|
العلاقة بين الحياة والزمن
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 18:43
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
إلى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن خارج الاهتمام الثقافي ؟! ( العلمي والفلسفي خاصة ) 1 المشكلة اللغوية ، أو اللغة بوصفها المشكلة قبل أن تكون الحل ؟ ثنائية الزمن والحياة يمكن ادراكها ، وفهمها بشكل مباشر عبر التبصر الذاتي والتركيز ... خلال قراءتك تحدث مفارقة مزدوجة : يمكنك ملاحظة أن فعل القراءة يتجه إلى الماضي ، ويبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، بينما أنت باق _ ية في الحاضر وحتى نهاية العمر . وهذه الحركة المزدوجة ، والمتعاكسة بين الحاضر والحضور ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط . حيث الحاضر ( الزمني ) ويتمثل بالأحداث والأفعال بلا استثناء ، يتحرك في اتجاه الماضي الأبعد ، ثم الأبعد . ( لا تحتاج إلى ذكاء المعرفة ، المنطقية والتجريبية ، أن مصدره الغد والمستقبل ) بينما الحضور ( الحي ) ويتمثل بالفاعل أو الذات الحية ، يبقى في الحاضر حتى نهاية العمر . ( لا تحتاج إلى ذكاء أيضا ، معرفة أن مصدره من الماضي ، ويتجه إلى المستقبل الأبعد ، ثم الأبعد ) . .... أعتذر من القارئ _ة المتابع ، عن تكرار هذه الفكرة ، التي يصعب على الكثيرين فهمها كما يبدو ! بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، تبرز المشكلة اللغوية بالكامل . كيف يكون المستقبل بداية والماضي نهاية ؟ لا أعرف . هذه مشكلة أخرى وجديدة . بالنسبة للحياة ، الحركة والاتجاه لا خلاف حولهما : الماضي هو البداية ، والحاضر المرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا . لكن العكس بالنسبة للزمن : المستقبل هو البداية ، والحاضر المرحلة الثانية ، والماضي النهاية . كيف يمكن فهم الفقرتين أعلاه ؟! لا أعرف . هي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . وفي أي نقطة فوق سطح الأرض . .... أعتقد أن وضع القارئ _ة والكاتب مع هذه المشكلة ، يشبه وضع غاليلي قبل خمسمئة سنة مع القارئ _ة . لا بل ، المشكلة أكبر . هنا اللغة نفسها هي المشكلة الأولى ، وليست فقط جزءا من المشكلة . بالطبع ليست مشكلة اللغة العربية وحدها . يوجد افتراض عام ، في مختلف اللغات أن الماضي يمثل البداية والمرحلة الأولى أيضا للزمن . والمستقبل يمثل المرحلة الثالثة بعد الحاضر والماضي ، وهذا خطأ ظاهر للحواس ويقبل الاختبار . .... أكرر الاعتراف : لا أعرف كيف يمكن حل هذه المشكلة . .... ربما يكون حل المشكلة اللغوية ، بالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من الزمن والواقع بصورة عامة ؟! تشبه المشكلة اللغوية ، الوضع في تونس والكويت ، حيث الاسم نفسه يطلق على الدولة والعاصمة . أو اسم واحد يطلق على الجزء والكل معا . أتصور ، أن المشكلة اللغوية على هذا المستوى مفهومة . لكن على مستوى العلاقة مع الزمن والحياة والمكان ، لا أعتقد أن الحل يمكن أن يكون فرديا في أي لغة أو ثقافة . بل يحتاج إلى تعاون ثقافي دولي ، على مستوى العالم . 2 بعد استثناء جهدي الشخصي والمتواضع _ بحسب معرفتي _ لا توجد مقالة أو نصا ، في العربية يناقش العلاقة بين الحياة والزمن إلى اليوم 5 / 12 / 2021 . ولا توجد كتابات ونصوص تناقش مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ، في أي لغة أخرى ، كما أعتقد . وهذه الفكرة يصعب فهمها ، عداك عن تقبلها واعتبارها ممارسة طبيعية ! بعبارة ثانية ، الوضع العالمي الحالي ، الثقافي _ العلمي والفلسفي خاصة _ أسوأ من تصور أصحاب نظرية المؤامرة مرات . لا أحد معنى بالحقيقة والواقع الموضوعيين ، ولا أحد يكترث إلا في حالات شخصية وخاصة ، مؤقتة . .... فرضية جديدة وأولية ... المادة والمكان والواقع ثلاثة أو متلازمة ، لا واحد ولا اثنين ، لكن تربط بينها علاقة تتام . الواقع يمثل المستوى الثالث والنهائي ، ويتضمن المادة والمكان ، بالإضافة إلى الحياة والزمن . المكان يتضمن المادة ، بالإضافة إلى بعدين آخرين الصفر واللانهاية . والمادة أخيرا أو المستوى الأولي ، مع انها ثلاثية البعد ( طول وعرض وارتفاع أو عمق ) تمثل الوحدة الأساسية والمشتركة بين المكان والواقع . .... سوف أناقش الفقرتين أعلاه بشكل محايد ، أو اقرب ما يمكنني من الموضوعية . 2 ما هي العلاقة بين الحياة والزمن : نوعها وطبيعتها ومراحلها ؟ الموقف الثقافي السائد ، المشترك ، والموروث يعتبر أن اتجاه حركة الزمن هي نفسها اتجاه حركة الحياة : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . أعتقد أن هذا الموقف خطأ ،بالكامل . وهو مصدر حالة التشويش ، والطيش العلمي والفلسفي ، والذي يختلط بالعبث خلال القرن الماضي . وربما يستمر طوال هذا القرن ، وبعده أيضا ؟! 