أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زورو - سلعة المثقف موقفه!














المزيد.....

سلعة المثقف موقفه!


ابراهيم زورو

الحوار المتمدن-العدد: 6905 - 2021 / 5 / 21 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للمثقف السوري ثقافة شكلية، تكوّنت بين ليلة وضحاها، هكذا وجد نفسه مثقفاً لا يشق له غبار! لذلك نرى اجمالي فكره مشغول ومحصور باشياء حسية بسيطة كطفل صغير يبحث عمن يمنحه بعض القروش من صندوق المال السياسي، تارة نجده يظهر اعلامياً، وتارة يتواجد مع أحد سياسي تافه في مكان ما، هذه الصور تسرد سيرته الذاتيه تلقائياً ومواقفه المتذبذبة تحكي عن نفسها موضحة أنه خالي من أي موضوع فكري ثقافي وسياسي، ويعمل لأجل رغباته التافة الشخصية!.
فهو لم يأتِ يوماً ما إلى البيت مزعوجاً من اجتماع ثقافي، علّه ينقد ذاته على أنه غبي وثقافته لم تكفيه! عليه بالبحث والحت! ولم ينم يوماً وكتابه يمارس الجنس على صدره كأمراة شهوانية، ليقوم في اليوم التالي، ليستذكر ما قرأه بالأمس!.
وهذا يتيح لنا أن نطلق عليه أنه مفكر مياومي (يومي) على مبدأ العمل، فالعمالة اليومية قابلة أن تطرد من عملها بكل لحظة أو نتيجة خطأ ما، على الأغلب العمال المياومين بحاجة إلى الاخلاق فمن المحتمل أن الاعمال المؤقته واليومية غير متوفرة فيها بعض القيم. لهذا نرى أن هذا النمط موجود بكثرة في الحالة السورية وهم بحاجة ماسة أن يُزرع فيهم قيم اخلاقية كبنية فوقية مرتكزة على الثقافة التي تعتبر البنية التحتية، أي المثقف الذي نال قسطاً من الثقافة فهو بحاجة إلى الامتداد، أما "المثقف السوري" ليس بحاجة إلى ذلك لأنه غير متعوب على ذاته، من حيث أن الوجود هو بحاجة ضرورية إلى الامتداد، أن أي الثقافة الخالية من فكرة الامتداد يبقى حاملها جاء متطفلاً عليها، عن طريق تجمع أو حزب، أو شركة، أو مجموعة من التجار، هذه الطبيعة ستدوم طالما هناك من يعجنون وجوده ليكون ممتداً لوجود من يقف خلفه!.
إن طبيعة الثقافة حصرياً يجب أن تؤدي إلى السعادة الانسانية وتنشدها أيضاً، كما يقول سبينوزا. وربما أراد أن يوضح إذا كان هدف الثقافة ليست السعادة فما هو هدفها إذن؟! فالثقافة التي لا تؤدي إلى التسامح ولا تمجد العقل لينشد السلام فما هي قيمة الثقافة؟. فإذا وضعنا المثقف السوري تحت المجهر! سيبدو بشعاً ولا يشبه ذاته! وهذه هي طامة كبرى: والكارثة الحقيقية تضرب الثقافة وتضر بالإنسان وتشوهه إلى أبعد حدود!. علماً أن مؤلف سبينوزا الذي حكى عن الاخلاق لم يحتويه إلا في قسمه الأخير وبهذه الحالة كأنه يمزج بين الثقافة والاخلاق!.
"فالقوة الجديدة التي يخلقها العلم خيّرة بقدر الحكمة التي يتميز بها الإنسان، وتكون شريرة بقدر ما في الانسان من حمق"، يبدو أن الثقافة لم تعد كافية بنظر بيرتراند رسل، إلا إذا كانت مطّعمة بالحكمة التي تعمق السلام والخير في بواطن حاملها، هكذا اغلق الباب على المثقفين واشباهم وانصافهم ليشكلوا مع الاميين فريقاً واحداً لتكون عيونهم على المال والجاه مقابل أن يقدم نفسه عبداً، إليس العميل والخائن ومال السياسي وصفر الوجود هي ادوات العبد في وقتنا الراهن!؟.
وإذا أضفنا على تلك المزحة السمجة التي اطلقها سينيكا: "ان اجلال العمل اليدوي يعني جعل الاسكافي يحسب أنه فيلسوف!" فالفلسفة جاءت لتنمي العقل فقط وهذا ما جرى للحالة السورية! عندما أصبح الاجلال والاحترام للمعارض الأمي الاسكافي السوري، حتى صدق أنه يحتل مكاناً بارزاً في الثقافة وإليه تعود تسمية الاشياء لكنه لا يمكن أن يفهم أنه يشكل مع زملائه "قطعة بعشر ليرات" فقط. وأن الاجلال يعني غياب النقد في المجتمع السوري الذي يعتبر مقصاً يقص لسان من طاله الاجلال بغير وجه حق، ولهذا السبب باتوا اسلحة فتاكة بيد عدو الشعب السوري! مع تركيا وايران وامريكا وروسيا ضد ابناء شعبه! وقدموا ولاء الطاعة لاسرائيل! وحتى أنها لوحت بطردهم إن حاولوا الاقتراب منها.
قديماً قبل هذه اللعنة كنا بصدد بشار أسد الذي كان عدواً ومعروفاً للكل، وحوله عملاؤه "القطعة بعشر ليرات" والتي فيما بعد اصبحوا في قيادة الائتلاف، وجراء ذلك أصبح الشعب السوري بألف دكتاتور! وبملايين عملاء!، بأمكاننا أن نغني مع مارسيل الخليفة " على حسبة تيتي تيتي متل ما رحت جيت".



