أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - ذكريات عن شهر رمضان














المزيد.....

ذكريات عن شهر رمضان


هدى توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 7252 - 2022 / 5 / 18 - 18:06
المحور: الادب والفن
    


ذكرياتي عن شهر رمضان :
في الحقيقة شهررمضان، شهر له خصوصية كبيرة لي إلى حد ما ، عن بقية شهورالسنة، لكن من الممكن القول : أن شهر رمضان في الماضي أصبح يختلف عن شهر رمضان في الوقت الحالي كثيرًا. حيث كان يرتبط هذا الشهر في الماضي بالمكان ؛ لأنني كنت أقضيه في مسقط رأسي ، في مدينة بني سويف ، وهذا كان له طقوس ، وعادات مختلفة جدًا عن الآن ؛ حيث كنت أقضي ليالي رمضان بين الأسرة والأقارب والأصدقاء ؛ التي تربطني معهم صلات وطيدة وحميمية من أيام الطفولة ، والمرحلة الثانوية ، والجامعة ، ثم صديقات العمل الجدد، وهذا معناه التزاور ، وإقامة المآدب والعزائم تقريبًا يوميًا ؛ كتعبيرعن مدى الود والألفة ، والرحمة ، والسهر، والتحاكي إلى بواكيرصباح اليوم الجديد. حتى لو كنا نذهب إلى العمل ، وإن كانت حدة العمل ، والتكاسل ، وتقسيم أيام العمل تكون ميسرة ، وأكثر مرونة داخل المحيط الوظيفي الروتيني . فيقولك : " ياعم مالك احنا في رمضان. كل سنة وإنت طيب ، ورمضان كريم " ، وغيرها من العبارات الشائع استخدامها . وطبعا العامل المشترك في كل اللقاءات والعزائم هو مشاهدة التلفاز من بعد الإفطار تقريبًا ، وإن كان موعدنا الحقيقي معه يبدأ من قبل الآذان ، وابتهالات الشهرالكريم استعدادًا للإفطار، وسماع المدفع الذي يفرق في توقيته بين مدينتي ، ومحافظة القاهرة دقائق معدودة ، فأنتظر بلهفة أن يضرب مدفع الإفطار، وأملأ جفاف حلقي بكوب العصير الساقع المُحلى بسكر زائد عن الحد في هذا الشهر بالذات ؛ ليمد جسدي بطاقة التجدد كما كانت تقول أمي : زودي السكر ليكِ يابنتي ، علشان تعوضي جسمك.
وبعد استعادة قوة الحياة بالشراب والطعام. نُقررالخروج والتنزه للتسلية والضحك ، وتكون حارتي قد صنعت غطاءًا ورقيًا مقصوص بدقة ، وترتيب على أشكال مربعة أو هندسية كل على حسب. يتخلل البيوت مربوط بالمشبك الحديدي لأحبال الغسيل ، أو من خلال المصابيح الضوئية الضخمة التي تنير الحارات والشوارع ، وكنا نسميها ( الكابولي ) ، ويتوسط الحارة فانوس كبيرمتوهج بألوانه الزاهية. قد اشترك أغلب أهالي الحارة في شرائه، ويبدأ كرنفال أطفال الحارة يلعبون ويصرخون ، ومعهم الفوانيس. وكل طفل يتعاجب بفانوسه .. كنزه الصغير، ويتفانون في اللعب والضحك وعمل المقالب ، والتلصص على من لا يصوم منهم ، ليهللوا له ، ويفضحوه بين بعضهم وبعض ، وهم يتضاحكون ببراءة مستمرين في الصراخ واللعب، وبمجرد أن تفتح المحلات، تبدأ النواصي تعج بالتجمع واللغو، والسمر. حتى أن بعضهم يضعون شاشة التلفاز، حتى لا يفوتهم مسلسل أو برنامج ما، وهم يلهثون وراء الكثرة والتنوع ؛ التي تكاد أن تُطير أبراج عقولهم من عبث المحاولة لمتابعة كل شئ في وقت واحد. هذاغير موائد الرحمن المنتشرة في أماكن كثيرة ، حتى تسمح لمن يرغب أن يذهب ، بل ويغير المائدة من يوم للثاني حسب مدى إعجابه بنكهة ، ومذاق الطعام من مائدة لأخرى.
لكن بعد انتقالي للعيش في محافظة الجيزة تغيرت الأمور تمامًا ، فقد أصبحت أقطن بعيدًا عن محيط الأهل ، والأسرة ، والأصدقاء القدامى ، وإن كان لا يخلو الود من التواصل ، وحضور الدعوات للتزاور، ومشاركتهم إفطارًا شهيًا ، ومفعم بالحب والبهجة . تتخلله ذكريات لا تُنسى ، وتتجدد حلاوتها بالحضوروالضحك على ما فات ومر، بالسخرية والتهكم بخفة دم الروح المصرية المعهودة ، والمعروفة عنهم دومًا، وبالتالي بدأ هذا الشهر يأخذ له طابع خاص لي في القراءة والكتابة ، فقد ظللت لفترة طويلة أخصص بشكل مقصود أوقاته لقراءة بما يمكن أن نسميه بالأدب الثقيل للرواد ؛ بقراءة أغلب أعمالهم بعمل جدول مقسم على مدار أيام الشهر. مثال الأعمال الكاملة : لنجيب محفوظ ، توفيق الحكيم ، يحيى الطاهرعبد الله ، تولستوي ، بورخيس ، دستوفيسكي ،همنجواي ، وغيرهم من الرواد.
إلى أخره حسب ما أختار، ولكن أيضا بعد توالي السنين اختلف الأمر بعض الشئ لي ، وأصبحت القراءة مطلب ضروري لما أحتاجه في الوقت الحالي ؛ عما يشغل فكري من كتابة لا بد أن أنتهي منها سواء : مقال أو قصة أو رواية ، وأبدأ في تنظيم الأهم ، والضروري ، والواجب قراءته لمشروعي الكتابي الحالي أولاً وأخيرًا.
لذلك أتمنى أن تكون تلك الليالي فرصة للتأمل والقراءة. وانهاء ما أنوي قراءته أو كتابته . قبل قدوم العيد بكرنفال جديد ، وطقوس احتفالية تشغل أوقاتنا ، وتبعدنا عن القراءة والكتابة عنوة واضطراراً ؛ لإستكمال طقوس الشهر الكريم .
م2/4/2022



