أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - التقمص والكارما وتعدد الحيوات ومنطقيتها















المزيد.....



التقمص والكارما وتعدد الحيوات ومنطقيتها


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7256 - 2022 / 5 / 22 - 18:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


"أقسم برب العرش العظيم، لو شئت أخبرتكم بآبائكم و أسلافكم أين كانوا وممن كانوا وأين هم الآن وما صاروا إليه، فكم من آكل منكم لحم أخيه، وشارب برأس أبيه، وهو يشتاقه ويرتجيه هيهات هيهات، إذا كشف المستور، وحصل ما في الصدور، وعلم أين الضمير، وأيم الله لقد كوزتم كوزات، وكررتم كرات، وكم بين كرة وكرة من آية وآيات، ما بين مقتول وميت، فبعض في حواصل الطيور، وبعض في بطون الوحش، والناس ما بين ماض وزاج، ورايح وغاد، ولو كشف لكم ما كان مني في القديم الأول، وما يكون مني في الآخرة، لرأيتم عجائب مستعظمات، وأمورا مستعجبات، و صنايع وإحاطات". الإمام علي بن ابي طالب.
ﺃﻧﺖ ﺗﺰﻭﺭ ﺷﺎﺭﻋﺎً ﺃﻭ ﺑﻠﺪﺓ ﻣﺎ، ﻭﻓﺠﺄﺓ ﻳﻌﺘﺮﻳﻚ ﺷﻌﻮﺭﺍً ﺑﺄﻧﻚ ﻗﺪ ﻛﻨﺖَ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ، ﻗﺪ ﺯﺭْﺗﻪ ﻗﺒْﻼً. ﺃﻧﺖ ﺗﻌﻠﻢ ﺑﺄﻧﻚ ﻭﺇﻥ إﺗﺠﻬْﺖَ ﻳﻤﻴﻨﺎً ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻠﻘﻰ ﻧﻬﺮﺍً ﻭﺇﻥ إﺗﺠﻬﺖَ ﺷﻤﺎﻻً ﻓﺴﻮﻑ ﺗﻠﻘﻰ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺴﻜﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺃﻧﺖ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻷﺷﺠﺎﺭ ﺑﻤﺤﺎﺫﺍﺗﻚ ﻭﺗﺘﻌﺮّﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻭﻛﺄﻧﻚ ﻗﺪ ﺭﺃﻳﺘﻬﻢ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ، ﺃﻭ ﺭﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺣﻠﻢ ﺟﻤﻴﻞ، ﻟﻜﻨﻚ ﻟﻢ ﺗﺮﺍﻫﺎ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﻢ ﻭﻟﻢ ﺗﺮﺍﻭﺩﻙَ ﻓﻲ ﺣﻠﻢ ﻟﻘﺪ ﺭﺃﻳﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﺫﻛﺮﻯ ﺣﻴﻮﺍﺗﻚ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ ﺗﻤلأ ﺫﺍﻛﺮﺗﻚ ﺍﻟﻼﻭﺍﻋﻴﺔ ﻭﺇﻧﻬﺎ ﺭﺣﻤﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﺣﻴﺚ ﻳﺴﺘﻤﺮّ ﺑﺈﻏﻼﻕ ﻛﻞ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺣﻴﻦ ﻳﺼﻞ ﻟﻨﻬﺎﻳﺘﻪ ﻓﻼ ﻳﻔﺘﺤﻪ ﺃﻣﺎﻣﻚ ﻋﻠَﻨﺎً: ﻓﻲ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﻮﺕ ﻓﻴﻬﺎ، ﺗﺼﺒﺢ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺣﻴﺎﺗﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺸْﺘﻬﺎ ﻛﺘﺎﺑﺎً ﻣُﻐﻠﻘﺎ،ً ﺇﻥ ﻋﺮﻑ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺑﺤﺎﻝ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻴﻮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻓﻠﻦ ﺗﺠﺪ ﺃﺣﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﻥ ﺑﻌﻴد، ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺑﺄﻥ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﻭﺍﻟﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﺃﻭ ﺃﻥ إﺑﻨﺘﻚ ﺃﻭ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺒﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺭﺟﻼً ﻗﺘﻠﻚ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﺎﺿﻴﺔ. ﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﺳﺘﺪﺧﻞ ﻣﻀﻴﻖ ﺍﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﺇﻥ ﺗﺬﻛّﺮْﺕ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻴﻮﺍﺗﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻧﻌﻲ ﺃﻥ ﻣﺎ ﺣﺪﺙ ﻫﻮ إﻥ إﻧﻬﺎﺭ ﺣﺎﺟﺰﺍً ﺻﻐﻴﺮﺍً ﺃﻭ ﻇﻞ ﻣﻔﺘﻮﺣﺎً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻮﺍﻋﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﺍﻟﻼﻭﺍﻋﻲ ﻓﺘﺒﺪﺃ ﺫﻛﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ. ﺇﻧﻬﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ.
ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻡ ﺁﺟﻼً ﺳﻮﻑ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺤﻘﻴﻘﺔ ﺗﻌﺪُّﺩ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﺕ، ﻓﻬﻲ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ ﺟﺪﺍً ﻭﺟﻮﻫﺮﻳﺔ ﻷﺟﻞ ﺍﻟﻨﻤﻮّ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ، ﻷﺟﻞ ﺍﻟﺘﺄﻣﻞ، ﻷﺟﻞ ﺗﺤﻮﻳﻞ ﺍﻟﻮﻋﻲ، ﻷﻧﻚ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻚ ﺗﺬﻛُّﺮ ﺣﻴﻮﺍﺗﻚ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻓﻬﺬﺍ ﻳﺼﺒﺢ ﺩﻟﻴﻠﻚ ﺑﺎﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﺴﺘﻘﺒﻞ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺣﻴﻦ ﺗﺒﺪﺃ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺗﻌﻲ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻗﺪ ﻋﺎﺷﺖ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﻤﺮﺍﺕ.
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﻫﺪﻑ ﻭﺿﻊ ﻋﻠﻢ ﺇﻧﺘﻘﺎﻝ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻦ ﺟﺴﺪ ﺇﻟﻰ ﺟﺴﺪ، ﻷﺟﻞ ﺧﻠْﻖ ﺷﻌﻮﺭ ﻋﻈﻴﻢ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻭﺍﻹﻛﺘﻔﺎﺀ ﻷﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﺎ ﺗﻔﻌﻠﻪ ﺍﻵﻥ ﻗﺪ ﻓﻌﻠْﺘﻪ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ. ﻭﺭﻏﻢ ﻫﺬﺍ ﻓﺄﻧﺖ ﻟﻢ ﺗﺘﻌﻠﻢ ﺷﻴﺌﺎً، ﻫﺎ ﺃﻧﺖ ﻫﻨﺎ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ، ﻵﻻﻑ ﺍﻟﺤﻴﻮﺍﺕ ﻛﻨﺖ ﺗﺠﺮﻱ ﺗﻼﺣﻖ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﻭﺍﻟﺴُّﻠﻄﺔ ﻭﻻﺯﻟﺖ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺎﻟﺸﻲﺀ ﺫﺍﺗﻪ, ﺇﻥ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﻛﻞ ﺣﻴﺎﺓ ﺗُﻤﺤﻰ ﻟﻴﺒﺪﺃ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻣﻦ ﺃﻭّﻝ ﺍﻟﺴﻄﺮ.
الكارما ﻳﻌﻠِّﻢ ﺃﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺪ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎً، ﺗﻌﻄﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﻧﺘﺎﺋﺞ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺩﻭﺍﻟﻴﻚ, ﻭﻗﺎﻧﻮﻥ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﻳﺴﺮﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﻛﻠِّﻪ ﺑﺪﻭﻥ إﺳﺘﺜﻨﺎﺀ، ﻣﻦ ﺍﻟﺬﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ"، ﺍﻟﻤﺘﻮﺣﺶ" ﺃﻭ "ﺍﻟﻤﺘﺤﻀِّﺮ" ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻧﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺻﺎﺩﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﻋﻲ ﻭﺇﺭﺍﺩﺓ، ﺃﻱ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻋﻤﻞ، ﺃﻭ ﻓﻜﺮ، ﺃﻭ ﺇﺣﺴﺎﺱ، ﺻﺎﻟﺤﺎً ﻛﺎﻥ ﺃﻡ ﻃﺎﻟﺤﺎً، ﻳﺮﺗﺪُّ ﻋﻠﻴﻨﺎ، ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺁﺗﻴﺔ, ﻭﻟﻜﻦ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ، ﻛﻮﻧﻪ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺎﻹﺩﺭﺍﻙ ﻭﺍﻟﺘﻌﻘﻞ.
