أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - لماذا النخب القديمة تعادي مشروع قيس سعيد؟














المزيد.....

لماذا النخب القديمة تعادي مشروع قيس سعيد؟


عزالدين مبارك

الحوار المتمدن-العدد: 7262 - 2022 / 5 / 28 - 22:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





لم يعد خافيا على الجميع ما وقع في تونس طيلة حكم النهضة لأكثر من عشر سنوات من التخريب الممنهج لأركان وأسس الدولة من أجل التمكين وخلخلة مفاصلها خدمة لأغراض شخصية ضيقة وسيطرة الحركة الإخوانية على السلطة والثروة تحت غطاء نظام برلماني هجين تحول بوجود الغنوشي على رأسه إلى مقر رئيسي للحركة ثم إلى سيرك وحلبة صراع إغريقية وديمقراطية شكلية مزيفة للتهريج والمغالبة تحت ظل دستور هجين قد على المقاس من أجل سيطرة الإسلام السياسي على السلطة والبلاد فلا هو يؤسس لنظام برلماني ولا لنظام رئاسي فقد فتت السلطة التنفيذية وجعلها خاضعة للبرلمان الذي تتحكم فيه النهضة بالكامل وخلق صراعات سياسية طاحنة بين الفرقاء السياسيين وصلت حد الاغتيالات وانتشار الفوضى مما أدخل البلاد في أزمة مستفحلة في غياب محكمة دستورية يمكنها الفصل في الخلافات التي وصلت إلى حد إفلاس الدولة واضمحلال كيانها.
وكنتيجة لهذا الوضع المتردي وتفاقم الأزمة الإقتصادية والإجتماعية هبت الجماهير الشعبية يوم 25 جويلية 2021 مطالبة بثورة تصحيحية وبنظام سياسي جديد فعال وينقذ البلاد من الوضع المزري الذي وقعت فيه البلاد فتلقف ذلك الرئيس قيس سعيد بكل شجاعة وأنقذ البلاد من حمام دم بإعلانه الحالة الاستثنائية استنادا على الفصل 80 من دستور 2014 وقد بارك الجميع هذه الخطوة الجريئة منظمات وطنية وأحزاب ونخب ماعدى النهضة ومن يدور في فلكها.
وخوفا من تمركز السلطة بيد الرئيس وهو يحكم بالمراسيم بعد تجميد البرلمان الذي وقع حله في ما بعد طالبه المجتمع المدني بالداخل وكذلك المجتمع الدولي بتحديد خارطة طريق مفصلة للعودة للحالة الطبيعية وهذا ما تم بالفعل أواخر سنة 2021 بحيث سينجز دستور جديد يتجاوز هنات دستور 2014 يستفتى عليه شعبيا في 25 جويلية 2022 ثم القيام بانتخابات برلمانية في 17 ديسمبر 2022.
وبعد أن توضحت الأمور وبدأ الشروع في ترتيبات إنجاز مسودة الدستور الجديد عن طريق لجنة استشارية يرأسها العميد والخبير في القانون الدستوري الأستاذ الصادق بلعيد اعتمادا على مشاورات مع المنظمات الوطنية وخبراء الدستور والقانون بالجامعة التونسية وكل كفاءة يمكنها الإفادة في الموضوع ظهر التردد والتشكيك والتململ وكأن هناك من ضغط على زر فجأة وإذا كان موقف النهضة والأحزاب التي تدور في فلكها معروفا مسبقا فلا يمكن تفسير مواقف الأحزاب التقدمية واليسارية وخاصة المنظمة النقابية والنخب الجامعية التي ارتأت عدم المشاركة في المشاورات الدستورية ومنهم من يدعو لمقاطعة الاستفتاء والانتخابات بعد أن رحبوا بكل قوة وهللوا وساندوا إجراءات 25 جويلية من سنة 2021.
فأغلب الظن وأرجحه أن النخب القديمة والفاعلة الآن على الساحة السياسية والمنظمات والأحزاب والتي عايشت و تفاعلت وتعاملت مع الأنظمة السابقة من بورقيبة إلى النهضة مرورا ببن علي تخاف من شعبية قيس سعيد واستقلاليته ونظافة يده وجرأته الغير مسبوقة فهي تتوقع أنه سيمضي إذا نجح في الاستفتاء وتم إرساء نظام رئاسي قوي في عملية تنظيف ومحاسبة واسعة النطاق للبلاد تطال الجميع وخاصة الأحزاب والمنظمات والنخب النافذة والتي استغلت مناصبها فتغولت وذلك على مدى عقود طويلة.
فمعاداة مشروع قيس سعيد بدون سبب جوهري واضح لا يعدو أن يكون إلا خوفا من احتمال محاسبة في المستقبل أو خضوعا لقوى أجنبية لا تحبذ وجود شخص على رأس الدولة التونسية لا يستجيب لإملاءاتهم ولا يسمح بالتدخل في شؤون البلاد الداخلية والدليل على ذلك تزامن مواقف النخب الأخيرة من الدستور والاستفتاء مع مواقف بعض الدول الغربية والضالعة في ما يسمى بالربيع العربي ومماطلة صندوق النقد الدولي في منح تونس ما تستحق من تمويل لإنقاذ اقتصادها من الانهيار والتي كانت المنظومة السابقة سببا فيه.
فهذه النخب الكسولة والتي تسترزق من الريع الإداري والكلامي في المنابر الاعلامية والمقاهي تنقصها مع الأسف الشجاعة الفكرية لتلتقط اللحظة الحاسمة وتدخل التاريخ من بابه الكبير تريد أن تعود بنا إلى الوراء إلى ما قبل 25 جويلية 2021 ودولة الغنوشي الإخوانية تاركة المجد والعزة لقيس سعيد فمن المحتمل بشعبية شبابه الجارفة أن ينتصر عليهم جميعا لأنه يعمل لمصلحة تونس العظيمة وهم يعملون لمصالحهم الخاصة وهذا هو ما يحدد النتيجة في النهاية.



