أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود














المزيد.....

الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 7096 - 2021 / 12 / 4 - 00:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يصرّ عدد من الدارسين في العلوم السياسية على أنّ تحليل طبيعة نظام الحكم ومسار حيازة السلطة وأشكال إدارة الشأن السياسي لا يجب أن يقتصر على وضع السياسي في مركز الاهتمام ودراسة طموحات وتصوّراته وأهدافه، بل يجب أن يأخذ بعين الاعتبار مواقع الأحزاب المعارضة ومواقفها وتصوراتها ومصالحها. وهذا يعني أنّ على رئيس الجمهورية/السلطة التنفيذية أن يُنصت ويتفاعل مع الأصوات التي تعبّر عن مخاوفها من الانزياح عن المسار الديمقراطي أو تلك المنتقدة لـ«ضبابية» المسار أو لخروجه عن التقاليد المتعارف عليها في النظم السياسية المعاصرة. والرئيس إذ يعير انتباها للفاعليين السياسيين فيعدّل تصوراته ويراجع مواقفه يقيم الدليل على أنّه يؤمن بالأسس المنظمة للعقد بين من يتولى السلطة وإدارة شؤون المواطنين ومن ينتفع بهذه الخدمات ولعلّ أهمّ هذه الأسس: التشاركية وتقدير ما يرد من ملاحظات نقدية والعمل بها واحترام حريّة التعبير فعليا لا شكليا.
غير أنّ المتابع للخطاب السياسي «القيسيّ» ينتبه إلى أنّه معبّر عن حالة توتّر دائم باتت تشكّل ثابتا من ثوابت»الخطاب وكأنّ الشغل الشاغل للرئيس هو الردّ على الخصوم والدخول في صراع مع الآخر والتهديد بنفي أو استبعاد كلّ معارض لسياساته. ولاشكّ أنّ تواتر مثل هذه الخطابات الانفعالية مثير للتساؤلات . فهل أنّ الشعب حاضر من خلال الاستدلال على وجاهة التصورات(إرادة الشعب) وغائب في مضمون الرسائل التي يوجّهها الرئيس لخصومه ؟ وهل أنّ تعميم الاتهام بالفساد واللاوطنية والقصور الذهني... هو استراتيجية تهدف إلى إقناع المتلقين للخطاب بأنّه لا مخرج إلاّ بنسف كلّ الأحزاب القديمة/الملوّثة وبناء أرضية جديدة تسمح بولادة فاعلين مختلفين و«طاهرين»؟

