خسر فلاديمير بوتين الحرب وإن ينتصر في معاركه في أوكرانيا

احمد موكرياني

الحوار المتمدن-العدد: 7175 - 2022 / 2 / 27 - 21:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

لتنتصر في الحرب لابد ان تُحسم بنتائجها مسببات الحرب وتعود الآلات الحربية الى مواقعها التي انطلقت منها، وتعيش الشعوب المتحاربة في سلام ووئام، اما الحروب الفاشلة فهي التي لا تنتهي وتبقى بعضها لعقود دون الوصول الى تحقيق النصر لطرف على الآخر.
فقد انخدع المجرم فلاديمير بوتين بنتائج عدوانه عند استيلائه على شبه جزيرة القرم آملا بتحقيق نصر سريع مماثل على أوكرانيا.

فلم يتوقع المجرم فلاديمير بوتين ان يٌقاوم الشعب الاوكراني ترسانته الحربية التي أنفق من الأموال الشعوب الاتحاد الروسي لتطويرها بدل من إنفاق تلك الأموال لرفع مستواهم المعاشي والثقافي والاجتماعي والصناعي للشعوب الاتحاد الروسي الى مستوى الشعوب الأوربية الجارة الغربية لهم.

فشاهد العالم المواطن الأوكراني الأعزل يقف في وجه الدبابات بوتين ويعرقل حركتها، ان مقاومة الشعب الاوكراني للقوات الغازية هي من ثبات قيادته بوجه العدوان والاحتلال، فوجودها بين الشعب دفعتهم على مقاومة العدوان القوات العسكرية الروسية، بينما المجرم فلاديمير بوتين يختبأ خوفا من معارضيه من الشعب الروسي اللذين يتظاهرون استنكارا للحرب والعدوان على أوكرانيا.

أطلقُ على فلاديمير بوتين وصف المجرم، لأن كل شخص يقتل شخصا برئ اعزل او جنديا مدافعا عن ارضه ويتسبب في قتل الأطفال اللذين لا حول ولا قوة لهم، ولا رأي لهم في الحرب ولا فيما يدور حولهم، والاحياء منهم سيعيشون رعبا ترافقهم طوال حياتهم، فهو مجرم مهما كانت مكانته عالية في مجتمعه او في العالم السياسية ودوافعه من وراء حملته العسكرية، فيجب ان يحاكم المجرم فلاديمير بوتين دوليا كمجرم حرب لجرائمه في شبه جزيرة القرم وفي سوريا وفي أوكرانيا وقتله لمعارضيه.

فالحرب العالمية الأولى لم تنته الا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ومعاملة المنتصرين الغربيين في الحرب العالمية الثانية للشعب الألماني باحترام مُتعظين من نتائج اهانتهم للشعب الألماني بعد الحرب العالمية الأولى، ومشاركة حكومات أوربا الغربية للشعب الألماني في إعادة بناء المانيا الغربية الى ان أصبحت المانيا اكبر قوة اقتصادية في أوربا، ولكن الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية لم تنته من الجانب الاتحاد السوفيتي (دولة روسيا الحالية) الى يومنا هذا، والدول التي حررتها الاتحاد السوفيتي في الحرب العالمية الثانية جعلتها مستعمرات لها و كانت عرضة للتدخل فيها وغزوها، وتأخرت تلك الدول صناعيا واجتماعيا عن دول أوربا الغربية، والآن فان المجرم فلاديمير بوتين يحلم باستعادة السيطرة على دول أوربا الشرقية، فالنسبة للمجرم بوتين فأن الحرب العالمية الثانية لم تنته الى الآن.

الحرب الإسرائيلية - الفلسطينية لم تنته منذ سنة 1948 ولن تنتهي الى ان يحصل الفلسطينيون على حقوقهم بإنشاء دولتهم ويعترفون بوجود دولة إسرائيل.

الحرب التركية المغولية ضد الشعب الكردي في الاناضول لم تنته منذ سنة 1921 الى ان ينال الشعب الكردي لحقوقهم الكاملة ويستردون أراضيهم التي استولت عليها الحكومة التركية المغولية المحتلة لكل أراضي التي تسمى الآن تركيا، وتحدد حدود إقليم كردستان على كامل أراضيهم في الاناضول.

الحرب الإيرانية العراقية لم تنته منذ وقف اطلاق النار في سنة 1988 ولن تنتهي الى ان تتوقف حملة التشييع الصفوية الإيرانية وتتوقف عن نشر البدع والخرافات للقضاء على الدين الإسلامي، ويتخلى الفرس عن الانتقام من العرب لقضائهم على امبراطورية الفرس الكسروية.

كلمة أخيرة:
• لقد حجز المجرم فلاديمير بوتين مكانه في التاريخ كسفاح وقاتل للأطفال وللأبرياء، بشن حربا عدوانية على الشعب الأوكراني المسالم لم يعتدوا على ارض روسيا ولا على مصالح روسيا، ولكن غايته كانت ان يبقى على كرسي الحكم أطول فترة ممكنه، وربما كان ينوي في حالة انتصاره على أوكرانيا ان يعلن نفسه رئيسا طوال الحياة كما فعل الرئيس الصيني.
• ان أيام المجرم فلاديمير بوتين أصبحت معدودة، وربما سينتحر مقلدا لهتلر ليغطي على فشله وينجوا من إهانة ازاحته من الحكم ومحاكمته.

#احمد_موكرياني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل