أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - طيور متكاسلة!














المزيد.....

طيور متكاسلة!


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 6440 - 2019 / 12 / 17 - 22:42
المحور: الادب والفن
    


"عكس الطيور"، عنوان وضع عن سابق الأصرار والمعرفة ولهذا يقترب أن يكون عنوانه ملفت للنظر، كونه يؤسس للطيور فكراً يكسو على ريشها رونقاً إنسانياً، وهناك تضمناً بين النص والواقع حسب المثل الكوردي القائل أن "الناس طيوراً بلا اجنحة"، لا نستطيع أن ننسى هجرات وهجرات معاكسة في الطبيعة بين الشتاء والربيع، في قامشلو، كهجرة اللقالق والسنونو تعودان متلهفاً إلى طبيعتنا وخاصة سنونوة كانت-حسب زعم البعض- تأتي إلى حيث عشها تحت سقف وجودنا نحن البشر وتزقزق كما لو أنها ترحب بنا! ماذا سيكون عكس الطيور ياترى! فهناك عكس الطيور طيوراً لا تعرف الطيران؟ ومنها الداجنة منها والوحشية، أما إذا كان المقصود هو الطيران عكسه السير على الأقدام وبأربعة أرجل، وأكثر الطيور عنجهية وكبرياء هي الباز، الذي يسكن في علو شاهق لا ينزل إلا إذا جاء غازياً، وأيضاً العنوان مذيل بقول أخر بين قوسين (من قامشلو إلى أوسلو) ما بين القوسين هو ذاته حضناً يخزن في اعماقه حنان وعاطفة، أما عكس الطيور فعنوان مستفز إلى أبعد حدود الاستفزاز! ربما استفزازه جاء كونه لا يعطي نفسه لشرح أكثر.
عكس الطيور للصديق عبد الباقي حسيني المقيم في اوسلو، مجموعة قصصية جميلة وفي سياق قراءتي لهذه المجموعة أكتشفت فيها أن كلا القصتين متداخلتين بمعنى، كاللحمة والسدى لا انفصام في عريهما، وتنسجان معاً لوحة واحدة رغم لكل منها عنوانها الخاص، وليس من المحبذ أن تدق باب أحداها لتهمس في آذانها لنخبرها إن لك شبيهاً في الشارع التالي ومكتوب على الجرس اسم مالك الدار، على سبيل المثال أن قصة "أمل الحب ضحية الحب" تكاد تكون شبيه قصة "الأرملة الصغيرة"، الأولى بمعنى الجسدي وبينما الثانية بمعنى الجنسي وهي قصة ربما اخفاء الأسم تقربها من الحقيقة أو ربما تكون هي موجودة في مكان ما وهي تعيش لوحدها تؤكد أنها موجودة فعلاَ، حتى يتسنى للكاتب أن يداعب خيالنا فلو كشف أمرها كان من الممكن أن تكون مثل جيان في قصة "أمل الحب ضحية الحب" فهما قصتين تكملان بعضهما.
على الأرجح أن بنية الدونجوان، أمل الحب ضحية الحب، أزعر قدوربك، الحريق المستمر، جريسكة، الأرملة الصغيرة، صاحبة القلب العجوز،
شخصية "ريبر" في قصة "الدونجوان" تتماثل مع شخصية "كفتارو" في "أزعر قدوربك"، من حيث كلاهما يبحثان عن مجد شخصي الذي يعبر العقول ويقترب من الغريزة، من حيث أن الأول يوقع الآخرين في شباك جماله ومال والده، بينما الثاني يقاتل الكل في سبيل الحصول على المال، فالأول يعطي بينما الثاني يأخذ ولما استجد الجد أراد "ريبر" أن يكذب بقوله "أن لينا أختي!" هو نفسه انهزم في ماخور استنبول وبلغاريا، وحيث أن المكان هو الغربة خارج مسقط رأسه فأن الوجه الجميل "للكفتارو" هو "ريبر"، أي لكل منا له أكثر من وجه من حيث أن المال الذي كان سبباً في ارتقاء "ريبر" سلم الشهرة وهو طالباً جامعياً بين أهل "لينا" وهو امر جميل، ويصبح مثل "كفتارو" عندما يضيق بهما المكان والزمان، فالعلاقة بينهما علاقة تغيير الاحوال من حيث أن الواحد يصبح الآخر عند الحاجة، نقيض بعضهما في جل تصرفاتهما، أن ذهاب "ريبر" إلى المحاضرة وتركه "للينا" مندهشة من تصرفه الأرعن، أليس نفس تصرف "كفتارو" عندما نزل من الفندق ثانية ليأخذ منه المال الذي حاز عليه بدون وجه حق!...