ﻓﻜﻤﺎ ﻗﻠﻨﺎ، ﻳﺴﺮﻱ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﺍﻷﺷﻴﺎﺀ ﻛﻠِّﻬﺎ, ﻭﻫﻮ ﻳﻄﺒﻖ ﻗﻮﺍﻧﻴﻨﻪ ﺩﻭﻥ ﺧﻄﺄ ﺃﻭ ﺷﻔﺎﻋﺔ، ﻭﻳﻨﻈِّﻢ ﻛﻞ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﺔ، ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺬﺭﻳﺔ، ﻭﻳﻌﻄﻲ ﻟﻜﻞِّ ﺳﺒﺐ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻣﺆﻛﺪﺓ، ﻭﻻ ﻳﺨﻀﻊ ﻟﻤﺆﺛﺮﺍﺕ ﺧﺎﺭﺟﺔ ﻋﻨﻪ، ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ, ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺘﺨﺬ ﺃﻳﻀﺎً ﺑﻌﺪﺍً ﺇﺿﺎﻓﻴﺎً ﺃﺧﻼﻗﻴﺎً. ﻓﻜﻠﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻭﻋﻴﺎً ﻭﻣﻌﺮﻓﺔ، إﺯﺩﺍﺩ ﺿﻐﻂ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ, ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻋﺒَّﺮ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﻤﺴﻴﺢ ﺑﻘﻮﻟﻪ" :ﻣﻦ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ، ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻀﺮﺏ، ﻳُﻀﺮَﺏ ﻗﻠﻴﻼً؛ ﻭﻣﻦ ﻳﻌﺮﻑ، ﻭﻳﻔﻌﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﺘﻮﺟﺐ ﺍﻟﻀﺮﺏ، ﻳُﻀﺮَﺏ ﻛﺜﻴﺮﺍً".
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻄﻠﻖ، ﻓﻲ ﺍﻟﻼﻣﺘﺠﻠِّﻲ، ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺗﻮﺍﺯﻥ ﺗﺎﻡ, ﻭ ﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﺇﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺍﻟﺘﺠﻠِّﻲ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺪﺙ ﻛﺴﺮ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﻓﺎﻟﺘﺠﻠِّﻲ، ﺑﺤﺪِّ ﺫﺍﺗﻪ، ﻛﺴﺮ ﻟﻠﺘﻮﺍﺯﻥ ﻭﻹﻋﺎﺩﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ ﺑﻤﻘﺪﺍﺭ ﺳﻌﺔ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺒَّﺒﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺴﺮ, ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻱ، ﻛﻞُّ ﺣﺮﻛﺔ، ﻛﻞ ﻓﻌﻞ، ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺭﺩُّ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﺣﺮﻛﺔ إﺭﺗﺪﺍﺩﻳﺔ ﻣﻌﺎﻛﺴﺔ, ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺮﺍﻩ ﻳﻮﻣﻴﺎً ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ "ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺋﻲ" ﺍﻟﻤﺘﻄﻮﺭ, ﻭﻟﻜﻦ ﻣﺎ ﻻ ﻧﺮﺍﻩ ﻫﻮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﺭﺓ, ﺇﻧﻨﺎ ﻧﺴﻤﻊ ﺑﺎﻟﻜﻮﺍﺭﺙ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ ﺍﻷﺭﺿﻲ، ﺟﺎﻫﻠﻴﻦ ﺃﻥ ﺃﺳﺒﺎﺑﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ ﻗﺪ ﺗﻜﻮﻥ ﻏﻴﺮ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻟﻨﺎ ﺇﺫ ﺇﻧﻬﺎ ﻛﻮﻧﻴﺎً ﻗﺪ ﺗﻌﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺁﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ ﺍﻟﻐﺎﺑﺮﺓ, ﻭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ، ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮ، ﻓﻲ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ, ﻓﻜﻞ ﺣﺮﻛﺔ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻬﺎ ﺭﺩُّ ﻓﻌﻞ، ﻭﺭﺩُّ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﻫﺬﺍ ﻳﺆﺛﺮ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻻ ﺑﻞ ﻳﻄﻮﻝ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻤﺴﻲ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ، ﺍﻟﻤﻘﺎﻳِﺲ (analogous) ﻟﻠﺒﻨﻴﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﻓﺈﺫﺍ ﺟُﺮِﺡ ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﺃﻋﻀﺎﺋﻪ ﻧﺠﻢ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺃﺛﺮٌ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ، ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻡ ﺁﺟﻼً، ﺇﻥ ﻟﻢ ﻧﺪﺍﻭِﻩ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻭ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻳﻨﺪﻫﺶ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻟﺪﻯ ﺭﺅﻳﺘﻬﻢ ﺷﺨﺼﺎً ﻣﺎ، ﺳﻴﺊ ﺍﻟﺴﻤﻌﺔ، ﺷﺮﻳﺮ ﺍﻟﻄﺒﺎﺋﻊ، ﻳﺰﻳﺪﻩ "ﺍﻟﻠﻪ" تعالى ﺟﻤﺎﻻً ﻭﻏﻨﻰ ﻭﺃﺳﺒﺎﺏ ﺭﺍﺣﺔ ﻭﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ، ﻧﺮﻯ ﺇﻧﺴﺎﻧﺎً ﺁﺧﺮ، ﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺟﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ، ﻃﻴِّﺐ ﺍﻟﻤﻌﺸﺮ، ﺻﺎﻟﺢ ﺍﻷﻋﻤﺎﻝ، ﻳﺒﺘﻠﻴﻪ "ﺍﻟﻠﻪ" تعالى ﺑﻤﺼﻴﺒﺔ ﺗﻠﻮ ﺃﺧﺮﻯ, ﻭ ﻻﺷﻚ ﺃﻥ ﺃﻏﻠﺒﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﺄ ﻓﻲ ﺗﻔﺴﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ، ﻷﻧﻨﺎ إﻋﺘﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻨﺎ ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﻳﺔ، ﺩﻭﻥ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻲ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ.
ﺇﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ "ﻣﺎ ﻳﺰﺭﻋﻪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻳﺎﻩ ﻳﺤﺼﺪ" ﻻ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﻋﻨﺪ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﻌﻴﺸﻬﺎ ﻓﺎﻷﻋﻤﺎﻝ، ﺻﺎﻟﺤﺔ ﺃﻡ ﻃﺎﻟﺤﺔ، ﺳﺘﺘﻔﺘﻖ ﻋﻦ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ، ﻋﺎﺟﻼً ﺃﻡ ﺁﺟﻼً، ﻟﻴﺲ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﺑﻞ ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻗﺎﺩﻣﺔ، ﺑﺎﻟﻮﻻﺩﺓ ﺃﻭ التجسد ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﺗﺘﻴﺢ ﻟﻪ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑُ ﺍﻟﻤﺤﻴﻄﺔ ﺑﻪ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮَ ﻋﻦ ﺃﺧﻄﺎﺋﻪ ﺗﺠﺎﻩ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ، ﺑﺘﺤﻤُّﻞ " ﺃﺫﻳَّﺘﻬﻢ،" ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﻓﻌﻞ ﺷﻴﺌﺎً ﻟﻬﻢ، ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ، ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﻫﺬﺍ اﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ.
ﻣﺎ ﻓﺘﺌﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ "ﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺗﻴﺔ" ﺗﻌﻤِّﻖ ﻓﻲ ﺃﺫﻫﺎﻧﻨﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ (حاشى لله)، ﺍﻟﻘﺎﺳﻲ، ﺍﻟﻤﺰﺍﺟﻲ ﺍﻟﻬﻮﻯ، ﺗﺴﺄﻝ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﻋﻤَّﺎ ﻓﻌﻠﻪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺩﺍﻭﺩ ﺑﻘﺘﻠﻪ ﺃﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺤﺜﻲ ﻟﻴﺄﺧﺬ ﻣﻨﻪ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﻓﻴﺠﻴﺒﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺪ ﻏﻔﺮ ﻟﻪ! ﻧﻌﻢ، ﻫﻨﺎﻙ ﻏﻔﺮﺍﻥ، ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﻓﺎﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻤﺎﺭَﺱ ﻓﻲ ﻣﺜﺎﻟﻨﺎ ﺫﻭ إﺗﺠﺎﻩ ﻭﺍﺣﺪ: ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻟﻘﺪ ﻏُﻔِﺮ ﻟﻪ، ﺣﺴﻨﺎً!! ﻭﻟﻜﻦ ﻫﻞ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻀﺤﻴﺔ: ﺃﻭﺭﻳﺎ ﺍﻟﺤﺜﻲ؟ ﻫﻞ ﻓﻜﺮﻧﺎ ﺑﺎﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻌﺖ ﻋﻠﻰ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﻭ ﺃﻭﻻﺩﻩ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻩ، ﻭﺍﻵﻻﻡ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﺑﺪﻭﻫﺎ؟! ﻫﻞ ﻧﺴﻴﻬﺎ "ﺍﻟﻠﻪ" تعالى ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺟﺮﺍﺋﻤﻬﻢ، ﻭﻳﻠﻘﻮﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻐﻔﺮﺍﻥ ﺍﻟﺨﺎﺹ بهم.