3 ثلاثة أسئلة تعطي صورة جيدة ، وجديدة ، عن الواقع : 1 _ ما هو الزمن الحقيقي لليوم الحالي ، بالنسبة للقارئ _ة ؟ 2 _ العمر الفردي ، عمرك مثلا : هل يتزايد أم يتناقص ؟ 3 _ قبل ولادة الفرد أين يكون ، وأثره بعد الموت ؟ .... السؤال الأول بسيط ، وواضح . ومشكلته تتمثل بتعذر الحل قبل ، تغيير طريقة التفكير التقليدية . أو بواسطة التفكير من خارج الصندوق ، يتكشف الحل بسهولة ويسر . بالنسبة لك أنت القارئ _ة : السؤال ثلاثي البعد ، ويتطلب نمطا من التفكير المنفتح والمرن . قبل ولادتك جميع أيامك كانت في المستقبل . وبعد موتك جميع أيامك تصير في الماضي . بينهما ، بقية الأيام في الحاضر . .... والجواب الموضوعي ، بالنسبة لأي يوم جديد : يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء . ويمثل المستقبل بالنسبة لمن لم يولدوا بعد . ويمثل الماضي بالنسبة للموتى . .... السؤال الثاني أكثر صعوبة ، العمر الفردي مزدوج بطبيعته . إذا قلت أنه يتزايد ، يكون جوابك نصف صحيح ونصف خطأ . نفس الأمر لو قلت أنه يتناقص . الجواب مزدوج ، ويتطلب التفكير من داخل الصندوق ومن خارجه بالتزامن . الحياة أو العمر الحقيقي ، تتزايد من الصفر إلى العمر الكامل . الزمن أو بقية العمر ، يتناقص من العمر الكامل إلى الصفر . والمشكلة بفهم السؤال وجوابه الصحيح ، تتعلق بطريقة التفكير . .... السؤال الثالث ثقافي ، ويمثل الثقافة العالمية الحالية ، في عصر أدوات التواصل الحديثة . اين يكون الانسان قبل ولادته ، وهل يزول أثره بعد الموت ؟ أقترح عليك التأمل لدقائق قليلة ، بحياتك الشخصية : قبل قرن من ولادتك أين كنت ؟ وبعد موتك ، هل سيبقى أثر لك ؟ .... هذا السؤال ، كان مشكلة شوبنهاور المزمنة ، وقد قدم الحل : بأن الحياة ليست سوى ومضة بين عدمين . الجواب شخصي في أحسن أحواله ، وربما يكون نوع من الرد على الجواب الديني . قبل ولادة الانسان يكون في وضع محير ، وأقرب إلى اللغز . تكون حياته في الماضي عبر الأسلاف ، ويكون عمره في المستقبل عبر الأيام الجديدة ( مضاعفاتها كالسنة والقرن أو أجزائها كالساعة والدقيقة ) . .... .... ما هو الواقع ؟ ( طبيعة الواقع وماهيته وحدوده ) 1 السؤال الصحيح يتضمن نصف الجواب . مثال نموذجي على السؤال الصحيح : سؤال هايدغر القرن الماضي : ما الذي تقيسه الساعة ؟ بقي بدون جواب علمي ، منطقي وتجريبي ، إلى اليوم . وهو أحد مصادر النظرية الجديدة للزمن . بالإضافة السؤال المحوري لديه ضرورة تحليل الحاضر وكيف يحضر الانسان في العالم . سؤال الواقع ما يزال بدون جواب منذ عشرات القرون ، وربما لزمن يطول كثيرا ؟! .... أعتقد أن سؤال هذا القرن ، يتمحور حول العلاقة بين الحياة والزمن : مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن : طبيعتها ، وماهيتها ، وحدودها ؟! 2 العلاقة بين العادة ونمط العيش ، بدلالة التدخين مثلا ؟ الفرق بين العادة ونمط العيش ، يشبه الفرق بين الفكر والشعور ، أو الفرق بين الحياة والزمن ، أو بين اليسار واليمين ، أو الشبه والمشترك . لا وجود منفرد لأحدها ، بالتزامن هما اثنان ، ولا يمكن اختزالهما أو إعادتهما إلى الواحد . نمط العيش يتضمن العادة بالطبع ، ولكن قد يكون العكس صحيحا أيضا ، وفي حالة الإدمان خاصة _ حيث العادة تقود نمط العيش بالكامل . وهذه المشكلة الأساسية ، والمشتركة ، في الإدمان . بصرف النظر عن نوع الإدمان ، او شخصية المدمن _ة . .... أسوأ أنواع الإدمان ، وهي غير مصنفة كذلك للأسف ، الثرثرة القهرية . الثرثار الداخلي مشترك بين جميع البشر ، لا أحد فوقه خيمة . وهو يتحول مع النضج إلى أحد اتجاهين : الثرثرة القهرية أو التفكير الشعوري الواعي والارادي . في الحالة الأولى ، وهي الغالبة _ شبه سائدة _ على المستوى العالمي لا العربي والإسلامي فقط . أنت لا تقرأ النص والفكرة ، بل الاسم . أنت لا تقرأ أو تستمع للكلام ، بل تجادل شخصا آخر . الثرثرة المزمنة والفكرة الثابتة والهوس مترادفات بطبيعتها ، لا متشابهات . .... المدخن _ة يشعر ويعتقد أنه يقوم بفعل حر ، واع وإرادي وشعوري . بينما هو على النقيض . أعرف هذا من تجربتي الشخصية ، مدة 30 سنة مع السكر والتدخين . من سنة 1980 ، حتى 2010 . .... توجد فوائد للاثنين ، السيجارة والكأس أكثر ، بلا شك . لكن ، لا يمكن مقارنتها بالأضرار والأذية الفعلية _ النفسية والعقلية . بالنسبة للشخصية السيكوباتية التدخين عادة إيجابية ، وضرورية غالبا . مثال مزدوج مباشر وشخصي ، لولا التدخين والكحول ، ربما لكنت أقدمت على الانتحار بالفعل . خاصة فترة المراهقة ، حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل خيار عقلاني ومناسب ، بالنسبة للشخصية المتوسطة أو غير الاجتماعية . هذه الأفكار ، ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي في نصوص سابقة ، منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن . .... .... ما هو الواقع ، أو الكون ، حدوده وطبيعته وماهيته ؟! ( تصور أولي أو مقترح جديد )
