أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - ملحوظات حول المسألة الوطنية !














المزيد.....

ملحوظات حول المسألة الوطنية !


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7156 - 2022 / 2 / 8 - 14:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استنادا إلى مداورة في الذهن على ضوء تجربة موضوعية ، يمكننا من و جهة نظري ، الإكتفاء بمفهوم مبسط عن المسألة الوطنية بماهي إنتاج لشروط ضرورية و لازمة لكي تستطيع جماعة من الناس العيش معا ، متشاركين أو متجاورين ، في بلاد يستوطنونها بعد أبائهم و أجدادهم الذين استقروا فيها نتيجة مخاضات ميزت العصور التاريخية المتتالية والفترات المفصلية أو الإنتقالية من عصر إلى آخر .

يحسن التذكير في هذا السياق بأن التاريخ " يكتبه المنتصرون " في الصراع على المكان والثروات و التراث و السلطة ، وان الضعفاء و المتأخرين يدفعون أكثر من غيرهم ، فاتورة الغنائم ، التي تبرر في أغلب الأحيان السردية التا ريخية الإستيلاء عليها .

ينبني عليه أن الجماعة الوطنية ، الأمة ، ليست كيانا ثابتا ، نهائيا ، جغرافيا و اجتماعيا وثقافيا ، لجهة العلاقة بالأرض و العرق و المعتقد ، بدليل أن الثقافات تختلط و تتبادل التاثير فيما بينها ، و أنه قليلا ما تجد سكانا أصليين لم يتفرقوا في غير بلدانهم الأصلية ، فمن البديهي في هذا الصدد ، أن الأمر لا يختلف في ما يخص المعتقدات الدينية و الانتماءات العرقية المزعومة او "المسيسة " . ينجم عنه أنه يمكن لواحدنا أن يخوض تجربة " الوطنية " إذا جاز التعبير ، بكل أبعادها ، منفردا أو ضمن الجماعة الوطنية ، بحسب ما تفرضه بعض الظروف ، لا سيما في ما يتعلق بصيرورة هذه الجماعة ، إلى شعب أو أمة .

أما حيث يُجهض نشوءُ الأمة فيتضاءل الفرق بين البلاد الأصلية و غيرها ، إلى حد أن المرء يشعر بالغربة فيدفعه ذلك إلى الهجرة ، بحثا عن " و طن " لعل تتوافر فيه شروط الإنضمام إلى أمة على مدى جيلين أو ثلاثة أجيال ، أو يقضي العمر ضحية تمييز تراتبي عرقي أو ديني .

مجمل القول أن مفهوم الأمة معروف ، حيث يجسده أساسا ، العيش المشترك ، في البلاد الأصلية اما إذا تعذر هذا العيش فيها ، فيمكن اكتساب الوعي بضرورته عن طريق التجربة أو بواسطة التربية و التثقُفْ .

الرأي عندي أن الإنسان يستمد انسانيته من خلال العيش المشترك ، في إطار جماعي ، تمثل الأمة الوطنية و جها متقدما من أوجههه . و كأي كيان توجد عوامل جاذبة و محفزة للعيش المشترك في كنف الأمة . بينما ينتج الفشل في التوافق و التفكك المجتمعي عوامل منفرة تدفع إلى الهجرة . ولكن هذا موضوع يضيق المجال هنا عن التوسع فيه . نكتفي بالقول انه يصعب على المرء أن يمحو من الذاكرة و الوجدان حكاية البلاد الأم حيث الأمكنة التي ترعرع فيها و صور الأهل الذين ربّوه و تعهدوه ، و لكنهم لم يدّعوا أنه " ملك لهم " ، والرفاق و الأصدقاء .

من البديهي أن الروابط الوجدانية تترسخ بواسطة التعارف المباشر و المعاشرة ، ينبني عليه أن العلاقة الحية ، التفاعلية ، بين الوالدين من جهة و و لدهما من جهة ثانية ، لا تُعوّض عنها بالقطع الصور التي يتخيّلها الولد أثناء زيارة قبر أبيه .

و في الختام يميز أحفاد المهاجر في أغلب الأحيان بين بلادهم بالتبني من ناحية و بلاد جدودهم الأصلية ( الفرق بين رابطة الدم و رابطة الأرض ) من ناحية ثانية ، التي سطا عليها حكام مهرّبون ، فباعوا ثرواتها وتاريخها و تراثها . إن الأحفاد لا يستردون ما اغتصب من الجدود !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط مشروع الدولة الوطنية : لبنان نموذجا
- سقوط مشروع الدولة الوطنية العمالية ! (1)
- سقوط الدولة في لبنان
- مقاربات مجردة (5)
- مقاربات مجردة (4)
- مقاربات مجردة (3)
- مقاربات مجردة (2)
- مقاربات مجرّدة -1-
- المسألة الكوفيدية و المسألة الفلسطينية
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -3-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -2-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات
- التطبع و التطبيع (5)
- التطبّع و التطبيع (4)
- التطبع و التطبيع (3)
- التطبّع و لبتطبيع (2)
- تطبُّع أم تطبيع
- المرصد اللبناني : الأجواء رصاصية !
- الدولة غير المرئية او الممحية !
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (4)


المزيد.....




- ترامب يتحدث عن تقدم بشأن غزة مع مقتل العشرات في قصف جديد
- رصد مجموعات شبابية يمينية متطرفة في ألمانيا
- هل فيديو قصف إسرائيل لسجن إيفين حقيقي؟ جدل حول الصور التي تظ ...
- فرنسا: ملف التقاعد يشعل الخلافات من جديد فهل باتت حكومة باير ...
- ابن المقريف: والدي بدأ معارضة القذافي بـ3000 دولار وإيمان لا ...
- كيف فشلت إسرائيل في إيران؟
- بين الدعاية والحقائق جدلٌ بين المغردين حول فاعلية ضرب النووي ...
- مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يهدم منازل بمخيم نور شمس
- -ملحمة نارية-.. كمين القسام المركب بخان يونس يتصدر منصات الت ...
- ضغوط داخلية بإسرائيل لإنهاء الحرب على غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - ملحوظات حول المسألة الوطنية !