أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - ساكن القبر 3















المزيد.....

ساكن القبر 3


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 6967 - 2021 / 7 / 23 - 01:58
المحور: الادب والفن
    


هل هناك وطن آخر يصلح للكتابة؟ للفكر الحر؟ للمباغتة و خـلخلة السكون و هز الأصنام و تحطيمها؟ كل ما أراه أمامي يبعث على الإحباط و لكني أتـقدم للغـد المفتوح على مصراعيه.. بالرغم من الجحود الذي أراه أمامي، بالرغم من كل هذا الفقر الذي يحيط بالقلم الحر إلا أني أتـقدم. ما فائدة العالم دون فكر و دون روح؟ سيكون مجرد غبار و ضجيج و حركات عشوائية يكون تتبع خط سير الحلزون أفضل من تتبع سيره...
ـ فعلا. مازال المال عدوا للفكر. لكن بدأ إهتـزاز عديد المفاهيم و التصورات. انظر إلى الدهشة و التساؤلات الجديدة و حلبة الأفكار المتصارعة التي أثارتها الثورة و التي أثارها الجسم الاسلاموي الغريب. انك لا تجد وقتا كافيا للتأمل الجيد في المشهد. هناك فـقـر ثـقافي واضح عند الأغـلبية و هناك بيوتات أفكار و ليس بأفكار متحركة و حية. هناك مزيج من الإيديولوجية و المقولات و البضائع التي كسدت سوقها و تريد لها مكانا اليوم. هل هناك من يوثق كل هذه النقاشات؟.. ضحكت.. بل قل الشتائم و القذف و السب المتبادل..هل هو بداية عصر النهضة كسلب يلد نقيضه الايجابي؟ مازلنا في مرحلة المواجهة المباشرة مع الوجود.
ـ لأول مرة أعثـر على أنثى تـفكر بطريقة هيغلية. السالب يحرك التاريخ فعلا. فكرة هيغلية رائعة و واقعية إلى أبعـد الحدود. لكن، الحكاية التي تبدو كنسيج العنكبوت بدأت أيام الثورة. ساعـتها كانت معتمدية الرقاب مسرحا عظيما للثورة. الفلاحون فيها و في بوزيان و غيرها من المناطق هزوا الأرض هزا بأجسادهم الثائرة. لم يكن جوبيتر قادرا على إخماد نيرانهم بريحه العاتية...
ـ إذن، نحن قبل 14 جانفي الآن.
.. لم يكن ينظر إلي أوالى أي شــيء بالتحديد. كان نظره سائحا في المدى، حتى و هو يتكلم شاردا، حضوره غياب و غيابه حضور. ربما هو بيننا الآن في ركن الغرفة أو يطل عـلينا من الشباك..
لم تحرك رأسها و لم تصدر عنها أي حركة ارتهاب.. أكملت حديثي قائلا:
.. شيء غير قابل للتعيين. ملامح وجهه بين الكهولة و الطفولة و الشيخوخة. شعر كثيف ملبد غزاه الشيب، و أنف كبير و خطوط بارزة تـفصل الوجنتين عن الكفين. عينان لوزيتان تـفصحان عن نظرة حالمة صافية طفولية. كأنه يعـقب على كلامي حين إندفع متكلما بنظرته الشاردة في ألازمان و ألامكان. قال:
ـ انه هناك، ليس ببعيد، انه لا يبعد عن هنا كثيرا. مسافة يومين، لحظتين، وقـتين، تعاقب شيئين، توالي حادثتين أو حادثين.. فـقط.. لا تبحث عن نفسك بين الأدغال و إنما فوق أغصان الشجر. مازال الرب يهبنا أغصانه. اكشف الواقع المأزوم...
قالت أحلام و أصابع يديها تداعب شعرها:
ـ فعلا. يبدو أن إيقاع التغيير عندنا لا يكون إلا عبر تعاقب وقتين. الآن مثلا. التغيير بواسطة استـشهاد اللسان المتوهج و الفكر الثاقب شكري بالعيد، ثم المناضل السياسي محمد البراهمي..