1 الوجود والعدم أم الوجود والزمن ؟! أعتقد أن كلا العبارتين خطأ ، وسوف أناقش هذه الفكرة لاحقا بشكل تفصيلي وموسع . الوجود والعدم كتاب سارتر ، لم أستطع الحصول عليه مترجما بعد . وأما الكتاب الثاني لهايدغر ، والذي لا يقل شهرة عن سابقه الوجود والزمن . سارتر يخرج العدم من الوجود ، ثم يقابلهما ، وهذا خطأ بالطبع . وهايدغر يخرج الزمن من الوجود ، وهو خطأ أكثر صراحة وخشونة . قرأت كتاب هايدغر ، منذ سنوات ، وقد نسيته بشكل شبه كامل . .... مقابلة الوجود بالعدم خطأ ، أيضا مقابلته ، أو إلحاقه بالزمن خطأ . .... ليس المكان ثلاثي البعد فقط ، بل خماسي . بالإضافة للأبعاد الثلاثة ، يمثل ( العدم ) البعد الرابع ، و( متلازمة الحياة والزمن ) تمثل البعد الخامس . ( مصطلح المكان يتضمن كلمة المادة ، والعكس غير صحيح ) . يمثل الزمن خارج الكون المعروف حاليا ، ومحيطه اللامتناهي في الكبر ، بالمقابل تمثل الحياة داخل الكون ، ومركزه اللامتناهي في الصغر . بينهما ومعهما بالتزامن المكان _ خماسي البعد _ لا الثلاثي فقط ، الطول والعرض والارتفاع والعدم ( أو الصفر المطلق والحيادي ) ، ويتمثل البعد الخامس بالجدلية العكسية بين الحياة والزمن . أعتقد أننا مع هذا التصور ، الجديد ، للكون . نقترب خطوة ، جديدة ، بالفعل من فهم الواقع كما هو عليه . أو كما تساعدنا معرفتنا الحالية عبر الأدوات الحديثة ، للوصول إلى تصور للكون أقرب ما يمكن . وهذه الفرضية ، أو التصور الجديد ، ليست ذهنية فقط . بل هي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . ( الزمن خارجي ويصدر عن المستقبل ، واللامتناهي في الكبر ، بالمقابل الحياة داخلية وتصدر عن اللامتناهي في الصغر ) . وهذه الفكرة ، التي ما تزال خارج التداول الثقافي ، أو الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن _ ظاهرة _ تقبل الملاحظة عبر التأمل الذاتي ، أيضا تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء . ( خلال قراءتك للنص ، يحدث انقسام دوري ومستمر ، بين الحياة والزمن أو بين الفاعل والفعل _ أنت تمثل _ين الفاعل وحدث قراءتك يمثل الفعل . أنت أو الفاعل أو الكائن الحي ، يبقى في الحاضر حتى الموت _ بالتزامن _ فعل القراءة يبتعد في الماضي الأبعد فالأبعد ) . بكلمات أخرى ، شكل الكون ، وفق التصور الجديد بدلالة خارج / داخل ... الحياة والزمن والمكان ، ثلاثة أنواع من الطاقة . يمثل الزمن الطاقة الإيجابية ، وأكبر من أكبر شيء ، وهو ينطلق من المستقبل والخارج إلى الماضي والداخل ، عبر الحاضر وبدلالته . والحياة بالمقابل وعلى النقيض ، تمثل أصغر من أصغر شيء ، وتنطلق من الماضي والداخل إلى المستقبل والخارج ، عبر الحاضر وبدلالته أيضا . بينما يمثل المكان عامل التوازن ، والاستقرار الكوني . ملاحظة هامة : الحاضر ( أو الحضور ) مرحلة ثانية بالنسبة للزمن ، وأيضا بالنسبة للحياة . والاختلاف بينهما في الاتجاه أو الإشارة . الحاضر يمثل حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي . والحضور بالعكس يمثل حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل . 2 ربما يكون الكون نفسه تعدديا وعلى شكل أكوان متوازية ، أو متجاورة ، أو مبعثرة ، وقد تكون العلاقة بين الحياة والزمن ( هناك ) تختلف بالفعل ، عن العلاقة بينهما ( هنا ) في الكرة الأرضية وحولها أو في كوننا المنظور ؟! المشكلة في تصور الكون ، أنه لا يمكننا أن نتصور ما هو خارج وجودنا الحالي ، كما نعرفه بواسطة أدوات المعرفة المتوفرة . مثلا ، ربما يكون تصورنا الحالي عن الكون محدود بخبرتنا الحالية فقط ، ويشبه تصور أسلافنا ، حيث لم يكن ليخطر على البال اتساعه الهائل . ( ربما توجد أكوان متجاورة ، ويمكن تشبيهها بالمجرات أو بالنجوم والكواكب ) . بكل الأحوال ، على مستوى الكرة الأرضية حركة الزمن والحياة متعاكسة بالفعل ، وهي ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن التعاكس بينهما يقبل تفسيرات متعددة . مثل العلاقة بين داخل وخارج ، حيث الزمن يمثل الخارج والحياة تمثل الداخل ، بالإضافة إلى التفسير الخطي ، الثلاثي أيضا . حيث في الأول تكون حركة الزمن كروية ، من الخارج إلى الداخل عبر الحاضر ، وحركة الحياة بالعكس من الداخل إلى الخارج . بينما في الاحتمال الثاني تكون الحركة بين الزمن والحياة خطية ، يبدأ الزمن من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر ، والحياة بالعكس تبدأ من الماضي إلى المستقبل . يمكن أن تتعدد اتجاهات حركة الزمن بالفعل ، من الخارج إلى الداخل مرة واحدة ، ولكن الخارج بشكل متعدد ولا نهائي ... حيث يمكن أن تكون الاتجاهات متعددة : من خارج 1 إلى خارج 2 إلى خارج 3 ... حتى اللانهاية . أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سوف يحل هذه المسألة خلال القرن الحالي ... وإن غدا لناظره قريب . 