أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مبادئ وآليات تشكل الجسد المادي في هذا العالم














المزيد.....

مبادئ وآليات تشكل الجسد المادي في هذا العالم


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7255 - 2022 / 5 / 21 - 13:48
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن عملية الخلق حصلت في البداية خارج نطاق المكان و الزمان، أي في عالم الأفكار والأنماط الأولية، وقد إختار (الخالق جل وعلا) مسرحاً كروياً لعمله، الشكل الكروي هو أبسط الأشكال وأكثرها كمالاً، الكرة هي التعبير النهائي للوحدة والكمال والتكامل، لهذا يعتبر الشكل الكروي عموماً الممثل الهندسي للواحد المتجلي، للوحدة الجامعة، للشمولية، للبساطة، وكذلك للتناظر.
يمثل هذا الشكل أيضا الرحم اللامحدود للكون المتجلي
و الذي يرمز له في المخطوطات بالدائرة، هذه الكرة تشبه تماماً فقاعة الصابون، حيث تخلقها حالة توازن بين قوی دافعة من المركز وبين قوی دافعة نحو المركز، هذا المركز و المحيط الخارجي يمثلان أقطاب متعاكسة حيث بينهما تنبعث قوى متمددة وأخرى متقلصة، كافة النقاط على محيط الكرة قابلة للوصول بشكل متساوي من منظور المركز الذي منه يتأصل كل شيء، كافة الأشياء تحاكي مبدأ الإحتواء الكروي الكامل، الذرات، الخلايا، البذور، الكواكب، الأنظمة النجمية إلى آخره.
الشكل الكروي هو الشكل الأول والوحيد الذي تم خلقه في الوجود، الشكل الكروي هو النتيجة النهائية لكل النشاطات، داخل هذا الشكل الكروي خُلِقت الأشياء، مهما بدا شكلها غير ذلك، الأشياء تولد وتنمو وتتطور داخل الشكل الكروي. الأشياء النامية تظهر في البداية من لا شيء، ثم تنمو إلى قمة الكمال، لكن ما تلبث أن تبدأ بالزوال والعودة ثانية إلى اللاشيء، بحركة إيقاعية متناسقة ومتناغمة، اللاشيء لا يعني الإختفاء إلى الأبد بل هو حالة إختفاء وقتي تتبع كل ظهور وقتي، وهذا الأخير يكون مسبوقا بإختفاء وقتي و هكذا.
أما الدائرة، فهي تمثيل هندسي ثنائي الأبعاد للشكل الكروي، تعتبر الدائرة عبر التاريخ الثقافي القديم أيقونة تمثل الوحدة التي يتعذر إدراكها فكرياً أو وصفها بكلمات، هي تمثل الإنجاز غير المجزأ للكون.
كافة الرموز والأشكال الهندسية الأخرى تعكس المظاهر المتنوعة للكمال المكتمل والعميق لشكل الدائرة أو الكرة، عند مركز الكرة أو الدائرة يوجد نقطة مركزية، هذه النقطة لا تحتاج إلى أي من الأبعاد لكنها رغم ذلك تشمل كل الأبعاد. عند هذه النقطة بالذات تكاثف محتوى البيضة الكونية بعد تلقيحها من قبل النفس الإلهي.
كيفية حصول التلقيح للبيضة حصل بتكاثف للمحتوى من محيط البيضة إلى مركزها.(سأشرح الميكانيكية في وقت لاحق) لكن حركة الخلق أدت إلى نشوء عامل الزمن حيث راحت عملية التكاثف في مركز البيضة تتكرر على الدوام، المسيرة اللولبية المتكررة للمحتوى نحو التكاثف في المركز أدت إلى نشوء دوامتين متعاكستين تلتقيان في مركز الدائرة مما أدى إلى حصول حالة نبض دائم في المركز، هذه الحالة النابضة في مركز الكرة ولدت ما نسميها الشمس المركزية.