يبدو الرئيس غير مؤمن بالتشاركية والإدماج وغير راغب في التفاعل مع كلّ التونسيين/ات من موقع المستجيب لمطالبهم الأساسية (الإصلاح الشامل، تحسين الخدمات، توفير مواطن الشغل، ترسيخ المحاسبة والمساءلة ومقاومة الإفلات من العقاب و...)بل يظل مصرّا على أن يتعامل مع التونسيين باعتبارهم الطرف الشاهد على معاناة الرئيس وصراعه مع الفاسدين والداعم والمؤازر لما يراه السياسي ويقرّره ويطمح فيه. فهو الأب الراعي العليم بمصلحة شعبه/أبنائه. ولكن ماذا لو تمرّد الشعب على هذا التصوّر وأعلن العصيان والخروج من هذا الوضع السكونيّ والتقبّل السلبيّ؟
لاشكّ أنّ تمثّل كلّ الأحزاب على أنّها سبب البلاء وتسييجها ضمن دائرة انتهاء الصلوحية وفقدان الشرعية والفاعلية لا يعبّر عن مواكبة للدراسات السياسية الأخيرة التي انكبت على سدّ فراغ في الأدبيات السياسية ظهر في إنتاج النظريات التي تولي أهميّة للأحزاب المعارضة وأدوارها وتعثّرها و... كما أنّ هذا التصوّر لا يعكس الواقع السياسي التونسي. فحدث 25 جويلية جعل بعض قيادات الأحزاب تعترف بأخطائها أو تعدّل خطابها وسلوكها أو تختار الاستنجاد بالخارج في مقابل أحزاب لم يعد يسمع لها صوت بفعل الصدمة أو رغبة في انتظار ما سيؤول إليه الأمر. أمّا الحزب الدستوري فإنّه تطور في أساليب عمله وتموقع باعتباره حزبا معارضا قادرا على الفعل والصمود ومواجهة الفكرة بالفكرة والتأويل القانوني بالتأويل القانوني المغاير...وهو ما يثبت أنّ هوية الأحزاب المعارضة(ديمقراطية/غير ديمقراطية...) ووظائفها(الضغط، التجييش...) وأشكال أدائها(قوي/ضعيف) ومواقعها ومساراتها (متطورة/متكلسة)وسلطتها متنوعة ومتفاوتة الأمر الذي يفضي إلى التصنيف وفق تراتبية مغايرة لما كان عليه الأمر قبل 25 جويلية، والتأكيد على الدينامكية الجديدة التي نعاينها على مستوى الحضور والفعل وعلاقات القوة وموازينها ضمن مشهد تعقد فيه الإيلافات مع فاعلين آخرين في المجتمع المدني لهم موقعهم.
إنّ الإصرار على تغيير المشهد السياسي بطمس هوية جميع الفاعلين فيه حوّل عددا من الأحزاب من موقع الأحزاب الحاكمة إلى موقع المعارضة كما أنّ إلغاء كلّ علاقة بين السلطة التنفيذية والأحزاب جعل الهوّة بين هذه الأطراف تتسع يوما بعد آخر وأبان، في الوقت ذاته، عن عجز المعارضة عن تخطي هذه العقبة. ولكن أنّى لها أن تبني علاقة جديدة والرئيس غير مكترث لوجودها وغير مؤمن بوظائفها.
ولسان حاله يردّد:
وإذا أتــــتك مذمتي من نـــــاقصٍ ......... فهي الشــــهادةُ لي بأني كامــلُ



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيسة الحكومة من «صمت القصور» إلى «كسر حاجز الصمت»
- «شهادة للتاريخ» عن الخروج من التاريخ
- في أشكال الردّ على العنف الممارس في الفضاء المدرسي
- التونسيون وخطاب الكراهية
- يوتوبيا «الشعب يريد»
- رئيسة الحكومة ومسار الاختبارات
- هل ما زالت فسحة من الأمل ؟
- رئيسة الحكومة التونسية بين المفعولية والفاعلية
- لِم العجلة؟ في التأنّي السلامة
- مواقف القيادات «الجهادية» من «خروج » النهضة من الحكم
- الإسلاميون: من «الصعود» إلى سدّة الحكم إلى «الهزيمة»
- تونس ما بعد 25 جويلية ومسار الاختبارات
- المحلّلون بين ادّعاء الفهم وتهافت الخطاب
- حيوات الأفغانيات مهمّة
- حقوق النساء التونسيات بعد إجراءات 25 جويلية 2021
- الإرادة السياسية والإرادة المواطنية
- تونس بعد 25 جويليّة وانطلاق ورشات التفكير
- تحليل اخباري: وقفة تأمّل في حدث هزّ البلاد
- السياسة من منظور الأمثال الشعبيّة
- أزمة كوفيد 19 تكشف المستور


المزيد.....




- الانتخابات الأوروبية في مرمى نيران التدخل الأجنبي المستمر
- أمريكا كانت على علم بالمقترح الذي وافقت عليه حماس.. هل تم -ا ...
- اتحاد القبائل العربية في سيناء.. بيان الاتحاد حول رفح يثير ج ...
- لماذا تشترط واشنطن على الرياض التطبيع مع إسرائيل قبل توقيع م ...
- -الولايات المتحدة تفعل بالضبط ما تطلب من إسرائيل ألا تفعله-- ...
- بعد قرنين.. سيمفونية بيتهوفن التاسعة تعرض بصيغتها الأصلية في ...
- السفارة الروسية: قرار برلين بحظر رفع الأعلام الروسية يومي 8 ...
- قديروف: لا يوجد بديل لبوتين في روسيا
- وزير إسرائيلي يطالب باحتلال رفح والاستحواذ الكامل على محور ف ...
- مسؤول في حماس: محادثات القاهرة -فرصة أخيرة- لإسرائيل لاستعاد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الأحزاب المعارضة وأزمة إثبات الوجود