ﻫﻨﺎ ﻳﺘﺪﺧﻞ الكارما، ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻹﻟﻬﻲ، ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻼﺣﻖ ﺍﻟﻤﺬﻧﺐ ﺣﻴﺎﺓ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﺎﺓ، ﻣﻊ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺼﺮﺍﻁ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﻴﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﺠﺴِّﺪﻩ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺑﻴﻦ ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺬﻳﻦ "ﻇﻠﻤﻬﻢ" ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻭﻣَﻦ ﻳﺪﺭﻙ ﺫﻟﻚ ﻳﺒﺪﺃ ﺑﺘﺤﻤﻞ "ﺍﻟﻤﺼﺎﺋﺐ" ﺍﻟﺘﻲ ﻳُﺒﺘﻠﻰ ﺑﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﻻ ﻳﺪﺭﻱ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﻧﻮﺍﻳﺎﻩ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻻ ﻧﺴﺎﻋﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻦ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﻣﺎﺽٍ، ﻣﻦ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺳﻴﺌﺔ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻴﻮﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺎﺕ، ﺑﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻜﺲ، ﻳﺠﺐ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻣﺪُّ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻟﻪ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺘﻨﻔﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺎﺭﻣﺎ.
ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﻲ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻟﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻘﻤﺺ (التجسد)، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻦ ﺗﻨﺎﺳﺦ ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ metempsychosis) ) ﻓﻲ ﺃﺟﺴﺎﻡ ﺣﻴﻮﺍﻧﻴﺔ، ﻷﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ في ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺗﻄﻮﺭ ﺗﺼﺎﻋﺪﻱ ﻓﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﺃﻭ ﺑﺎﻷﺻﺢ ﺍﻟﺜﺎﻟﻮﺙ ﺍﻟﻌﻠﻮﻱ (ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻀﻢ ﺁﺗﻤﺎ، atma ﻭﺍﻟﺠﺴﻢ ﺍﻹﺷﺮﺍﻗﻲ ﺑﻮﺩﻫﻲ ،buddhi ﻭﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﺎﻧﺎﺱ) ،manas (ﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺠﺴَّﺪ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﻴﺎﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﺎﻟﺮﻭﺡ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺗﻌﻮﺩ ﻟﻠﺘﻘﻤﺺ ﻓﻲ ﻣَﺮْﻛَﺒﺎﺕ vehicles (ﺃﺟﺴﺎﻡ) ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻻ ﺣﻴﻮﺍﻧﻴﺔ؛ ﺇﺫ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻋﻲ ﻭﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻳﺴﻴﺮﺍﻥ ﻟﻸﻣﺎﻡ ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ، ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻧﻔﺘﺎﺡ، ﻭﻟﻴﺲ إﻧﻐﻼﻕ ﻓﺎﻟﺘﺠﻠِّﻲ ﻟﻪ ﻣﺨﻄﻂ ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﻭ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻬﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺨﻄﻂ ﻭﺍﻟﺘجسد ﻫﻮ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻋﻤﻞ ﻛﺎﺭﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﻛﻠِّﻬﺎ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻷﺧﻼﻗﻲ.
