أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - الشمس














المزيد.....

الشمس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 7150 - 2022 / 1 / 31 - 02:41
المحور: الادب والفن
    


** لم تكن مشكلته الحقيقية في أنها لا تبادله نفس العشق، برغم أنه كان متأكدا أنها تبادله الحب. المشكلة أنها لم تكن تؤمن بالحب. ربما يجد أعذارا لذلك، خاصة وإنها فتاة جميلة ذات حسن رهيب.لقد علم بحكم علاقاته المتشعبة بحادثة الاحتفال الجنسي الذي كانت هي بطلته. نعم. كان يعلم أنها جنسية إلى ابعد الحدود. رغم أن هذه الحقيقة أقضت مضاجعه لليالي طوال من الأرق والألم، إلا أنه كظم كل تلك المشاعر ومن ثم أخضع نفسه لحكم العقل. ماذا قال العقل؟
طيب. تم استدراجها بسيارة شبابية وشباب وسيم خفيف الروح.لم تكن تعلم منذ البداية نوعية الجلسة. ثم كانت الجلسة جنسية. تبادلوا عليها. استغرقت في الجنس. بعدها استيقظ كبرياؤها المجروح.. طيب دعنا من ذلك. لكنها جعلتها حدثا مركزيا. كانت تخاف أولئك الشباب الخسيسين من جهة ولكنهم الغرائزيين في النهاية وهي حسناء وفتاة صغيرة السن..
على كل. كان هو قد غرق في حبها. حبها بمعنى العشق. بمعنى الغرق في العشق الالاهي.. كان مثاليا بمعنى انه كان ثوريا. معنى أن تبادله الحب هو أن تلتحم معه في طريق الثورية السياسية والفكرية. معنى التمرد. معنى أن تصلب عوده في الثورية وان تكون هي ثورية..
هي براغماتية. تؤمن بشخصها. تؤمن بإنقاذ نفسها من إهانتها من الرجل. حصرت نفسها هناك. حصرت نفسها في الدائرة الضيقة للنسوية الوهمية باعتبارها اشتغالا على الذات.
على كل. جاءت الفرصة للإنقاذ بالنسبة لديها. شاب وسيم يشتغل وليس تلميذا أو صعلوكا. أحبها. عرض عليها الزواج وهي لازالت في السنة الختامية من الثانوية..
على كل.. صاحبنا وكان حاضرا في احتفال الزواج. حين رأته وهي تتجول بين الحضور مع زوج المستقبل، نظرته بابتسامة ساحرة عاشت لسنوات طويلة. عاشت إلى الأبد. قالت له حينها وقد ضمت يده بكفها الرقيق، أنه ليس الوداع، إلا أنه عرف، بل شيء أقوى منه قال له انه الوداع.
كيف له أن يساهم في خيانة ذاك الزوج. انه رجل طيب. خلافا لذلك. لا يمكن أن يخادع أي إنسان.
كانت هي براغماتية. زوج يحقق لها الاستقلالية وإكمال دراستها وتغطية عارها، كما انه لطيف جدا ورقيق العاطفة ومسالم إلى أبعد الحدود يحقق السلام. وحتى إن كان صاحبنا محارب إلا أنه يحمل أخلاق الفروسية بل هو متشبع بها. كيف يخدع ويلعب دورا خسيسا خلف الستار.
واستقبلته وهي متزوجة في الكلية بكل طفولية وفرح، إلا أنه لم يتمكن من أن يكون حيوانا. لم يتمكن من نسيان الحاجز الذي خلقته هي في النهاية. لم يتمكن من خداع زوجها حتى وان قابلتهما ببعضهما وكأنها تقول له أن زوجها يقبل بهذا الشكل من العلاقة.. إلا أن صاحبنا لا يرضى لنفسه أن يكون مخادعا..
وهكذا.. الخط يرسم نفسه بوضوح في الحياة بين طريق إرادة العيش فوضويا وغرائزيا واستسلاميا لمنطق الواقع، وبين إرادة العيش مثاليا روحيا متلامسا مع الله في طريق الثورة ضد الوضاعة والغدر والزيف.. لا يمكن للطريقان أن يتآلفا برغم الحب الكبير... لا يمكن أبدا.
ومرت السنوات الطوال بكل تجاربها وأسفارها وصراعاتها وآلامها، وحين يقف عند ذكراها، يعود القهقري إلى هناك.. إليها كشمس الحب المتوهجة التي تحيله إلى سيلان عذب متدفق..
أيتها الموسيقى اللغة الكونية الربانية السماوية. أيتها الروح العابرة للأزمان. أيا عزف الكمان الرائق ويا وتر الغيتار النابض في الانهاية، ويا نقرات البيانو على النجوم.. انك دوما تقومين بدعوى عذبة رقيقة. دعوة إلى الخلود. إلى الحقيقة الكامنة وراء كل هذا الصخب. الحب هو الله... يا لروعة الله...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البوط
- الصورة
- الفراشة
- آه يا عراق
- الإنهيار
- -يوم النفير- الغنوشي في تونس
- جانب من حقيقة الوضع السياسي الحالي في تونس
- ما وراء صخب الديمقراطوية في تونس اليوم
- إنتصار الرئيس قيس سعيد
- هل هو إنقلاب على الديمقراطية في تونس؟
- ساكن القبر 5
- ساكن القبر 4
- ساكن القبر 3
- ساكن القبر 2
- ساكن القبر 1
- أزمة الراهن التونسي
- فلسطين.. نقطة تفتيش إسرائيلية
- المثقف في لحظة موت الإسلام السياسي
- حوار فلسفي مع فتاة ذكية
- في رسالة رئيس الجمهورية -قيس سعيد- إلى -الغنوشي-


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - الشمس