أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»














المزيد.....

رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 19:26
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


بم نفسّر عزوف رئيسة الحكومة عن التواصل مع التونسيين/ات مباشرة أو من خلال حوار صحفيّ مرئي؟ وإلى متى سيستمر صمت أوّل رئيسة حكومة في العالم العربي في سياق عيل فيه صبر التونسيين؟
وكيف نقرأ صمت عدد من الوزيرات وأوّلهن وزيرة البيئة التي آثرت تفويض من تنوبها لتردّ على أسئلة المواطنين الغاضبين؟
تجد هذه الأسئلة ما يبررها في ظلّ تصوّر جديد للتدبير السياسي قوامه عقد اجتماعي يتأسس على علاقة تبادلية بين من يكون في منصب القيادة والمواطنين/ات، وهي علاقة تستوجب التفاعل المستمر: شرحا للسياسات والتصوّرات وتبريرا للقرارات واعتذارا عن الأخطاء متى حدثت المساءلة وقبولا بالتنحي عن الحكم متى تجاوز السياسي/ة سلطة القانون.وانطلاقا من طريقة تنظيم العلاقات تكون مطالبة رئيسة الحكومة بالتواصل مع التونسيين/ات مندرجة ضمن الحقوق التي كفلها الدستور للمواطن/ة.
لهذه الأسئلة أهميتها أيضا في نظر المتابعات للحركة النسوية التونسية إذ استطاعت فئات من التونسيات انتزاع الاعتراف بقدرتهن على مواجهة سياسات التصميت ومصادرة حرية التعبير وحرية التفكير .... ونجحن في فرض وجودهن والدفاع عن أشكال حضورهن في الفضاء العام والتعبير عن ذواتهنّ. وليس النضال النسوي من أجل تمكين النساء من مواطن صنع القرار وإدارة الشأن السياسي إلاّ شكلا من أشكال إخراج كفاءة النساء على القيادة من حيّز التعتيم والتغييب واللااعتراف إلى المرئية والاعتراف.
غير أنّ المتابع لأشكال حضور رئيسة الحكومة يلحظ هيمنة الصورة على الخطاب المتلفظ به مع أنّ من شروط تمكنّ السياسي/ة من الهيمنة على الجماهير: «الفصاحة» والمهارة التواصلية والقدرة على التحكّم في حركات الجسد أو حسن توظيفها لخدمة الأهداف المرجوة. وبناء على «اختيار» هذه الطريقة في عرض الذات كان تركيز وسائل الإعلام والمحللين وسائر التونسيين على صورة رئيسة الحكومة في «حلّها وترحالها» داخليا: بين القصرين، وخارجيا في المؤترات واللقاءات الخاصة وغيرها. ولئن أبدت هذه الصورة حركة رئيسة الحكومة الحثيثة، أي فاعليتها فإنّ تغييب فحوى الحوارات والخطاب المسموع حوّل الأنظار إلى جسد الرئيسة فكان الاهتمام بالنظارات والحقيبة والحذاء والأناقة والبسمة و... وهو اهتمام أفضى إلى تحديد الطبقة التي تنتمي إليها السيّدة بودن. فكان أن هلّلت أغلبهنّ «بالفيانة والذخامة» class و... بينما ازداد حنق البعض على «علامات البذخ» في سياق تجاوزنا فيه «أبهة الملك» ليغدو الصراع الطبقي سمة بارزة في بنية العلاقات.
تتعدّد إمكانات تأويل الصمت فقد يعبّر الصمت عن تجاهل واستعلاء وترتيب للأولويات إذ أن المطلوب هو العمل لا الاهتمام بالظهور الإعلامي والهيئة والثرثرة، خاصة إذا كانت مع إعلاميين يبحثون عن «البوز» ويتطاولون على مقامات الناس ولا يتقنون المحاورة. وهنا يكون عزوف السيدة بودن تعففا وشكلا من أشكال تحصين الذات.
وقد يكون الصمت «تصميتا» من قبل السياسي «الأب المحافظ» الذي خبر «تلاعب الإعلام» ونوايا «إعلام العار» والخصوم الأعداء فأراد حماية صاحبة التجربة الفتية من التشويه والتحقير و... سيما وأنّ علاقة عدد من الإعلاميين برجال السياسية والأعمال لا مرية فيها.وانطلاقا من هذه الرؤية البطريكية يكون التصميت تكتيكا يحمي فيه القويّ الضعيف، وصاحب الخبرة، الفتيّ الوافد على السياسية من جهة، ويكون الصمت عن الكلام عقابا للإعلاميين ، من جهة أخرى.
ولئن عنّ لبعضهم التندر بـ«الجنس الناعم والصامت» فإنّ أداء الوزيرات على مستوى التواصل متفاوت فمنهنّ من تحرص على مدّ المواطنين بالمعلومة وتتولّى يوميا شرح القرارات وتتحاور مع مختلف وسائل الإعلام (كوزيرة المرأة)، ومنهن من تتوارى عن الأنظار (كوزيرة البيئة...) وكذا الأمر بالنسبة إلى سائر الوزراء.
والظاهر أنّ توجّها عاما لدى حكومة السيّدة بودن هو كثرة العمل وقلّة الحديث ولكن أنّى للتونسيين أن يتكيّفوا مع هذا الوضع وهم الذين عاشوا طيلة سنوات على الضجيج والثرثرة والعراك والشتم والكذب والمراوغة...؟
وكيف لمن آمن بثقافة المواطنة والحقوق والحريات أن يتأقلم مع الصمت الممنهج وفرض علاقات القوّة على مستوى الإخبار؟
وأنّى للنسويات المدافعات عن أهليّة المرأة لرئاسة الحكومة والجمهورية والمراقبات لأداء وزيرة الخارجية الليبية نجلاء منقوش أن يرضين بأداء امرأة تجرّنا إلى الحكم عليها من خلال الظاهر؟
وبما أنّنا في سياق حملات مناهضة العنف ضد النساء فإننا نودّ من رئيسة الحكومة أن «تكسر حاجز الصمت فتنطق ولو لمرّة واحدة.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور
- مُدّوا الأيادي واضربوهنّ


المزيد.....




- أول امرأة ترأس شبكة DW - انتخاب باربارا ماسينغ مديرة عامة جد ...
- اليوم العالمي للاجئين: سودانيات بين الاغتصاب والاستغلال في ل ...
- علماء يعيدون تشكيل وجه امرأة عمرها 10500 عام باستخدام الحمض ...
- كانت على عمق 30 مترًا.. هكذا تم إنقاذ امرأة فُقدت لأيام في و ...
- اعتذار متأخر لأمي: عن البؤس كيف يصير وصمة عار
- ليس مجرد مشكلة إنجابية!.. العقم لدى النساء قد يكون جرس إنذار ...
- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - امال قرامي - رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»