أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العلاقة بين الحياة والزمن















المزيد.....



العلاقة بين الحياة والزمن


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 7105 - 2021 / 12 / 13 - 18:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


إلى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن خارج الاهتمام الثقافي ؟!
( العلمي والفلسفي خاصة )
1
المشكلة اللغوية ، أو اللغة بوصفها المشكلة قبل أن تكون الحل ؟
ثنائية الزمن والحياة يمكن ادراكها ، وفهمها بشكل مباشر عبر التبصر الذاتي والتركيز ...
خلال قراءتك تحدث مفارقة مزدوجة : يمكنك ملاحظة أن فعل القراءة يتجه إلى الماضي ، ويبتعد عن الحاضر بنفس السرعة التي تقيسها الساعة ، بينما أنت باق _ ية في الحاضر وحتى نهاية العمر . وهذه الحركة المزدوجة ، والمتعاكسة بين الحاضر والحضور ، ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا شروط .
حيث الحاضر ( الزمني ) ويتمثل بالأحداث والأفعال بلا استثناء ، يتحرك في اتجاه الماضي الأبعد ، ثم الأبعد .
( لا تحتاج إلى ذكاء المعرفة ، المنطقية والتجريبية ، أن مصدره الغد والمستقبل )
بينما الحضور ( الحي ) ويتمثل بالفاعل أو الذات الحية ، يبقى في الحاضر حتى نهاية العمر .
( لا تحتاج إلى ذكاء أيضا ، معرفة أن مصدره من الماضي ، ويتجه إلى المستقبل الأبعد ، ثم الأبعد ) .
....
أعتذر من القارئ _ة المتابع ، عن تكرار هذه الفكرة ، التي يصعب على الكثيرين فهمها كما يبدو !
بعد فهم الجدلية العكسية بين الحياة والزمن ، تبرز المشكلة اللغوية بالكامل .
كيف يكون المستقبل بداية والماضي نهاية ؟
لا أعرف . هذه مشكلة أخرى وجديدة .
بالنسبة للحياة ، الحركة والاتجاه لا خلاف حولهما :
الماضي هو البداية ، والحاضر المرحلة الثانية ، والمستقبل أخيرا .
لكن العكس بالنسبة للزمن :
المستقبل هو البداية ، والحاضر المرحلة الثانية ، والماضي النهاية .
كيف يمكن فهم الفقرتين أعلاه ؟!
لا أعرف .
هي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء .
وفي أي نقطة فوق سطح الأرض .
....
أعتقد أن وضع القارئ _ة والكاتب مع هذه المشكلة ، يشبه وضع غاليلي قبل خمسمئة سنة مع القارئ _ة .
لا بل ، المشكلة أكبر .
هنا اللغة نفسها هي المشكلة الأولى ، وليست فقط جزءا من المشكلة .
بالطبع ليست مشكلة اللغة العربية وحدها .
يوجد افتراض عام ، في مختلف اللغات أن الماضي يمثل البداية والمرحلة الأولى أيضا للزمن . والمستقبل يمثل المرحلة الثالثة بعد الحاضر والماضي ، وهذا خطأ ظاهر للحواس ويقبل الاختبار .
....
أكرر الاعتراف : لا أعرف كيف يمكن حل هذه المشكلة .
....
ربما يكون حل المشكلة اللغوية ، بالتزامن مع تصحيح الموقف العقلي من الزمن والواقع بصورة عامة ؟!
تشبه المشكلة اللغوية ، الوضع في تونس والكويت ، حيث الاسم نفسه يطلق على الدولة والعاصمة . أو اسم واحد يطلق على الجزء والكل معا .
أتصور ، أن المشكلة اللغوية على هذا المستوى مفهومة .
لكن على مستوى العلاقة مع الزمن والحياة والمكان ، لا أعتقد أن الحل يمكن أن يكون فرديا في أي لغة أو ثقافة . بل يحتاج إلى تعاون ثقافي دولي ، على مستوى العالم .
2
بعد استثناء جهدي الشخصي والمتواضع _ بحسب معرفتي _ لا توجد مقالة أو نصا ، في العربية يناقش العلاقة بين الحياة والزمن إلى اليوم 5 / 12 / 2021 .
ولا توجد كتابات ونصوص تناقش مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن ، في أي لغة أخرى ، كما أعتقد .
وهذه الفكرة يصعب فهمها ، عداك عن تقبلها واعتبارها ممارسة طبيعية !
بعبارة ثانية ،
الوضع العالمي الحالي ، الثقافي _ العلمي والفلسفي خاصة _ أسوأ من تصور أصحاب نظرية المؤامرة مرات .
