أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - أن تكون نصف مواطن/ة














المزيد.....

أن تكون نصف مواطن/ة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7130 - 2022 / 1 / 8 - 20:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



أثار خبر إيقاف القيادي في حزب حركة النهضة: نور الدين البحيري ردود أفعال متباينة أبانت عن مدى استحضار المدافعين والمؤيدين على حدّ سواء، لقيم أرستها ثقافة المواطنة وحقوق الإنسان ودولة القانون والمؤسسات وغيرها. ولاتعنينا في الواقع، وجاهة الحجج المعروضة في الخطابات فما يشغلنا هو رصد كيفيّة تقبّل عموم التونسيين لما حدث للبحيري.
فمع كلّ خبر -يثير جدلا في الوسط السياسي- يتذكّر التونسيون محنة التردّد على مراكز الشرطة للتبليغ عن اعتداء، ومدى تعقّد مسار التقاضي الذي يتطابق، في أذهانهم، مع مسار التعذيب، ويزداد شعور هؤلاء بالضيم والميز الاجتماعي والطبقي، ويترسّخ لديهم الوعي بأنّ طرائق التعامل مع الناس تتمّ وفق مواقعهم وقربهم من دوائر السلطة، وانتماءاتهم الأيديولوجية والجهويّة وغناهم غيرها.

وبالرغم من عمليات الفضح وبيانات التنديد وضغط المجتمع المدني ووعود السياسيين المصلحين بتغيير هذا الواقع «غير اللائق» ببلد أنجز ثورة فإنّ العلامات الدالة على التمييز بين المواطنين والمثبتة أنّهم ليسوا سواء أمام القانون وفي القانون واضحة لا مرية فيها الأمر الذي يجعل التونسي/ة على قناعة بأنّه نصف مواطن/ة لا ينعم بنفس الحقوق التي يستمتع بها أصحاب النفوذ والنقود والهيبة.

وينتبه المتابع لسير الشخصيات السياسية التي تستمع بامتيازات الطبقة والغنى والجهة وغيرها إلى أنّ هذه الامتيازات تتجاوز أصحاب السيادة إلى أبنائهم وذويهم ومن هم تحت رعايتهم مما يوسّع من قاعدة المنتفعين بهذه الامتيازات، من جهة، ويضاعف أشكال تدخّل أصحاب الجاه في المؤسسات لضمان مصالحهم ومصالح أتباعهم. ولاشكّ أنّ هذه الممارسات تقيم الدليل على عجز الفاعليين السياسيين عن التخلّي عن علاقات القوّة التي ترسّخ بناء الحدود بين نحن/هم في بلد عصفت به تحولات كثيرة وبرزت فيه أصوات المهمّشين والمنسيين الداعية إلى إرساء قواعد العدالة الاجتماعية.

أن تكون قياديا بارزا معناه أن تُعامل معاملة تليق بمقامك وأنت في الحكم وحتى خارجه فتكون بذلك مواطنا كامل الحقوق أو سياسيا صاحب امتيازات عدّة، وإذا صادف أن القي عليك القبض فإنّ الضجّة الإعلامية تشكّل في حدّ ذاتها، أداة ضغط على السلطة حتى تحفظ مقامك، وهو ما أثبته وزير الداخلية حين تحدّث عن الضمانات والمعاملة الحسنة والرعاية الطبية المتميّزة.. ولا يتوّقف الأمر عند هذا الحدّ فالحزب يوفّر للقيادي كلّ الدعم ويكلّف أتباعه بكتابة الرسائل والبيانات وتنظيم الحملات المطالبة بالتدخل الأجنبي لفكّ أسره بل تهبّ الكتائب من مرقدها لتصنع سردية البطل/ضحية النظام القمعي. وأن تكون للقياديّ زوجة ناشطة وبليغة تُحكم توجيه الرأي العامّ معناه أن تكون في «قلب الحدث» يكفي أن نتذكّر الحملة التي أنجزتها زوجة نبيل القروي لتعيد بناء صورة نبيل حبيب الزواولة والمساكين. وشتّان بين من كانت زوجته تجيد اللطم والبكاء ومن كانت امرأته فاعلة تحكم التخطيط والتأثير.

ولا نحسب أنّنا بحاجة إلى إجراء المقارنة بين المعاملة الاستثنائية التي تجدها بعض القيادات السياسية وبين ما يتعرّض له بعض المنتمين إلى الأحزاب الصغرى من إهانات. فالتراتبية بين الأحزاب قائمة والتمييز بين المتهمين له قواعد.فما يلاقيه المتهم /الموقوف/ السجين من أبناء الشعب من اعتداءات وانتهاكات على يد بعض المحققين والأمنيين لا يقارن بما يعيشه المتهم «المسنود» القادر على تفعيل شبكة علاقات متى «وقع».

إنّ واقعا تسود فيه علاقات الهيمنة والتسلّط وتقوده المصالح الضيقة وتوظّف فيه شبكات مخصّصة للتلاعب بالرأي العامّ لا يمكن أن نحلم فيه بتأسيس مجتمع مساواتي وإدماجي يعامل فيه الجميع على قاعدة المساواة أمام القانون وفي القانون.
ومادمنا بعد عشرية من الزمن، لازلنا نمارس التمييز بين التونسيين على أساس الجندر والطبقة والموقع، والدين والعرق واللون والإثنية والغنى... فلا تستغرب عبارات يرددها عدد من التونسيين «صحه ليه البحيري لقى ناس وقفتلو... ينعم بأعز رعاية صحية»...



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واقع الحقوق والحريات بعد 25 جويلية
- هل تحوّل موقع المؤسسة العسكرية؟
- «صمت الدولة يقتل النساء»
- الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - أن تكون نصف مواطن/ة