أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - صراع الشقين














المزيد.....

صراع الشقين


بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 7046 - 2021 / 10 / 13 - 18:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليمين بشقيه ـ الديمقراطي والفاشي ـ كانا الأكثر تعبيرا عن الصراع الذي يشق الطبقة الرأسمالية والصراع الذي يوحد صفوفها ضد طبقة الأغلبية من مضطهديها في المائة سنة الفارطة في كل بلدان العالم.
ولئن كان هذا الصراع لم يتخذ في بلدان المركز الرأسمالي طابعا عنيفا منذ الحرب العالمية الثانية وبقي في حدود ضوابط ديمقراطيات هذا المركز فإنه في البلدان الطرفية ومنها بلادنا ونظرا لعدم قدرة برجوازياتها الرثة المرتبطة على أن تقتطع من أرباحها ما يمكن أن يسد أفواه الملايين كما يحدث في بلدان المركز فقد صار هذا الصراع تقريبا محور كل الصراعات التي تشق هذه المجتمعات صراعات أنتجت وستنتج في كل منعرج استقطاعات سياسية و"حروبا “صغيرة بين هؤلاء الضحايا لا يغنمون منها شيئا غير تغليب شق من هذه الطبقة الرثة الفاسدة على شق آخر منها.
ولأن هذه الطبقة في بلداننا الطرفية تحتاج الشقين معا فهي ستقوم بكل ما في وسعها لتتواصل المعركة بين شقيها مموهة وقد تستمر عقودا أخرى قبل أن تتطور الأوضاع في اتجاه الحسم فيهما معا. فصراع الشقين كان دائما يتأسس على عجز مضطهديهما على خوض معركتهم وجها لوجه باستقلال عنهما وضدهما معا في نفس الوقت وهذا ما لا يمكن الحديث عنه في تونس دون تجاوز الأغلبية عبر مشروع للمقاومة جذري ومستقل عن ظلالهما اليسار اللبرالي من جهة وأحزاب الوطنية والقومية التي أحيتها أزمة الطبقات الوسطى المرعوبة من التدحرج لصفوف الأغلبية.
...
لا تستغربوا عودة صراع الشقين وبأكثر حدة في هذه الظروف بالذات ولا صعود قيس سعيد واحتكاره تقريبا لجذرية "صادمة" ضد الخوانجية قد تمكنه من تصدر المشهد السياسي في السنوات القادمة لأن ذلك أمر طبيعي ونتيجة موضوعية للعجز القاتل عن الاستقلال السياسي والتنظيمي عن الشقين معا الموطّن في صفوف الأغلبية برغم الفشل الذي انتهت إليه سياسات منظومة العشر سنوات الفارطة.
...
حين يتذرر الضحايا وينكفئون ويعجزون عن خوض صراعهم موحدين وجها لوجه ضد مضطَهِديهم يصبح الصراع على أشده في الفوق الفاسد وقد يحسم في ظل أوضاع محدّدة لصالح طرف ضد طرف آخر ـ وهذا ما نعاينه تقريبا في الوقت الحالي حيث فرض الواقع ميزان قوى سياسي جديد تغير فيه المهيمن في الفوق ولكن السياسات ستبقى هي نفسها لأن الصراع وما أفضى إليه لم يكن حول مشاريع متعلقة بالتغيير الجذري للنظام تغيير يحقق سيادة الأغلبية على موارد وثروات البلاد ووسائل الإنتاج بل من يهيمن لإنقاذ السيستام واستمراره.

13 أكتوبر 2021



#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - حزب العمال -* الواضح حزب العمال- الذي لا يقدر على تغيير أ ...
- زعيم الطبقات الفقيرة وقائد تصحيح مسار 17 ديسمبر أم منقذ السي ...
- أربع ورقات من مرثية ناظم الحصري أو كما عنونها هو: مرثيتي لأه ...
- لماذا نعارض مشروع حكم قيس سعيد الفردي مشروع الدائرة البرجواز ...
- ديكتاتور صغير آخر ولكنه سيكبر مع الأيام ويصير ديكتاتورا كبير ...
- ملامح الوضع الراهن في تونس: السير حثيثا نحو نظام رئاسي بمعار ...
- متابعة ونقاش لمقال الصديق رزكار عقراوي: -أبرز الأسس الفكرية ...
- تونس: هل يستعد قيس سعيد لإعلان -ديمقراطية الاستفتاءات- التي ...
- تونس: ملف الفساد المالي في اتحاد الشغل
- لماذا ننقد قيس سعيد ونعارض مشروع من سيحكم باسمهم
- تونس: ما المطلوب اليوم المقاومة المستقلة من أجل مشروع للتغيي ...
- معارك الأغلبية الطبقية التي جيّرها قيس سعيد عبر حشود الطبقة ...
- في تونس انقلاب شق من منظومة الانتقال الديمقراطي أم تصحيح للم ...
- متى يستفيق أنصار قيس سعيد أنهم خزان بيد شق من المنظومة الفاس ...
- تونس: بعض أسئلة للمعنيين ماذا بعدُ ؟ وعمّا تدافعون اليوم وأ ...
- تونس: قيس سعيد يقود انقلاب أحد شقوق منظومة الانتقال الديمقرا ...
- 25 جويلية : إنه النظام يعيد للواجهة حراسه الأقدر على ضمان تو ...
- من أجل سياسات راديكالية ومشروع مقاومة يؤسس للتغيير الجذري
- تونس: لا تصرفوا النظر عن العشب الذي ينمو تحت الأرض
- تونس: الأمر لا يتطلب كثيرا من العقل للقول أن «كسيدي كجوادو» ...


المزيد.....




- ردّا على ترامب.. الكنديون يلغون رحلاتهم إلى أمريكا.. من يدفع ...
- الجيش الإسرائيلي: قتلنا قائدا آخر بفيلق القدس.. ونخوض -واحدة ...
- لماذا رشحت باكستان ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام؟
- تايمز: أوكرانيا تلجأ لحل غير تقليدي لتعويض النقص بالجنود
- كاتب أميركي: 4 أسئلة حاسمة على ترامب التفكير فيها قبل الضربة ...
- إجلاء رعايا عرب وغربيين وصينيين من إيران
- على وقع الاقتحامات.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة بالضفة ...
- تحذير خليجي من استهداف المنشآت النووية بإيران
- كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة تفشل إسرائيل في غزة
- عاجل | الجيش الإسرائيلي: نهاجم حاليا بنية تحتية عسكرية في جن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بشير الحامدي - صراع الشقين