3 تتكثف المشكلة اللغوية الموروثة ، والمشتركة ، بالتفسير والتأويل . أو بمشكلة القراءة الصحيحة . وتنعكس بوضوح شديد على العلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، والعلاقة بين الماضي والمستقبل بشكل أكثر وضوحا وتعقيدا . نفهم بسهولة ، ان الأشياء تأتي من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل . لكن يصعب فهم ، وتقبل العكس : أن يأتي الزمن من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر . أعتقد أن فهم هذه الفكرة ، يتطلب تغيير الموقف العقلي بالفعل . .... ( وإن غدا لناظره قريب ) ؟! ما الذي يقترب : الغد أم الأمس ؟ الماضي أم المستقبل ؟ بالطبع الأمس يبتعد والغد يقترب . بالمثل أيضا الماضي يبتعد والمستقبل يقترب . .... .... العلاقة الصحيحة ، التجريبية ، بين الحياة والزمن ( العلاقة بين ساعة الحياة وساعة الزمن _ مثال جديد وتطبيقي )
العمر الفردي يتكون من مرحلتين ، الأولى تتمثل بالعمر الحالي ، والثانية تتمثل بالعمر الكامل . أو العمر الحالي س1 ، بينما العمر الكامل يتضمن العمر الحالي مع بقية العمر . أو س1 + س2 = العمر الكامل . العمر يبدأ من الصفر إلى العمر الكامل ، وبقية العمر بالعكس تبدأ من العمر الكامل ثم تتناقص إلى الصفر . هذه معطيات عامة ، وتشمل جميع الكائنات ، وضمنها الإنسان . العمر الفردي مزدوج بطبيعته ، يدمج بين الحياة والزمن بطريقة ( طرق ) ما تزال مجهولة ، وخارج الاهتمام الثقافي المحلي والعالمي على السواء ! ( مشكلة ثقافية ) .... ساعة الزمن تنقص من العمر ، من بقية العمر ، ويستمر التناقص حتى الصفر لحظة الموت . ساعة الحياة تضاف إلى العمر الحالي ، ويستمر تزايد العمر الحالي حتى العمر الكامل لحظة الموت . مثال شخص عمره اليوم 50 سنة ، كيف حدث ذلك ؟ زاد عمره من الصفر لحظة الولادة إلى الخمسين ، عمره الحالي . بالتزامن : تناقصت بقية عمره من العمر الكامل إلى الخمسين ، خمسون سنة نقصت من بقية العمر ( أو العمر الكامل ) . هنا بؤرة الفكرة : العمر الكامل = س1 + س2 . وبقية العمر ، لحظة الولادة = س1 + س2 . هنا بؤرة الفكرة ، والحلقة الغامضة التي يخطئ الكثيرون بفهمها : العمر الحالي = 50 سنة . أيضا بقية العمر نقصت خمسين سنة ، لكنها نقصت من بقية العمر وهي مستقلة عن العمر الحالي . تتكشف الفكرة ، المسألة ، لحظة الموت . لنفترض أنه عاش 99 سنة . العمر الكامل = 99 سنة . العمر الحالي ، يتدرج من الصفر إلى 99 سنة بالتزايد . على العكس تماما : بقية العمر ، تتناقص من 99 سنة إلى الصفر . ويمكننا الآن فهم العلاقة ( المتناقضة ) بين ساعة الزمن وساعة الحياة ، حيث الأولى تضاف إلى العمر الفرد ، بينما الثانية تنقص منه . يوم كان الشخص في عمر 50 ، كان عمره الحقيقي يتزايد من الصفر ، إلى الخمسين ، ويستمر بالتزايد حتى 99 . يومها كانت بقية عمره تتناقص من العمر الكامل ، لا الحالي . ساعة الحياة موجبة والزمن سالبة ، والاشارة اعتباطية . .... أكثر العلاقات التي تشبه ثنائية الحياة والزمن ، تتمثل باليمين واليسار . مع فرق جوهري بينهما ، اليمين واليسار علاقة تجريدية واعتباطية بطبيعتها ، وتماثل العلاقة بين جزئي الكلمة الدال والمدلول . ولكن علاقة الحياة والزمن ، أكثر تعقيدا من علاقة نصفي الكلمة ، أو من العلاقة بين اليمين واليسار . من حيث أنها تربط بين طرفين ، أحدهما ( الزمن ) لغز بطبيعته ، والآخر مصدر الدلالة والوضوح ( الحياة ) . .... السؤال المحوري : كيف تتناقص بقية العمر ؟ تمثل بقية العمر نوعا من الرصيد الإيجابي ، المحدد بدقة _ وبشكل تقريبي بالتزامن . عمر الفرد الإنساني المتوسط ، الحديث ، حوالي الثمانين . لكنه محدد بدقة تامة بين الصفر وبعد المئة نادرا . ملاحظة هامة : كل يوم ينقص من بقية العمر باستثناء اليوم الأخير . بالتزامن ، كل يوم يضاف إلى بقية العمر باستثناء اليوم الأخير . هذه المسألة تقبل حلا وحيدا وواحدا ، بشكل منطقي وتجريبي ، مفاده أن العلاقة بين الزمن والحياة ، من نوع المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى ، بمجهولين الحياة ( س ) والزمن ( ع ) . س + ع = الصفر . بكلمات أخرى ، العمر الحقيقي أو الكامل ، وبقية العمر نقيضان . كل ساعة حياة تضاف للعمر ، بالتزامن ، كل ساعة زمن تنقص منه . ( ساعة الحياة أو مضاعفاتها كالسنة والقرن والدهر ، أو أجزائها كالدقيقة والثانية ) . هذه الفكرة ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم . .... .... كم ستبقى العلاقة بين الزمن والحياة ، خارج اهتمام الفلسفة والعلم ؟!
التفكير الصحيح ، والتأمل ، مهمة الفلسفة . الاختبار والتعميم والتخصيص ، مهمة العلم .