#هدى_توفيق (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناصية القراءة - هاجر-
- ناصية القراءة - وطن بكف المنفى -
- مونتي وثقافة الفساد في مصر
- شهرزاد الحكاءة في المريض العربي
- قصص قصيرة
- السيمفونية التي أبدعت أسطورة حب عصرية
- دراسة لديواني الشاعر مدحت منير والشاعر حاتم مرعي
- النقد القصصي عند الدكتور محمد مندور في كتابه النقدي (نماذج ب ...
- قراءة نقدية في قصص مختارة لهدى توفيق
- النساء في المناطق المهمشة تطبيقا على واقع بني سويف
- قصة للأطفال للكاتبة هدى توفيق بعنوان هناء وشيرين
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (كهف البطء)
- قراءة في مجموعة قصصية للكاتبة هدى توفيق بعنوان (مذاق الدهشة ...
- زغرودة تبطل مفعول قنبلة قصة قصيرة
- قصة قصيرة بعنوان السلام يعم الغابة
- فأر الذاكرة الذي ابهجني وأبكاني في كأنه يعيش
- مفتاح الفردوس في رواية صانع المفاتيح
- شخص كان هنا أم محكيتان عن الجدة هو المسمى الأفضل
- تغريدة الشجن والحب والموت
- الجانب المعرفي في رواية دموع الإبل


المزيد.....




- “برقم الجلوس فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ا ...
- مستشفى المجانين في نهاية الأرض.. تاريخ الجنون المظلم في القا ...
- بعد الرسامة الدنماركية.. فنان يتهم مها الصغير بسرقة لوحاته
-  إعلان نتيجة الدبلومات الفنية بجميع التخصصات 2025 في هذا الم ...
- now رابط نتائج الدبلومات الفنية جميع المحافظات 2025 بالإسم ف ...
- “نتيجة سريعة” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 جميع التخصصات ...
- مايكل دوغلاس يعلن أنه لا يخطط للعودة إلى التمثيل
- “النتيجة بالدرجات”.. رابط نتيجة الدبومات الفنية 2025 الدور ا ...
- كيف لرجل حلم بالمساواة أن يُعدم بتهمة الخيانة؟ -يوتوبيا- قصة ...
- مناقشة أطروحة دكتوراة عن أدب الأطفال عند سناء الشّعلان في جا ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هدى توفيق - ذكريات عن شهر رمضان