ـ حينها كان التـفكير منصبا حول إزالة الدكتاتور بن علي. الوقت الأول كان انتفاضة قفصة في 2008، الوقت الثاني انتفاضة سيدي بوزيد و المكناسي و بوزيان و قفصة و المرجح أن الثوار لن يتراجعوا. كانت نار الثورة تنتـشر في البلاد بأكملها. كنا نـأمل أن تـتوج الانتـفاضة بإزالة الدكتاتور. كانت كلمات القبر أو ساكن القبر مطمئنة. إنها لا تستـند إلى قاعدة علمية و لكن.. لحق الوقت الثاني بالأول. بعـدها ، حكومتي محمد الغنوشي هي وقـتين، ليتم الانتـقال إلى انتخابات مجلس تأسيسي. حكومة السبسي تعتبر الوقت الثاني بما هي مرحلة انتقالية ثانية. حكومة حمادي الجبالي كانت الوقت الأول من حكم الإسلاميين و الذي انتهى باغتيال رمز الحرية شكري بالعيد، و الوقت الثاني حكومة علي العريض التي انتهت بالقوة في 25 جويلية 2013 تاريخ اغتيال القيادي البارز في الجبهة الشعبية محمد البراهمي. هناك إرادة لاغـتيال الجبهة الشعبية برمتها لأنها المعارض الشرس لحكم الإسلاميين ولأنها تمثل اليسار وأن تمون ديمقراطية اشتراكية عربية فهذا يُهدد مصالح الامبريالية و الصهيونية العالمية .. إذا تـتبعنا قاعـدة الوقـتين فسنجدها تتحكم في جزئيات الأحداث في تونس أو الأحداث الصغرى و ليس فقط الأحداث الكبرى التي هزت البلاد هزا...
....ما انفك يردد كلمات لا يربط بينها أي نسيج منطقي. هذا ما يمكن استـنتاجه وفق ما تداولت على وصفه الألسن و العقول. كأنه يهذي، كأنه يتـفوه بالطلاسم أو هو ربما سليل المتصوفة. كلمات كأنها تجـليات، اشراقات أو إسقاطات. كأنها صور ماورائية تحـوم حـول ناظريه و هو يستـنطق الأحرف و الكلمات مجهدا نفسه للإمساك بها في محاولة لإنزالها و تجـسيدها عبر لغة هائمة سابحة متموجة..
كان ذلك هو لقائي الأول به. ذات ليلة في مقبرة عمار.. كنت قد بدأت الشرب في عصر ذاك اليوم الدافئ. الحانة تـقـذف بي إلى الحانة. التـقيت بعض الوجوه و بعض الأصدقاء. كنت أطلب العودة إلى الرحم الأول. باغتـني حـنين عارم. لم أكن قد قررت.. بل إني هـربت منها دائما و أبدا، بل إني أعـيش و أصادق و أتـشرد قصد الهـروب من وجهها الشمسي.. كنت أصنع من حبها حالة وجدانية عامة شاملة عـلها تضيع بين زحام الأفكار و الأكوان و الحب الكلي الأرقى. غـدا حبها حبا للوطن و الأمة العربية و الإنسانية جمعاء. هو حب الله، هو حب الحـقيقة و سبلها المتـشعبة من أفكار و فلسفات و آيات ربانية و حقائق علمية مفجعة أحيانا..
ابتدأ اليوم في مقهى جميل اصطحبني إليه صديقي الصحفي الجريء بمقاييس العهد النوفمبري "أنور الغريبي". مقهى فسيح ذو واجهات بلورية. قاعة نظيفة ذات أرضية رخامية بيضاء اللون ملتمعة، كراس مريحة و طاولات أنيقة دائرية الشكل. فتاتان فاتـنـتان بابتساماتهما وراء الكونتوار تجهزان طلبات الزبائن، شباب وسيم أنيـق مهـذب.. كان السؤال: هل ستصل الثورة إلى صفاقس؟.. كانت جلسة رائعة اتـقـدت فيها الأحاديث حول الشأن العام و الإعلام و الصحافة و الثـقـافة بحماس و بهجة بالمكان و الزمن الثوري الذي يطل على الوجود.. شاب اسمر نحيف برأس حـليق ينتـفض من بين أصدقائه ليسب بن علي و يتجه إلى صورته المعلقة شأن جميع المقاهي آنذاك و المطاعم و الإدارات، ليبصق عليه، ثم يخرج لاعنا الجميع و لاعنا ذاك السكون الرهـيب. شاشتان مسطحتان كبـيـرتين ترسلان الأغاني. قال أنور منـتـشيا:
ـ إذا قامت صفاقس انتهى الأمر.