لا أحد معنى بالحقيقة والواقع الموضوعيين ، ولا أحد يكترث إلا في حالات شخصية وخاصة ، مؤقتة .
....
فرضية جديدة وأولية ...
المادة والمكان والواقع ثلاثة أو متلازمة ، لا واحد ولا اثنين ، لكن تربط بينها علاقة تتام .
الواقع يمثل المستوى الثالث والنهائي ، ويتضمن المادة والمكان ، بالإضافة إلى الحياة والزمن .
المكان يتضمن المادة ، بالإضافة إلى بعدين آخرين الصفر واللانهاية .
والمادة أخيرا أو المستوى الأولي ، مع انها ثلاثية البعد ( طول وعرض وارتفاع أو عمق ) تمثل الوحدة الأساسية والمشتركة بين المكان والواقع .
....
سوف أناقش الفقرتين أعلاه بشكل محايد ، أو اقرب ما يمكنني من الموضوعية .
2
ما هي العلاقة بين الحياة والزمن : نوعها وطبيعتها ومراحلها ؟
الموقف الثقافي السائد ، المشترك ، والموروث يعتبر أن اتجاه حركة الزمن هي نفسها اتجاه حركة الحياة : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
أعتقد أن هذا الموقف خطأ ،بالكامل .
وهو مصدر حالة التشويش ، والطيش العلمي والفلسفي ، والذي يختلط بالعبث خلال القرن الماضي . وربما يستمر طوال هذا القرن ، وبعده أيضا ؟!
3
ثلاثة أسئلة تعطي صورة جيدة ، وجديدة ، عن الواقع :
1 _ ما هو الزمن الحقيقي لليوم الحالي ، بالنسبة للقارئ _ة ؟
2 _ العمر الفردي ، عمرك مثلا : هل يتزايد أم يتناقص ؟
3 _ قبل ولادة الفرد أين يكون ، وأثره بعد الموت ؟
....
السؤال الأول بسيط ، وواضح .
ومشكلته تتمثل بتعذر الحل قبل ، تغيير طريقة التفكير التقليدية .
أو بواسطة التفكير من خارج الصندوق ، يتكشف الحل بسهولة ويسر .
بالنسبة لك أنت القارئ _ة :
السؤال ثلاثي البعد ، ويتطلب نمطا من التفكير المنفتح والمرن .
قبل ولادتك جميع أيامك كانت في المستقبل .
وبعد موتك جميع أيامك تصير في الماضي .
بينهما ، بقية الأيام في الحاضر .
....
والجواب الموضوعي ، بالنسبة لأي يوم جديد :
يمثل الحاضر بالنسبة للأحياء .
ويمثل المستقبل بالنسبة لمن لم يولدوا بعد .
ويمثل الماضي بالنسبة للموتى .
....
السؤال الثاني أكثر صعوبة ، العمر الفردي مزدوج بطبيعته .
إذا قلت أنه يتزايد ، يكون جوابك نصف صحيح ونصف خطأ .
نفس الأمر لو قلت أنه يتناقص .
الجواب مزدوج ، ويتطلب التفكير من داخل الصندوق ومن خارجه بالتزامن .
الحياة أو العمر الحقيقي ، تتزايد من الصفر إلى العمر الكامل .
الزمن أو بقية العمر ، يتناقص من العمر الكامل إلى الصفر .
والمشكلة بفهم السؤال وجوابه الصحيح ، تتعلق بطريقة التفكير .
....
السؤال الثالث ثقافي ، ويمثل الثقافة العالمية الحالية ، في عصر أدوات التواصل الحديثة .
اين يكون الانسان قبل ولادته ، وهل يزول أثره بعد الموت ؟
أقترح عليك التأمل لدقائق قليلة ، بحياتك الشخصية :
قبل قرن من ولادتك أين كنت ؟
وبعد موتك ، هل سيبقى أثر لك ؟
....
هذا السؤال ، كان مشكلة شوبنهاور المزمنة ، وقد قدم الحل :
بأن الحياة ليست سوى ومضة بين عدمين .
الجواب شخصي في أحسن أحواله ، وربما يكون نوع من الرد على الجواب الديني .
قبل ولادة الانسان يكون في وضع محير ، وأقرب إلى اللغز .
تكون حياته في الماضي عبر الأسلاف ، ويكون عمره في المستقبل عبر الأيام الجديدة ( مضاعفاتها كالسنة والقرن أو أجزائها كالساعة والدقيقة ) .
....
....
