|
ثرثرة فلسفية _ بين العلم والحكاية
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7108 - 2021 / 12 / 16 - 19:26
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
( ومقترح أولي لحل المشكلة اللغوية )
هل توجد علاقة مباشرة ، أو غير مباشرة ، بين العلم والفلسفة ؟ هل توجد فلسفة عربية ؟ وهل يوجد فلاسفة عرب ؟ هذه الأسئلة سوف تكون محور هذا النص _ الحوار المفتوح . أعرف كيف بدأت ، ولا أعرف كيف سننتهي . 1 قبل حوالي عشرين سنة بدأت كتابة " ثرثرة من الداخل " ، وقبلها سنة 1998 تبلور اهتمامي الحقيقي بالزمن ، وخاصة العلاقة بين الماضي والمستقبل ، ثم الحاضر لاحقا . يمكنني القول بثقة ، ونحن على أبواب سنة جديدة 2022 ، أنني توصلت إلى نتائج صادمة ، وحاسمة ، لا يمكن لعاقل _ة أن يتجاهلها . المقصود بشكل محدد ، الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . .... المشكلة اللغوية بدلالة الزمن المشكلة اللغوية نوعين ، الأول خاص بلغة محددة مثل العربية أو غيرها ، والثاني مشكلة مشتركة بين مختلف اللغات . توجد مشكلة لغوية خاصة بالعربية ، بين الزمن والوقت والزمان . وهي تشبه العلاقة بين البيت والدار والمنزل ، أو السيف والمهند والحسام ، وغيرها من المترادفات الشائعة في العربية . الوقت والزمن والزمان واحد ، ولا يمكن تقسيمها إلى اثنين أو ثلاثة . وهذا الخطأ الأول ، على القارئ _ة أن يصحح موقفه العقلي ، أو أعتذر لن يمكنه فهم العلاقة بين الحياة والزمن خاصة . النوع الثاني من المشكلة اللغوية ، وهو الأسوأ ، مشترك بين مختلف اللغات ، ويتمثل بالعلاقة بين الحياة والزمن . الحياة والزمن اثنان ، لا يمكن اختصارهما إلى الواحد مطلقا . أيضا هذه الفكرة ، عتبة لفهم ما سيأتي . 2 هل توجد فلسفة عربية أو إسلامية ؟ بحسب معرفتي الجواب بسيط ، وحاسم : لا . هل توجد فلسفة خاصة بلغة معينة مثل الإنكليزية أو الفرنسية وغيرها ؟ نعم ، بوضوح . مثال الفلسفة الألمانية ، هي الأهم في القرنين السابقين ، على مستوى العالم كما اعتقد . بالطبع هذا رأي شخصي ، ويمكن تغييره عبر الحوار أو ، بعدما أصل إلى النضج الفلسفي مثلا . .... لماذا لا توجد فلسفة عربية أو إسلامية ؟ أعتقد أن السبب مزدوج ثقافي وديني ، يتمثل بالعربية كلغة والإسلام كدين . 3 هل يوجد فلاسفة عرب ؟ جوابي البسيط نعم . مثلا سعيد ناشيد ، صديقي على الفيس ، اعتقد أنه فيلسوف عربي . وغيرهم كثر ، مثلا يمنى طريف الخولي . علي حرب ، برأيي هو مفكر ، لا أعرف إن كان يحقق صفة الفيلسوف . جورج طرابيشي أحد اهم أساتذتي ، لم نلتقي خلال حياته للأسف ، لا أعتقد أنه يمثل الفيلسوف . باختصار شديد ، ثلاثي الشعر العربي : أدونيس والماغوط وانسي الحاج مثال يختصر ، الكثير من الجهد والغموض أيضا . يمثل الماغوط شاعر الموهبة الاستثنائي . وأنسي الحاج الشاعر الفيلسوف . وادونيس الشاعر المفكر . 4 فكرت ، بعرض أمثلة مع الأسماء ، كما كنت افعل خلال الثرثرة ( الأولى ) ، ثم ألغيت الفكرة نهائيا . .... انتهت تجربة ( ثرثرة من الداخل ) بشكل تراجيدي ، مثل العادة . عناوين المجموعات الشعرية ، يعطي صورة تقريبية وكافية : 1 _ أشباه العزلة 1994 . 2 _ نحن لا نتبادل الكلام 1998 _ 2002 . 3 _ بيتنا 2006 . والنتيجة دمار بيتي ، وعائلتي ، وحياتي بالمجل خلال 50 سنة الأولى ... 5 الدرس البوذي الأهم كما أعتقد ، هو مشترك مع بقية مدارس التنوير الروحي ، كل حدث هو مزدوج بطبيعته : فرصة ومحنة معا . وتتعلق النتيجة بالخيارات الإنسانية ، ليتحول بعدها إلى فرصة تقرب الانسان من النضج واليقظة ( التنوير بالتعبير البوذي ) أو من الغضب والجهل . .... سنة 2010 اكتملت سلسلة الانهيارات في حياتي . بعمر الخمسين . .... بداية سنة 2018 ، وبطريقة تشبه الحلم ، فهمت أن اتجاه حركة الزمن تبدأ من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر . وبعدها ، تدريجيا تكشفت الجدلية العكسية بين الحياة والزمن . 