أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 37














المزيد.....

جسر اللَّوْز 37


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7123 - 2021 / 12 / 31 - 02:42
المحور: الادب والفن
    


أعتقد أن الكثير من الناس قد مرّ بتلك المرحلة أو سيمر بها قريباً، حيث تنقلب وتتبدل وتتغير فيها جملة العواطف والأفكار والمفاهيم والرؤى والمعتقدات ومعاني الرموز. ما كنا نراه في الماضي رائعاً وجديراً بالاحترام نراه لاحقاً ـ حين ننضج ـ قبيحاً لا يستحق إمعان تفكيرنا وإعجابنا، أو العكس طبعاً. يحدث أحياناً أن نُعجب حتى البكاء بمناضل سياسي يحمل العصا في مرحلة ما ثم نرفضه ونحتقره في مرحل لاحقة حين نراه يمتطي بندقية.
لا أعتقد أن هناك من يختلف معي في نظرتي هذه.
وهذا ما حدث معي في نظرتي إلى إيمان.
خلال انشغالي بها بعد موتها صارت رؤيتي إليها ثلاثية البعد، أكثر عمقاً، في السابق كانت ثنائية البعد، سطحية غبية. مع الأيام تخلصت من تأثير خيوطها العنكبونتية. صرت أرى في شخصها ما لم أكن أرغب سابقاً في رؤيته.
اكتشفت أن المرأة كائن مقرف ولا أقصد كل إمرأة ..
الرجل كائن مقرف أيضاً ولا أقصد كل رجل.
المرأة التي تعمل أعضاؤها بشكل طبيعي لا تتنقل بين شتلات الذرة الحاملة للعرانيس الشهية بطريقة فوضوية.
والرجل أيضاً، الرجل الذي تعمل أعضاؤه بشكل سليم لا يتنقل بين شتلات البندورة المثمرة الشهية اعتباطياً.
اليوم لم أعد أشعر بالتعاطف مع إيمان أبداً، تحررت منها.
رميت كتابها ـ الذي تمنيت أن أحتفظ به ذات يوم حتى الممات ـ إلى موقد النار كي يتحول إلى رماد لا قيمة له.
لم يخطئ ماهر، زوجها الأول، حين نصحها بالتوقف عن محاولات الكتابة كي لا يسخر الآخرون منها.
إيمان غير قادرة على الكتابة حقاً، كتاباتها لا تستحق القراءة، نصوصها سطحية غير مكتملة، قصصها غير قابلة للنشر.
أحد العاميلن في دور النشر الرخيصة هو من تبنى طباعة كتابها كعربون سلام معها بعد أن قضى وطره منها.
إيمان تكتب وكأن ثمة مكابس هيدروليكية تضغط على رأسها بغية تشكيله، الكلمات لا تنبع من خلاياها بل من إكراه القلم أو لوحة المفاتيح على الكتابة، لعلها أرادت أن توجه رسالة لمن لم يثق بها "ها أنا قد كتبت".
إيمان خانت زوجها الأول ـ بموافقته ـ مع حبيب سابق لها، وضعت زوجها تحت خط النار، ما زال حائراً إن كان الولد منه أم من حبيبها السابق، وهذا ما كان يدفعه لنيكها الحاقد ـ برضاها ـ من مؤخرتها بشكل يومي انتقاماً منها كمن يمارس العادة السرية انتقاماً من النساء اللواتي لا يستطيع أن يلتقيهن في الواقع.
حين التقينا في محطة القطار لأول مرة اِلتهمتني ...
ولجتني من اللحظة الأولى!

يتبع



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسر اللَّوْز 36
- جسر اللَّوْز 35
- جسر اللَّوْز 34
- جسر اللَّوْز 33
- جسر اللَّوْز 32
- جسر اللَّوْز 31
- جسر اللَّوْز 30
- جسر اللَّوْز 28 و 29
- جسر اللَّوْز 27
- جسر اللَّوْز 26
- جسر اللَّوْز 25
- جسر اللَّوْز 24
- جسر اللَّوْز 23
- جسر اللَّوْز 22
- جسر اللَّوْز 21
- جسر اللَّوْز 20
- جسر اللَّوْز 19
- جسر اللَّوْز 18
- جسر اللَّوْز 17
- جسر اللَّوْز 16


المزيد.....




- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل
- موجة أفلام عيد الميلاد الأميركية.. رحلة سينمائية عمرها 125 ع ...
- فلسطينية ضمن قائمة أفضل 50 معلمًا على مستوى العالم.. تعرف عل ...
- أفلام الرسوم المتحركة في 2025.. عندما لم تعد الحكايات للأطفا ...
- العرض المسرحي “قبل الشمس”
- اكتمال معجم الدوحة التاريخي للغة العربية.. احتفال باللغة وال ...
- المدير التنفيذي لمعجم الدوحة: رحلة بناء ذاكرة الأمة الفكرية ...
- يعيد للعربية ذاكرتها اللغوية.. إطلاق معجم الدوحة التاريخي


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - جسر اللَّوْز 37