أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - امرأة في قطار














المزيد.....

امرأة في قطار


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7160 - 2022 / 2 / 12 - 12:14
المحور: الادب والفن
    


انتظر مرور عشر دقائق ليصل إلى موظفة الحجز التي أخبرته بوجود مقعد في آخرِ مقطورة .. عليه اتخاذ القرار بسرعة فالقطار سينطلق من السويد إلى الدنمارك بعد أربع دقائق ..
وضع التذكرة في جيب بنطاله وبدأ يهرول للوصول للقطار رقم ..6 B
أدرك بعد انغلاق الأبواب إنه الراكب الأخير ..
شعور بالانزعاج سرعان ما ألم به حين وجد امرأة قاعدة بجانب النافذة .. ذلك لم يمنعه من أن يطلب منها تبادل الأمكنة عندما وجدها مشغولة بقراءة كتاب وغير مهتمة بما يوجد خلف النافذة ..
شكرها وهو يضع حقيبته داخل الرف ..
بعد دقائق بدأت بوادر الملل تظهر عليه .. المناظر بدأت تتكرر أمامه .. بنايات شاهقة وبيوت تتدلى النباتات من شرفاتها .. أشجار داكنة الخضرة .. مزارع شاسعة .. أبقار ترعى ورجال يعملون .. جسور وأنفاق .. بحر وزوارق ونوارس .. وزمن يمضي دون عودة ..
تصفح جواله كمحاولة لتبديد الملل ..
الذي حصل هو العكس تمامًا ..
التفت نحو المرأة .. وقع بصره على عنوان الكتاب الذي تقرأه .. الفلسفة الحديثة .. ذكره العنوان بصديق له كان يدرس الفلسفة .. سألها دون مقدمات:
- هل تدرسين الفلسفة ؟!..
رفعتْ رأسها ببطْء من على الكتاب وابتسمت قبل أن تجيبه:
- لا . أنا أستاذة مادة الفلسفة الحديثة ..
علتْ الدهشة وجهه وهو يسألها ثانية:
- وهل الفلسفة قديمة ..
نظرات عينيها التي راحت تدور بصمت في المكان أشعرته بغبائه .. فتدارك الموقف بسؤال آخر:
- ماذا تعني كلمة فلسفة ؟؟
- تعني دراسة للكون وللإنسان وعقله وقيمه ولنظريات المعرفة التي توصل إليها البشر وإيجاد العلاقة بين كل هذه الأشياء ..
بالرغم من إنه أبدى اهتمامًا بحديثها لكنه في قرارة نفسه لم يفقه شيء ..
تساءل مع نفسه كيف لجميلة مثلها الانشغال بدراسة شيء غير مجدي ..
وبالرغم من ذلك شعر بالضيق من وجودها .. لكنه لم يدرك له سببًا .. في خضم تلك الأفكار وجلبتها في رأسه سألته:
- ألم تقرأ عن الفلسفة من قبل ؟!..
شعر بالحرج من سؤالها .. ابتسم قبل الرد ..
- أنا لا أقرأ .. هاجرت من بلادي منذ خمس سنوات لأعمل هنا .. أنا الآن مسافر لألمانيا .. حصلت على عمل في جامعتها براتب أعلى ..
سألته بدهشة :
- ماذا ستعمل ..
- سأعمل طباخاً ..
بعد ارتشاف القليل من القهوة .. استأنفت حديثها :
- عليك إذن أن تستقل قطارًا آخر ..
- نعم ..
و محاولة منه لتغيير دفة الحديث سألها :
- وأنتِ .. هل ذاهبة للعمل أم سياحة ؟..
- أنا ذاهبة لإلقاء محاضرة في إحدى جامعات الدنمارك ..
خطر في باله أن يسألها عن فائدة مثل هذه المحاضرة .. لكنه اكتفى بالدهليز الذي وجد نفسه فيه ..
- من أي البلاد أنت ؟..
- أنا عربي ..
وهما يفترقان عند وصول القطار .. ودعته ثم تمنت له حظًا سعيدًا ..
الأصوات التي تعلن عن موعد وصول القطارات وضجيج تلك القطارات والضوضاء الصادرة من حركة المسافرين والقادمين ..
سبب له شعورًا بالضياع ..
تعزز لديه هذا الشعور حين فشل في معرفة مكان القطار الذي يذهب للعاصمة الألمانية .. وضع حقيبته على الأرض وهو يلعن كل شيء ..
إلا أن كفاً ربتت على كتفه برفق جعلته يلتفت بسرعة كبيرة ..
إنها امرأة القطار .. قالت له باستغراب واضح :
- انطلق القطار منذ زمن وأنت ما زلت تدور••



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقيبتي السوداء
- ما رأيك ؟
- الباقي .. قطعتان من الشطرنج
- قصيرة ولكن
- طه الأسمر
- بقايا جسد
- حينما نمسك بالقلم
- ساخن جدًا جدًا
- أبيض وأسود
- حتما سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز
- إشعار بعد الثانية فجرًا
- زهايمر
- تحت بشرة الحلم
- خطر على بالي
- غمامة حب
- الموعد
- حلم شجرة البلوط
- حلم مع وقف التنفيذ
- ولادة في السماء
- العشاء الأخير


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - امرأة في قطار