1 صيف هذه السنة ، حدثت معي صدفة طريفة ومزدوجة الدلالة . مساء على الكورنيش الغربي مقابل البحر ، كنت أجلس على مقعد خشبي بعد المغيب بقليل . عادة عندما أكون لوحدي ، أجلس على طرف المقعد ، مثل الغالبية . وكنت شاردا بهوسي المزمن " مشكلة العلاقة بين الزمن والحياة " ، وأين خطئي بالتحديد ، وهل يوجد تفسير منطقي لإهمال كتابتي عن الزمن _ خاصة من قبل الصديقات والأصدقاء _ ومن قبل الوسط الثقافي عامة . جلس شابين بحدود العشرين على المقعد قربي ، ودون أن ينتبها لوجودي وكأنني معطف . أكملا جدالهما الساخن ، فتحول تفكيري إليهما . .... صرت كهلا بالفعل ، ولن يراني شاب _ة إلى من زاوية العمر أولا . هل كنت بهذه القسوة مع كبار السن ، في شبابي الأول ؟! بصراحة لا أعرف . وأرجح الجواب بالإيجاب . فكرت أنهما ، ربما ولاشعوريا يرغبان بوجود مستمع ، ثالث وغفل مثلي . نحن نتصرف بشكل مختلف عندما نكون لوحدنا . وعلى العكس ، بوجود آخرين ، بعضنا يبالغ في اللطف والظرافة ، والبعض بالعكس ، يتحولون إلى الغلاظة ، والوقاحة مع الغرباء أكثر من عاداتهم اليومية . بعد فترة نسيت وجود الشابين ، وهما لم يلحظا وجودي من أصله . ثم انتبهت إلى فترة صمت ، طالت بينهما . فكرت ، ربما لو سألتهما : السؤال المبتذل عن الساعة ، أو الدراسة .... هل يمكنني أن أسألكما ؟ بنوع من السرور المفاجئ أجابا معا ، نعم . طالبين سنة أولى هندسة كهربائية ، سامر وعماد . قبل أكثر من أربعين سنة ، كنت في موقعكما اليوم . .... بالمختصر ، هما أكثر لطفا مني وزملائي يوم كنا في نفس العمر . وجلسنا نتحدث أكثر من نصف ساعة عن الزمن ، موضوعي المفضل . سألتهما عن سهم الزمن ، عماد قال أنه ينطلق من الماضي إلى المستقبل . لكن سامر ، لم يفكر بالموضوع من قبل . أنتما تجلسان هنا منذ ، ..حوالي عشرين دقيقة صحيح ، نعم أجابا . حدث مجيئكما ، وجلوسكما هنا ، كان في الحاضر وصار في الماضي . صحيح ؟ _ صحيح أجاب سامر ، لكن عماد ضحك وقال لا أعرف . .... عماد كان مجادلا من طراز رفيع ، وقد أتعبني . وشعرت بالغضب مرات ، وهو يقاطعني ، أو يسخر من فكرتي . لكن سامر كان يستمع ، ويتقبل الفكرة الجديدة بسهولة . .... عماد كان رأيه باختصار ، أن الفكرة فلسفية ولا علاقة لها بالعلم . وأن الزمن الحقيقي ، يحدده الفيزيائيون في المختبرات ، ولا يمكن معرفته عبر التأمل ( والسطلنة ) كما قال بالحرف . سامر ، كان رأيه أقرب للمجاملة ، واعتبر أن اكتشافي سوف يحظى بالتقدير المناسب مع الزمن . لكن تعرف ، نحن في سوريا قال ضاحكا . 2 الحادثة حقيقية ، وقعت بالفعل ، ووعدني الشابين بقراءة ( النظرية الجديدة للزمن ) وارسال طلب صداقة لي على الفيس . ولم يفعلا . .... فكرت كثيرا بالأمر ، وكيف يتلقى الآخر _ ون الكتابة الجديدة والمختلفة . ثمانينات القرن الماضي ، بدايتها في جامعة دمشق ، وخاتمتها في اللاذقية . كان شاعر لقبه أبو القائد ( يلقي قصائده في كلية الحقوق ) نسيت اسمه . يروج في الجامعة لكتاب له بعنوان " نظرية الثقب " . مع أن اضطرابه كان واضحا ، كتب له الطيب تيزيني مقدمة الكتاب . وكان الدكتور الطيب يومها أحد أعلام الثقافة السورية ، وأشهر أساتذة الفلسفة في سوريا مع صادق جلال العظم . وأتذكر الجدالات المديدة ، والساخنة غالبا ، حول تقديم الطيب تيزيني للكتاب ، لا حول الكتاب ونصوصه . كانت فكرة الطيب ، أن الكاتب يحمل هاجسا ثقافيا ، ويستحق فرصته . كنت في الموقف المعارض ، وتبريري لذلك بأن نظرية الثقب ، ساذجة . الثقبية أو الثقب ، لم أعد أتذكر . 3 كيف يمكن التمييز بشكل موضوعي ، بين التفكير الصحيح وبين التفكير الخطأ أو الزائف ؟! العلم بكلمة واحدة . الفلسفة لا تكفي ، ولا الدين . اتجاه التفكير الصحيح يتوافق مع الاتجاه العلمي ، والعكس التفكير الخطأ . .... لحسن الحظ توجد معايير موضوعية ، وتشمل مختلف أنواع التفكير وأشكاله بلا استثناء . أختصرها بقابلية الفكرة ( الجديدة ) للحوار والتداول ، أولا أن تكون مقنعة ، بمعنى أن لا تتنافى مع المنطق المشترك ، وثانيا أن تكون صحيحة ، بمعنى أن لا تتناقض مع الوقائع والملاحظات ، وثالثا أن تكون مفيدة ، بمعنى أن يحتاج لها أحد حقول المعرفة كالفلسفة أو العلم مثلا . 4 النظرية الجديدة للزمن ، تفسر الاختلاف _ الذي وصل إلى درجة الفصام _ بين الفيزياء الكلاسيكية وضمنها الفلكية وبين فيزياء الكم . بعبارة ثانية ، النظرية الجديدة مقنعة وتتناسب مع المنطق ، وصحيحة تؤيدها الوقائع والملاحظات ، ومفيدة تصحح الخلل بين اتجاهي الفيزياء . 