أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - اشتاق لنفسي!














المزيد.....

اشتاق لنفسي!


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 6789 - 2021 / 1 / 15 - 20:43
المحور: الادب والفن
    


عندما قرأت هامشاً لكارل ماركس يقول فيه: عندما هرب اليهود من سجون فرعون وتاهوا في الصحراء وجاعوا وقتها تذكروا لحوم في السجون المصرية.
بعدما تاهوا السوريين في العالم كنت واحداً منهم بدت اشتاق لظلم الطاغية الأب وعملاءه ومخابراته، وكتاب تقاريره، ومدسوسيه، وإلى عناصر أمنه وسجانه. اشتاق لهذه المقولة التي تقول: حوله وحوش ضاره انجاس مناكيد، بينما هو صورة إله بين البشر، الذي يجول خارج المقهى وهو ينتظر خروجي! وأنا اشتاق لنفسي كيف سأخرج وأجعله يضيع وهو يبحث عني، واشتاق لغبائي الذي يحهل أنه يعرف اسمي وعنواني، أشتاق لأمي عندما كانت تحذرنا قائلة للحيطان آذان أنتبهوا، اشتاق لعنصر الشرطي وهو يخفي اثره عن رجل الأمن ويخبأ نفسه من العامة أيضاً كي لا نعرف بخفايا صدره، اشتاق لشرطي المرور وهو يريد فقط خمسة ليرات سورية عن النهار كله! اشتاق للسائقين عندما ينظرون إلى فتاة جميلة من مرآة باصاتهم ولا أحد يقول له، انتبه أنك سائق ولست قواداً، اشتاق إلى المعلم وعصاه بيديه ينهرنا لنقول حماة الديار عليكم السلام، اشتاق لذبابات بائع المتجول وهو ينهر الذباب من حوله جزافاً، اشتاق لمعاون الباصات وهو يقول: قطيفه رحيب جيرود. اشتاق لصديقي عندما اشرح له عنوان بيتنا، لأقول له تعرف مقر الأمن، اشتاق لكازور سينالكو وهو يحرق انوف شاربيه، اشتاق لذاك الطفل وهو ينادي صارخاً يروج لبضاعته علكة سهام أو محارم ديما في يديه الصغيرتين، ومخاطه المتدلي من انفه جمده البرد هناك، اشتاق لاحمرار يديه من البرد، اشتاق للحج الذي يحج على فقره، اشتاق لمجنون عندما يعبر المتسول الشاب ويبصق في وجهه ويمضي، اشتاق للفقر الذي واجهنا طيلة وجودنا،اشتاق إلى سوق الحميدية وهو يلبس أمرأة وخبأها في جواته، اشتاق لتمثال ابن الطاغية وهو يراقب عناصر امنه، وهو يحرس القامشلي من الشرفاء، اشتاق لبائع الفلافل والكازوز عندما كان سعرهما بنصف ليرة، اشتاق لفرن حارتنا وطوابير المشترين وخاصة عندما اصل إلى دياري واشم رائحة خبز أمي في الصباح، اشتاق لرفاق طفولتي وجارتي العاهرة عندما اٌقرأ لها رسائلها ذو الرائحة الجنسية، اشتاق لميزان حانوتي كيف يسرق!، اشتاق لسماع شتائم جارنا لزوجته، اشتاق الى مروري بجانب سينما وأنا اختلس النظر إلى صور فادحة، لجذب المراهقين إلى ماخوره، اشتاق إلى الجيش عندما احصل على إجازة خمسة أيام كأنها سنة!، اشتاق لشتائم جاري على فلان لم يقرضه المال، اشتاق لعسكري عندما يدور بيتاً بيتاً مودعاً معلناً نهاية إجازته، اشتاق أن أقرأ رسالة العسكري عندما تقول اقبل يدي امي وابي الطاهرتين، اشتاق لذلك القروي لم ير اسمه في رسالته، اشتاق إلى قلمي المكسور خاصة عندما يضيع مني، اشتاق إلى الممحاة كجدار بيتنا المهدوم، اشتاق إلى شفرة أبي ليحلق رأس قلمي، اشتاق إلى ابي عندما يأتي معه حذاء مستعمل افرح به رغم أني اجهل كم قدماً استعملوه، اشتاق إلى نهيق الحمير وعواء الكلاب على بيادر قريتنا، اشتاق لصياح الديك في صباحاتنا، اشتاق إلى موقد أمي في يوم العيد، نعم اشتاق الى ذلك الذي اخاف منه، اشتاق لطرطيره قريتنا وهي تحمل عشرة رجال يافعين ويلف سجائرهم ويبصقون بوجه بعضهم عندما يرطبون لفافة سجايرهم! وصوت الموتور تبول عالياً من زحمة الآنين، مازلت انتظر يوم الخميس لالتقي بأمي، اشتاق