أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - البرديسى !!؟















المزيد.....

البرديسى !!؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7228 - 2022 / 4 / 24 - 01:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كان إندحار الحملة الفرنسية وهروبها من مصر عام 1801م بداية لمرحلة جديدة من محاولات عودة القوى القديمة للهيمنة والسيطرة على مقدرات هذا الشعب المسكين مرة أخرى ، رغم أن هذا الشعب لم يجد حقيقة من تلك القوى من يحنوا عليه أو يسانده وقت العدوان الخارجى، ودفع وحده ثمنا غاليا تمثل فى سقوط آلاف الشهداء على يد المحتل الفرنسى الغاصب ؟
فعقب جلاء الفرنسيين حاول المماليك إعادة تنظيم صفوفهم وقواعدهم ومراكز نفوذهم وهيمنتهم ومصادر مواردهم وسلطانهم مرة أخرى، والبحث عن زعيم قوى بعد أن تشرذمت قواهم اثناء الغزو الفرنسى وباتوا متشتتين منقسمين ؟
أما الألبان والجند المرتزقة الذين وفدوا للبلاد على متن السفن العثمانية ليكونوا أدوات للجيش العثماني، فقد إستقروا في مصر وشكلوا مركزًا جديدًا للقوة موازيا لقوة للمماليك ومناوئا ومنافسا لهم على السلطة والنفوذ ، كذلك أعاد السلطان العثمانى إصدار الفرمانات بتعيين الحكام و الولاة على البلاد ، وهؤلاء كان لهم ذويهم وخاصتهم من المساعدين والأتباع والمعاونين،لكن تغيير الولاة بإستمرار تسبب فى ضياع هيبتهم وتقلص نفوذهم وقوتهم،مما أدى إلى فقدان الأمن والإستقرار ؟
وقد عاش المصريون تلك الأوضاع المضطربة خلال الفترة ما بين 1801 إلى1804م وتحملوا كل ما وقع عليهم من مآسى وكوارث ، فتارة تُزاد الضرائب لحساب الوالي لكى يسدد منها رواتب الجند والمرتزقة،و تارة أخرى يفرض المماليك عليهم الإتاوات والجبايات بشكل جبرى قسرى منفرد ومباشر، ودامت الأمور على هذا الحال إلى أن تولى محمد علي زعامة كتيبة الجند الألبان،وأرسل السلطان العثماني واليا جديدا على مصر هو حسن بك الجزائرلي ، بينما ظلت قوى المماليك منقسمة إلى فئتين متصارعتين،فئة بزعامة عثمان بك البرديسي المعروف بولائه للفرنسيين،وفئة أخرى بزعامة محمد بك الألفي العائد لتوه من إنجلترا والمدين بالولاء لها،وتوقع الناس تحسن الأمور وتبدلها مع مجئ الوالى العثمانى الجديد وتولى محمد على رئاسة الجند الألبان بعد مقتل القائد السابق،ورأوا إن تلك التغييرات قد تستطيع أن تجلب الأمن والإستقرار، وتلجم جنوح المماليك ، لكن عداء المملوك البرديسي لنظيره المملوك محمد بك الألفي وصراعهما الذى يعكس تنافس فرنسى - إنجليزى طامع فى خيرات مصر، أدى إلى إستمرار حالة التخبط وعدم الإستقرار الأمنى والإقتصادى والإجتماعى فى البلاد، ونتيجة لعدم قدرة البرديسى او الألفى على حسم الأمور لأى طرف وتساوى كفتيهما ، فقد حاول كل منهما البحث عن حليف داخلى يسانده لحسم الأمور ،وكان البرديسى الأسرع فى العثور على بغيته، حيث وجد ضالته فى محمد على قائد الجند الألبانية،وساعده فى المقابل أن محمد علي نفسه كان بحاجة إلى من يتستر خلفه لضرب المماليك بعضهم ببعضهم لتحقيق مآربه،فتوافقت بالتالى رؤية محمد على مع رغبة البرديسى وتحالفا سويا،و سرعان ما اتفق الإثنان على خطة عمل بدأت بتسيير الجند لقتال الوالي العثماني الجديد الجزائرلي لعزله،وبعد أن تمكنوا من هزيمة الوالى الجديد،تم تنصيب البرديسي حاكمًا للقاهرة،ثم قاد محمد علي جنده لمقاتلة الألفي بك منافس البرديسى،و تمكن من هزيمته بالجيزة ولم يجد الألفي ملجأ له إلا الصعيد.،،
بعدها عاد البرديسي ومحمد علي إلى القاهرة وقد أنجزا مهمتهما،وشعر البرديسى بأنه قد حقق حلمه بإزاحة منافسه على الرئاسة،لكن في أيام قليلة فوجئ البرديسى بأزمات مالية وإقتصادية عاتية نتيجة القلاقل وعدم الآمان و نهب البضائع ونضوب مياه النيل،وزيادة الأسعار بسبب إنعدام الإنتاج،كما ندرَ وجودُ القمح وزاد سعره للضعف،و قد تزامن كل ذلك مع مطالبة الجند الألبان والمماليك برواتبهم،