5 اتجاه التفكير العلمي الحالي ومعه الفلسفة غالبا ، أن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر . والنظرية الجديدة ، تزعم النقيض تماما . كيف يمكن تفسير ذلك ، أو فهمه ، أو تقبله ؟! .... جميع الملاحظات تؤيد الفكرة الجديدة ، أو الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وهي تقبل الاختبار والتعميم بلا شروط أو استثناء . 6 التفكير الصحيح عتبة ، والتفكير الخطأ سقف . هذه خلاصة بحث قديم وحوار مستمر ، أيضا مع التأمل والتركيز ، وما تزال الفكرة ناقصة وبمثابة المقترح الأولي . .... إني وإن كنت الأخير زمانه لآت بما لم تستطعه الأوائل . بيت أبو العلاء المعري الشهير ، يغني عن الشرح . وهو يجسد التفكير مع فرضية أن الزمن الحالي سقف وخاتمة . .... ليس من السهل الفصل بين المعتقد والرأي الحالي ، وخاصة في الشؤون الوجودية ، الدينية والفلسفية والسياسية أحيانا . بحسب تجربتي الشخصية ، يفيد اختيار موقع الجد لا الحفيد خلال الكتابة . حيث تحضر بقوة فكرة التغير ، وقصور المعرفة الحالية . أغلبنا وقع بين يديه بعض كتابات الآباء ، والأجداد أحيانا . وصدمتنا سذاجتهم . 7 من أكثر الأفكار التي استوقفتني بقوة ، موقف أريك فروم من فرويد في قضية الحب ، والجنس بالدرجة الثانية . يرى فرويد أن الحب محدد ، شخصي ، وفيزيولوجي أيضا . إذا أحببت الغريب ، ما الذي يتبقى لأبني وأخي ؟ يسخر فرويد من الدعوة المسيحية لمحبة الغرباء . ويقف على القطب المقابل أريك فروم ، حيث يعتبر أن الحب موقف عام وموضوعي لا يستثني أي انسان ، أو نقيضه العجز عن الحب . أعتقد أن الموقفين متطرفين ، ونظريين . 8 التفكير الصحيح يتحدد بالاتجاه ، أولا . التفكير الخطأ نقيض التفكير الصحيح . .... لنتأمل قليلا موقف العلماء والفلاسفة وغيرهم من أهل الثقافة ، عندما توصل كوبرنيكوس إلى نتائجه الصادمة ، وعلى النقيض من مجمل الفكر السائد يومها : ( الأرض ثابتة ومسطحة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ) . .... التفكير الصحيح في اتجاه الغد ، والمستقبل المجهول بطبيعته . التفكير الخطأ في اتجاه الماضي ، الذي انقضى ويتلاشى إلى العدم . 9 الثأر والانتقام ، والعين بالعين ، محور التفكير الخطأ في اتجاه العنف والغضب والتدمير المتبادل _ الذاتي والموضوعي معا . .... التسامح والصبر ، والتعلم ، محور التفكير الصحيح في اتجاه الحب والامتنان والتعاون والبناء _ الذاتي والموضوعي معا . 10 التسامح ، موقف وعاطفة وتفكير وسلوك . التسامح مع النفس أولا . لنتأمل طفل _ة يتعلم المشي ... نسبة الخطأ 9 من عشرة ، والنجاح مؤكد . لنتأمل كهلا ، يتعلم قيادة السيارة أو لغة جديدة ... 11 بالعودة إلى السؤال المحوري : العمر الفردي هل يتناقص أم يتزايد ؟ الجواب بديل ثالث أو الثالث المرفوع . .... .... مثال تطبيقي ومزدوج ، على التفكير الصحيح ( العمر الفردي محور الجدلية العكسية بين الحياة والزمن )
1 السؤال اللغز ، الغامض والمحير بطبيعته : ما العمر الفردي ، طبيعته وماهيته ، وحدوده ؟ وهل يتزايد العمر أم يتناقص ؟! لو وضعنا السؤال بصيغة جديدة ، ثنائية ، والمطلوب الاختيار بين الصح والخطأ : عمرك الشخصي ، يتناقص ( صح أم خطأ ) . عمرك الشخصي ، يتزايد ( صح أم خطأ ) . الجواب الصحيح ، يتمثل بالبديل الثالث فقط . كلا الجوابين السابقين خطأ ، لأن العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن . ( الحياة تتزايد من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت . والزمن يتناقص بالتزامن ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى بقية العمر صفر لحظة الموت ) ...ما التفسير العلمي لذلك ( المنطقي والتجريبي بالتزامن ) ؟! المشكلة لغوية أولا ، ومنطقية ثانيا . العمر الفردي مزدوج بطبيعته ، وليس مفردا أو أحادي البعد . بعبارة أوضح ، العمر يدمج الحياة والزمن معا ، بالتزامن . لكن لا نعرف بعد كيف يحدث ذلك ولماذا ، ولا نعرف شيئا عن العلاقة بين الحياة والزمن : طبيعتها وماهيتها وحدودها . وبدلا عن التفكير الصحيح بالمشكلة ، والبداية بالاعتراف بها ، ثم تحديد المشكلة ، وتعريفها بشكل واضح ودقيق وموضوعي . ثم عرضها كمشكلة ثقافية عالمية ، وتحتاج إلى الحل . ( في مراكز البحث العلمي ، أو في المؤسسات والهيئات الثقافية _ الفلسفية خاصة ) . ما يحدث هو العكس ، خداع متبادل على المستويين الذاتي والمشترك . لو فتحنا أي مقالة أو كتاب عن الزمن أو الحياة ، سنجد الفصل الكامل بينهما ، واستبدال ذلك بثنائية زائفة بين الزمن والمكان ، أو الزمكان تعبير اينشتاين . .... الفرضية العامة بأن العمر حياة فقط ، خطأ ويلزم تصحيحها . يمكن التعبير عن العمر بدلالة الحياة ، أو