أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - أوكرانيا والإرهاب الإسلامى؟













المزيد.....

أوكرانيا والإرهاب الإسلامى؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7196 - 2022 / 3 / 20 - 00:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أحد يتحدث حاليا عن الإرهاب الدينى الروسى ، ولا عن الإرهابيين الأوكران الانتحاريين الذين قام أحدهم بتفجير نفسه لتدمير أحد الجسور لمنع الروس من استخدامها، كما خرست الألسنة المستعربة والمستمصرة المرتدة عن إتهام الفيلق الدولى الذى يتكون من المتطوعين من اوروبا وأمريكا فلم يصفهم أحد بالإرتزاق والتطرف والإرهاب ، كما يتهمون اى متطوع لنجدة المستضعفين فى أى بقعة عربية وإسلامية ؟

الجميع يتجاهلون ما يحدث الآن فى أوكرانيا من تعاطف دينى وتطوع إستشهادى دفاعا عن المستضعفين الأوكران ، والذى وصل إلى الحد الذى نشر أحدهم صورة للسيدة مريم وهى تحمل سلاحا أمريكيا لمقاتلة الروس ؟
ليس معنى هذا أننا نود إلصاق تهمة الإرهاب بالأوكرانيين والمتعاطفين معهم ، لكننا فقط نشير إلى ما يحدث لنؤكد على أن الدفاع عن النفس ومقاومة البغى ليست إرهابا سواء كان ذلك فى اوكرانيا أم فى غيرها، وأن محاولات الساسة والمثقفون الغربيون ومعهم المرتزقة المحليون إلصاق تهم العنف والإرهاب بالثقافة العربية والإسلامية،هى محاولات بائسة فضحتها وعرتها أحداث أوكرانيا وروسيا ، فالعنف الروسى ورد الفعل الاوكرانى ليس عنفا مسيحيا ولا إرهابا مذهبيا ، بل هو عدوان روسى يقابله رد فعل اوكرانى مقاوم وتعاطف إنسانى ممن يساندون الطرف المعتدى عليه ، ونفس الأمر ينطبق على الإعتداءات التى وقعت فى بعض بقاع العالمين العربى والاسلامى والتى حاول الساسة والمثقفون الغربيون ومعهم الخونة العرب تصنيف ردود أفعالها بإعتبارها إرهاب إسلامى، وهو ما تؤكده أحداث التاريخ الفعلى الموثق والذى نعيد إستعراض بعض أبرز نقاطه بشكل ملخص، قياسا على ما وقع فى أوكرانيا لدحض وفضح أى اتهام لثقافتنا وقيمنا بالارهاب الإسلامى ؟

التاريخ الأول :-

فى نوفمبر عام 1917 وتحت حماية القوات الإنجليزية تم إعلان وعد بلفور للتصريح بإقامة وطن قومى ليهود العالم فى فلسطين وبداية إنشاء أول دولة دينية فى التاريخ الحديث ،ومن ثم تم السماح لليهود بإستيطان فلسطين كلها وطرد سكانها من الأغلبية ،وبدأت الجرائم والمذابح اليومية ضد تلك الأغلبية من الفلسطينيين، فكانت النتيجة الطبيعية أن تكونت المقاومة المسلحة دفاعا عن النفس والأرض والعرض وخرجت تنظيمات ثورية مقاتلة مثل فتح والجبهة الشعبية و حماس والجهاد، وبدأت دوامة ما يطلقون عليه هم بالإرهاب، مع إنها مقاومة مشروعة أيا كانت منطلقاتها الفكرية ؟

التاريخ الثانى: -

في 25 ديسمبر عام 1979 قامت جحافل القوات المسلحة التابعة للإتحاد السوفيتى(روسيا حاليا) بدخول واحتلال دولة أفغانستان دعما للحكومة الشيوعية الموالية لهم فى كابول ، فثارت تائرة الشعب الأفغانى والشعوب الإسلامية وتطوع الآلاف للقتال ضد السوفيت وأيدت أمريكا المقاومة الأفغانية والإسلامية فى البداية، وقامت بتدريبها وتسليحها نكاية فى الشيوعية ومحاولة لتدمير الدولة السوفيتية المعادية للرأسمالية ، وكان على رأس المتطوعين للقتال فى أفغانستان الكثير ممن ينتمون للدول العربية وعلى رأسهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهرى وغيرهم ممن أطلق عليهم الإعلام الغربى فى ذلك الوقت(المجاهدين) إلا أنه بعد انتهاء تلك الحرب التى إستمرت عشر سنوات، وبعد أن حقق (المجاهدون) الأهداف الأمريكية كاملة وإنهار الإتحاد السوفيتى وتفرق إلى دول عدة منها روسيا الحالية، تم الانقلاب على المجاهدين ووصفهم بالإرهابيين، وحوكم الكثيرون منهم عقب عودتهم لبلدانهم(التى شجعتهم فى البداية تحت أشراف أمريكى) وبالتالى حدثت صدمة لباقى (المجاهدين) فأقاموا فى أفغانستان وانشئوا تنظيم القاعدة برئاسة بن لادن والظواهرى بجوار طالبان الأفغانية وبدأ عصر جديد لعمليات عنف وصل صداها إلى واشنطن وبقية أنحاء العالم ؟