ما هو الواقع ؟
( طبيعة الواقع وماهيته وحدوده )
1
السؤال الصحيح يتضمن نصف الجواب .
مثال نموذجي على السؤال الصحيح : سؤال هايدغر القرن الماضي :
ما الذي تقيسه الساعة ؟
بقي بدون جواب علمي ، منطقي وتجريبي ، إلى اليوم .
وهو أحد مصادر النظرية الجديدة للزمن . بالإضافة السؤال المحوري لديه ضرورة تحليل الحاضر وكيف يحضر الانسان في العالم .
سؤال الواقع ما يزال بدون جواب منذ عشرات القرون ، وربما لزمن يطول كثيرا ؟!
....
أعتقد أن سؤال هذا القرن ، يتمحور حول العلاقة بين الحياة والزمن :
مشكلة العلاقة بين الحياة والزمن : طبيعتها ، وماهيتها ، وحدودها ؟!
2
العلاقة بين العادة ونمط العيش ، بدلالة التدخين مثلا ؟
الفرق بين العادة ونمط العيش ، يشبه الفرق بين الفكر والشعور ، أو الفرق بين الحياة والزمن ، أو بين اليسار واليمين ، أو الشبه والمشترك .
لا وجود منفرد لأحدها ، بالتزامن هما اثنان ، ولا يمكن اختزالهما أو إعادتهما إلى الواحد .
نمط العيش يتضمن العادة بالطبع ، ولكن قد يكون العكس صحيحا أيضا ، وفي حالة الإدمان خاصة _ حيث العادة تقود نمط العيش بالكامل .
وهذه المشكلة الأساسية ، والمشتركة ، في الإدمان . بصرف النظر عن نوع الإدمان ، او شخصية المدمن _ة .
....
أسوأ أنواع الإدمان ، وهي غير مصنفة كذلك للأسف ، الثرثرة القهرية .
الثرثار الداخلي مشترك بين جميع البشر ، لا أحد فوقه خيمة .
وهو يتحول مع النضج إلى أحد اتجاهين : الثرثرة القهرية أو التفكير الشعوري الواعي والارادي .
في الحالة الأولى ، وهي الغالبة _ شبه سائدة _ على المستوى العالمي لا العربي والإسلامي فقط .
أنت لا تقرأ النص والفكرة ، بل الاسم .
أنت لا تقرأ أو تستمع للكلام ، بل تجادل شخصا آخر .
الثرثرة المزمنة والفكرة الثابتة والهوس مترادفات بطبيعتها ، لا متشابهات .
....
المدخن _ة يشعر ويعتقد أنه يقوم بفعل حر ، واع وإرادي وشعوري .
بينما هو على النقيض .
أعرف هذا من تجربتي الشخصية ، مدة 30 سنة مع السكر والتدخين .
من سنة 1980 ، حتى 2010 .
....
توجد فوائد للاثنين ، السيجارة والكأس أكثر ، بلا شك .
لكن ، لا يمكن مقارنتها بالأضرار والأذية الفعلية _ النفسية والعقلية .
بالنسبة للشخصية السيكوباتية التدخين عادة إيجابية ، وضرورية غالبا .
مثال مزدوج مباشر وشخصي ، لولا التدخين والكحول ، ربما لكنت أقدمت على الانتحار بالفعل .
خاصة فترة المراهقة ، حل مشكلة الحاضر على حساب المستقبل خيار عقلاني ومناسب ، بالنسبة للشخصية المتوسطة أو غير الاجتماعية .
هذه الأفكار ، ناقشتها بشكل موسع وتفصيلي في نصوص سابقة ، منشورة على صفحتي في الحوار المتمدن .
....
....
ما هو الواقع ، أو الكون ، حدوده وطبيعته وماهيته ؟!
( تصور أولي أو مقترح جديد )

1
الوجود والعدم أم الوجود والزمن ؟!
أعتقد أن كلا العبارتين خطأ ، وسوف أناقش هذه الفكرة لاحقا بشكل تفصيلي وموسع .
الوجود والعدم كتاب سارتر ، لم أستطع الحصول عليه مترجما بعد . وأما الكتاب الثاني لهايدغر ، والذي لا يقل شهرة عن سابقه الوجود والزمن .
سارتر يخرج العدم من الوجود ، ثم يقابلهما ، وهذا خطأ بالطبع .
وهايدغر يخرج الزمن من الوجود ، وهو خطأ أكثر صراحة وخشونة .
قرأت كتاب هايدغر ، منذ سنوات ، وقد نسيته بشكل شبه كامل .
....
مقابلة الوجود بالعدم خطأ ، أيضا مقابلته ، أو إلحاقه بالزمن خطأ .
