاقة ذبذبة الصوت و تأثيرها
- النور الإلهي في معادلة الجينوم
- الأرواح و عالم التكوين الإنساني الجزء الثاني


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - بوابات الحقيقة في علوم الهندسة المقدسة