أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام محمد جميل مروة - جبرا إبراهيم جبرا ملف متجدد -- البحث عن وليد مسعود -- فلسطين ثائرة















المزيد.....

جبرا إبراهيم جبرا ملف متجدد -- البحث عن وليد مسعود -- فلسطين ثائرة


عصام محمد جميل مروة

الحوار المتمدن-العدد: 7221 - 2022 / 4 / 17 - 19:00
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كيف كان يقرأ ويكتب لكى يقدم لنا ما تفوح بهِ وبكل رعونة وشهامة وجسارة عبق ما بعدها بطولة في الوصف الجميل والبديع لأحداث الإنغماس الى قمة الرأس بعد الصعود من الهاوية الى الأفق . إنهُ الرسام الملون والمفتون في وصف حكايات شاهد فصولها منذ نعومة اظفارهِ حينما بدأت ترتيبات الترحال والرحيل والترانسفير المنظم الذي وضب لَهُ الإستعمار البريطاني والانجليزي والفرنسي العقيم لمرحلة تأسيس خدمات صهيونية ويهودية المنحى بعد افول ورحيل الامبراطورية العثمانية التي ساهمت في طريقة ما او بأخرى المساعدة على تعويم قرار " منح من لايملك لِمَن لا يستحق " كانت فلسطين اثناء التخبط السياسي والجغرافي لرسم الخرائط وتقسيم المجزأ في حين كان الإستجداء يترنح ما بين الشعوب العربية القاطنة ومحاولة تطيب خواطر التواصل ما بين المذاهب والطوائف والتي تشكل اكثر دماراً في رؤية الكاتب والرسام والقصاص والروائي ""جبرا إبراهيم جبرا "" ، الذي ما إن اصبح يافعاً حتى راودته استعادة الاحلام السعيدة اثناء تطور في مساحة الفكر والتعرف الى حقيقة ما يُستدلُ به معالم ومكونات الانسان في الوجود وفي الغياب وفي الرحيل وفي الفرار والهروب من فلسطين ، بإتجاه لبنان وسوريا والعراق ولاحقاً بريطانيا وامريكا ودولاً اخرى كانت مهمة واساسية في محاولة جبرا ابراهيم جبرا العمل وبكل جدية في فتح إعتماد الحياة واملها الاول والاخير من اجل تحقيق درجات التعبير في مسيرة الكفاح والنضال والعمل الفدائي ، وحتى خوض غمار الإنتساب الى الجبهات والمنظمات الفلسطينية التي كانت ملهمة ملحمة كوادر الرواية التاريخية للكاتب الفلسطيني الذي ادخل الى عصر الرواية شيئاً من الثورية المثبتة والموثقة في إلتحامها شعباً وقوماً في المهجر وفي المكاتب وفي العيادات الطبية ، كما في جبهات القتال اثناء العمليات الفدائية التي كانت حاضرة في مشروع " البحث عن وليد مسعود " ، الرواية التي ابصرت النور في اواسط عام " 1978 " وصدرت من عاصمة الثقافة بيروت وعن دار الآداب ، حيث نالت حينها مرتبة رفيعة لوصولها وإنتشارها السريع كسرد جوهري وفعال عن القضية الفلسطينية وكوادرها الفدائية التي وقفت لكى تقول للعالم ان الكفاح والنضال الثقافي هو مقدمة وتضحية اساسية واولية للمطالب في عدالة مسلوبة ومصادرة بقوة الإستعمار والإمبريالية العالمية التي امنتها تلك الدول الكبرى ورعايتها دولة الصهاينة الجدد في إسرائيل وتشريد سكانها الاصليين من العرب واهل فلسطين .
في كل فصول الرواية التي كانت متراكمة ومتزاحمة في فصولها وابوابها التي تشكل منحى مزاجي اعده بكل جدية الكاتب جبرا ابراهيم جبرا وحول كل قسم من الاجزاء " الإثني عشر " الى مساحة تأخذ القارئ الى كل بقعة من اجزاء فلسطين والعالم العربي وصولاً الى بلاد الإغتراب حيث هناك تبدأ المحاكاة الأولى والاساسية والراهنة تجر القارئ الى شعور وإحساس بإنهُ هو المقصود وهو الذي ينفذ العمليات الفدائية وكتابة المقالات وممارسة مهنة الرسم وعقد قرانها مع مهنة الطب في العيادات المقفلة والتي تحول الطبيب أحياناً من منطلق رؤية وليد مسعود الى ممارسة شرف الرذيلة والعلاقات الجنسية وشوائب وعواقب اللذة بعد تكرار العلاقات النسائية التي كانت محببة الى قلب وليد مسعود والدكتور طارق والباحث كاظم والصبايا من جميلات فلسطين والعراق ولبنان " سوسن ووصال واسماء اخرى " !؟.
