أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: العصفور النادر الذي سقط في 25 جويلية 2021 في قفص شق المنظومة الفاسدة وأوهام مسانديه في -جني العسل من ... -














المزيد.....

تونس: العصفور النادر الذي سقط في 25 جويلية 2021 في قفص شق المنظومة الفاسدة وأوهام مسانديه في -جني العسل من ... -


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7152 - 2022 / 2 / 4 - 17:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كثيرون يتحدثون على أن قيس سعيد يعزل نفسه عن مسانديه من القوى التي دعمت إجراءات 25 جويلية و22 سبتمبر وأنه بذلك أتاح الفرصة لخصومه أن ينظموا صفوفهم ويشكلوا معارضة قوية له وينسى هؤلاء أن قيس سعيد لم يعزل نفسه بل إنه مصطف ومحاط بشق المنظومة الأكثر تنظيما والأكثر تغلغلا في مفاصل الدولة ذلك الشق الذي بيده النفوذ الاقتصادي والمالي ويحوز تقريبا على كل خريطة الارتباطات بالقوى الخارجية والمدعوم مباشرة من البيروقراطية المسلحة والمتحكمة في السلاح وأن هذا الشق لم يكن غائبا قبل حلول قيس سعيد بقرطاج بل كان طرفا في الحكم وشريكا للخوانجية حين ساعدهم في 2011 عبر هيئة بن عاشور للوصول للحكم وشريكا في الحكم جنبا إلى جنب معهم بدءا من سنة 2014 .
قيس سعيد جاء لكرسي قرطاج عبر موازين قوى انتخابية حسمها منتخبوه لصالحه نتيجة أوهام في أنه سيكون مستقلا عن الشقين الأكثر حضورا سياسيا في العشرية الأخيرة ولأوهام أخرى يمكن أن نطلق عليها أوهام استبدال الثورة على المنظومة كلها بالصراع معها من داخلها عبر السيطرة على جهاز من أجهزة دولتها ألا وهو جهاز الرئاسة.
البرجوازية التونسية التي كلّت عبير موسى منذ وصولها للبرلمان في تحذيرها وتخويفها من تبعات دعمها للخوانجية وكانت الطرف الأكثر جذرية في معاداة حزب حركة النهضة ومستمرة في ذلك هذه البرجوازية لم يكن لها لتصبر حتى سنة 2024 لتكنس عبير موسى الخوانجية من الحكم بل التقطت الفرصة التي منحها لها صعود قيس سعيد للرآسة فرصة إعلان براءتها من مسؤولية الدمار الذي انتهت إليه الأوضاع وتحميله للخوانجية وحدهم وكأن مهدي جمعة لم يكن ممثلا لها وشريكا متواقف عليه مع الخوانجية وكان يوسف الشاهد لم يكن رئيس حكومة الخوانجية والباجي قايد السبسي رئيسها وكأن إلياس الفخفاخ وهشام المشيشي لم يعينهما سعيد ليكونا رئيسي حكومة خوانجية .
25 جويلية و 22 سبتمبر لم يكونا في الحقيقة ليجعلا الحكم بيد قيس سعيد بل كانا لجعل الحكم بيد شق المنظومة الفاسدة الذي صار يرى أنه بمقدوره أن يحكم بدون النهضة ولم يكونا لتنصيب قيس سعيد رئيسا مطلق الصلاحيات بل لجعل هذه البرجوازية هي مطلقة الصلاحيات ولم يكونا لترك قيس سعيد يفعل مع يشاء مثلما يعتقد كثير من مناصريه وخصوصا الجماعات التحتية التي استبدلت الثورة أو مواصلة الثورة بالدولة وفي اعتقادها أنه يكفي أن يكون واحد كقيس سعيد في أعلى هرم السلطة التنفيذية حتى يفعل ما يشاء أو يمكن أن يمهد لهم وجوده في ذلك المنصب كي يفعلوا ما يشاؤون بغض النظر عن قدرتهم أو وجاهة أطروحاتهم وانسجامها.
على امتداد التاريخ ويمكن قول ذلك بشكل جازم لم يكن الحكم المطلق بيد فرد سواء كان إمبراطورا أو ملكا أو رئيسا أو حتى شيخ قبيلة وهنا لابد من التفريق بين (الامبراطور والامبراطورية) و(السلطة والسلطان) و(الحكم والحاكم). الحكم أو السلطة كانا دائما حكم وسلطة طبقة مهيمنة والسلطان أو الحاكم لم يكونا دائما إلا الواجهة أو تلك الدمية أو الخرقة التي تتخفي بها الطبقة التي تحكم وعبرها تحبّر مراسيمها وتنظم سيطرها وتحمي بها في الأخير مصلحتها وبقاءها وحتى سلطة الدوتشي أو هتلر أو فرانكو في القرن الماضي لم تكون إلا تلك السلطة التي تختفي وراء جبروتها طبقة انتهت إلى أنه لا يمكن لها الخروج من أزمتها إلا بإلغاء كل القوانين وسوق الأغلبية للتقاتل فيما بينها ليس لمصلحتها بل لمصلحة هذه الطبقة وبالتحديد لمصلحة شقها الأكثر توحشا.
يتناسى هؤلاء المنزعجون اليوم من سياسة قيس سعيد أن ليس هناك إلا قيس سعيد واحد هو هذا الذي نعرفه ونراه وأنه ليس هناك من سياسة أخرى لهذا الرجل غير السياسة التي نقف على نتائجها وأن دعواتهم للرجل لتغيير سياساته لا معنى عملي في الواقع لها ولا تعني أكثر من دعوتهم لهؤلاء الذين يسطرون له أو يجرونه أن يغيروا سياستهم وهو أمر من قبيل الأوهام ولا ينتهي بهم إلا لموتهم السياسي البطيء خصوصا إذا ما علمنا أن هذه الدعوات متأتيه من سياسيين وأناس هم أيضا كانوا شركاء للخوانجية ... ألم يكن محمد عبو وزيرا في حكومات الخوانجية ألم تكن حركة الشعب ممثلة في حكومات الخوانجية من سالم لبيض لأخر وزير لها في حكومة إلياس الفخفاخ أولم يكن بعض اليساريين في برلمان انتخابات 2014 وسنحت لهم الأوضاع في أكثر من مرة للاستقالة من هذا البرلمان خصوصا سنة 2016 والالتحام بالجماهير والتأسيس لقطب مقاوم شعبي مستقل يدعو للتغيير الجذري عبر سياسات راديكالية ولم يلتقطوا اللحظة وبقوا عند طرحهم الذي يمكن تكثيفه في "ضرورة بقائهم في برلمان المنظومة الفاسدة لدعم مسار الانتقال الديمقراطي"...
دعم قيس سعيد اليوم ومحاولات دفعه لتشريك داعميه هو من قبيل المواصلة في نفس الأوهام فقيس سعيد في الحقيقة لم يكن إلا منقذ لشق من المنظومة على حساب شق آخر صار بمقدوره الحكم بمفرده وما قيس سعيد إلا العصفور النادر الذي وقع في قفص هذا الشق وسيظل محبوسا إلى حدود ديسمبر 2022 موعد إخراجه من القفص هزيلا منتوف الريش ليجيء للقفص بعصفور آخر تكون قد مهدت له الأوضاع ليعمر فترة أطول في القفص ولا ضير أن يكون هذا العصفور بألوان عبير موسى أو بألوان الحذاء العسكري فالمهم ليس العصفور بل من يحرس الحديقة والعصفور.
04 فيفري 2022