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻲ ﻟﻠﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺑﻴﻦ ﻟﻴﻠﺔ ﻭ ﺿﺤﺎﻫﺎ. ﻟﺬﺍ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺮﻭﺡ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﺗﺠﺴُّﺪﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟﺸﻮﺍﺋﺐ ﺍﻟﻌﺎﻟﻘﺔ ﺑﻬﺎ، ﻭﺗﻌﻠُّﻢ ﺍﻟﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﺭﻓﻀﺘﻬﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎً، ﻭ ﺇﺻﻼﺡ ﺃﺧﻄﺎﺋﻬﺎ ﺑﺤﻖ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺳﺎﺀﺕ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺣﻴﻮﺍﺕ ﺳﺎﺑﻘﺎﺕ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻤﺂﻝ، ﺃﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﻭﺍﻟﺮﺣﻤﺔ ﺇﺗﺎﺣﺔ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﻣﺮﺍﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻟﻠﺘﻮﺑﺔ ﻭﺇﺻﻼﺡ ﺍﻟﻌﻴﻮﺏ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺇﻟﻘﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﻧﺎﺭ ﺃﺑﺪﻳﺔ؟
ﻭﻻ ﻧﻨﺴﻴﻦَّ ﺃﻧﻨﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺃﻧﻪ، ﻓﻲ ﺃﻏﻠﺐ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ، ﺗﻮﺟﺪ ﻇﺮﻭﻑ إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﺗﺴﺒﺐ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺃﺧﻄﺎﺀ ﻭﻫﻔﻮﺍﺕ ﻗﺪ ﻻ ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ ﻟﻮ ﻭُﻟِﺪ ﻓﻲ ﺑﻴﺌﺔ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﺁﺧﺮ؟
ﺃﻟﻴﺲ ﺃﻛﺜﺮ ﺭﺣﻤﺔ ﻭﻋﺪﻻً ﺃﻥ ﻧﺘﻴﺢ ﻟﻠﺘﻠﻤﻴﺬ ﻓﺮﺻﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺼﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺳﺐ ﻓﻴﻪ، ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﻃﺮﺩﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻭﺣﺮﻣﺎﻧﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻓﺔ؟
ﻭﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻜﻮﻧﻴﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺤﺪﻭﺩ ﻻ ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺷﻲﺀ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩ ﺃﻭ ﺃﺑﺪﻱ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺁﺧﺮ، ﻓﺈﻥ ﺣﻴﺎﺓ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﻘﺪَّﺭ ﺑﻤﺎﺋﺔ ﺳﻨﺔ ﻣﺪﺓٌ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻻ ﺗﺴﺒِّﺐ ﺍﻟﺒﻘﺎﺀ ﻓﻲ ﺟﻬﻨﻢ ﻣﺪﺓ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﺃﺑﺪﻳﺔ ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻷﺷﻜﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﻠﻜﺘﻴﻦ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﻮﺍﻧﻴﺔ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﺭﻉ ﺑﺎلإﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺎ، ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻠﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﺃﻥ ﻳﺘﺴﺎﺭﻉ ﺗﺴﺎﺭﻋًﺎ ﻓﺎﺋﻘًﺎ ﺑﺘﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ، ﻛﻞٌّ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻤﻪ. ﺗﻨﻬﺾ ﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﺍﻟﺒﺎﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﺍﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺚِّ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻟﻺﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ للإعلاء من ﺷﺄﻥ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ﻭﻫﻲ ﺗﻤﺎﺛﻞ ﻓﻲ ﻓﺎﻋﻠﻴﺘﻬﺎ ﻭﻣﺼﺪﺍﻗﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﺎﻋﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺠﺴﻤﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﻘﻞ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻮﺿﻌﻲ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺤﺼﻮﻝ ﻋﻠﻰ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﻣﺤﺪَّﺩﺓ ﺑﺪﻗﺔ ﺑﺎلغة.

͜ ✍ﮩ₰ الماستر الأكبر سعيد اتريس



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقمص وعودة الروح إلى الحياة مرة أخرى
- التقمص و عودة الروح إلى الحياة مرة أخرى
- مبادئ وآليات تشكل الجسد المادي في هذا العالم
- العالم الحقيقي هو عالم هولوغرامي
- طاقة ذبذبة الصوت و تأثيرها
- النور الإلهي في معادلة الجينوم
- الأرواح و عالم التكوين الإنساني الجزء الثاني
- الأرواح وعالم التكوين الإنساني الجزء الأول
- التكوين الكوني و الهندسة الإلهية المقدسة
- البعد السابع عالم الصوت الكوني
- النورانية الإلهية المقدسة
- خِيِمَّيَاء التَّكْوِين النُورَانِّيَةْ فِي الْعَوَالِم الدّ ...
- طبيعة الأبعاد الكونية
- خيمياء العوالم الداخلية
- البعد الرابع أو المستوى النجمي
- المدارس السرية الإبليسية
- الحواجز الزمنية والأبعاد الكونية
- الأبعاد الكونية العليا
- الأبعاد الكونية -Cosmic Dimensions-
- حاول أن تحب حزنك لعله يرحل


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - التقمص والكارما وتعدد الحيوات ومنطقيتها