أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - صكوك الغفران !!؟














المزيد.....

صكوك الغفران !!؟


حسن مدبولى

الحوار المتمدن-العدد: 7208 - 2022 / 4 / 1 - 15:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بمناسبة شهر رمضان والأيام المفترجة ، وبعيدا عن المسائل والأحداث الدنيوية الهامة وغير الهامة ، سنحاول تناول بعض الشئون الدينية العملية ببساطة وإيجاز وتجديد ، وعلى الرغم من أننى لست مفتيا ولا أزعم إمتلاك العلم المتعمق فى هذا الإختصاص،لكننى مع هذا لا أجد حرجا من تناول بعض تلك الأمور من وجهة نظر عقلانية إجتهادية ، ومن يجد خروجا على النص أو يكتشف إنحرافا عن الثوابت، فليتفضل بالتصويب دون مجاملة ، فالأمر محض إجتهاد قابل للتعديل والتصحيح ، وسنبدأ بموضوعين هامين نشير إليهما بشكل موجز:

الأمر الاول : صكوك الأضاحى وما شابهها ؟

وهى الصكوك ( الإسلامية) وخاصة تلك التى يتم دفع أثمانها من العملات الصعبة ( الريال) مقابل عدم ذبح الأضاحى بواسطة الحجاج لبيت الله الحرام، أو تلك الصكوك التى يشتريها المواطنون من بعض الجهات الرسمية أو الجمعيات الخيرية كمقابل لإعفائهم من الزكاة المستحقة عليهم ، فهذه الصكوك ( أو شهادات إبراء الذمة ) من وجهة نظرى لا تعتبر شرعية، ولايمكن قبولها بديلا عن ذبح الأضحية فى موسم الحج ، كما أن فريضة الزكاة قد لا تسقط عمن دفع قيمتها المستحقة لجهة ما وأخذ مقابلها ورقة تبرئة ذمة وإثبات للدفع ، والأوقع والأكثر مشروعية من وجهة نظرى بالنسبة لحجاج بيت الله هو أن يوكل الحاج أحد اقرب المقربين له لذبح الاضحية للفقراء فى وطنه وبلده الأصلى ، وهو أمر أقرب للعقل والمنطق والإرتياح القلبى ، وافضل من سداد قيمة الاضحية فى المملكة مقابل ورقة تسمى صك ، مادام الذبح غير متاح عمليا فى المملكة ، بل وحتى لو تمت اتاحة الذبح هناك فأرض الله واسعة ومليئة بمن هم أكثر فقرا وأشد جوعا ويستحقون لحوم الأضاحى ، وكذلك سيكون الأمر أكثر ضمانا لصحة الحج من الناحية الشرعية ، خاصة بعد كل ما نتابعه من الإفتكاسات والهرطقات وهيئات الترفيه والقرارات التى تقترب من الخروج عن الملة بحجة العقلانية والحداثة والمساواة والتنوير الفنى الذى يقترب من الدعارة ،
أما فيما يتعلق بالزكاة فمن الافضل والأضمن إعطائها بشكل شخصى ومباشر للفقراء دون وسيط حتى لا يكون الإستسهال وبيع المسئولية مدخلا لسقوط الثواب والأجر ، أو أن يزيد الوزر إذا لم تصل اموال الزكاة لمستحقيها ونالتها أوجه الفساد المستشرية ؟
كما أن هناك هاجسا آخر يتملكنى ويجعلنى أرفض تلك الصكوك جميعا من حيث المبدأ ، فأنا أراها شبيهة تمام الشبه بصكوك الغفران الشهيرة التى كانت تصدرها الكنيسة الغربية لتنهب أموال الناس مقابل اعطائهم صكا بغفران الذنوب المرتكبة وتأهيلهم لدخول الجنة والعياذ بالله !!

