أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - من زمانٍ يا أُمّي.. من زمان














المزيد.....

من زمانٍ يا أُمّي.. من زمان


عماد عبد اللطيف سالم

الحوار المتمدن-العدد: 7251 - 2022 / 5 / 17 - 13:33
المحور: كتابات ساخرة
    


أمّي ذاتُ التسعينَ عاماً عراقيّاً طويلاً كالليل .
أمّي التي ترتدي"الأسْوَدَ" منذُ قرون .
أُمّي التي تعاقَبَ على"تاريخها" الفُقدان، والخذلان، والخيبات الدائمات.. كأنّها "عِراقٌ" مُصَغّر.
أُمّي التي تخشّبَ جسدها النحيل أمام التلفزيون، وهي تُشاهِدُ طيلة أيّامٍ، وأسابيع، وشهور، وسنوات، وعقود، تعاقُبَ "الأوديسات" و"الإلياذات" والحروب و"الثورات" و"المُقاوَمات" و"الإنتفاضات"، و"الحِراكات" و"الإصلاحات"، و"المؤامرات" و"الإنقلابات" الأكثرُ عدداً من الرملِ والسَخامِ والسَبَخ.
أمّي التي رأيتها تتفادى(لا إرادياً) قناني الماء والأحذية المتطايرة من الشاشات.. والشتائم العراقيّة "العميقة"(غير المُنتظِمَة بإقليم).. وتتحاشى النظرَ مُباشرةً إلى الوجوهِ الكالحةِ التي ابتلانا اللهُ والولاياتُ المُتّحدةُ الأمريكيّةُ بها، والتي كانَ"المُطّالُ"،على الدوام، أكثرُ بهاءً وأكثرُ نفعاً منها.
أُمّي التي خِفتُ عليها من غبار"التغيّر المناخيّ"، فذهبتُ إلى بيتها لأطمئّنَ عليها من عادياتِ "العَجاج".. فّإذا بها تتجاهلُ هدفَ الزيارة الرئيس، و تسألني بمرارةٍ عن أشياءَ أخرى، وأنا لا أعرفُ كيف أُجيب:
- شنو يابه شغلة "الأثلاث" هاي؟ زين يابه إذا "الثلثين" بعدهن من حُصّة طالب النقيب، لعد "ثِلث الله" منو يطالِب بي؟ وإذا "ثِلثين الجنّة لهادينا"، لعد ثلث "كاكة أحمد وأصحابه" وين صارت الدنيا بي ؟ ومنو رئيس الجمهوريّة هِسّه؟ والله يابه"البَكِر"جان خوش رئيس!!! .. وهذا" الرِجّال- الطويل" وين صارت بي الدنيا؟.. و وين راح هذا "الوْلَيد - الكَصَيِّرْ".. والله جان مبيِّن"خوش وَلَد"، و"شاغول"! .. وليش هذا النائب "المِدَحْدَح" يكَول: يمعودين إنتو مفاهمين الشَغْلَة.. تَرَه إذا لم يُشارِك "الكُلُّ" بالحُكُم، سوف يحتَرق العراق، و"تنكَلُب" الدنيا !!
- منو ذولة "الكُلّ" يابه ؟
- لتخافين يام.. مو إحنه.
ولكي أقطع استمرار أمّي في "سَلْخِ" السياسةِ على طريقةِ"القصّابين الجُدد"، قلتُ لها: هل ترين الغبار يا اُمّاه؟ إنّهُ كثيفٌ و خانِقٌ وَلَزِجٌ كالزيتِ يا أُمّاه. هل كان الغبار في زمانكم هكذا يا أُمّاه؟
أُمّي تجاهلت أسئلتي، وعادت إلى شغلة "الأثلاث" التي يبدو أنّها قادرةُ على فهمها أكثر منّي:
- يابه بعدهم أهل ديالى يزرعون برتقال، ولهم "ثلثي" البرتقال في العراق الأغبرِ هذا ..لو صار"ثلثين الطَك لأهل ديالى".. وماكو برتقال؟
تلعثمتُ، وقُلت: والله "يام" آني كلشي ما أدري، وضعيف بالبرتقال !!!
هزّت أُمّي يدها، شاهرةً في وجهي سؤالها الأخير:
يابه تدرون إنتو" قشامُر".. لو متدرون ؟؟
أجبتُ على الفور: إي ندري يُمّه .
ومن زمان يُمّه .
من زمان.



#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المراةُ والحُبُّ ورِجالُ الماعزِ الجَبَليّ
- الذينَ لم يتعَبوا بَعدُ.. مثلي
- العراقُ الآن: التاريخُ الماليّ وأصواتُ الرعدِ القادمة
- هذا ليسَ غُبارُ الله
- عيدُ الكائنات القديمة
- الصندوق والنفط والعراق ومُعدَّل النموّ الإقتصادي
- في ليلةِ القدر
- الشعوب والدكتاتوريّات والشراكة في الحماقات
- العائلة والدولة والمسؤوليّات الميّتة في التربية والتعليم
- صناديق أجيالهم وتوابيت أجيالنا
- مزارع المحاصيل المصرية ومزارع الفساد العراقية
- عشائر الدولة ودولة العشيرة في العراقِ العَشير
- العارفونَ والكلاب والأباطرة والبلاد
- أنا الذي لم أكبَر إلى الآن.. والجميع أصغرُ منّي
- من زمان يا أُمّي .. من زمان
- في مثلِ هذا اليومِ.. و في أيّامَ أخرى
- لا فسادَ في هذا البلد.. لا فسادَ في هذه -الدولة-
- كُلُّ بابٍ هنا مسدود وكُلُّ مَخرَجٍ هنا مُغلَق
- الدكتاتورية التنموية و دولة نظام السوق الإجتماعي في العراق(م ...
- تداعيات رمضانيّة -غير إيمانيّة-


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد عبد اللطيف سالم - من زمانٍ يا أُمّي.. من زمان