أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - بيرانديللو














المزيد.....

بيرانديللو


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7164 - 2022 / 2 / 16 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


أنه هر زوجتي ..
لا تسألوني عن اسمه الغريب .. فقد تزوجتها مع بيرانديللو ولم يخطر على بالي سؤالها عن اسمه .. لم أعره اهتمامًا في البداية .. فيما بعد عرفت إن والد خطيبتي أستاذ المسرح هو من اختار هذا الاسم عندما قدمه لها هدية في ذكرى ميلادها ..
كنت اتعمد تجاهله .. فمن بيرانديللو هذا لأضع نفسي في مقارنة معه ..
مع ذلك .. كلما سنحت لي الفرصة .. أنظر في عينيه متحديًا كأني أقول له ..
أنا خطيبها .. فمن أنت ؟!
كبر بيرانديللو وكبرت المسافة بيني وبينه ..
كنت أظنُّ إنني بعد الزواج سأنسيها ليس فقط هرها بل العالم كله .. ما حصل هو العكس تمامًا .. ازداد تعلقها به إلى حد أنها أحيانًا كانت تخطىء وتناديني باسمه .. بيرانديللو ..
تشاجرنا بسبب ذلك عدة مرات .. دائمًا تنتهي الشجارات لصالح بيرانديللو فما هو إلا هر أليف لاحول له ولا قوة .. لأننا بعنايتنا له إنما نعبر عن مدى إنسانيتنا ..
بهذه الكلمات العظيمة كانت تجبرني على الصمت والاستسلام ..
ولأني رجل حكيم .. لم أعر الموضوع اهمية كبيرة ..
في النهاية تنتهي الأمور بالاعتذار ..
ليس لها فقط بل لهرها بيرانديللو .. أقصد هرنا .. ماذا يعني .. فالتناديني بيرانديللو أو أي اسم آخر .. في آخر المطاف نحن زوجان متحابان .. لن ندع مثل هذه الأمور التافهة تؤثر على زواجنا المثالي .. ثم أنني اعتبرت ذلك انتصارًا عليه حين شاركته اسمه ..
ربحت المعركة الأولى .. لكن الحرب ما زالت مستمرة ..
العبارات ليست كافية لوصف شعوري ..
المعاني خذلتها الكلمات .. لا استطيع نسيان اللحظة التي احتضنت زوجتي بذراعيها الناعمتين هرها ودموعها بللت شعره الأبيض حين أخبرها الطبيب بتأخر الإنجاب قليلًا ..
الطبيب طمأنها مؤكدًا أن الوقت من سيحسم الموقف لصالحها إلا إنها ربما وجدت في ذلك عذرًا لاحتضان هذا البيرانديللو والنوم تلك الليلة في احضانه ..
بدتْ لي الكلمات في تلك اللحظة مجرد أشياء فائضة عن الحاجة لأنها عاجزة عن التعبير عما في داخلي حين رأيت نهديها الثائرين يلامسان ظهر بيرانديللو ..
كيف أقاوم تلك الانتفاضة التي شعر بها جسمي الآن .. ما السبيل لإخماد الثورة ..
لم أجد حلًا سوى أن ألقي بأسلحتي وأكون مستعدًا لأي دعوة للصلح والتنازل بعض الشيء .. يبدو إن العدو لم يكتفِ بهزيمتي بل أخذ يتلذذ بإذلالي وانكساري ..
تلك الليلة لم أنل نصيبي من النوم بينما قط زوجتي المدلل أخذ يتمطى يتبختر في مشيته أمامي حين رآني صباحًا ..
نظراته لي أرسلت لي رسالة قرأت فيها : معركةٌ لك وأخرى لي ..
لكل شيء بداية .. وتلك الحادثة هي التي سمحت بيرانديللو أن يشاركني فراشي بعد مشاركتي زوجتي ..
ياسادة ... نصيحتي لكم ... لاتندلقوا ..
حافظوا على أعشاش أفكاركم ..
لاتكونوا تقليديين ..
فالحب هو الحب ...
تلك كانت أبيات من القصيدة التي كتبتها لزوجتي أثناء غيابها ..
كنت أعد مفاجأة لها ..
بالحب نستطيع حل كل شيء .. فليس من اللائق افتعال مشكلة فقط لإنها حينما دخلت البيت تفقدت بيرانديللو أولًا واطمأنت عليه وتأكدت من أنه تناول طعامه .. ففي النهاية هو ليس إلا هرًا مسكينًا ...
مرت فترة حمل زوجتي دون مشاجرات حين أكدت الطبيبة لنا أن ابتعاد الزوجة عن زوجها أثناء فترة الحمل أمر طبيعي ويحدث لكثير من الحوامل ..
تبادر إلى ذهني أن أسألها .. وماذا عن البيرانديللو .. لأنني رأيت تعلقها به ازداد بشكل ملفت للنظر ومثير للغضب .. لكنني تراجعت .. ربما الأمر يتعلق بالأزواج ولاعلاقة له بالهررة ثم من هذا ال بيرانديللو لأعطيه أكبر من حجمه .. ليس سوى هر سيامي ناصع البياض بعينين خضراوين وشوارب رمادية ..
صحيح أن ثمنه غالٍ .. يظل اسمه بيرانديللو ...
فرحتي بالطفل لاتشبه أية فرحة أخرى .. ليس فقط لأن شعورًا جديدًا انتابني بقدومه .. بل لأن زوجتي حبيبتي أم ولدي انشغلت عن هرها بالمولود الجديد .. حينما كنت اختلس النظر إليه وهو يحاول إثارة اهتمامها أشعر بالانتصار ..
وأخيرًا ربحت الحرب ..
سأرفع راية النصر .. هذا الشعور لم يدم طويلًا .. كأن زلزالًا بتسع درجات قد وقع في قلبي حين أوكلت لي زوجتي .. أقصد طلبت مني العناية به ..
نظراته أكدت أن الحرب لم تنتهي .. دائما هناك مفاجأت تغير من حساباتك فتغير بذلك مجرى الحرب ...
بنود الهدنة التي عقدتها مع بيرانديللو جعلت البيت مكانًا أكثر أمنًا ..
لم أعد أعبس في وجهه حين أجده مستلقيًا على فراشي .. ما الضير إذا وضعته في أحضاني حين تنشغل عنه زوجتي بالطفل .. لا شيء ينقصني إن أنا هيأت له الطعام .. العيش بسلام يحتاج منا بعض التضحيات ..
لاتذهبوا بظنونكم بعيدًا .. فمن أجل صغيري أفعل كل شيء ..
تسالون عن اسم طفلي ؟؟
بيرانديللو .. ماذا في ذلك ؟!



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مكان يدعى الروح
- امرأة في قطار
- حقيبتي السوداء
- ما رأيك ؟
- الباقي .. قطعتان من الشطرنج
- قصيرة ولكن
- طه الأسمر
- بقايا جسد
- حينما نمسك بالقلم
- ساخن جدًا جدًا
- أبيض وأسود
- حتما سيأتي .. فالحلم يغفو ويفز
- إشعار بعد الثانية فجرًا
- زهايمر
- تحت بشرة الحلم
- خطر على بالي
- غمامة حب
- الموعد
- حلم شجرة البلوط
- حلم مع وقف التنفيذ


المزيد.....




- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...
- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البو ...
- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - بيرانديللو