أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - هل المسلمون مسلمون بالفعل؟













المزيد.....

هل المسلمون مسلمون بالفعل؟


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 6630 - 2020 / 7 / 29 - 10:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


سؤال يجب طرحه وبحثه بجدية، وهذه محاولة لتسليط الضوء على الطريق للبحث في السؤال.
الرؤية الاسلامية المعاشة اجتماعيا تحيل الى مفهمة خاصة للاسلام تبدو نفعية براغماتية و استعمالية لمفهوم مبهم وغامض عن الدين الذي يتبجح الاغلبية بتملكه له معقبا ذلك بالحمد على نعمة الاسلام عليه. فهل تقديس الرسول محمد يُعتبر من الاسلام وتباعا فهل تقديس علي ابن ابي طالب والصحابة والسلف واعتبارهم كائنات مقدسة امتلكت الحقيقة و بناء الاسلام برمته يقوم على ذاك الاساس والرجوع اليه باعتباره الاسلام؟؟ من ثم فهل تـقـديس المذاهب الاسلامية من الاسلام؟ كذلك فهل التمسك بما يسمى بالعادات الاسلامية يعتبر من الاسلام؟ هل التمسك بمفاهيم مثل الختان والاعياد الدينية وصوم رمضان وفرض حالة من الموات النهاري على الجميع يعتبر من الاسلام؟ هل التمييز ضد المرأة يعتبر من الاسلام؟ وهل النظرة الدونية للجسد والجنس والشهوة يعتبر من الاسلام؟ وما علاقة كل تلك المفاهيم اضافة الى الترسانة الضخمة من "الحرام" بالاسلام اذا نظرنا اليه من زاوية القرآن فقط. من زاوية الخطاب القرآني وليس اللحظة القرآنية بالاساس.
ربما سنجد رابطا بين الاسلامات المختلفة التي ظهرت وبين القرآن، ولكن اذا اعتبرنا القرآن هو الجوهري والاساسي باعتبار ان الاسلام كدين وحضارة قائم عليه، قد يذهب بنا الى تاويل آخر مناقض للاسلام المعتبر كاسلام. من الممكن استـشراف مفاهيم جديدة من القرآن ولكنها مناقضة للاسلام. ولعل ابرز مثال على ذلك هو جريمة الزنا التي يبدو بشكل واضح انها ليست بجريمة من الناحية القرآنية البحتة لاستحالة توفر وسائل اثباتها حين اشترط توفر اربع شهود يكونون حاضرين لحظة التلبس الكامل.. يعني ان هؤلاء الاربع حتى لو شهدوا دخول رجل وامراة الى منزل بمفردهما وحتى وان كانوا متأكدين ان المنزل خالي، اضافة الى تأكدهم من وجود صداقة بينهما والى غير ذلك، فان شهادتهم دون ضبطهم في حالة ممارسة الجنس تُعتبر باطلة، بل تعتبر جريمة. انظر مدى التناقض الصارخ بين هذه الصورة القرآنية وبين جرائم الشرف وجرائم القتل للنساء لمجرد الشبهة او الادعاء على مدى التاريخ الاسلامي الى اليوم واعتبار ذلك اسلاما واقامة لشرع الله.. المصيبة انها مازالت متواصلة الي اليوم. اليوم الذي هو عصر الجسد والبورنو في الهواتف النقالة.. انظر كذلك مجمل العقلية التي تحرس مفاهيم الكبت الجنسي باعتبار ذلك من الاسلام.. فهل هذا الاسلام هو من القرآن؟ يبدو ان المفكر التونسي يوسف صديق لم يجانب الصواب حين لخص المسألة بعنوان لكتابه " لم نقرأ القرآن بعد".