و مع تفاقم تلك الأوضاع وتصاعدها فإن الحاكم الجديد البرديسى لم يقدم أية حلول مبتكرة وعادلة لعلاجها أو إحتوائها أو التقليل من آثارها،ولجأ إلى الحلول التقليدية التى يتحمل أعبائها الخلق البسطاء،حيث أمر بزيادة الضرائب على العامة لكى يسدد منها رواتب الجند ليحوز رضاهم وحدهم،ولم يكتفى بذلك لكنه أطلق أيدى هؤلاء الجند للإستيلاء على البضائع المملوكة للتجار وبيعها ونهبها،فزاد ذلك من تأزم الوضع الاقتصادي وقلةالأقوات وتوقف التبادل التجارى ؟
ولم يكتفى البرديسى بما فرضه من ضرائب ومكوس وأتاوات وإباحة للنهب، لكنه قام بإختراع ضريبة جبرية جديدة على العقارات فى عام 1804 صاحبها حدوث جفاف جديد أصاب الاراضى الزراعية لانخفاض منسوب مياه النيل،كما نقصت الغلال و إرتفعت الاسعار مرة أخرة بالاسواق،وكان السبب المباشر لفرض تلك الضريبة هو تنفيذ البرديسى لوعده للجنود الألبان بدفع الرواتب المتأخرة خلال عدة أيام،حيث أمر عماله فشرعوا فى تنظيم الفردة والإتاوة على أهالى البلاد جميعا دون أستثناء،فقام هؤلاء العمال والجباة بإعداد قوائم إسترشادية لحصر العقارات والأموال،وفى 6 مارس 1804 قام الجباة والمهندسون بالمرور على المنازل يكتبون الاملاك ويقدرون ويفرضون الأجور والضرائب على كل بيت وزقاق، فحزن الناس و أصابهم الغم بسبب الغلاء ووقف الحال، و الظلم الواقع عليهم بسبب فرض هذه الضريبة،و فى يوم 7 مارس ( يوم الثورة ) ومع استمرار الجباة فى عملهم لحصر الاملاك و الأموال و تقدير الإتاوة الرسمية،و عند دخولهم منطقة باب الشعرية،سخط عليهم الفقراء والعامة،
وخرجوا يصرخون و يسبون ويلعنون فى البرديسى وأعوانه،كما اغلقوا الدكاكين و تجمعوا عند جامع الازهر ،وتابعهم بقية الخلق بكافة المناطق،فإنتشرالتجمهر من الرجال والنساء بجميع شوارع القاهرة والمحافظات الأخرى وأغلقت الحوانيت وسار الناس حاملين الرايات السوداء والدفوف والأوانى المعدنية والنبابيت،وهم يستمطرون اللعنات على الحكام ومؤيديهم،وتحولت الهوجة إلى ثورة عارمة شهدت عراكا دمويا وقتالا عنيفا عندما حاول الجند المماليك التابعين للبرديسى قمع المحتجين باستخدام القوة، إلا أن الجنود الألبان التابعين لمحمد على تدخلوا لحماية الجموع المتظاهرة، وأخبروهم بأنهم لا علاقة لهم بالضرائب وأن البرديسى لم يستشرهم ؟ ولجأ الكثيرون للأزهر وعلمائه يستنجدون بهم فإستجابوا لهم ، ورفعت المآذن الهتافات بالنداء التاريخي الشهير «إيش تاخد من تفليسي يا برديسي» وظلت تلك القلاقل والثورات مستمرة حتى هرب البرديسى إلى خارج القاهرة وخارج الحكم أيضا ليموت ذليلا ويدفن فى الصعيد ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فانيسا رديجريف !!؟
- لا وقت لمواجهات دموية جديدة؟
- جماعة كوكلكس كلان ؟
- فن التطبيل فى عصور التهبيل !!؟
- من روائع الدراما المصرية ؟
- سنقر الكلبى والقاضى حلاوة !!
- المدلسون !؟
- صكوك الغفران !!؟
- التحالف ضد إيران !!؟؟
- هيستيريا الرعب والهلع من أجل أوكرانيا ؟
- الحق المنكسر دوما !!؟
- لماذا يتجاهل الشعب المصرى إنتفاضة ماسبيرو؟
- أوكرانيا والإرهاب الإسلامى؟
- تحليل الواقع السياسى الدولى بإستخدام منظومة كرة القدم المصري ...
- روسيا هى الشيطان الأكبر !!
- دواعش واشنطن ، وإخوان موسكو ؟
- النهار الأسود ؟
- أمُّونة ماردتش علي !!
- وبمناسبة التاريخ، هل تعلم المستضعفون؟
- بمناسبة الجغرافيا ؟


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - البرديسى !!؟