لاخي عندما يشم رائحة مال امي، نعم اشتاق لنفسي عندما أقرأ رسالة عاهرة ورغبتي لا تشم المعنى من ضحكتها، عندما كبرت مررت من هناك، كانت رغبتي حارساً كيلا اقع على نفسي! اشتاق لجميع الاماكن التي وردت في رسالتها واقوم بزيارتها عسى أن أراها وهي تمر! فيما بعد عرفت بعضهم وهم يسرقون من سروالهم نظرات التنهد قبل عشرات السنين، اشتاق لصراخ اخواتي من منهن يشعل التنورة لان العجين قد اينع، اشتاق الى عنقود عنب صناعي المتدلي فوق راس السائق، وهو يسترق النظر إليها كأنه خصيان ابنه الوليد الذي صرخ لتوه! اشتاق إلى بنطلوني الجنس كلما سرقه اخي ليذهب مشواراً، اشتاق إلى سرير أمي وهي تصرخ فينا ناموا، ولكن برودة الجو يجلدنا، اشتاق إلى نفسي حينما اشم رائحة الفلافل وليس لدي المال أن اشتريه، اينما اذهب تلاحقني رائحتها، اشتاق إلى كلب جارنا وهو يلوح بذنبه كلما رآنا دليل أنه يعرفنا؟ اشتاق إلى مذياع جارنا عندما ينادي المذيع هنا دمشق! اشتاق إلى برنامج غداً نلتقي رغم أني لم التقي بأحد منذ سنين، اشتاق لكرة القدم التي صنعناها بأنفسنا من خردة، اشتاق لضوء الكاز وهو يتراقص، وأمي تصرخ لماذا لم يقص احدكم الفتيلة، اشتاق إلى عطسة عسكري كل ساعة الثامنة! كانها ساعة بيغ بيغن! اشتاق إلى جدول اختي وهي تلوح وتجلب اخبار لأمي وتعود إلى مكان الحادث فوراً، اشتاق لطوفي السائق ميكرو وهو يقول في أمي ادواتك إذا وقفت لك فتراه يقف فوراً، ويقول الشتائم هواء ينظف انفسنا من الأدران! اشتاق لصوت مغني وانا أمر بجانب مقهى الحجاز بدمشق وهو يغني "وصلتينا بنص البير وقعطت حبلك فينا" اشتاق لجارنا يوسف وهو يشتمني لأني لا اقوم بالترجمة بينه وبين الشرطي، كي اضحك، اشتاق للغتي الكوردية وأن اقوم بالترجمة الحرفية فيصبح الفاعل فعلاً ويصبح المفعول فاعلاً، الله يستر السائق من تلك الحفرة التي يقع فيها فيرتفع اجسادنا في الهواء كخرقة بالية، اشتاق لصوت المؤذن وهو لا يعرف يستدرك الخطأ بين بين لغتين العربية والكوردية، اشتاق للبائع المتجول واختي تقول له سلو كرو (حمار)، فيرد عليها ابوك كرو، اشتاق لاختي وهي تجاوب جارتها العربية وتقول لها زوجي يغسل رأسك! اشتاق لببور الكاز وهو يئن تحت طنجرة الماء، اشتاق لهروبي من يد أمي عند كل حمّام، اشتاق لاصوات الكلاب في الصيف ونقيق الضفادع في الربيع، اشتاق لجسدي عندما قلت أني هنا؟ اشتاق الى اوراق دفتري المبعثرة وامي تجمعها بخيط وابرة، اشتاق لصوت ضابط عندما يقول يابني ياحمار! اشتاق لمنظر جارنا عندما تعض مؤخرته جلبابه فيمضي مفتخراً بقماشه! اشتاق نعم اشتاق لعمري الذي شاهد كل ذلك،،،



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحترام تليق ببائعة الجسد
- مقدمة في فلسفة التنوير
- وحدة الأراضي السورية/المدونة السورية نموذجاَ
- الرئيس حافظ الأسد في ذمة البارتي!
- مواصفات النبوة!
- مواصفات النبوءة!
- لا شرقي يسكن في الحي الشرقي لصديقي منصور المنصور
- هذه ليست اعراض الثورة!!.
- آزاد زال، ورفاق عبدالله
- بالنقد وحده، يبقى كامل عباس رفيقاَ
- هل تعرفون لماذا نريد الفيدرالية!
- المثقف السوري في مكان الخطأ!
- تريد الصحيح، محمد جمال باروت!
- فلك/روشن
- ليس-إلاي-معي
- المتاهة!
- الفيدرالية تجمعنا
- طيور متكاسلة!
- قراءة نقدية في مفهوم طرح اللبرالي لهيئة العمل اللبرالي في ال ...
- الأنوف المهاجرة!


المزيد.....




- حماس: تصريحات ويتكوف مضللة وزيارته إلى غزة مسرحية لتلميع صور ...
- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - اشتاق لنفسي!