بدلالة الزمن ، ويختلف الاتجاه بينهما ، بدلالة الزمن أو بدلالة الحياة . علاقتهما تشبه اليمين واليسار ، لا وجود للزمن بدون الحياة ولا العكس أيضا . المستوى الثاني للمشكلة منطقي ، البديل الثالث أو الثالث المرفوع نفسه مشكلة ، فكيف يكون الحل ؟! البديل الثالث أو الثالث المرفوع ، يتضمن كلا النقيضين . .... البديل الأول ، الغرق في التفاصيل . النرجسية مثاله النموذجي والمشترك . البديل الثاني ، القفز فوق المتناقضات . الدغمائية مثاله النموذجي والمشترك أيضا . البديل الثالث ، الثالث المرفوع . قفزة الثقة مثاله النموذجي والمشترك . .... حياة الانسان بوصفها مشكلة ، تتطلب الحلول بشكل دوري ومستمر . أعتقد ، أن هذا التصور للوجود الإنساني ، أفضل من أي تصور آخر معروف ومستخدم اليوم . حياة الانسان بوصفها نعمة ، تفاؤل مفرط في السذاجة . حياة الانسان بوصفها لعنة ، تشاؤم مفرط في العدمية . .... بعدما نفهم أن الانسان _ أيضا الكائن الحي بصورة عامة _ مزدوج بالحد الأدنى ، حياة وزمن ... يتغير الموقف العقلي بعدها ، بسهولة ويسر . 2 الحياة تتزايد ، ومعها العمر في اتجاه المستقبل . الزمن يتناقص ، ومعه العمر في اتجاه الماضي . .... هنا توجد مشكلة ، وهي تتكشف بشكل متدرج : نحن ندرك حركة مرور الزمن بدلالة الساعة . لكن الوضع ينطوي على مفارقة ، ومغالطة أولا ، حيث أن اتجاه حركة الساعة ، المعمول به حاليا على مستوى العالم ، هو بدلالة حركة الحياة لا الزمن . بعبارة ثانية ، يجب تغيير اتجاه حركة الساعة ، فهي تتناقص ولا تتزايد بدلالة الزمن . لكن بدلالة الحياة صحيحة ، وهنا تتكشف المفارقة . نحن ندرك حركة مرور الزمن ، مع أننا لا نفهمها ، بواسطة الساعة . لكن توجد حركة معاكسة بالاتجاه ، ومساوية لها بالسرعة هي حركة الحياة الموضوعية : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . تتمثل الحركة الموضوعية للحياة أو التعاقبية ، بالاستمرارية عبر الأجيال . وهي تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن ، والتي تقيسها الساعة بدقة ، ووضوح وموضوعية . 3 الآن تكشفت الصورة بوضوح ، كما أعتقد ... الحركة التعاقبية للحياة عبر الأجيال ، نموذجها علاقة الجد _ة والحفيد _ة ، تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن عبر الحاضر ، ونموذجها علاقة الأمس والغد . هذه الفكرة ، ذكرتها سابقا ولكن ، بشكل متسرع ومبتسر . ولم تكن واضحة في ذهني كما هي اليوم . بعبارة ثانية ، الحركة الموضوعية التي ندركها ولا نفهمها ، أننا كنا في الماضي بالفعل ، ونحن الآن في الحاضر . وتتكرر الحركة باستمرار ، من الولادة حتى الموت . الحركة نفسها مزدوجة عكسية ، بين حركتي الحياة والزمن . حركة الحياة الموضوعية ، يمكننا استنتاجها ولا يمكننا إدراكها بشكل مباشر وعبر الحواس أبدا . ( يمكن تشبيهها بحركة دوران الأرض حول الشمس ، لا يمكن إدراكها بشكل مباشر عبر الحواس ) . بينما حركة الزمن ، يمكن ادراكها وفهمها معا . كلنا نعرف أن سنة 2022 قادمة بعد عشرين يوما بالضبط ... ولحسن الحظ بدأت الصورة تتكشف بالفعل ، وبوضوح . 4 يمكننا معرفة الحياة بدلالة الزمن ، بشكل دقيق وواضح وموضوعي . والعكس صحيح أيضا ، يمكننا معرفة الزمن بدلالة الحياة بوضوح . الساعة التي تمر ، مزدوجة بطبيعتها مثل وجهي العلمة حياة وزمن . ساعة الحياة تتزايد ، وفق سلسلة من الصفر إلى اللانهاية . بالتزامن ، يحدث العكس مع ساعة الزمن ، فهي تتناقص بالعكس ، من اللانهاية إلى الصفر . ..... ..... هامش وملحق ، ربما يلزم في المستقبل خاصة !؟
1 التفكير الصحيح يكون بدلالة الماضي ، والمستقبل أكثر . الماضي يتضمن الجانب المعلوم ، من المعارف والخبرة ، بالإضافة إلى بعض من المجهول يتصل بالماضي الجديد خاصة ، بينما المستقبل مجهول بطبيعته . بينهما الحاضر الغامض ، والاشكالي بطبيعته . .... التفكير النقدي يناسب التعامل مع الماضي والحاضر ، وأعتقد أنه ضروري ، بينما يتناسب الفكر الإبداعي مع المستقبل . .... بعد فهم المترادفات : الماضي الجديد أو الحاضر أو المستقبل القديم ، وقد تكون متلازمة ، وتمثل ثلاثة أبعاد بالفعل ؟! هذه المسألة سوف تحسم في المستقبل ، بعد نشوء علم الزمن ، ربما !؟ .... مثال تطبيقي على اتجاهي التفكير ، الصح أو الخطأ ... ما هو الواقع ؟ كل منا كرر التساؤل المشترك ، والمزمن مرات ، بينه وبين نفسه . عادة ، نزيح الفكر من عقولنا ، بشكل لاشعوري . لكن رياض الصالح الحسين ، كمثال ، قام بخطوة جديدة كليا _ أبعد من تفكير نيتشه وفرويد ، ومن هايدغر أيضا : 1 _ نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات . 