أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - سقوط مشروع الدولة الوطنية : لبنان نموذجا














المزيد.....

سقوط مشروع الدولة الوطنية : لبنان نموذجا


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7151 - 2022 / 2 / 1 - 19:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينطلق هذا البحث من معطى يُفترض أنه مُثبت ، فحواه ان " الدولة " كما هي حاليا لا تعدو كونها " شركة مساهمة خاصة " و بالتالي فإن الهدف الأساس هو تأميمها ، أي تحويلها إلى دولة وطنية ، لصالح سكان البلاد دون تمييز بحسب الدين و العرق و الفكر .

ينبني عليه أن العلاقة التي تربط بين الناس من جهة و الدولة ـ الشركة الخاصة من جهة ثانية تشبه في أكثرأوجهها تلك التي توجد بين العامل و رب العامل أو بين الإقطاعي و الفلاح المرابع . بمعنى أنه ليس بين الطرفين علاقة عضوية أو مصيرية تتأثر إذا انفصلا عن بعضهما . علما أن هذا الانفصال سيقع حتما ، فالتقاؤهما مؤقت أو بالاحرى مرحلي حيث يكاد أن يكون مرسوما وفق سنة التطور الطبيعي .

من المعروف في هذا السياق أن " الضيعة " ضاقت على سكانها ، مما اضطرهم إلى الخروج منها بحثا عن مصدر يسدون به ما تتطلبه معيشتهم ، فذهبوا إلى المدينة و تحديدا إلى العاصمة ، حيث توجد إدارة الدولة ـ الشركة ، و وكلائها و مخازنها و وسائل نقلها و منافذها ، حيث استقروا في غالبيتهم عمالا مياومين و خدما و نواطير ، بينما أكمل بعضهم الذين سنحت لهم الفرصة طريق الهجرة نحو بلدان أفريقيا و أميركا .

نجم عن هذا إنفتاح الضيعة على الخارج ، بعد أن كانت " كيانا " معزولا ذات إكتفاء ذاتي تقريبا ، فأحس سكانها أكثر فأكثر بالحاجة إلى طريق معبدة تصلهم بالمدينة و إلى ُمعلم مجاز من " الدولة " يلقن أبناءهم مبادئ القراءة و الكتابة ، على أن يتدبروا بأنفسهم أمر إسكانه ومكان المدرسة . اما الغاية فلقد كانت إعداد الجيل الناشئ لتولي وظيفة رسمية أو للهجرة .

لا نبالغ في القول أن ولادة المدرسة الرسمية في لبنان حملت معها بذور الصراع من أجل الوطن و الدولة الوطنية ، بين الذين يحتاجون إلى وطن من جهة و السلطة التي توكلت بادارة الشركة " المساهمة الخاصة " من جهة ثانية ، المسماة دولة إعتباطيا ، المتخصصة بتقديم الخدمات في قطاع استغلال النفط في شبه جزيرة العرب و العراق ، و في المجال الإستراتيجي في مواجهة إرهاصات حركة التحرر العربية ردا على الأخطار المصيرية التي يبطنها المشروع الإستعماري الإستيطاني الغربي بواسطة الصهيونية و في اعتراض رياح التنوير و التغيير التي أججت النضال على المستوى العالمي ضد الإستعمار و الأمبريالية و الفاشية .

لقد وفرت المدرسة الرسمية و الطريق السيارة بالإضافة إلى حاجة الشركة " المساهمة " المتزايدة لموظفين ، الظروف الملائمة لتكوين نخبة وطنية راحت تبحث عن اساليب بديلة لإحلال الدولة الوطنية الممثلة لجميع سكان البلاد في الدفاع عن وجودهم و مستقبلهم على أرضها ، مكان شبه الدولة " الخاصة " .

تحسن الإشارة هنا إلى أن أهل الشرق يقتلون عادة أنبياءهم . فلم تكن حظوظ الأحزاب و الحركات الوطنية مختلفة حيث تعرضوا لرد فعل قاس من جانب تحالف رجل الدين والإقطاعي اللذين استطاعا جعل ميزان القوى مائلا لصالحهما ، الأمر الذي مكنهما من ا قتلاع "النخبة" الوطنية ومن إغلاق المدرسة الرسمية و من تشديد قبضتهما على البلاد حيث صار الناس رهائن لهما والأرض و البحر و السماء ملكا لهما . فإذا هم على نهج الرأسمال الليبرالي الذي نقل المصانع إلى البلدان المتأخر فجفف الطبقة العاملة ، يجبرون الناس في بلادهم على الهجرة لكي يُعيلوا أهلهم !



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سقوط مشروع الدولة الوطنية العمالية ! (1)
- سقوط الدولة في لبنان
- مقاربات مجردة (5)
- مقاربات مجردة (4)
- مقاربات مجردة (3)
- مقاربات مجردة (2)
- مقاربات مجرّدة -1-
- المسألة الكوفيدية و المسألة الفلسطينية
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -3-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات -2-
- ملحوظات على مدلولات بعض المصطلحات
- التطبع و التطبيع (5)
- التطبّع و التطبيع (4)
- التطبع و التطبيع (3)
- التطبّع و لبتطبيع (2)
- تطبُّع أم تطبيع
- المرصد اللبناني : الأجواء رصاصية !
- الدولة غير المرئية او الممحية !
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (4)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (3)


المزيد.....




- -مازلت أسمع أصواتكم-.. نانسي عجرم تشارك متابعيها لحظات من حف ...
- قطر: وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أنتج -زخما- لاستئناف ...
- البرلمان الإيراني يمهّد لقطع التعاون مع الوكالة الدولية للطا ...
- الحكم الثاني على القيادي الطلابي معاذ الشرقاوي بالسجن عشر س ...
- كيف انتهت مواجهة الـ12 يوماً بين إيران وإسرائيل؟
- أطفال سيفورا ـ الهوس بمستحضرات العناية بالبشرة رغم المخاطر
- الجيش الإسرائيلي يقتل المزيد من الفلسطينيين المحاصرين والجائ ...
- البرلمان الإيراني يوافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع ال ...
- ضبابية موقف ترامب بشأن الالتزام ببند الدفاع المشترك يلقي بظل ...
- مدينة تبريز موطن الأذريين شمالي غربي إيران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - سقوط مشروع الدولة الوطنية : لبنان نموذجا