النمط الأولي للشيء هو حالة إفتراضية لذلك الشيء وليس له وجود مادي بعد، وفقاً للطبيعة التراكبية للكون، أي: " الجزء يمثل الكل والكل يمثل الجزء".
نستنتج أن كل نقطة في الكون المتجلي هي بؤرة مركزية تتمحور حولها كافة المبادئ التي ولدت في المكان والزمان، الكائن الأسمى (جل جلاله) هو تجاوزي ومتأصل بشكل مطلق، هو متجاوز الأشياء لكنه بنفس الوقت متأصل في كل الأشياء وعلى كافة المستويات (من المجرة الكونية نزولا إلى الذرة)، علينا إدراك "الكل" الكامن في كل شيء بصفته الكائن المتواجد في كل مكان وكل زمان، لهذا السبب علينا التسليم بأن كل نقطة في الكون المتجلي تمثل شمس مركزية قائمة بذاتها، وهذا يعني بالتالي أن كل نقطة في الكون المتجلي تمثل مركز للوعي، أينما يوجد مركز تكاثف للمحتوى الكوني لا بد من وجود وعي، وقد رأينا كيف أن الوعي الذي يقصده الحكماء هو مبدأ الشمس (الممثلة برمز العين)، وبالتالي، فإن كافة أشكال الحياة "الفردانية" هي عبارة عن "شموس"
(مراكز إنبعاث للوعي) بحيث تمثل إنعكاسات مختلفة للشمس الكونية المركزية، بالتالي عندما يتحدث القدماء عن الشمس ويشرحون مظاهرها وقواها المختلفة فالأمر لا يقتصر على الشمس الكونية المركزية، أو تلك التي تقبع وسط نظامنا الشمسي، بل يشمل كل الشموس في الوجود، أي كافة الكائنات الفردية في الكون، وهذا لا يستثني الجسيمات الذرية التي هي أيضا تعتبر شموس دقيقة، ما ينطبق على الشمس الكونية ينطبق على باقي الشموس في الوجود.
إذاً، وفقاً للفكرة السابقة التي تتحدث عن الطبيعة التراكبية للكون بحيث كل نقطة في رحابه تمثل بؤرة مركزية تتمحور حولها كافة المبادئ التي ولدت في المكان والزمان، نجد أن أهم مظاهر المبدأ الشمسي المتجلي هو الفقاعة دائرية الشكل التي تمثل الوعاء الذي يحوي نشاطات النواة الشمسية، بما أن عملية التكاثف في العالم التجاوزي حصلت داخل مساحة كروية الشكل (سماها الحكماء البيضة الكونية) فهذا بالتالي يجعل كل نشاط شمسي في العالم المتجلي يحصل ضمن إطار دائري الشكل وقد سميتها فقاعة ومن هنا جئت بمفهوم الفقاعة الشمسية، ذلك تماهياً مع نموذج البيضة الكونية القابعة في العالم التجاوزي.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم الحقيقي هو عالم هولوغرامي
- طاقة ذبذبة الصوت و تأثيرها
- النور الإلهي في معادلة الجينوم
- الأرواح و عالم التكوين الإنساني الجزء الثاني
- الأرواح وعالم التكوين الإنساني الجزء الأول
- التكوين الكوني و الهندسة الإلهية المقدسة
- البعد السابع عالم الصوت الكوني
- النورانية الإلهية المقدسة
- خِيِمَّيَاء التَّكْوِين النُورَانِّيَةْ فِي الْعَوَالِم الدّ ...
- طبيعة الأبعاد الكونية
- خيمياء العوالم الداخلية
- البعد الرابع أو المستوى النجمي
- المدارس السرية الإبليسية
- الحواجز الزمنية والأبعاد الكونية
- الأبعاد الكونية العليا
- الأبعاد الكونية -Cosmic Dimensions-
- حاول أن تحب حزنك لعله يرحل
- الموقف الماركسي من الصهيونية
- البناء الكوني في الهندسة الإلهية المقدسة
- تجربتي مع كوان ين -kuan yien-


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - مبادئ وآليات تشكل الجسد المادي في هذا العالم