يبدو ان العنصر الاساسي الذي ارتفع الى مستوى الديني الاسلامي هو المفاهيم العربية القديمة الماقبل اسلامية والتي تلبست بالمعطى الاسلامي الجديد وحولته بطرق مختلفة الى تعبيرات عن جوهر مفاهيمها. تمت عملية التحويل بالقفـز بخفة على صريح القرآن اضافة الى باطنه وخفاياه. وربما المثال الابرز في ذلك هو التقديس لشخصية محمد الذي هو رسول الله لتتم عملية أسطرته حتى من قبل الولادة في ما سمي بحادثة هجوم أبرهة الحبشي على مكة والطيور الابابيل، ومن ثم اهتـزاز إيوان كسرى لحظة ولادته، وانشقاق القمر، والاسراء والمعراج بانتـقال الرسول من مكة الى القدس في ليلة واحدة وصعوده الى السماء، وغيرها من الروايات المستـندة الى تأويل معين للقرآن اذا وجد ما يخدمها ومستـندة اساسا الى الروايات عن السلف المقدس، وكأنه قد تم بناء هيكل مقدس غير مرئي للسلف المقدس باختلاق الروايات عنه ومنه باعتباره مصدرا للحقيقة او تكريسا له كبنية اساسية تقوم عليها الحقيقة المزعـومة عبر تسطير ثـقافة اسطورية خيالية للتحول الى عامل اغتيال للعقل. عملية الاغتيال للعقل التي تعني الاغتيال الفعلي للمفكر بعقله خارج هذا النمط او المنـتـقد له او حتى مجرد التـشكيك والشك في هذه الثـقافة. إننا هنا أمام سيادة الجهلة من جهة، ومن جهة أخرى فإننا امام ضرورة حتمية وهي ان مثل هذه الثقافة الاسطورية الخيالية الزائفة التي تغتال الواقع الفعلي المعاش وتغتال الجسد الحي وتغتال الطبيعة لا يمكن لها ان تعيش الا بالاحتكار لمجال الحقيقة بالقوة والعنف. وهذا تماما مايزال فاعلا في الثقافة العربية الاسلامية الى اليوم.
فبرغم أن القرآن يقول أن محمد ليس إلا بشر مثلكم، وانك انت مذكر ولست عليهم بمسيطر، وان معجزته الوحيدة تتمثل في الوحي اي في الارتفاع الى مستوى صلاحية تلقي كلمات الله، وهنا نجد في الثقافة الاسلامية عملية اقصاء فعلية وواضحة للدور الانساني لمحمد ككائن متوتر باحث عن الحقيقة ومهموم بواقع وحال قومه و مهموم بالاسئلة الوجودية الكبرى قبل وصوله الى مرحلة تلقي الوحي، ودليل ذلك هو انعزاله في غار حراء. هناك عملية تغيـيب بل قتل لدوره الانساني الثوري لقتل فكرة الثورة وفكرة الحرية الانسانية وتعـويضها بالمعجزة وخطاب المعجزة لقتل فكرة الثورة في ذاتها وقتل فكرة حرية الارادة الانسانية في ذاتها وتحويل المسألة الى استـثـنائية ربانية قدرية لغاية الاهية مبهمة مستـقلة عن كل تاريخ واقعي ومستـقلة عن العقل الانساني والارادة الانسانية، برغم تنبه الفقهاء الى الاساس الواقعي التاريخي للآيات ولكن تم تجاوز بناء شبكة مفاهيمية تاريخية واقعية وعقلانية. فأليست اذن هي ثقافة سلطوية تكرس مبدأ الاغتراب عن الواقع ومبدأ عدم الايمان بالدور الانساني في التاريخ وأهم ما تكرسه قتل فكرة الثورة والحرية؟ ألا يؤكد ذلك ان عصر التدوين للسيرة النبوية وعصر البناء للثقافة الاسلامية برمتها ابتداء من تدوين الاحاديث الرسولية وغيرها ابتدأ بعد نحو مائتي سنة من واقع حال البعثة النبوية؟ اي ان زمن بناء الثقافة الاسلامية كان في حضرة وجود واقع الدولة وترسخه واقعيا، وانه تم بذلك تغييب الواقع الفعلي الذي كان يُتـناقـل شفهيا، وعبر الضخ الكبير للثـقافة الجديدة وتكريسها بالقوة تم شيئا فشيئا تحويلها الى حقيقة وقتل فعلي للحقيقة الواقعية. فـ" إمتلاك السلطة يُفسد لا محالة حكم العقل الحر"، مثلما قال الفيلسوف الالماني "كانط".
