منصور الريكان
الحوار المتمدن-العدد: 7178 - 2022 / 3 / 2 - 21:17
المحور:
الادب والفن
(1)
في داخلِ النفقْ
أختارني منْ دونَ خلقِ اللهْ
وسلـطّ الضوءَ على جبهتي المثخنةِ بالحزنِ والتَعبْ
وقادَني منْ نفقٍ إلى نفقْ
أنا الوحيدُ هاهنا ………………
كلّمني ودسَّ في جمجمتي الصراعْ
وقالَ يا تُرى ؟
- منْ نزفِ تأريخُك قدْ ……………
لكنهُ حاورَني بلهجةِ المُحاربِ القديمْ
ودسَّ في جيوبي الضياعْ
ولفّني بطوقِ منْ حديدْ
وقال ليْ ……
- تموتُ في المساءْ
(2)
منْ يحفرَ القبرَ إذا متَّ هنا ؟
فبعدُ ساعةٍ يجيئني
يحملُ ليْ مواعظ البشريةِ الحَمقاءْ
تأريخَ أهلِ الكهفِ والمسيحْ
ولغةَ السلاجقةْ ……..
منْ يحفرَ القبرَ إذا متّ على الرصيفْ
فامرأتي في زمنِ المغولِ أُسرّتْ
وأبني الصغيرُ من شوارعِ الهولاكو للتترْ
ونيفَ عامٍ إبنتي تنامُ خلفَ هذهِ الأسوارْ
أسوارُ مَنْ ؟
أسوارُ بابلَ العتيقةِ أمْ قُرطبةْ
فشاعرُ الأسبانِ معدومٌ على الرصيفْ
وشاعرُ العربْ ………….
……… ينامُ في الشتاءْ
ويَبتدأْ كتابةَ القصيدِ في الخريفْ
أما أنا مَنْ يحفرَ القبرَ ليَ
فالموتُ صارَ أغنيةْ
تَجتثُّنا ………
تقطعُ هذا الفرحَ الوهميَّ مِنْ مواطنِ الجذورْ
فالتترُ يا أبنتيْ ………………
سَيحرقونَ هذهِ القبورْ
يُدمّرونَ ضحكةَ الجماجمِ العريانة يشوّهونَ عَصرنا
ويمزجونَ لعبةَ التأريخِ بالدمارْ
يا أبنتيْ ………
المأساةُ في بلادنا
أنْ نجدَ لقبرِنا حفّارْ
#منصور_الريكان (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