أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - أزمة الراهن التونسي














المزيد.....

أزمة الراهن التونسي


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 6948 - 2021 / 7 / 4 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تسير تونس حثيثا نحو إغلاق الدائرة السياسية برمتها التي تشكلت ما بعد أحداث 2011، المفترض في كونها ثورية. هكذا تدحرج التوصيف للحدث الانفجاري في 2011 من ثورة إلى المفترض أنها ثورة. هذا ما وصلت إليه الأمور نتاج العبث السياسي الكبير الذي ألم بالبلاد، فغدت الدكتاتورية بكل مساوئها أفضل بكثير من الوضع الذي وصلت إليه الدولة من ضعف وإهدار للمال العام واستهتار بالشعب لدى حكومات لا نقول أنها مراهقة سياسيا فذاك أفضل حالا منها، فهي عديمة الحس السياسي جملة وتفصيلا وعديمة الفكر السياسي، وهم فعلا أناس لا علاقة لهم بالدولة وجدوا أنفسهم نتاج الصدفة وحدها في مراكز القرار ليشغلوا دور الموظفين عند القوى النافذة داخليا وخارجيا.
ماذا نقول؟
هل بلغ اليأس مداه؟
هل تمكنت القوى المعادية للثورة ولحرية أي شعب عربي سواء عربيا أو دوليا من تمريغ تونس في الوحل انتـقاما لباب الجحيم الذي فتحته؟
من الممكن الاسترسال في سرد عديد الكلمات والآراء التي يتـناقـلها الناس، ولكن يبقى رأي واحد هو الطاغي عند الأغلبية وهو أن الغنوشي وحركة النهضة الاسلاموية مصيبة على البلد وهي المسئول الرئيسي والفاعل الرئيسي في أزمة الدولة والاقتصاد والمجتمع.
هي السبب الرئيسي في تحويل الثورة من مشكل التـنمية إلى مشكل الهوية، وهي الفاعل الرئيسي في النهب للأموال العامة باستهتار شديد، فحتى أعمال صيانة السدود مثلا تم الاستغناء عليها منذ 2011، لتعرف تونس اليوم أزمة في المياه لم تعرفها من قبل. انظر حجم الاستهتار بالشعب حتى أن راشد الغنوشي ذات مرة في حضور تلفزي قال أن التونسيين يجب أن يحمدوا الله أنهم يتمتعون بالماء والكهرباء دون انقطاع.
وتـنتـفض أبواق حركة النهضة دوما لتصف أن التهجمات عليها هي تهجمات على الثورة والديمقراطية. وإذا تماشينا مع هذا المنطق المعوج، فإذا كانت الديمقراطية تعني أزمة في توزيع المياه والكهرباء وأزمة معيشية وأزمة اقتصادية وأزمة دولة نلمسها في كل شيء وفوضى وسيادة الفاسدين وغياب القانون. إذا كانت هذه هي الديمقراطية فتبا للديمقراطية. هذا هو الرأي الذي يمكنك الاستماع إليه من أي مواطن بسيط في الشارع إن لم يكن طبعا من أنصار حركة النهضة الإسلاموية.
وهنا نستخلص نتيجة هامة جدا، وهي أن الأزمة تتلخص في الرأي العام ليس في الديمقراطية فهو بقدر ما يسبها لارتباطها بحركة النهضة والسماح للإسلاميين بالدخول للسلطة، إلا انه يدافع عن حرية التعبير وعن كرامة الإنسان أمام البوليس. الرأي العام توصل إلى قناعة راسخة اليوم وهي انه لا يمكن أن تكون ديمقراطية ودولة بواسطة الإسلاميين، وان الإسلام يجب إبعاده عن السياسة والحكم..
لا نريد التعليق وإنما التوصيف لما يتم التعبير عنه بواقع الأزمة الشاملة والتي يتـفنن كثيرون في محاولة المراوغة والقفز على حقيقة الرأي العام الذي له الدور الأساسي في تشكيل السلطة سواء في الديمقراطية أو الدكتاتورية. فالاستبداد لماذا يحاصر الكلمة الحرة، أليس لكونه بقدر ما يحكم بالإرهاب للنفوس بقدر ما هو مرتعب من الرأي العام ومن الشعب. ذاك أن الرأي العام الشعبي هو المحدد الرئيسي للسلطة وأعمالها وخطابها.
وبالتالي فالأزمة في تونس اليوم وبكل موضوعية قائمة على الأساس الذي ذكرته، فحقيقة الأزمة الشاملة التي تعيشها تونس اليوم في مختلف جزئياتها، هي أزمة نهايات الإسلام السياسي وحركة النهضة تحديدا في السلطة والدولة وربما في المشهد السياسي برمته.
هذه النهاية التي ستكون أبدية لان الحكم فيها من طرف الشعب أو الرأي العام الاغلبي فيه. وإذا تمكنت التركيبة السلطوية القادمة من الانجاز للشعب ومن مزيد من التعرية للفترة التي حكمت فيها حركة النهضة، فان الحكم عليها سيكون مطلقا ونهائيا وحاسما تاريخيا إلى الأبد. هذا الحكم الذي سيكون له دور المحفز للانتـقال سياسيا إلى مرحلة تقدمية ولكنها تقدمية على كل المستويات..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلسطين.. نقطة تفتيش إسرائيلية
- المثقف في لحظة موت الإسلام السياسي
- حوار فلسفي مع فتاة ذكية
- في رسالة رئيس الجمهورية -قيس سعيد- إلى -الغنوشي-
- الحجاب والاسلام
- المدينة العريانة
- الصداقة والصندوق
- حديث في الثورة التونسية
- التنين
- تخوم الضياع العربي
- في كتاب دولة الإرهاب
- في إعترافات -جان جاك روسو-
- تونس اليوم بين المواجهة والنكوص
- الإنسان بين ضآلته وكونيته
- هل المسلمون مسلمون بالفعل؟
- مائة عام من العزلة
- تونس البورقيبية اليوم
- برج الأحلام
- بحيرة البجع 3
- بحيرة البجع 2


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - أزمة الراهن التونسي