....
ليس المكان ثلاثي البعد فقط ، بل خماسي . بالإضافة للأبعاد الثلاثة ، يمثل ( العدم ) البعد الرابع ، و( متلازمة الحياة والزمن ) تمثل البعد الخامس .
( مصطلح المكان يتضمن كلمة المادة ، والعكس غير صحيح ) .
يمثل الزمن خارج الكون المعروف حاليا ، ومحيطه اللامتناهي في الكبر ، بالمقابل تمثل الحياة داخل الكون ، ومركزه اللامتناهي في الصغر .
بينهما ومعهما بالتزامن المكان _ خماسي البعد _ لا الثلاثي فقط ، الطول والعرض والارتفاع والعدم ( أو الصفر المطلق والحيادي ) ، ويتمثل البعد الخامس بالجدلية العكسية بين الحياة والزمن .
أعتقد أننا مع هذا التصور ، الجديد ، للكون . نقترب خطوة ، جديدة ، بالفعل من فهم الواقع كما هو عليه . أو كما تساعدنا معرفتنا الحالية عبر الأدوات الحديثة ، للوصول إلى تصور للكون أقرب ما يمكن .
وهذه الفرضية ، أو التصور الجديد ، ليست ذهنية فقط . بل هي ظاهرة تقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
( الزمن خارجي ويصدر عن المستقبل ، واللامتناهي في الكبر ، بالمقابل الحياة داخلية وتصدر عن اللامتناهي في الصغر ) .
وهذه الفكرة ، التي ما تزال خارج التداول الثقافي ، أو الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن _ ظاهرة _ تقبل الملاحظة عبر التأمل الذاتي ، أيضا تقبل الاختبار والتعميم بلا استثناء .
( خلال قراءتك للنص ، يحدث انقسام دوري ومستمر ، بين الحياة والزمن أو بين الفاعل والفعل _ أنت تمثل _ين الفاعل وحدث قراءتك يمثل الفعل . أنت أو الفاعل أو الكائن الحي ، يبقى في الحاضر حتى الموت _ بالتزامن _ فعل القراءة يبتعد في الماضي الأبعد فالأبعد ) .
بكلمات أخرى ،
شكل الكون ، وفق التصور الجديد بدلالة خارج / داخل ...
الحياة والزمن والمكان ، ثلاثة أنواع من الطاقة .
يمثل الزمن الطاقة الإيجابية ، وأكبر من أكبر شيء ، وهو ينطلق من المستقبل والخارج إلى الماضي والداخل ، عبر الحاضر وبدلالته .
والحياة بالمقابل وعلى النقيض ، تمثل أصغر من أصغر شيء ، وتنطلق من الماضي والداخل إلى المستقبل والخارج ، عبر الحاضر وبدلالته أيضا .
بينما يمثل المكان عامل التوازن ، والاستقرار الكوني .
ملاحظة هامة :
الحاضر ( أو الحضور ) مرحلة ثانية بالنسبة للزمن ، وأيضا بالنسبة للحياة . والاختلاف بينهما في الاتجاه أو الإشارة .
الحاضر يمثل حركة الزمن ، من المستقبل إلى الماضي . والحضور بالعكس يمثل حركة الحياة ، من الماضي إلى المستقبل .
2
ربما يكون الكون نفسه تعدديا وعلى شكل أكوان متوازية ، أو متجاورة ، أو مبعثرة ، وقد تكون العلاقة بين الحياة والزمن ( هناك ) تختلف بالفعل ، عن العلاقة بينهما ( هنا ) في الكرة الأرضية وحولها أو في كوننا المنظور ؟!
المشكلة في تصور الكون ، أنه لا يمكننا أن نتصور ما هو خارج وجودنا الحالي ، كما نعرفه بواسطة أدوات المعرفة المتوفرة .
مثلا ، ربما يكون تصورنا الحالي عن الكون محدود بخبرتنا الحالية فقط ، ويشبه تصور أسلافنا ، حيث لم يكن ليخطر على البال اتساعه الهائل .
( ربما توجد أكوان متجاورة ، ويمكن تشبيهها بالمجرات أو بالنجوم والكواكب ) .
بكل الأحوال ، على مستوى الكرة الأرضية حركة الزمن والحياة متعاكسة بالفعل ، وهي ظاهرة وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم بلا استثناء . لكن التعاكس بينهما يقبل تفسيرات متعددة . مثل العلاقة بين داخل وخارج ، حيث الزمن يمثل الخارج والحياة تمثل الداخل ، بالإضافة إلى التفسير الخطي ، الثلاثي أيضا . حيث في الأول تكون حركة الزمن كروية ، من الخارج إلى الداخل عبر الحاضر ، وحركة الحياة بالعكس من الداخل إلى الخارج .