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة الالهاء والدولة من جهاز قمع إلى جهاز لتحقيق أهداف الثو ...
- تونس المبادرة الديمقراطية مواطنون ضد الانقلاب أو صيحة المذ ...
- نهاية قيس سعيد
- 17 ديسمبر لا يحتاج دفاع الخردة السياسية والنقابية ومن استبدل ...
- أقوال - ناظم الحصري- عن الحكاية وأصل الحكاية
- يسار يمين حركات اجتماعية!!!
- حركة النهضة تناور من جديد وتصعّد ضد قيس سعيد
- معركة -شغل حرية كرامة- مازالت مهمة للتنفيذ
- 17 ديسمبر كان أمضى على موت -التجمع- فهل يكون عهد قيس سعيد اي ...
- تونس: هل لقيس سعيد حلول يمكن أن ينقذ بها البلاد؟
- انحطاط النقابات وحاجة منتسبيها للمقاومة عبر مساحات أوسع من م ...
- تونس: غول العنف في مؤسسات تعليم المقهورين
- تونس:أي موقف لمنتسبي الاتحاد من خلاف البيروقراطية النقابية م ...
- عن الحوار الذي سيجريه قيس سعيد مع الشباب والشعب التونسي
- صراع الشقين
- - حزب العمال -* الواضح حزب العمال- الذي لا يقدر على تغيير أ ...
- زعيم الطبقات الفقيرة وقائد تصحيح مسار 17 ديسمبر أم منقذ السي ...
- أربع ورقات من مرثية ناظم الحصري أو كما عنونها هو: مرثيتي لأه ...
- لماذا نعارض مشروع حكم قيس سعيد الفردي مشروع الدائرة البرجواز ...
- ديكتاتور صغير آخر ولكنه سيكبر مع الأيام ويصير ديكتاتورا كبير ...


المزيد.....




- -حبت تكون زي أي صبية تنتظر مولودها-.. الأميرة رجوة تثير تفاع ...
- النيران تلتهم شاحنة على طريق سريع والسائقة عالقة فيها.. كامي ...
- مسؤول: روسيا تستهدف البنية التحتية للطاقة في لفيف غرب أوكران ...
- أفضل مدن العالم لتناول الطعام في عام 2024.. بحسب مجلة تايم آ ...
- ردا على مقترح بايدن.. نتنياهو يؤكد: شروط إنهاء حرب غزة -لم ت ...
- تعرف على المرأتين اللتين تتنافسان على منصب الرئاسة في الانتخ ...
- مجلس الدوما ينظر في منع نشاط مؤسسة كلوني في روسيا
- بوتين يهنئ باشينيان بعيد ميلاده
- الخارجية اللبنانية ترحب بخطاب بايدن عن غزة: حان الوقت لانسحا ...
- تونس.. الحكم على قيادي في حركة النهضة متهم بـ-مقتل رجل أعمال ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - تونس: العصفور النادر الذي سقط في 25 جويلية 2021 في قفص شق المنظومة الفاسدة وأوهام مسانديه في -جني العسل من ... -