التاريخ الثالث:-

فى عام 1982 قامت القوات الصهيونية بمهاجمة وإحتلال جنوب لبنان ،ثم دخلت بيروت وقامت بعمليات إجرامية ضد الشعبين اللبنانى والفلسطينى ومنها مذبحة صابرا وشاتيلا التى تمت بالتنسيق مع بعض الطائفيين، ونتيحة لتلك الجرائم والشعور بالعار لسقوط بيروت والجنوب اللبنانى كله فى يد الصهاينة وكنتيجة أيضا لدخول قوات من أوروبا وأمريكا على الخط لمساندة وشرعنة الوجود الصهيونى بدأت المنطقة
العربية عصر العمليات الإستشهادية (الإنتحارية) لمواجهة المعتدين ،ومن أشهر تلك العمليات كانت العملية التى قامت بها الشهيدة سناء محيدلى، كذلك نشأت التنظيمات والأحزاب المسلحة وكان حزب الله على رأس تلك القوى المقاومة والمستمرة حتى الآن مما فتح الأبواب لزيادة الإحتقان الطائفى الداخلى والإقليمى وزادت معه قوائم ولوائح الاتهامات بالارهاب ضد المعتدى عليهم؟

التاريخ الرابع:-

في إبريل 1993 أعلنت الأمم المتحدة بلدة سريبرينيتسا الواقعة في وادي درينا في شمال شرق البوسنة "منطقة آمنة" تحت حماية قوات الأمم المتحدة المكونة من عناصر الكتيبة الهولندية التي بلغ تعدادها 400 عنصر، وذلك عند بداية الحرب الأهلية فى يوغوسلافيا السابقة (صربيا والبوسنة وكرواتيا حاليا) وإعتمادا على تلك الحماية قام أهل المدينة ومعظمهم ينتمون للدين الإسلامى بتجميع كافة الأسلحة والأدوات التى يمكن أن تستخدم دفاعا عن النفس وتسليمها لقوات الأمم المتحدة بأوامر من قادة تلك القوات من أجل الحفاظ على الهدوء وحمايةللسلام،
وبعد أن كانوا قد إطمئنوا بأنهم فى حمايةالأمم المتحدة
،لكن في يوليو 1995 قامت قوات مسلحة مكونة من مقاتلين محترفين ينتمون إلى الصرب الأرثوذوكس بمهاجمة البلدة الآمنة المسالمة سربرينيتسا،ولم تتدخل قوات الأمم المتحدة المكونة من الجنود الهولنديين لحماية المدنيين العزل من ذلك الهجوم ،وقام الجنود الصرب بعزل الرجال والصبية حتى عشر سنوات عن النساء،ثم قاموا بذبح وقتل كل الرجال والصبيان وعددهم لا يقل عن عشرة آلاف شخص،ثم بعد أن إنتهوا من المذبحة ودفن الجثث تولوا إغتصاب السيدات والبنات ثم قتلهن وسط مرأى ومسمع من العالم كله ؟
بالطبع أثارت تلك الحادثة مشاعر الكثيرين وتطوع الآلاف لمساندة شعب البوسنة الذى كان وحيدا فيما كانت كل من روسيا وألمانيا والصين ودول أخرى يساندون مجرمى الحرب الصرب ؟وبالطبع بعد انتهاء المعارك تشبع الآلاف بما عايشوه من حقد ودم وكراهية وعاد بعضهم إلى بلدانهم الأصلية وهو يختزن تلك المآسى ؟