الأمر الثانى: الإرث وحقوق الورثة ،،

ويأتى الإهتمام بهذا الشأن بعد ضجة دعاوى المساواة بين المرأة والرجل فى حقوق الميراث ، وتفلحص بعض مدعى التنوير وتجعلصهم وربطهم للمساواة بين الجنسين فى الميراث وبين الحداثة والتقدم ، وهو الأمر الذى رد عليه الكثيرون واثبتوا تهافته وعدم جدواه ومخالفته للثوابت، بل أننا نضيف أمرا آخر وهو أن الحق المطلق أو التعسف فى إستخدام حقوق الميراث حتى ولو كان بأنصبته الشرعية الطبيعية ، يعتبر أمرا غير جائز وله نتائج وخيمة فى العديد من الحالات ،
وبتفصيل ابسط سنفترض أن شخص ما ترك مصنعا أو مزرعة يعمل بها بعض الأبناء أو منزلا يقيمون به أويستفد منه بعض الإخوة ، فهل من العدالة هنا أن يتم تفتيت المصنع او المزرعة أو المنزل بحجة أن بعض الوارثات ( أو الوارثين ) يرفضون المشاركة فى المشروع القائم ولا يقبلون بعائد يوازى نصيبهم الشرعى فى الربح المحقق أو الإيجار السكنى ،و يطالبون ببيع حقهم بالكامل للأغراب( فى حال عدم قدرة إخوتهم على الشراء ) تحقيقا لمصالحهم الذاتية الأنانية ؟ و دون النظر إلى النتائج المترتبة على هذا الأمر ، وما سيحدث من كوارث أقلها تفتيت أو هدم الصرح الذى أقامه الآباء لحماية الضعفاء من أبنائهم ؟
إن الاقرب لروح الشرع فى هذا الخصوص هو أن توزيع وتقسيم التركة وبيع الأصول الموروثة بشكل فورى يمكن أن يتم فقط فى حال اتفاق الورثة بالإجماع على هذه الخطوة ، اما اذا كان البيع والتفريط والتقسيم سينتج ضررا مباشرا ضد بعض الورثة ممن يعملون بالمصنع أو المزرعة أو يقيمون بالمنزل ويسددون المقابل الشرعى لإخوانهم و أخواتهم ، فإنه ينبغى فى تلك الحالة الإبقاء قسرا على التركة دون توزيع أو تقسيم أو تفتيت ، حفاظا على المصلحة الأعم وحماية للطرف الأضعف ، فهذا هو الأمر الأقرب للمنطق والعدالة وتحقيق المصالح ،مع حصول الجميع على العوائد الطبيعية الناتجة عن غير طريق البيع والتفتيت ،
والله تعالى أعلم



#حسن_مدبولى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف ضد إيران !!؟؟
- هيستيريا الرعب والهلع من أجل أوكرانيا ؟
- الحق المنكسر دوما !!؟
- لماذا يتجاهل الشعب المصرى إنتفاضة ماسبيرو؟
- أوكرانيا والإرهاب الإسلامى؟
- تحليل الواقع السياسى الدولى بإستخدام منظومة كرة القدم المصري ...
- روسيا هى الشيطان الأكبر !!
- دواعش واشنطن ، وإخوان موسكو ؟
- النهار الأسود ؟
- أمُّونة ماردتش علي !!
- وبمناسبة التاريخ، هل تعلم المستضعفون؟
- بمناسبة الجغرافيا ؟
- الأقليات السياسية، وغير السياسية ؟
- ممنوع دخول الديموقراطيين، أو الكلاب !!
- كرة القدم السياسية ضد روسيا؟
- الزمالكاوى معارض بالفطرة ،؟
- مذبحة إكتوبر 1993 والنفاق الغربى والعربى؟
- مشروع مصيرى معلق منذ ست سنوات ؟
- قبيلة تغلب التى عرت ظهرنا ؟
- كيف تتعامل مع المدير السلبي؟


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن مدبولى - صكوك الغفران !!؟