#ابراهيم_زورو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ياسر عرفات وشيزوفرينا السياسية!
- الدثوثة!
- بئس هذا التاريخ!
- تؤام النظام السوري!
- من الألف إلى الياء
- اشتاق لنفسي!
- الأحترام تليق ببائعة الجسد
- مقدمة في فلسفة التنوير
- وحدة الأراضي السورية/المدونة السورية نموذجاَ
- الرئيس حافظ الأسد في ذمة البارتي!
- مواصفات النبوة!
- مواصفات النبوءة!
- لا شرقي يسكن في الحي الشرقي لصديقي منصور المنصور
- هذه ليست اعراض الثورة!!.
- آزاد زال، ورفاق عبدالله
- بالنقد وحده، يبقى كامل عباس رفيقاَ
- هل تعرفون لماذا نريد الفيدرالية!
- المثقف السوري في مكان الخطأ!
- تريد الصحيح، محمد جمال باروت!
- فلك/روشن


المزيد.....




- الكشف عن قائمة أفضل المطاعم في العالم لعام 2025
- شركة الكهرباء الإسرائيلية: ضربات إيرانية تتسبب بانقطاع في ال ...
- طاقم CNN يشهد قصفًا إسرائيليًا واسع النطاق في طهران أثناء ال ...
- الضربات الأميركية تصيب البنية النووية الإيرانية.. ماذا عن ال ...
- صور أقمار اصطناعية تشير لأضرار بالغة بموقع فوردو والشكوك قائ ...
- لقاء في حزب الوحدة الشعبية بمناسبة الإفراج عن الرفيق د. عصام ...
- خبايا صراع الظلام بين إسرائيل وإيران
- إعلام إسرائيلي: الضربة الأميركية غير كافية وإيران قد تصنع قن ...
- ضربات ترامب لإيران.. بين حسابات الردع وضغوط الحلفاء
- هكذا سيهيمن الذكاء الاصطناعي على المهن بحلول 2027


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم زورو - سلعة المثقف موقفه!