6 الماضي عبء وعطالة غالبا ، وخبرة أحيانا . الماضي والمستقبل نقيضان . لكن المشكلة اللغوية تتضخم بشكل سرطاني ، خلال العلاقة بين الحياة والزمن خاصة . ماضي الحياة وماضي الزمن نقيضان _ متشابهان ؟! والعكس صحيح أيضا ، مستقبل الزمن ومستقبل الحياة نقيضان . والمفارقة الكبرى أن ماضي الحياة ومستقبل الزمن يتطابقان ، والعكس صحيح أيضا ، مستقبل الحياة وماضي الزمن يندمجان بالعمر الفردي . وهذه النتيجة تمثل مشكلة معرفية جديدة ، مع أنها ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . بكلمات أخرى ، الماضي الجديد ، والمستقبل القديم ، والحاضر أو الحضور ، متلازمة وربما مترادفات أو تسمية لفكرة وخبرة واحدة . .... يمكن فهم العلاقة بين الأزمنة الحقيقية ، الثلاثة ، الماضي والحاضر والمستقبل بدلالة ( قبل _ بعد ) المزدوجة بين الحياة والزمن . التسلسل الزمني يبدأ من المستقبل ( قبل الحاضر ) ، إلى الحاضر ( الآن ) ، ثم الماضي ( بعد ) ... بالعكس تماما ، من تسلسل الحياة ، حيث الماضي ( قبل الحضور ) إلى ( الآن ) ، ثم المستقبل ( بعد ) . أعتقد أن المشكلة اللغوية تكشفت بالفعل ، حيث ماضي الحياة يمثل البداية _ وعلى النقيض من ماضي الزمن ، حيث المستقبل هو البداية . والنهاية مزدوجة عكسية بينهما أيضا . ربما يكون بمقدور الذكاء الاصطناعي أن يحل المشكلة خلال هذا القرن ، وربما أسرع مما نتصور . 7 حل أولي للمشكلة اللغوية ( مسودة أولى )
يوجد مثال معروف ، يوضح المشكلة اللغة مع كيفية حلها أيضا : صف تلاميذ صغار ، فيه عدد منهم يحملون نفس الاسم ونفس اسم الأب والكنية أحيانا . تجد المعلمة ( أو المعلم ) نفسها مجبرة على التمييز بينهم : 1 _ حل 1 ، التمييز بواسطة اسم الأم . 2 _ حل 2 ، التمييز بواسطة اسم الجد . 3 _ حل 3 ، التمييز بواسطة الحارة والمسكن . 4 _ التمييز ، بواسطة صفة جسدية ( الطويل ، الأسمر ، النحيل ..) . 5 _ توجد طرق عديدة ، متنوعة ، ومتشابهة أيضا ( تعتمد على الحل السريع والمؤقت ) . .... يمكن استخدام هذا الحل ، للتعامل السريع مع المشكلة اللغوية . توجد أربعة أنواع ، على الأقل من الماضي مثلا : 1 _ الماضي الزمني . 2 _ الماضي الحي أو ماضي الحياة . 3 _ الماضي المكاني . 4 _ الماضي العام ، أو الشخصي . المشكلة الأساسية ، هي بين ماضي الزمن وماضي الحياة . ( نفس الأمر بالنسبة للمستقبل ، لكن بشكل معكوس ) وأما الحاضر ، وهنا مفارقة جميلة ، فهو متشابه ، ومشترك بين الحياة والزمن ، ويمثل المرحلة الثانية لكل منهما . .... أولا ، على القارئ _ة تغيير الموقف العقلي الموروث ، المشترك والخطأ ، حيث يعتبر في الثقافة _ العالمية والعربية _ أن سهم الزمن هو نفسه سهم الحياة أو ينطبق عليه وأنهما بنفس الاتجاه ، وينطلق سهم الزمن أيضا من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . ( من خلال الملاحظة المباشرة ، مع التركيز ، يمكن اختبار ذلك الخطأ ) .... الحل الصحيح والمتكامل للمشكلة اللغوية ، يحتاج إلى إضافة كلمات جديدة ( أسماء جديدة بالنسبة للمثال السابق ، بعدد الطلاب + 1 على الأقل ) . .... ملخص المشكلة اللغوية :
ثنائية الزمن والحياة ، يمكن ادراكها بشكل مباشر عبر التبصر الذاتي والتركيز ... خلال قراءتك الآن ، تحدث مفارقة تتضمن حركة مزدوجة : حيث أن فعل القراءة يتجه إلى الماضي ، ويبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، بينما أنت وأنا وبقية الأحياء نبقى في الحاضر وحتى نهاية العمر . وهذه الحركة المزدوجة ، والمتعاكسة بين الحاضر والحضور ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط . حيث الحاضر ( الزمني ) ويتمثل بالأحداث والأفعال بلا استثناء ، يتحرك في اتجاه الماضي الأبعد ، ثم