التاريخ الخامس:-

فى 19 مارس عام 2003 قامت القوات الأمريكية ومعها أكثر من ثلاثين دولة غربية من بينهم أستراليا (بلد المجرم الذى نفذ مذبحة مسجد نيوزيلندا)قامت بغزو العراق وقذفه بالصواريخ والنابالم والقنابل الموجهة التكتيكية التى تحتوى على اليورانيوم المخصب ؟ و لم تكتفى القوات الأمريكية وحلفائها بقتل أكثر من مليون عراقى وتشويه ملايين أخرى،بل مارست السادية والتعذيب والإغتصاب فى السجون ضد أى محتج أو مقاوم؟
وكان من الطبيعى أن تتكون العديد من التنظيمات المسلحة للتصدى للإحتلال ،كما تضاعفت ردود الأفعال الغاضبة ضد عمليات الإغتصاب والقتل التى مارستها القوات الأمريكية وما تلاها من تشجيع للممارسات الطائفية وتأجيجها،وخرجت الكثير من الجماعات المقاومة بعضها كان وطنيا قوميا والأخرى كانت دينية وكلها كانت ردة فعل على الإحتلال وجرائمه ،،،

التاريخ السادس:-

بتاريخ 30 سبتمبر 2015، تدخلت القوات الروسية فى سوريا لمساندة نظام بشار الأسد الذى يعتمد فى نظام حكمه على تحالف من الأقليات المتساندة على حساب الأغلبية ،وقامت القوات الروسية باستخدام سياسة الأرض المحروقة ضد الرافضين لحكم بشار الأسد، وبالتالى إزدادت عمليات العنف والقتل فى سوريا وإزدادت أعداد المتطوعين الأجانب (بعضهم له خبرة من أفغانستان والبعض الآخر من البوسنة وفلسطين وآخرون حضروا مآسى حرب العراق) وكان بعض أولئك المتطوعين قد حضروا لمساندة الشعب السورى عند بداية ثورته التى بدأت سلمية وقابلها بشار الأسد بالقمع والقتل والقنابل البراميلية،ثم أصبحت المعركة ضد المحتل الروسى والإيرانى ورجال حزب الله ،كما أصبحت ضد الأكراد وضد الأمريكان والفرنسيين والإنجليز إلخ،،
وكان كلما إزدادت عمليات القصف ضد المدن السورية ومقتل الآلاف من الأطفال والشيوخ والنساء تزداد تبعا لذلك ردود الأفعال المقابلة وتزداد اعداد المتعاطفين كل وفقا لرؤيته ومنهجه وتوجهاته التى لا يمكن تجريمها وشيطنتها واتهام دوافعها الفكرية والثقافية ،وتجاهل العدوان الأصلى فى الوقت نفسه وقوفا عند أبعاد قانونية دولية كاذبة يتم حاليا تجاوزها إكراما للمستضعفين الأوكران وحدهم ؟

تلك هى الحقائق المجردةفالموضوع لا هو تعاليم ومناهج تدعوا إلى العنف، ولا شعوب تملؤها الكراهية ،ولا دين يدعوا معتنقيه إلى قتل الآخرين بلا سبب أو جريرة، تماما كما يتم النظر إلى العدوان الروسى والمقاومة الأوكرانية والتعاطف الانسانى الدولى مع المستضعفين الأوكران بعيدا عن الشيطنة او الوقوف عند الدوافع والمنطلقات ؟



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحليل الواقع السياسى الدولى بإستخدام منظومة كرة القدم المصري ...
- روسيا هى الشيطان الأكبر !!
- دواعش واشنطن ، وإخوان موسكو ؟
- النهار الأسود ؟
- أمُّونة ماردتش علي !!
- وبمناسبة التاريخ، هل تعلم المستضعفون؟
- بمناسبة الجغرافيا ؟
- الأقليات السياسية، وغير السياسية ؟
- ممنوع دخول الديموقراطيين، أو الكلاب !!
- كرة القدم السياسية ضد روسيا؟
- الزمالكاوى معارض بالفطرة ،؟
- مذبحة إكتوبر 1993 والنفاق الغربى والعربى؟
- مشروع مصيرى معلق منذ ست سنوات ؟
- قبيلة تغلب التى عرت ظهرنا ؟
- كيف تتعامل مع المدير السلبي؟
- التدليس المتعمد ؟؟
- بوتين VS بايدن ، وماذا عنا؟
- توقعات ما بعد إكتمال سد النهضة؟
- بدء إنتاج الكهرباء من سد النهضة؟
- راسبوتين ؟


المزيد.....




- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - أوكرانيا والإرهاب الإسلامى؟