أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - أنا ومعطفه الأسود














المزيد.....

أنا ومعطفه الأسود


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 11:45
المحور: الادب والفن
    


استيقظت مذعورة على اتصال في الماسنجر .. الساعة كانت تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل بدقائق .. احتجت إلى لحظات لأستعيد وعيي وأعرف من شاشة الهاتف اسم المتصل الذي شغلني عن أي شيء آخر .. أنها مريم العادلي .. زميلتي في العمل الذي كنت أزاوله في بغداد قبل أن أقدم استقالتي وأهاجر ..
ما الذي ذكرها بي ونحن لم نكن على اتصال ببعضنا .. لكن بوجود العالم الافتراضي أصبحنا مخترقين لمن يود ذلك وفي أي وقت يشاء.
أغلقت الهاتف لتلقينها درسًا في احترام خصوصية الآخرين ..
عند الصباح .. وأنا أقود سيارتي متجهة للعمل عرفت من مريم في اتصال آخر منها أن زوجها قادم إلى صوفيا ليقدم أوراقه كلاجىء سياسي على أن تلتحق هي وأولادها به بعد حصوله على قرار الإقامة الدائمة .. خمنت ما الذي تريده مني بعد أن طلبت رقم هاتفي ليتسنى لزوجها الاتصال بيّ حال وصوله.
قلت لنفسي بعد انهاء المكالمة: أيام من القلق و التعب بانتظاري ..
علي أن أكون برفقة الزوج لأقدم له المساعدة لتسهل عليه المهمة وكأنني مسؤولة عن شؤون اللاجئين هنا.
وأنا أقرأ اسم زوجها الذي ارسلته برسالة في الماسنجر .. صعقت : ربما هو تشابه أسماء ليس إلا .. لكن هل يصل التشابه للجد الرابع ؟!
بحثت في صفحة الصديقة للتأكد من اسم زوجها .. نعم أنه هو .. خطيبي السابق .. بل الخائن الذي تركني من أجل فتاة أخرى .. أشهر طويلة فشلت فيها عن معرفة اسم من فضلها عليّ .. الآن كأنني أشاهد فيلما في صالة السينما .. ما علي سوى الانتظار لمعرفة كل شيء .. تذكرت قول أحدهم من أن الزمن كفيل بتصفية الحسابات ..
بدأت أعد الدقائق مترقبة إتصال منه .. وتم ذلك بعد أربعة أيام كنت حائرة خلالها كيف اتصرف حينما ألتقي به ..
حددت له موعداً في إحدى مقاهي صوفيا ..خلعت قفازي قبل أن أمد له يدي للمصافحة والترحيب به ببرود وكأنه شخص لم يسبق لي رؤيته لكن لم تمر لحظات حتى عادت لي ذكرى أيام خطبتنا .. وأنا أنظر لعينيه وهو يتحدث عما جرى له في الرحلة من بغداد إلى صوفيا تذكرت أحاديثنا ولهونا .. كلماته العذبة التي كان يسمعني إياها فقاطعته معتذرة لانشغالي وحددت له يوما آخر لنباشر بإجراءات اللجوء ..
شعرت بالنصر على رجل أهان أنوثتي وسبب جرحا كنت اعتقد أنه اندمل لغاية اليوم .. ربما ظن أنني سأسامحه وأنسى .. غبيا لو صدق ذلك !!
تعمدت أن أماطل في الذهاب معه وتحججت بأسباب واهية للتأجيل في كل مرة وكأنني كنت انتقم منه ومن تلك التي حلت في قلبه بدلا عني .. لكن بعد مرور شهر كان لابد من وضع نهاية لهذا الأمر الذي أخذ حيزا من تفكيري كان كافيا ليربك لي حياتي ..
قلت له:
- عليك أن تقدم لهم كل ما من شأنه أن يعزز قصتك .. لكن أين الأوراق التي ستحتاجها حينما تذهب إلى دائرة اللجوء .. ألم أطلب منك إحضارها ؟
قال بعد لحظات :
- لدي ما أخبركِ به ..
- هل هناك شيء ؟
- نعم. لقد غيرت رأيي .. سأعود إلى زوجتي وأولادي .. لم يمض إلا شهرًا على فراقي لهم واستبد بي الحنين وقتلني الشوق فكيف لو طال الأمر لسنوات ؟
شعرت كأنه يمزق قلبي بين يديه .. استأنف حديثه وهو ينظر إلى الشارع:
- كان هذا الشهر ضروريا لي لاختبر نفسي .. انتصر الحب أمام فشلي ..
هنا شعرت بالغضب يتدفق من كل مسامات جلدي .. فصرخت به:
- تريد العودة ثانية لتلك المرأة التي سرقتك مني ؟
حدق في باستغراب كأنه غير مصدق:
- لم تسرقني أية امرأة يا هند .. لقد تعرفت على مريم بعد فسخ خطوبتي منك باشهر ..
- لكنك أخبرتني بأن مشاعرك نحوي قد تغيرت.
- نعم . لا أنكر هذا .. وجدت أن الحياة بيننا ستصبح مسرحا للصراعات والخصومات .. فكان علي حسم الأمر لصالحنا .
لم أجد ما أرد به عليه .. أيعقل أنني كنت السبب لسنوات طوال وأنا أرى نفسي تلك المغدور بها ؟
قلت هذا في نفسي. ثم التفت إليه بينما شذرات الغضب تتشاجر فوق ملامحي..
- اتعني أنني ؟
فقاطعني بالقول:
- نعم . ولم أمر على الأمر لئلا أجرح مشاعرك ..
- ولكن ..
وقبل أن أكمل حديثي .. وبينما هو ينتفض واقفا ليرتدي معطفه الأسود .. أمسكت بأطراف المعطف وكأني أريد الاختباء فيه مني ومن تلك اللحظة التي دبت الرعب في ..
سحبه بهدوء وأدب وابتسامة صفراء تعلو جبينه وهو يهمس على مقربة مني:
- كوني بخير يا هند.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موعد غرامي
- الوداع الأخير
- زهرة التوليب
- رماد الشمس
- رسالة من بين ثياب شتائية
- رحيل
- بقعة شاي
- بيرانديللو
- من مكان يدعى الروح
- امرأة في قطار
- حقيبتي السوداء
- ما رأيك ؟
- الباقي .. قطعتان من الشطرنج
- قصيرة ولكن
- طه الأسمر
- بقايا جسد
- حينما نمسك بالقلم
- ساخن جدًا جدًا
- أبيض وأسود
- حتما سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - أنا ومعطفه الأسود