.. و أغنية ما. قـطعة موسيقية سافرت في قـلبي كرصاصة فجـرت ينبوع الحب و الأحزان. كان صوتا أنـثويا عـذبا للغاية و كلمات حارقة معـذبة للغاية. انـقـلب حالي..
هاجمتـني آلهتي كروح شريرة تـنـتـقم من النسيان. تـضرب بمعـولها أطراف قـلبي، تـفـتح الجرح الساكن لتـدميه من جـديد. فأي جـديد قـديم أنت تستهزئ بي و بمصيري و واقعي؟ تـتـوغـل في تلابـيب مخي لتـنـتـصب بقامتها الرشيقة و وجهها الجميل و حـديثها الساحر و همساتها الرقراقة كماء الجدول.. تخرج مرة أخرى من قاعة الدرس لتبحث عني في أروقة المعهد و ما أن تجـدني حتى تـشبك كفي بكفها مرسلة ابتسامتها العـذبة الجميلة القاتلة.. آه يا ربي.. كان ذلك منذ ما يزيد عن العشرين سنة. لازالت أحجار المعهد منطبعة في أعمق أعماقي. كان معبدا للحب. ترسل لي بطاقـاتها التي كانت عبارة عن طوابع بريدية عن طريق احد الزملاء لأجـدها على طاولة الدرس. كانت تـتطلع إلى الحضور في كل ثانية من مجريات زمني، تعارك الزمان و تهاجم المكان دوما و تسأل عن أحلامي و جل حركاتي و سكناتي إلى درجة الإزعاج في كثير من الأحيان. كانت تطوقني، تـشد الخناق علي، كانت كأنها تـلتهمني، و لكن.. يا لندمي على كل إحساس سالب تجاهها..
سيارة ملعونة أخذتها ذات عصر من أمامي و من كل الدنيا. كانت إلى جانبي مبتهجة بالكلمات و العناق و الحب. أرادت أن تعبر الطريق إلى الجهة المقابلة لتـشتري من بائع الفواكه الجافة علبة شكلاطة. أخذتها الشكلاطة، خطفـتها السيارة الملعونة المجنونة بسرعة عصر الحديد و النار. كانت ترقص أمامي مهفهفة كفراشة بتـنورتها القـصيرة التي بدت فيها كوردة لذيذة دائمة الاشتهاء ، وردة سحرية تـشدك لها دوما كذكر نحل. وردة داسها قـدر ماحق لا يرحم، صدفة عمياء هوجاء كـثـقـب اسود ابتـلع الشمس..
فتح الجحيم أبوابه، أدمنت قبرها. صباحا، مساءا، في الغروب و أحيانا ليلا حين يتعـتعني السكر.. بعد كل تلك السنوات تجدني أبكي. لعله حب الوطن تـفجـر من جديد و حب القـضية.. الحب يعمر قـلبي، ذاك ما يجعـلني اعـتـقد جازما في الخلود، تلك المشاعـر العـظيمة لا تموت، مشاعـرنا التي هي روحنا لا تموت فنحن إذن لا نموت. الموت مجرد وهم، وهم يقـتـرب من الحـقيقة بالنسبة للأحياء، أما بالنسبة للحياة الأبدية فالموت مجرد لحظة جحـيمية عابرة يتم فيها الانتـقال إلى عالم الحرية المطلقة الذي نعـيش حياتنا نشدانا له و رغبة في العـودة إليه. عالم جـنته حرية بقدر نضالنا من اجل الحرية في عالمنا الأرضي الذي يبدو مجرد تجربة أو مختبر أو إبداعا الاهيا لخلق معادلة بين الروح و الطبيعة.. الجنة هي الحرية المطلقة و هي جزاء الأحرار في الدنيا.. طوبى لغيفارا العـظيم.. طوبى للأفكار العظيمة و المفكرين العـظماء..