فحين نرى التقديس الخرافي للرسول وعلي ابن ابي طالب ومختلف الصحابة وأسطرة الاحداث والاشخاص، والبناء الخرافي الرهيب لمجمل الثقافة الاسلامية، نرى بوضوح أن "هُبل" لم يمت فعليا مثل بقية الآلهة، وحتى أهل الجاهلية كانوا يعبدون الله الواحد ولكنهم كانوا يشركون به، مثل ما ورد في القرآن وهو أكبر شهادة لها مصداقية، وذلك في قوله في الآية 3 من سورة الزمر على لسان الجاهلي:" ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى".
إن الثـقافة الاسلامية بنت اسس الخرافة والاغتراب والقطيعة عن الواقع والطبيعة والواقع الفعلي بنفس التـقنية في أصنمة الافكار وتحجيرها عبر خلق مقدسات صنمية باسماء جديدة، مع انها تـقر بالله الواحد الاحد، ولكنها تستـنجد بمحمد وعلي والسيدي صحبي والاسياد المختلفين الكثيرين وتطلب منهم المساعدة والاغاثة عوض حصر الطلب والدعاء الى الله وحده بمثل ما ورد في القرآن.. فالحقيقة اننا لم نخرج من حالة الجاهلي الذي يطلب هبل ومناة إلاه رخائهم وإلاه اغاثتهم مع كونهم يؤمنون بالله الواحد كذلك..
فكلمة "النبي" مشتقة من فعل أنبأ أي أخبر، فهو يتلو النبأ الإلاهي الذي هو القرآن، ولا علاقة لكلمة النبي بالتـنبؤ مثلما قال الباحث الياباني في الاسلاميات " توشيهيكو ايزوتسو". بل ان القرآن واضح وجلي في القول ان الله وحده يعلم بالغيب، وفيها نفي واضح لاي شريك له في العلم بالغيب. وبالتالي فكل المرويات عن الرسول في الغيـبـيات هي مجرد خرافة وثـقافة أسطورية خيالية لا أساس لها في القرآن بل القرآن ينفي أساسها. وهنا، فانك بحكم المؤكد ستجد ان ما يُعرف بكونه اسلام وما يعيشونه بكونه اسلام وبكونهم مسلمين بمثل تلك الثقافة لا علاقة له بل هو متناقض مع القرآن. القرآن المفترض في كونه هو الاساس للدين الاسلامي والثقافة الاسلامية..
مثل ذلك الآية 63 من سورة الاحزاب التي تقول: " يسألك الناس عن الساعة قل إنما علمها عند الله وما يُدريك لعل الساعة تكون قـريـبا". فما يدريك موجهة للضمير أنت كأي انسان ولكن كمحمد كذلك باعتبار الله يكلمه ويكلم الناس أجمعين من خلاله. وكذلك الآيتين 25و26 من سورة الجن في قوله تعالى: "قُل إن أدري أقريب ما تُوعدون أم يجعل له ربي أمدا. عالم الغيب فلا يُظهر على غيبه أحدا"... وبالتالي فجميع تلك الروايات عن تنبؤات الرسول و وصفه للساعة والقيامة وأوانها مجرد أباطيل استـنادا الى القرآن أي لا علاقة لها بالقرآن بل متناقضة واياه تناقضا صارخا. وبالتالي فمالذي يمكن ان يمثل اساسا متينا للنظرة الاسلامية؟ والمسلم ان كان يعبد ربه فعليا فألا يكون القرآن مصدره الاساسي الثابت الوحيد وبالتالي يتوجب نفي كل ما يتناقض معه وخاصة مع صريح قوله؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مائة عام من العزلة
- تونس البورقيبية اليوم
- برج الأحلام
- بحيرة البجع 3
- بحيرة البجع 2
- بحيرة البجع
- الفتنة أو إشكالية الإسلام برمته
- صفـقـة القرن أم مظـلمته
- في ارتداد الجمهورية الإسلامية الإيرانية
- الإنهمام بالذات
- إغتصاب
- العراقي الجبار
- في إمكانية ثورية الانتفاضة في العراق ولبنان
- -الشعب يريد- تسحق أعداء الثورة بانتخاب -قيس سعيد-
- -الشعب يُريد- وغاية التاريخ
- شارع الحرية 21
- شارع الحرية 20
- شارع الحرية 19
- شارع الحرية 18
- شارع الحرية 17


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - هل المسلمون مسلمون بالفعل؟