منصور الريكان
الحوار المتمدن-العدد: 7129 - 2022 / 1 / 7 - 20:16
المحور:
الادب والفن
مالي أراكِ…
تُحدّقين بعمقكِ المملوءِ بالأشواكِ ……
كحمامةٍ عَلِقَتْ بنزفِ شباكيْ
أغويتِ نزفكِ بالمخاضِ ودرتِ تستوحين دمعاً دونَ أيّما صحوةٍ وغرقتِ في وحي التشتّتِ والرمادْ
خوفٌ عليكِ من الهوى
من ذكرياتٍ قد تُعادْ
ظلُّ التأسّي من حراكِ ……..
أوقدتِ خوفكِ بانزلاقٍ لائذةْ
وعليكِ أنْ تتستّري منْ غيمةٍ صفراءَ لجّتْ في سماكِ ……
نامي اهدأيْ ………
فالليلةُ ما عادَ فيَّ سوى هواكِ ……….
بغدادُ يا وجعَ المهاجرِ من صميمِ الأمنياتِ الغابرةْ
فجّرتِ قلبي وارتشفتِ منافذيْ
وملكتِ طيفي يا رذاذَ ( أبي نؤاسْ )
و ( أبو جُنيدَ ) يروفُ منْ جمرِ السواقيَ نزفهُ لتطوفَ في أرضِ السوادْ
وقوافلٌ وهنتْ على ( الحلاجِ ) أكداسٌ منْ الموتى
وبوحُ غريزةِ النزفِ المفاجئِ للزمانْ ..
بغدادُ ( هارون الرشيدْ )
والذكرياتُ مشتّتاتُ تستعيدْ
ذكرى الخلافةِ للعبيدْ …..
بغدادُ أدركتِ المغولْ
وخلاصةُ المتوكلِّ المخلوعِ من صدرِ السيوفْ
والذكرياتُ أميرةٌ مصلوبةً بينَ الجذوعْ
وعلى المنافيَ نخلةٌ بعثوقها
عاثوا بها ……..
رطبٌ مُباحْ
و( أبو نؤاس ) يبوحُ سراً غِلّهُ ويثورُ منْ ساحاتِ هذا الطلقِ محتفياً برجفٍ منْ خشوعْ
يا ذكرياتِ ويا مطرْ ……….
يا غفلةَ الشعراءِ بينَ تبجّحِ الموتِ المفاجئِ للشجرْ
إنّي أراها عاشقةْ ….
وعليها أنْ تصحو تفرَّ من الخرابْ
يا سرّها ……
صدأٌ من الخمرِ المعتّقِ للضبابْ
تغفو وتصحو من سرابْ
بَيدَ الهواءُ يلفُّ ذاكرةَ المطرْ
والنجمةُ بذيولها الوهميةِ البيضاءِ لاغية بشرْ
وعلى الدموعِ تفرُّ من أوجاعها
وتعودُ بينَ رصيفها المشحونِ سيفاً ماكراً يبغي الدعاءْ
يا أيّها البلدُ المُداسُ بالبِنانْ
إغفرْ لبعضِ الغارفينَ وبعضِ أنفاسِ القِنانْ
إغفرْ لطفلٍ قطّعوهْ
إغفرْ لوجهِ حمامةٍ طارتْ تنوحُ على القبابْ
بلدٌ عُجابْ ……
#منصور_الريكان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