الأبعد . ( يمكن الاستنتاج بسهولة ، منطقيا وتجريبيا ، أن مصدر الزمن أو الوقت الغد والمستقبل ، واتجاهه إلى الماضي ، عبر الحاضر ) بينما الحضور ( الحي ) ويتمثل بالذات أو الفاعل الحي ، يبقى في الحاضر حتى نهاية العمر . ( أيضا يمكن الاستنتاج ، والتأكد ، بشكل منطقي وتجريبي أن مصدر الحياة من الماضي ، وتتجه إلى المستقبل الأبعد ، ثم الأبعد ) . .... أعتذر من القارئ _ة المتابع ، عن تكرار هذه الفكرة ، التي يصعب على الكثيرين فهمها كما يبدو ! بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، تتكشف المشكلة اللغوية بالكامل . كيف يكون المستقبل بداية والماضي نهاية ؟ لا أعرف . هذه مشكلة أخرى وجديدة . بالنسبة للحياة ، الحركة والاتجاه لا خلاف حولهما : الماضي هو البداية ، والحاضر المرحلة الثانية ، والمستقبل النهاية . لكن العكس بالنسبة للزمن : المستقبل هو البداية ، والحاضر المرحلة الثانية ، والماضي النهاية . كيف يمكن فهم الفقرتين أعلاه ؟! لا أعرف . هي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . وفي أي نقطة فوق سطح الأرض . .... أعتقد أن وضع القارئ _ة والكاتب مع هذه المشكلة ، يشبه وضع غاليلي مع نفسه ومحاكم التفتيش . ربما تكون المشكلة أكبر ، اليوم ! هنا اللغة نفسها هي المشكلة الأولى ، وليست فقط جزءا من المشكلة . بالطبع ليست مشكلة اللغة العربية وحدها . يوجد فرض عام ، في مختلف اللغات أن الماضي يمثل البداية والمرحلة الأولى للزمن أيضا . والمستقبل يمثل المرحلة الثالثة بعد الحاضر والماضي ، وهذا خطأ ظاهر للحواس ويقبل الاختبار . .... أكرر الاعتراف : لا أعرف كيف يمكن حل هذه المشكلة . .... ربما يكون حل المشكلة اللغوية ، بالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من الزمن والواقع بصورة عامة ؟! تشبه المشكلة اللغوية ، الوضع في تونس والكويت ، حيث الاسم نفسه يطلق على الدولة والعاصمة . أو اسم واحد يطلق على الجزء والكل معا . أتصور ، أن المشكلة اللغوية على هذا المستوى مفهومة . لكن على مستوى العلاقة مع الزمن والحياة والمكان ، لا أعتقد أن الحل يمكن أن يكون فرديا في أي لغة أو ثقافة . بل يحتاج إلى تعاون ثقافي دولي ، على مستوى العالم . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثرثرة فلسفية
-
العلاقة بين الحياة والزمن
-
التفكير الصحيح ، مثال تطبيقي
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
ما هو الواقع ، تكملة
-
ما هو الواقع ؟
-
الأولى تكملة
-
فن التفكير _ الأولى
-
كلمة أخيرة
-
تغيير الموقف العقلي _ عتبة مشتركة بين السعادة والصحة العقلية
-
دفتر 12 _ الشقاء الانساني ، تكملة وخاتمة
-
كتاب السعادة _ دفتر 11
-
علاقة غير مباشرة بين الشعور الكاذب والقانون العكسي
-
القسم الثاني _ كتاب السعادة
-
العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة السعادة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني المقدمة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني
-
كتاب السعادة _ دفتر 10
-
كتاب السعادة _ دفتر 9 تكملة
المزيد.....
-
كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم
...
-
طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة
...
-
مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
-
الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
-
ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا
...
-
بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
-
انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج
...
-
مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
-
غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
-
ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|