2 _ فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . 3 _ هايدغر : يلزم تحليل الحضور ، كيف يحضر الانسان في العالم هو الأهم . خلال سبعينات القرن الماضي ، وكان رياض الشاب العشريني المصاب بالصمم وصعوبة الكلام أيضا ، يفكر بطريقته ، ثم يكتب : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد . أتساءل كثيرا ، لماذا توقف رياض بعد اكتشافه المذهل ؟ سوف يبقى الجواب لغزا إلى الأبد . 2 يوجد موقف غريب بين فرعي الفيزياء _ مفاده وجود نوعين من القوانين أحدهما للفضاء والأجسام الكبيرة والثاني للأجسام الصغيرة والجزيئات _ وهو معتمد منذ أكثر من قرن ، لتفسير التناقض بين فيزياء الكم والفيزياء الكلاسيكية . حيث تتمحور فيزياء الكم حول الاحتمال ، والصدفة ، وعدم اليقين . على النقيض ، من موقف الفيزياء الكلاسيكية ، الذي تتمحور حول قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم ، أو اليقين بعبارة صريحة . .... تفسير النظرية الجديدة للزمن واضح ومباشر وبسيط ، بالإضافة إلى أنه منطقي وتجريبي بالتزامن ، ويقبل الملاحظة والاختبار التعميم : الماضي ثابت ، ويستحيل تغييره . باستثناء الجزء الخاص من ( الماضي الجديد ) . المستقبل مجهول بطبيعته . الحاضر بينهما _ أو الماضي القديم أو المستقبل الجديد _ وهو نصف معلوم ( وثابت ) ونصف مجهول ( ومتغير ) . المشكلة بين نوعي الفيزياء ، تتعلق بموضوع التجربة ، لا بالمجرب أو الأدوات وغيرها . الماضي هو موضوع الفيزياء الكلاسيكية ، وفيزياء الفلك حاليا . وهو ثابت بطبيعته ، ونتائج التجارب والاختبارات ثابتة أو يقينية . بينما ، موضع فيزياء الكم هو الحاضر ، لحظة تحوله إلى الماضي . أو متلازمة ، الحاضر والحضور والمحضر _ بعبارة أكثر دقة _ لحظة تحولها إلى الماضي . الحاضر والحضور والمحضر ، أو الواقع المباشر ، تعددي بطبيعته . وكل لحظة ينقسم إلى اتجاهين متعاكسين : الحاضر ، او الزمن والأحدث يتجه إلى الماضي . بالتزامن الحضور ، او الحياة والأحياء يتجه إلى المستقبل . أعتقد أن المشكلة تتكشف الآن بوضوح ، حيث أن مصدرها الخطأ في الاعتقاد القديم ، بأن اتجاه حركة الزمن نفسها اتجاه حركة الحياة . تضاف مشكلة جديدة أيضا لموضوع التجربة ، يوجد افتراض عام بأن النقطة أو الصفر أو الذرة أو اللحظة واحدة ، مفردة ، وليست تعددية . بينما الصحيح ، أن الواقع الموضوعي ثلاثي البعد بطبيعته : يتضمن الحياة والزمن والمكان بالتزامن . بعبارة ثانية ، للصفر أو الذرة أو اللحظة أو النقطة ثلاثة أنواع على الأقل : النوع الزمني والنوع الحي والنوع المكاني . أعتقد أن هذا التفسير للخلاف بين نوعي الفيزياء ، اقرب إلى المنطق ، من اعتبار أن الجزيئات الصغيرة ، تتواجد باللحظة نفسها في أكثر من مكان وأكثر من زمن . لأن هذا المنطق ، يقوض مبدأ عدم التناقض من أساسه . ضيعتنا الطرق السهلة .
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التفكير الصحيح ، مثال تطبيقي
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
ما هو الواقع ، تكملة
-
ما هو الواقع ؟
-
الأولى تكملة
-
فن التفكير _ الأولى
-
كلمة أخيرة
-
تغيير الموقف العقلي _ عتبة مشتركة بين السعادة والصحة العقلية
-
دفتر 12 _ الشقاء الانساني ، تكملة وخاتمة
-
كتاب السعادة _ دفتر 11
-
علاقة غير مباشرة بين الشعور الكاذب والقانون العكسي
-
القسم الثاني _ كتاب السعادة
-
العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة السعادة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني المقدمة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني
-
كتاب السعادة _ دفتر 10
-
كتاب السعادة _ دفتر 9 تكملة
-
كتاب السعادة _ دفتر 9
-
كتاب السعادة _ جزء 3 + دفتر 8
المزيد.....
-
بوتين ولاريجاني يبحثان النووي الإيراني والتطورات في الشرق ال
...
-
ترامب -تفاجأ- بالقصف على سوريا.. انتقادات في واشنطن لسلوك نت
...
-
محادثات أوروبية إيرانية مرتقبة بشأن برنامج طهران النووي
-
شاهد.. كمين لسرايا القدس يستهدف أسر جنود إسرائيليين
-
مظاهرة مؤيدة لفلسطين تنطلق في برلين رغم رفض السلطات الأولي
-
هآرتس: إسرائيل تستضيف مؤثرين أميركيين لتلميع صورتها بالولايا
...
-
اتفاق السويداء يثير ارتياحا ومخاوف ومغردون: الهجري يخالف في
...
-
سيول جارفة في إب ومغردون ينتقدون تعاطي السلطات مع الظاهرة
-
إعلان مبادئ بشأن الكونغو.. بصمة جديدة لقطر في صناعة الحلول
-
عاجل | مسؤول إسرائيلي: تجري مناقشة إنزال جوي للمساعدات على ق
...
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|