أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي














المزيد.....

الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 7111 - 2021 / 12 / 19 - 23:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فكرة الله، ومن يوم يومها، صناعة ومنتج كهنوتي-سياسي مصممة "خص نص" لضبط القطعان والمجاميع البشرية والتحكم بها، عن بعد، والسيطرة عليها...وليس علينا أن ننسى، البتة، ان الملوك والفراعنة والحكام القدماء كانوا يجمعون صفة الالوهية مع الصفات الدنيوية...وقد بدأت السلطات السياسية عملياً من خلال السلطات والشخصيات الدينية، وكان الزعيم الديني هو نفسه الزعيم السياسي، وكانت فكرة الألوهية "السوبر باور" الـ (Super Power) الخارقة تهدف أساساً، لخلق، وزرع، سلطة ذهنية، وقوة عليا خفية وفوقية رقابية ووصائية غير مرئية، مهمتها وعملها أن تراقب وتتابع وتعلم بكل شيء، ومن هنا أتت الأسماء الحسنى كالقادر والعليم والبصير (كاميرا) والسميع والمهيمن (السيطرة السياسية)، الجبار القوي والخبير، حتى ما خفي بالصدور يدركه، يعني وأنت نائم وتحلم فإن هذه القوة الاستخباراتية المرعبة تعلم ما يدور في خلدك لاسيما لجهة الولاء وعبادة الخلفاء وممثلي ووكلاء الله على الأرض وهو بذلك، -أي الله- وضمن هذا التصور، يكون أقوى جهاز استخبارات رقابي معروف يخدم الكهنوت السياسي-ديني ويرعبون ويرهبون به الناس كما تفعل الأجهزة الامنية القمعية بالدول الاستبدادية ويوطد سلطته الارضية ويدعمها ويملك أسلحة متطورة جداً لمراقبة الناس وتتبع حركاتهم لدرجة معرفة خبايا واسبار تفكيرهم وما يعتمل في صدورهم وما اطلقوا عليه اسم الشيطان والوسواس الخناس وهي، حقيقة، مجموعة الهواجس والمخاوف والأوهام والقلق والوسواس القهري الذي يعاني منه الإنسان بفعل وبسبب الظلم والقهر والجوع والفقر وما يتملكه من إحباطات وإخفاقات وقصور وفشل وعجز في معظم الأحيان، لذلك يستبعد فوراً الشكوك وسوء الظنون "الآثمة" بالحكام، لإدراكه بأن "الله" سيعلم ذلك فوراً وسوف يعاقبه عليه، فـ"يستغفر ربه"، ويعلن الطاعة، ويركه ويسجد، ويتبرأ من كل ما ينتابه من تحد وتمرد ورفض للكهنوت السياسي القائم المرتبط ارتباطا عضوياً بالجهاز الخفي الفوقي الوصائي المقدس الجالس في مكتبه (على العرش) يسجل ككاميرا (البصير)، ويقوم بمراقبة كل شيء بدقة، ولديه مساعدون يدونون له كل الآثام والخطايا كما الذنوب والحسنات التي يفعلها المرء، تمهيداً ليوم الحساب (التحقيق الأمني)، الذي غالباً ما يكون عسيراً، بعد جلسة تحقيق أولية يقوم بهما "العرفاء" والمحققان (أنكر ونكير)، حالما يتم القبض على "الكائن" الحي، وتوقيفه، وإيداعه "القبر (زنزانة الخلود) والاعتقال المؤقت قبل نقله للسجن المركزي (الكائن بالسماء)، بعد الاطلاع على إضبارة "المعتقل" ، حيث يتم التحقيق معه وتسجيل وأخذ أقواله وكتابة الضبط ورفعه لـ"مدير الإدارة الأمنية" الكونية، في السماء السابعة، كي يصدر القرار النهائي بشأنه، ومدة محكوميته وأين سيتم إيداعه بشكل نهائي..

ولتبيان مدى ارتباط الحكام بهذا الإله، فحين يأتي على "طاري" وذكر الخليفة ورجل الدين وولي الله والزعيم السياسي والملك والسلطان والأمير، فعليك ذكره بطقوس من الورع والخشوع والدعاء والابتهال والتضرع، وسرعان ما يستنفر ويهستر "المؤمن" ويقول لك أستغفر الله العظيم وأعوذ بالله من الشيطان الرجيم مخافة أن يذكرهم بسوء، لأن الله ووكلاءه سيعلمون بجحوده، ونواياه الخبيثة، ومن هنا كان الإصرار والإلحاح بالأديان على طاعة أولي الأمر منكم، أما نوعية الأسلحة، التي يملكها هذا الجهاز الاستخباراتي الأخطبوطي الفضائي الكبير والعملاق، فهي ليست سوى شوية أساطير وخزعبلات وأراجيف وشعوذات بشرية والتقريع بالإرهاب والتلويح بالحساب والعقاب ....

وبالمقابل فإن اكثر الأنظمة استبداداً وفجوراً وقهرا للناس وظلما لهم هي التي كانت ولا تزال أكثر ما تربط نفسها بالآلهة وتتحدث باسمها وتعلن تمثيلها لها وهي الانظمة "المحافظة" والرجعية التي تزعم تعلقها وولاءها للآلهة و"رسالاتها" ومحاربة ومطاردة " المشركين والكفار" والمفكرين الذين يشكلون خطرا جسيما على الانظمة وعلى الله...



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفارقات إيمانية: خضال المشركين وخصال المؤمنين
- لماذا لا ينسحب المحتلون العرب المسلمون لحدود العام 635 م؟
- البوتينية: وراثة الاستبداد
- التطبيع مع سوريا: طابخ السم ذائقه
- العروبة: إحدى درجات الإسلام السياسي
- البحث عن وطن جميل وجديد
- حظر وتجريم التعليم الديني
- هل جورج قرداحي علوي؟
- تسونامي القرداحي: انحسار المد العروبي
- انقلاب السودان: من شابه أسياده فما ظلم
- أضواء على حلقة تدمر الشهيرة من برنامج الاتجاه المعاكس
- الديكتاتوريات الهشة: ديمقراطية مرشد الإخوان
- نشأة -الإسلاموفوبيا-: لماذا تخاف البشرية من الإسلام؟
- مدخل لفهم مسألة وأزمة الأقليات
- بعمركم لن تفلحوا بشيء ولن تساووا اليشر:
- الاسلام مرض عقلي
- ضيعة تشرين في ذكرى ما تسمى ب-حرب تشرين-
- سوريا: تدمير التراث النصيري العلوي
- سوريا: أوهام القوة الفارغة
- تقليم مخالب الإخوان المسلمين


المزيد.....




- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نضال نعيسة - الله كأقوى جهاز مخابرات كوني خفي