#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يتذكر آلام سبايا الغزو الإسلامي؟
- الخديعة الكبرى
- محركات الدين :الغزو والجنس والتحايل على الإله.
- لماذا يصمت الإله أمام هول ما يرى؟
- القرآن نص زمكاني
- لماذا النظام الرئاسي أنجع من النظام البرلماني في دول الهشاشة ...
- الإله الإبراهيمي خلطة عجيبة بين الذاتي والأسطورة والخيال.
- تهافت ما يقوله الإعجازيون عن آية الرتق والفتق
- هل القرآن هو تعبير عن العقل الباطني لمحمد؟
- نحو الدين كحرية شخصية
- هل هناك علاقة بين الأديان والتخلف؟
- وهم الثورة ولعبة الأمم
- المواطنة والعدالة الاجتماعية لبناء الدولة الحديثة
- المواطن العربي المقهور إقتصاديا واجتماعيا وسياسيا
- ثورة العقل لم تقع
- متى ينتصر العقل على الخرافة؟
- هل الأخطاء العلمية بالقرآن دليل على بشريته؟
- المنظومة العقابية بين الوضعي والديني
- الإنسان قبل وبعد الديانات
- العالم الإفتراضي ما له وما عليه


المزيد.....




- وزير الديوان الأميري الكويتي يكشف عن الحالة الصحية للشيخ نوا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن إصابة عدد من جنوده بسب شظايا صاروخ أُط ...
- واشنطن تعتبر نهج إسرائيل في القضاء على قيادات -حماس- تكتيكا ...
- -تلغراف-: سفينة مملوكة لبريطانيا أصيبت بصاروخ قبالة سواحل ال ...
- وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاع عدد قتلى القصف الإسرائيلي إلى ...
- البيت الأبيض: حوالي 9 مواطنين أمريكيين ما يزالون رهائن في قط ...
- طفل فلسطيني يصفه الإعلام الغربي بالبطل لإنقاذه كلباً ومنظمات ...
- بعد الانتقادات الموجهة لها.. -الجنائية الدولية- تتعهد بتكثيف ...
- ملاعب أوروبية.. شغب وعنف وقتيل ضمن الضحايا
- واتساب يطرح ميزة جديدة لحماية المحادثات السرية


المزيد.....

- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو جبريل
- كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية / عبدالجواد سيد
- العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا ... / محمد عبد الكريم يوسف
- العدد السادس من مجلة التحالف / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- السودان .. ‏ أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة / فيصل علوش
- القومية العربية من التكوين إلى الثورة / حسن خليل غريب
- سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك / ليزا سعيد أبوزيد
- : رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو ... / نجم الدليمي
- یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل / دلشاد خدر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزالدين مبارك - لماذا النخب القديمة تعادي مشروع قيس سعيد؟