أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زورو - كلابنا المهجّنة














المزيد.....

كلابنا المهجّنة


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 7216 - 2022 / 4 / 12 - 04:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكثير من الحيوانات رافقت الإنسان وبعضها أصبحت داجنة، وصارت بينهما ألفة المكان ذاته، وتأثروا بعاداتهم وأوصافهم بعضهم البعض حتى باتوا يوسمون بالمواصفات ذاتها، بينما راح الإنسان القوي يصف نفسه بأنه الأسد أو النمر أو الدب، والوفي لا يمكن أن نسميه بأنه كلب؟! رغم أن الكل يعرف بأن الأسد...الخ. يدخل تحت تسمية الحيوان، وهذا لا يغضب أحداً. هذا الاحترام للحيوانات المفترسة يجعلنا نفهم أن الإنسان لم يعتد بعقله أبداً، دائم التطلع إلى أن يسلب حق الآخرين، والأنكى من ذلك عندما نقول له أنك تعمل وفق قانون الغاب فيتجهم وجهه لأنه لا يستطيع أن يكون وفياً وفق مواصفات الكلاب التي اشتهر بها، وهذه الصفة لم ترأف به من قبل الإنسان! مع العلم أن الكل يعود إلى أصله! إلا الإنسان لا يأبه بما هو فيه!؟. ومن هنا لا يمكن للإنسان أن يكون وفياً أبداً، وعلى كافة المستويات. لكنه تعلم من الكلب وهو أمر ضروري يتوافق مع الصفة الجوهرية المشتركة بين كافة الحيوانات سواء أكانت داجنة أو وحشية، وهي سيلان لعاب الإنسان حتى على رائحة الروث والفضلات.
هناك عقد شفهي ضمني بين الكلب والإنسان تماما كما هو بين الحكومات وشعوبها مفاده:
أن يقوم الأول بتقديم الحراسة ويقدم خدمات يعجز الثاني عن تلبيتها، فعندما ينبح الكلب يشعرك بأنه على رأس عمله وأنه في مأمن وعليه أن يراقب وينتبه! فنباحه له وظيفتان الأولى: يبعد الخوف عن نفسه وهو أمر مهم أن تشعر بالأمن، والثانية: هي التأمين عليه من المجتمع، فالحيوان بغريزته يتصرف بشكل لائق! كونه يعيش خادماً على أبواب الآخرين ويعاني عبودية مذلة، عيونه تفضحه! فجسد العبد ملك سيده وما عقله إلا لتنفيذ أوامره، وحيث أن العبد يتقن فن المجاملة وهو أمر يهدم الذوق العام للمجتمع كون المجاملة هي تبخس الحقيقة وتجعلها تافهة إلى أبعد الحدود، ويحكى أنه سمع أنتيستنيس يقول: ( أفضّل أن يلقى بي بين الغربان على أن يلقى بي بين المجاملين. فالغربان تأكل لحم الموتى، أما المجاملون فيأكلون لحم الأحياء).
هذا فكل جبان بالضرورة يجب أن يكون وفياً، عليه أن يحرس نقاط الضعف التي تعاني منها الجهة المقابلة، من جهة عدم الإكتراث أو عندما يسهو الكلب عليه أن يملىء هذا الفراغ، فهو قد تقاعس عن عمله لكي يبقى أمام دار سيده، عليه بالتداهن ويزيد نباحه قليلاً هو عمل مدفوع الثمن منذ زمن طويل وليس نتاج اليوم أو الغد.
عدا أن الكلب هو تابع ذليل يعرف ما يملك من المواصفات عن طريق غرائزه. إنه يعمل من أجل مبدأين: الأول هو حمايته من المجتمع، والثاني كونه جبان رعديد، بهذا جعل من نفسه عبداً حقيقياً وتنطبق عليه نفس جدلية السيد والعبد.
ونقرأ في قاموس المعاني عن:
(كِلبَ في الشيء: طمع فيه. كَلِبَ عليه: ألح عليه. سائل كلبٌ: مُلحّ في الطلب. ويأتي بمعنى أكل كثيراً ولم يشبع). كل المعاني التي قرأناها ترادف معنى واحد دون غيره! هو إصرار الكلب على نباحه وهو يعرف أن عمله بدون النباح لا معنى له. ورغم ذلك فهو مستمر ولم ينله أي تعب! هناك بعض الكلاب مصابة بداء الكلْب فهي تعضك دون أن تنبح! إذا فكل نباح بمثابة عمل الإنسان دون أن يقدم أي جهد من شأنه أن يكون تعويضاً عن صوته الصارخ!.
فمواصفات بعض الرجال السياسيين يدخل الباب ذاته، من حيث مداهنتهم ليست لها حدود، ولعابهم يسيل عندما يحضر المال السياسي الذي لا يشبع نهمهم. والجبان إلى حد التخمة بصمة الجبن على جسده واضحة، يستخدم في حواره كلمات مخنثة بحيث لا تعرفه إن كان ذكراً أم أنثى! معزوفة صوته تشبه النباح إلى حد كبير دون معنى ولا يتضمن أي موقف أصلاً موقفه هو نفس موقف سيده، ولا يبادر بإزعاج أحد إلا إذا سمح له سيده.
ونستنتج من هذا أن النباح هو العمل أو الجهد الذي يبذله كل من الكلب والسياسي وربما الأديب وكل مداهن يدخل ضمن إطار هذه الصفة إذا كانت كتاباته ليلمع صفحة ولي نعمته، طبعاً هذا العمل متاح للبشر عندما يقررون أن يصبحوا كلاباً ويستثنى من هذه القاعدة الكلب الشارد الذي لا ينبح كونه حر وليس عبداً وهو يضع عمله الإنساني في خدمة سيده.
من أجل أن يعود الإنسان إلى إنسانيته المفقودة التي تركها خلفه منذ مئات أو آلاف السنين، ليكف عن جرائمه، لهذا ابتكر المفاهيم الأخلاقية والفلسفية وحقوق الإنسان ولكن جعل من الثقافة ستاراً كي يشبع نهمه ويبدأ جرائمه بطريقة حضارية. حيث أنه يعزف على أوتار العلم، ويجعل من هذه المواضيع غذاء روحياً لسيده.



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توصيف العالم في ظل حرب اوكرانية
- تصببتُ عرباً إلى روح صديقي لؤي حسين
- الرجولة الحقة
- عندما تصبح السرقة شعاراً وطنياً
- قراءة في برنامج السياسي لهيئة الوطنية السورية
- عبد الباري احمه شاعراً
- السوريين جينالوجياَ
- جدل العلاقة/ بين العبد وسيده!
- على الطريقة الاسلامية!
- سلعة المثقف موقفه!
- ياسر عرفات وشيزوفرينا السياسية!
- الدثوثة!
- بئس هذا التاريخ!
- تؤام النظام السوري!
- من الألف إلى الياء
- اشتاق لنفسي!
- الأحترام تليق ببائعة الجسد
- مقدمة في فلسفة التنوير
- وحدة الأراضي السورية/المدونة السورية نموذجاَ
- الرئيس حافظ الأسد في ذمة البارتي!


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زورو - كلابنا المهجّنة