قالت أحلام بملامح منزعجة :
ـ ألهبتني ثم رششتـني بالماء. كنت غارقة في عاطفة جميلة. إنها قصة حب رائعة..
ـ لم أكن أتحدث إلا عن الحب.
تشعل سيجارة و تـنـفث منها نفـسين طويلين ثم تـقول:
ـ ما أحلى حديث الأحلام. ما أحلى الحب.. ما أروع حصار الأنثى للرجل.
كنت اسألها عن أحوالها:
ـ كيف حالك يا سحر، هل أعجـبتـك الشكلاطة يا سحري؟
..و أبكي وفق إيقاع تصاعد الشجن في وجداني.. أي طوفان من البكاء عاجز عن إيقافه؟ أي حمم بركان؟
ـ أجوب العالم عبر الكتب باحثا عنك و عن سر مملكة الموت و سر أسرار الوجود.. بطاقاتك تواجهني في كل مكان و كأن الشوارع و المقاهي و طاولة الدرس التي تـفاجئني فيها بطاقـاتك التي تسألني عنك.. عامل بمنجل أهداني حبات زيتون يسألني عنك..
كلمات لا اعرف كيف تأتي. أتكلم لأدفع وحشة القبر، الظلام و الصمت الرهيب. الخوف يلفني بين صمت القبور و ضجيج الأموات الهامس بالتخيلات و صور الأموات التي كانت حية. الأجنة و الطوابي و أشجار الرمان و الياسمين و الأزقة المتربة. أخطف حصان عمي لأتجول عليه ثم عند العودة لا يكلمني ما دام الحصان لم يسقطني عن صهوته. جدتي المرأة الحديدية تسأل عن حالي إن كنت جائعا و تأمرني بتناول الأكل..
هذه المرة لم تكن مثل المرة الأخيرة منذ ما يقارب العشرين سنة. بالكاد يظهر وجهها أمامي شاحبا على غير عادته من الضياء و الإشراق و باهتا بالكاد أقبض على ملامحه الجميلة.. يبدو أنها سافرت في عالم الأموات بعيدا و بعيدا. وجدتـني أصارع نفـسي بين إرادة التذكر و الإرتعاب من المكان الموحش.. ثم أصابني رعب حقيقي. بدا شبح يزحف بين القبور كثعبان. انخلع قـلبي و اهتــز كياني و خوف هائل تملكني كاد يقتـلني إلا أني حاولت التماسك أمام الموقف الامعقول قدر الإمكان..
تبادرت إلى ذهني فكرة إشعال قداحتي فالحشرات و الحيوان و الإنسان و الأشباح تخاف النار. انشر شيئا من الضياء في المقبرة. كان شبحا في صورة آدمي.. كيف لتـفكيري العقلاني أن يفكر في وجود أشباح؟ كيف تهتـز العقلانية و تـطير أمام المخاوف؟ كيف لا يصمد المنطق أمام الخوف من الموت و الارتهاب من عالم الموت؟؟.. تضاعـف إحساس الرعب لدي. كانت الدنيا أكثر ضيقا من ثـقب إبرة. اشتممت رائحة الموت. لا أعـرف طبعا رائحة الموت و لكن ما انطبع في ذهني ساعـتها أنها رائحة الموت. للموت رائحة، لكل حضور رائحة. أحس بنبضات قلبي تـتسارع، بل يكاد قلبي يثـقب قفصي الصدري و يقـفز إلى قبر سحر.. حين تـذكرت سحر غمرني الهدوء أو شيئا منه. فجأة سكن القـلب في مكانه من جديد. حينئذ سمعته يضحك و يقول:
ـ ألم تسمعني؟ قلت لك لا تخـف. قـلت لك إني بشر و لست وحشا أو شبحا أو جـن.
