أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - الحق المنكسر دوما !!؟















المزيد.....

الحق المنكسر دوما !!؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7199 - 2022 / 3 / 23 - 13:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المؤسف القول بما يشبه اليقين أن مسألة إنتصار الحق ليست قانونا ملزما فى عالم السياسة العربية والشرق أوسطية،
بل أن شواهد التاريخ القريب والبعيد تشى بما هو أقسى على النفس من تلك الحقيقة المرة،وكم من مرة تصور فيها أهل الفضيلة بأن الحق منتصر لمنطقيته وشمسه الساطعة ، لكن الأمور على الأرض لم تنتهى بعدها كما تشتهى الأنفس الطيبة ؟
ومن الأمثلة المحزنة التى تؤكد ذلك، هو مانراه من بعض الأقذار أو الجهلاء الذين يتندرون أحيانا كثيرة على عبارة " الله حى عباس جاى" ويسخرون منها كتابة أوقولا ، رغم أنها كواقعة تاريخية مصرية حقيقية تمثل دليلا إضافيا على انتصار القهر والذل على العزة والكرامة فى هذه المنطقة ؟
فعباس المشار إليه فى تلك العبارة التاريخية الشهيرة هو عباس حلمي الذى حكم مصر عندما جاء خديويا على مصر في ٨ يناير ١٨٩٢، بعد وفاة والده الخديو توفيق، وكان عباس هذا هو آخر خديو وحاكم محترم لمصر والسودان، حيث كان حكمه عادلا متناغما متحدا مع تطلعات شعبه من المصريين، فقاوم معهم الاحتلال البريطانى، وإتخذ موقفا عمليا بعد عام واحد من توليه السلطة، وأصدر قرارا بإقالة حكومة مصطفى فهمى باشا التي كانت تعمل على تنفيذ رغبات سلطات الاحتلال الإنجليزى، مما تسبب له فى أزمة كبرى مع قوات الإحتلال نتيجة لذلك القرار الوطنى الشجاع ، ومن مواقفه العظيمة الأخرى والمنكرة للذات ،كان دعمه ومساندته بشكل معلن لكل تحركات الزعيم مصطفى كامل ضد الإحتلال الإنجليزى بل وساهم فى منحه لقب باشا ، وعندما وقعت حادثة دنشواى في ١٩٠٦، ناضل من أجل طرد اللورد كرومر من مصر في ١٢ إبريل ١٩٠٧، ثم أصدر بعدها عفوا عن كافة مسجونى محاكمة دنشواى من الفلاحين المصريين ، وكان رافضا وبشدة الموافقة على مد إمتياز قناة السويس بعد رفض الرجل لمد إمتياز قناة السويس أربعين عاما أخرى وفقا لاقتراح رئيس الوزراء بطرس غالى قبل إغتياله ، سافر الخديوى عباس للعلاج بتركيا لكن فى يوم ٢٥ مايو من عام 1914 قام شاب مصرى يدعى محمود مظهر( غير معلوم الدوافع طبعا) بإطلاق الرصاص عليه فى مدينة( إسطنبول بتركيا ) مما تسبب فى إصابته بإصابات جسيمة ، وانتهز الإنجليز فرصة إستمرار بقائه بالخارج لتلقى العلاج فخلعوه في سبتمبر ١٩١٤، ونصبوا عمه حسين كامل سلطاناً على مصر بدلاً منه، وفرضوا الحماية على مصر ومن بينها عودة الهيمنة الكاملة لإنجلترا على شئون قناة السويس بعد رفض الرجل ومقاومته الشديدة لأى دور لهم بالقناة أثناء ولايته ، وظل الخديوى المعزول عباس خارج البلاد مطاردا وحيدا ، لكن الشعب المصرى إستمر لفترة طويلة من ١٩١٤ إلى ١٩٣١، يخرج للشوارع يهتف ضد الاستعمار قائلا: «الله حى عباس جى» لكن مع الأسف لم يعد عباس أبدا ، ولم تسترد له كرامته حتى بعد أن توفى في ديسمبر ١٩٤٤؟
ليخرج علينا شخص نكرة تولى منصب الثقافة بعد 30 يونيه ليسخر من فرط جهله من عباس الذى لن يعود، مسقطا الأمر على الأحداث والتظاهرات التى كانت تخرج ضد 30 يونيه ؟

