حسن مدبولى
الحوار المتمدن-العدد: 7186 - 2022 / 3 / 10 - 00:55
المحور:
الادب والفن
بعيدا عن الهرى حول أوكرانيا ، والهلس بتاع الكورة ،و حسرات رغيف العيش الذى كاد أن ينقرض ، نعود إلى الوراء لنتذكر ماقد يزيح عنا ، وهناك اغانى مختلفة المعانى خفيفة وبسيطة ،لكنها ذات مضمون رائع متنوع مرتبط بأحوال الناس وطبقاتهم الإجتماعية ويمكنها الترويح وتهدئة النفوس ، هذه الأغانى كانت تذاع بشكل دائم فى الإذاعة والتليفزيون الرسميان ،
مثلا أغنية امونة بعت لها جواب ، تتحدث عن فتاة صعيدية تدعى أمونة ما ردتش طبعا على جواب الحبيب المتهور ولا سألت فيه ( أمونة بتشديد الميم كان إسما شائعا فى صعيد مصر) الأغنية كانت من غناء الفنان شفيق جلال وهى تتميز بكلمات بسيطة وتهتم بقطاع كبير من الشعب المصرى له لهجته وتقاليده، و تقول كلماتها باللهجة الصعيدية الدارجة :
أمونة بعت لها جواب
أمونة ماردتش علي
أمونة إيه الأسباب
امونة ولا سعلت في ؟( ولا سألت فيا )
على كيفك واه
على كيفك واه
(واه لفظ صعيدى يقال للإستغراب أوالتعجب ويقال وه )
كما كانت هناك اغنية أخرى شعبية للفنان القدير سيد إسماعيل بإسم حبيت بلدى ، كانت تذاع قديما أيضا بوجه شعبى يعكس صورة المواطن المصرى البسيط واعتزازه بولده وأمنياته بان يراه يزرع الصحارى ويبنى المصانع لا المنتجعات، وتقول كلماتها:
حبيت بلدى
وعشان بلدى
أنا عايزك تكبر ياولدى
واشوفك بتعمر فيها
وبتزرع ورد ف صحاريها
وبتبنى مصانع ياولدى ؟
بينما إهتمت شادية بجانب آخر جميل من الشعب المصرى فى الجنوب فغنت اغنية آه يا أسمرانى اللون
حبيبى يا اسمرانى ، بل وشدت بأغنية مصرية رائعة تم تلحينهامن السلم الخماسي الذي يستخدمه أهلنا فى الجنوب بداية من اسوان امتدادا للسودان وعندما تستمع إليها تتخيل أنها من التراث النوبى الاسوانى السودانى ، الأغنية ترمز للوفاء وإسمها ياحبيبى عدلى تانى :
يا حبيبى عد لى تانى
خلى عينى تشوف مكانى
ياحبيى دق بابى
قبل ما يروَّحْْ شبابى
مستحيل يشغلنى عنك
حد تانى
مش هييجى اعز منك
مهما جانى
ثم انتقل عبد الحليم حافظ الى مجال فنى آخر وهو تمجيد التضحية والفداء دفاعا عن الأوطان وذلك عندما غنى فدائى :
فدائى فدائى فدائى ،
علم العروبة باقى
إن مت يا أما ماتبكيش
راح أموت علشان بلدى تعيش
إفرحى يا امه وزفينى ،
ويوم النصر افتكرينى !!
وهذه الأغانى القديمة الرائعة كانت تساهم فى تشكيل وجدان ومشاعر واهتمامات الناس ، كما كانت ترتبط بواقعهم ولهجاتهم وطبقاتهم وأعراقهم وحتى لون بشرتهم ، اما الآن فكفاية علينا بهوات القصور والخمور والعري والمهراجانات ؟
#حسن_مدبولى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