لم أتمكن من سماعه حين كان الرعب يلفني فعلا. كم تـشل فكرة الموت الحـواس و التـفكير؟.. كان يراقب عن كثب جميع اختلاجات نفسي، كان يعلم علم اليقين وقع المفاجئة على أي واقع تحت اسر المقبرة ليلا. كان على دراية تامة بكل ذاك الجـو من الإرهاب الناتج عن مواجهة فكرة الموت وحيدا برغـم كونه ساكنا للقبر. فكرة الموت التي أحسست بها في تلك اللحظات شبيهة بواقعة مأساوية نمر بها جميعا و يطويها النسيان، و لكنها قابعة في أعماقنا. إنها مأساة الخروج من الرحم، فاجعة مغادرة رحم الأم. ذاك البكاء الذي نستبشر به عند الرضيع ما هو إلا صرخة مدوية يلـفها رعـب كامل ناتج عن فـقـدانه المؤلم لمسكنه الأول، لبطن أمه، و لما وراء ذلك بالنسبة للروح، و هو مغادرة العالم الرحب الحر و هو روح العالم أي الله..نعم. هذا ما خامرني ساعـتها و ما ضمنـته في جـدول أفكاري. كأني عثرت على مفتاح من مفاتيح فهم الوجود الإنساني المفخخ و المعـقـد و الذي ربما من شدة لغـزيته نراه عبثـا ماحـقـا...
ساكن القبر ينام في المقبرة. احتل احد القبور و لا أعلم إن كان قد اخرج جمجمة أو أكل جثة المقبور. وضع فيه حاشية و مخدة و غطاء و حين يخرج في الصباح يسد فـوهته بالأحجار. اسمه مصطفى أو هكذا سمعته يقول. قال كذلك انه كان يشتغل قاضيا و ترك العمل و كل الدنيا. طالت سهرتي معه و طالت أحاديثـنا أو هكذا بدت لي الأمور. فالليل و القبر و كائن غـريب أشياء تمطط الزمن كثيرا، فربما هي مجرد ربع ساعة كان وقعها على قـلبي وقع الساعات.. لا أتـذكر جل ما دار بيننا من أحاديث.. كلماته كالسراب، لغة لا يمكن أن تمسك بأطرافها، صور هاربة و أحاديث زئبقية..
كانت أحلام تبكي بسخاء. سألتها فأجابت قائلة بنبرة حاسمة:
ـ أرجوك لا تسألني عن حالي. جئت لأستمع و ليس لأتكلم.
صفعني ردها الجاف. كانت كمن يبحث عن شيء ثمين مفـقود. هذا ما أحسست به منذ البداية. منذ تلك الكلمات القصيرة التي قـلتها حول ساكن القبر في الدردشة التي وقعت بيننا بواسطة الحاسوب. وقـفت هناك. طلبت المقابلة من اجل الحديث حول ساكن القبر. ها هي لا تزال جاعلة من نفسها لغزا، و لكن. أنا شخصيا لا استغـرب شيئا، بل إني اعتبر الوجود الإنساني غرائبي أكثر مما يمكن اعتباره عادي أو طبيعي مثـلما يقولون.. أعرف أن ما يبدو غامضا سيفصح عنه لسانها ذات لحظة ينفجـر فيها القـلب بالرغبة في المكاشفة و الانبثاق على العالم. القلب الإنساني دوما رائع لأنه سناء من النور الكلي في صدورنا. الرب رائع جدا، يا لجماله المذيب عـشقا...



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ساكن القبر 2
- ساكن القبر 1
- أزمة الراهن التونسي
- فلسطين.. نقطة تفتيش إسرائيلية
- المثقف في لحظة موت الإسلام السياسي
- حوار فلسفي مع فتاة ذكية
- في رسالة رئيس الجمهورية -قيس سعيد- إلى -الغنوشي-
- الحجاب والاسلام
- المدينة العريانة
- الصداقة والصندوق
- حديث في الثورة التونسية
- التنين
- تخوم الضياع العربي
- في كتاب دولة الإرهاب
- في إعترافات -جان جاك روسو-
- تونس اليوم بين المواجهة والنكوص
- الإنسان بين ضآلته وكونيته
- هل المسلمون مسلمون بالفعل؟
- مائة عام من العزلة
- تونس البورقيبية اليوم


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم بن محمد شطورو - ساكن القبر 3