أما فى عام 1952 فقد قامت ثورة 23 يوليو ضد الظلم والاستعباد والقهر ، وتصور الشعب المصرى ان عباس قد عاد فى صورة زعيم مصرى آخر محبوب ، وبدأت الثورة تعيد بناء مصر ، فأقامت مشروعات إستراتيجية و صناعية عملاقة ، وأصدرت قرارات هامة تصب بالفعل فى مصالح الجماهير ، كما بزغ نجم مصر عاليا فى سماء السياسة العالمية ، لكن ومع قدوم عام 1956 كنا قد تلقينا أولى ضربات الإستعمار ومؤامراته ، ومع ذلك تغلبنا عليها ونهضنا واستكملنا البناء رغم اى ملاحظات على حالة الحريات وقتها ، وكادت مصر أن تصبح دولة إقليمية كبرى ، فإستؤنفت المؤامرة مرة أخرى وتعرضنا لضربة قاتلة عام 1967 ، تلاها نكوصا وتراجعا عن كل مشروعاتنا التى أنجزناها فى مرحلة ماقبل الحرب ، وانتهت التراجيديا المؤلمة بتطبيع كامل مع اسرائيل والتخلى عن القضية الفلسطينية بل ومهاجمة رموزها وقواها المقاومة، وتدعيم وترسيخ المزاعم الإسرائيلية على حساب الحقوق التاريخية الثابتة والموثقة للشعب الفلسطينى المقهور الذى تعتبر قضيته من الأمثلة التاريخية على سقوط الحق فى هذه المنطقة المكلومة ؟

و فى عام 1979 انتصرت الثورة الايرانية ، واندحرت اكبر امبراطورية موالية للاستعمار الغربى بمنطقة الشرق الأوسط ، وتم طرد السفارة الاسرائيلية من طهران وتحويلها إلى مقر لسفارة دولة فلسطين ، وبدأ الشعب الإيرانى يستعد للبناء والحرية، لكن الأمر لم يستقر ،ففى عام 1980 وبعد عام واحد على انتصار الثورة وفى خضم معاركها الداخلية مع انصار الثورة المضادة ، تجمعت كل قوى الشر العربية والدولية وقررت شن حربا ضد إيران الثورة ؟ وكان رأس الحربة فى تلك الحرب الموجهة ضد إيران هى دولة العراق ، واستمرت الحرب الظالمة حوالى ثمانى سنوات ،استشهد فيها من الأبرياء ما يقارب من المليونين غير نشر الخراب والدمار فى البلدين ، ورغم سلامة الموقف الإيرانى وعدالة مطالبه ، إلا أن الأمور إنتهت كما لا تشتهى السفن ، فقبلت القيادة الايرانية بإيقاف الحرب بقرار من الامام الخمينى وبدون عقاب واضح ضد المجرمين الذين أشعلوها،وبلا أى تعويض عن الدمار والخراب الذى حل بإيران وشعبها ، وقد وصف الخومينى قبول قرار وقف إطلاق النار عام 1988 بأنه يشعر وكأنه قد تجرع السم" ومن ثم تحولت إيران بعدها الى عدو إقليمى شديد الحنق على العرب والمستعربين ؟

و على عكس كل الخبرات التاريخية بالمنطقة جاء عام 2011 مبشرا ومبهجا ،حيث انتصرت العديد من ثورات الربيع العربى فى مصر وتونس وليبيا واليمن ونجحت فى الإطاحة بأنظمة الحكم العميلة ، وامتدت عجلة التغيير لتبدو وكأنها ستطال سورية و المغرب والجزائر والسودان ودول أخرى ، وأن المنطقة ستشهد عهدا جديدا تسود فيه قيم الحرية والعدالة ، لكن الرياح أبت كالعادة إلا أن تأتى بما لا نشتهى ونأمل، أو نرجو ، وبما لا يساند قيم الحرية والعدالة والتغيير ؟ فكما ذهب الخديوى المظلوم عباس بلا عودة ،وكما نالت سخرية أسافل القوم من سيرته، إندحرت كذلك الثورات العربية،وباتت رمزا للفوضى والخراب ومثارا للسخرية والتنديد ، كما طورد قادتها أو قتلوا أو ذهبت ريحهم بلا عودة ، وتجرعوا السم الناقع الذى فاق وزاد تأثيره على فظاعة ما تجرعه الإمام الخمينى عندما أضطر للإذعان لضربات الخونة والقتلة والمرتدين ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يتجاهل الشعب المصرى إنتفاضة ماسبيرو؟
- أوكرانيا والإرهاب الإسلامى؟
- تحليل الواقع السياسى الدولى بإستخدام منظومة كرة القدم المصري ...
- روسيا هى الشيطان الأكبر !!
- دواعش واشنطن ، وإخوان موسكو ؟
- النهار الأسود ؟
- أمُّونة ماردتش علي !!
- وبمناسبة التاريخ، هل تعلم المستضعفون؟
- بمناسبة الجغرافيا ؟
- الأقليات السياسية، وغير السياسية ؟
- ممنوع دخول الديموقراطيين، أو الكلاب !!
- كرة القدم السياسية ضد روسيا؟
- الزمالكاوى معارض بالفطرة ،؟
- مذبحة إكتوبر 1993 والنفاق الغربى والعربى؟
- مشروع مصيرى معلق منذ ست سنوات ؟
- قبيلة تغلب التى عرت ظهرنا ؟
- كيف تتعامل مع المدير السلبي؟
- التدليس المتعمد ؟؟
- بوتين VS بايدن ، وماذا عنا؟
- توقعات ما بعد إكتمال سد النهضة؟


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن مدبولى - الحق المنكسر دوما !!؟