البحث عن وليد مسعود ومتنها في اواسط فترات وسنوات الزمن البدائى عندما خرج المؤلف مستعيداً احداث مهمة بعد حضورهِ الدائم في كنيسة القرية بلدة بيت لحم وتباعاً حيث ارسى صيغة المسيحي والسرياني المتعدد الافكار في مسألة حصر فلسطين قضية اولى او مهداً شرعياً للشعب الذي فُرض عليه الهروب الى مجاهل الغربة والأسفار في الازمان الصعبة حسب كتابة وتحديد الزمن مع مطلع الخمسينيات ومراحل الستينيات وصاعداً الى تحديد قضية فلسطين والمقاومة المسلحة كأساس فكري ونهجاً ثورياً لا يمكن تجاوزهِ اذا ما اردنا إستعادة الاراضي العربية المغتصبة تِباعاً بعد هزيمة ونكبة " 1948 " وقساوة النكسة في حزيران 1967 . ومن هناك كان الباحث والرسام والدكتور والمترجم جبرا ابراهيم جبرا قد فتح باباً مهماً في الادب والفلسفة الفلسطينية الحديثة وإن كانت الروايات والابحاث والترجمات قد لا تصل الى العامة من فقراء فلسطين واهل العروبة والشيم والمقدرة في رأى جبرا إبراهيم جبرا ، إلا اننا نراه في روايته الرائعة توسع البحث عن وليد مسعود الفلسطيني الذي يُبدع في كافة الاعمال ويتصدر كل صفحات الصحف والاعمال ورجال الطموح من اجل تجيبّر الإنجازات الفردية وصب جّل الخدمات لمصلحة فلسطين من اوسع الابواب خصوصاً من قلب دول الخليج كما كان يُقال في عقود التطور والبناء لتلك الدول في الازدهار والتنمية والحضارة والفلسطيني كان متصدراً دورة الإزدهار تلك ، كما يقدم لنا الدكتور طارق في شخصيات الرواية السردية حيث يتم الاتصال ما بين كوادر ابناء وشعب فلسطين ولبنان وسوريا والعراق الذين كانوا اقرب الى الإنتماء للمقاومة وجعلها توأمة متراصة لا تنفصم عن شخصية الانسان العادي الذي يعيش على امل العودة الى بلاده سواءً كان هناك ضرورة آنية ام تأجيل السفر الى مراحل إنتظار ما يدور في فلك متعدد المعالم والمهالك!؟.
فمثلاً كان يقرأ كتباً من كل حدب ونوع وصوب في العلن وفي الكتمان كما كان قد توصل الى دراسة فنون الترجمة الورقية للكتب التي كانت مهمة في أحداثها المتعلقة في الفلسفة وفي الطب النفسي وفي الروايات العالمية وفي لغات متقدة ايطالية وانجليزية ولاتينية مما اثار زوبعة ثقافية حديثة نقلها جبرا ابراهيم جبرا الى كل الذين لديهم خزانات ثقافية تستعدُ للإرتواء من زوادة الادب الغربي شعراً ورسماً وفناً تشكيلياً ليسدل ستارة مزركشة الالوان وتقديمها كنمط ادبي يجب الإطلاع عليه ليتقارب مع ثقافة الثورة والمقاومة ويكون العناق والإنسجام ما بين الشعوب من تقاربها الماركسي والقومي والشعبي المتعدد الاوجه منذ روايات شكسبير وشعرهِ النبيل ، الى موليير وفولتير وخطباء الثورة الفرنسية التي اسست الى ثلاثية لا يستحيل تجاوزها " الحرية والاخاء والعدالة " كما رأينا في رواية البحث عن وليد مسعود تلاحم وتآخي تاريخي قدمه الى القراء كدليل مؤكد بإن الثورات الكبري لا بد من إنها سوف تكون منجرة الى عقول الصبايا والشباب اينما حلوا ، واينما صارت لهم ازمات ونكسات متشابهة في الفقر والعوز والجهل والمرض الذي حول الكوكب مؤخراً الى قرية صغيرة بحجم عيادة الدكتور طارق الباحث عن نمط ايجاد طريق وحيدة للنجاح وهي المعرفة والقراءة والمجالسة في كل المجتمعات المنحطة والمتقدمة والفقيرة والغنية والبيضاء والملونة والسوداء !؟. حيث علاجها يبدأ من اول الدرب والطريق الواحد نحو البحث عن وليد مسعود!؟..
المحصلة الاخيرة لتقييّم متواضع لقرائتي الرواية وإستعادة ردم ونبش آلام وجراح لم ولن تندمل كون التصنيف للشعوب والترميز للمكونات البشرية فلا بد من التيقظ بإن وليد مسعود وإن دُفِن بعيداً عن ترابه في فلسطين فإن ارض بغداد ومياه العملاقين الرافدين يحتضنان جسد جبرا إبراهيم جبرا الى أجل سوف نُسميه في ثقافتنا إستعادة الارواح والجثامين للمبدعين مَنْ ابناء شعب فلسطين ضرورة وأمانة فرضت احداث الرواية الخالدة إحترام وتقدير مضامينها عندما تُنبتُ الارض ورداً جورياً مُحاطاً برياح مُجلجله رونقها المثابرة الثورية .



