ملهم جديد
الحوار المتمدن-العدد: 7201 - 2022 / 3 / 25 - 08:42
المحور:
الادب والفن
على جدار يفصل بين مدرسة للحكمة و بين زريبة للحمير في أثينا القديمة ، كُتِبت هذه الحكمة : " حتى لو لم أصبح حكيما ، يكفيني أن لا أصبح حمارا "
جلد نمر و عقل حمار/ قصة قصيرة للكبار
بالعناد و المثابرة ، و الصبر و الأمل استجابت الطبيعة لرغبة الحمار الوحشي و وهبته جلد نمر ! فأخذته العزة بجلده الجديد و رفض التدجين مثل أخيه الحمار العادي و أصرّ على البقاء في الغابة معتقدا أنه بخطوط جلده البيضاء و السوداء هذه سوف يوهم بقية الحيوانات بأنه نمر ، فيتجنبوه و يدعوه يرعى بهدوء و راحة بال . و ربما استطاع في البداية إيهام الأرانب و الغزلان و الوعول بذلك فكانوا يخلون له المراعي و يغادرون ليصبح ، ياللمفارقة ، الفريسة الوحيدة للنمور التي لم تنطل عليها هذه الحيلة ، و كانت ، من فترة لأخرى ، تتفقد المراعي نفسها من أجل وليمة غذاء فلا يجدون غيره . و كان يمكن للحمار الوحشي أن يراجع استراتيجته الفاشلة و ينضم إلى إخوته الحمير العادية . إلا أنه كان قد مرّ ما يكفي من السنين لينسى أن خطوط جلده تلك لم تكن سوى خديعة تحولت إلى عقيدة ! و أصبح مع الزمن مؤمنا بأنه نمر حقيقي لا يتوقف عن تقديم الضحية تلو الأخرى آملا أن يأتي اليوم الذي تقتنع فيه بقية الحيوانات و على رأسها النمر ، طبعا ، بأنه نمر ! و لأنه من المسحيل إقناعه بالمنطق ، فقد حاول أحدهم ، على سبيل التجربة ، و ضعه إلى جانب حمار عادي و وضع مرآة كبيره أمامهما ، فلم يرَ الحمار الوحشي سوى خطوط جلده الشبيهة بخطوط جلد النمر ، بينما غفل عن رؤية أذنيه الكبيرتين الشبيهتين بأذني أخيه الحمار العادي . و بدل أن يقتنع بأنه حمار بجلد نمر ، فقد أصبح أكثر إصرارا على أنه نمر يعتقد الجميع أنه حمار !
#ملهم_جديد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