إما قصة "الحريق المستمر" فهي تصلح لنهاية أية قصة في تلك المجموعة، مثلا أليس الحريق المستمر في جسد أولاد "جريسكه" وميرزا حسين نفسه عندما تطوع أن يكون لأولاده أباً وأماً بعد موت "جريسكه"! أوليس هي نهاية مؤلمة لقصة صاحبة القلب العجوز وهي تحكي "لمونيكا" الموظفة في مكتب العمل شجونها واحزانها، و"شيلان" لا تكف على البكاء وتقارن بين محلية أفكارها وعالميتها وهي تسكن في النرويج وكيف باع والدها فتاة قاصرة!.
إذاً هي قصة لا تكف عن أن تكون جاهزة أن تمدك بالحزن عندما تريد أن تبكي رغم أن "الحريق المستمر" على "خوديدا" وكيف حرقت جيان نفسها ومأساتها في الغربة وهي تقف قبالة الطبيبة النفسية علها تساعدها في الخروج من أزمتها، فهي لا تقتنع أن مشكلتها يمكن أن تحل فخيوط القصة مربوطة باشخاص يعيشون بدون عقل ويمكن أن يقتلوا بدون وازع ضمير! ويمكن لهذه القصة أن تكون نهاية لما يحدث في سوريا وخاصة مناطقنا الكوردية.
فإذا كانت لنا اعتقاداً أن كل قصة فيها ذهاب، واخرى فيها إياب، أي بمعنى عكس الذي يركز عنوان المجموعة، فإذا أخذنا القصة "الدونجوان" ذهاباً فأن "قصة ازعر" قدورك إياباُ، هما الذهاب ذاته إلى أفق ليس لهم أي أفق سوى العودة إلى ديارهم الأصل، فنرى أن "ازعر" في بلغاريا اشتاق إلى نفسه عندما أخذت منه العاهرة مالها المسروق! لو كان في بلده من الذي يستطيع أن يطالبه! فهو لم يترك نفسه أبداً في سياق الحنين إلى العدل والمساواة، والرأفة ببني قومه،،،
"عكس الطيور"، مجموعة اعتقد بأنها جديرة بالقراءة وقد تكتشف شيئاً آخر، وهو امر جيد في قراءتنا للواقع وما تضمنه الكتاب، رغم أن المجموعة تذهلك أن الواقع ليس هو ذاته بين "أوسلو وقامشلو"، فما هو مسموح في أوسلو ممنوعاً في قامشلو، والبشر في البلدين يختلفان عن بعضهما تماماً حضارتين احدهما ذهاباً واخرى إياباً،،،،



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة نقدية في مفهوم طرح اللبرالي لهيئة العمل اللبرالي في ال ...
- الأنوف المهاجرة!
- المجلس الكوردي إلى أين؟
- شجون وقبس وأنا ليَ أيضاً!
- جميل ربك موسى!
- فضاءا بادلي وحمو!
- عندما يغيب المثقف!
- كائنات شاعرنا علي ملا
- نيتشه كوردياً!
- احمد اسماعيل ملكاً
- مخاط سيد الرئيس
- هذا هو أيضاً
- حسن خيري سلبياً
- النوني التوكيد الثقيلة والخفيفة
- أمريكا بين روما والمغول
- ليس بالقمع وحده يحيا التاريخ
- نورالدين الحسيني في روايته: زمن الاحتضار،،،
- هكذا قد يكون صحيحاً ما اقوله بالأذن منها!!
- انزياحات تافهة/ اردوغان نموذجاً
- الإصالة بين الأمس واليوم


المزيد.....




- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم زورو - طيور متكاسلة!