#عصام_محمد_جميل_مروة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان وَهمي َّ فوق رؤوس العُشاق
- نموذج مِنَ المجازر بِلا مُحاسبة خوفاً من سلطة -- الإمبريالية ...
- زائرة ألليل على هودج مُطَهَم
- كيف لنا تَصدِيق سلطان تركيا رعاية مفاوضات السلام بين روسيا و ...
- أُعِيدُ مُجدِداً إليكِ -- فهل تقبلين --
- قبل نهاية مواعيد مُحددة لبنان يضمحِلُ
- كَلِمات حَزينة -- حنونة ثقيلة --
- اللجوء والفِرار وإدراجهِ حسب التميَّيز العنصري
- إنارة الغرفة -- أم إضاءة الشمعة --
- ألفرق الشاسع ما بين مقاطعة أمريكا وإسرائيل والعقوبات الراهنة ...
- خُذي كُل شيئ منى -- حتى عيونيّ ألباصِرة --
- عطاء وسخاء المرأة بِلا مُقابل لكنها مُحاصرة
- قَصيدة ألوهَم و ألزَعم
- الدب الروسي يبحثُ عن فرائس متعددة
- أين .. وكُنتِ .. ومازلتِ ..
- على وشّك حرب طاحنة -- قد لا تقع --
- أسطورة المرآة العاكسة
- العَقدْ الإبراهيمي المُبرمَم لمصلحة الكيان الصهيوني .. وترهُ ...
- أوكرانيا ظلم وقهر وعهر وإستبداد
- هدية عيد ميلاد ملاكتي المسافرة في حضوري -- منيرة طه --


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - عصام محمد جميل مروة - جبرا إبراهيم جبرا ملف متجدد -- البحث عن وليد مسعود -- فلسطين ثائرة