بينما في الاحتمال الثاني تكون الحركة بين الزمن والحياة خطية ، يبدأ الزمن من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر ، والحياة بالعكس تبدأ من الماضي إلى المستقبل .
يمكن أن تتعدد اتجاهات حركة الزمن بالفعل ، من الخارج إلى الداخل مرة واحدة ، ولكن الخارج بشكل متعدد ولا نهائي ... حيث يمكن أن تكون الاتجاهات متعددة : من خارج 1 إلى خارج 2 إلى خارج 3 ... حتى اللانهاية .
أعتقد أن الذكاء الاصطناعي سوف يحل هذه المسألة خلال القرن الحالي ...
وإن غدا لناظره قريب .
3
تتكثف المشكلة اللغوية الموروثة ، والمشتركة ، بالتفسير والتأويل . أو بمشكلة القراءة الصحيحة . وتنعكس بوضوح شديد على العلاقة بين الحياة والزمن خاصة ، والعلاقة بين الماضي والمستقبل بشكل أكثر وضوحا وتعقيدا .
نفهم بسهولة ، ان الأشياء تأتي من الماضي إلى الحاضر ، ثم المستقبل .
لكن يصعب فهم ، وتقبل العكس : أن يأتي الزمن من المستقبل إلى الماضي ، مرورا بالحاضر .
أعتقد أن فهم هذه الفكرة ، يتطلب تغيير الموقف العقلي بالفعل .
....
( وإن غدا لناظره قريب ) ؟!
ما الذي يقترب : الغد أم الأمس ؟
الماضي أم المستقبل ؟
بالطبع الأمس يبتعد والغد يقترب .
بالمثل أيضا الماضي يبتعد والمستقبل يقترب .
....
....
العلاقة الصحيحة ، التجريبية ، بين الحياة والزمن
( العلاقة بين ساعة الحياة وساعة الزمن _ مثال جديد وتطبيقي )

العمر الفردي يتكون من مرحلتين ، الأولى تتمثل بالعمر الحالي ، والثانية تتمثل بالعمر الكامل .
أو العمر الحالي س1 ، بينما العمر الكامل يتضمن العمر الحالي مع بقية العمر . أو س1 + س2 = العمر الكامل .
العمر يبدأ من الصفر إلى العمر الكامل ، وبقية العمر بالعكس تبدأ من العمر الكامل ثم تتناقص إلى الصفر .
هذه معطيات عامة ، وتشمل جميع الكائنات ، وضمنها الإنسان .
العمر الفردي مزدوج بطبيعته ، يدمج بين الحياة والزمن بطريقة ( طرق ) ما تزال مجهولة ، وخارج الاهتمام الثقافي المحلي والعالمي على السواء !
( مشكلة ثقافية )
....
ساعة الزمن تنقص من العمر ، من بقية العمر ، ويستمر التناقص حتى الصفر لحظة الموت .
ساعة الحياة تضاف إلى العمر الحالي ، ويستمر تزايد العمر الحالي حتى العمر الكامل لحظة الموت .
مثال شخص عمره اليوم 50 سنة ، كيف حدث ذلك ؟
زاد عمره من الصفر لحظة الولادة إلى الخمسين ، عمره الحالي .
بالتزامن :
تناقصت بقية عمره من العمر الكامل إلى الخمسين ، خمسون سنة نقصت من بقية العمر ( أو العمر الكامل ) .
هنا بؤرة الفكرة : العمر الكامل = س1 + س2 .
وبقية العمر ، لحظة الولادة = س1 + س2 .
هنا بؤرة الفكرة ، والحلقة الغامضة التي يخطئ الكثيرون بفهمها :
العمر الحالي = 50 سنة .
أيضا بقية العمر نقصت خمسين سنة ، لكنها نقصت من بقية العمر وهي مستقلة عن العمر الحالي .
تتكشف الفكرة ، المسألة ، لحظة الموت .
لنفترض أنه عاش 99 سنة .
العمر الكامل = 99 سنة .
العمر الحالي ، يتدرج من الصفر إلى 99 سنة بالتزايد .
على العكس تماما :
بقية العمر ، تتناقص من 99 سنة إلى الصفر .
ويمكننا الآن فهم العلاقة ( المتناقضة ) بين ساعة الزمن وساعة الحياة ، حيث الأولى تضاف إلى العمر الفرد ، بينما الثانية تنقص منه .
يوم كان الشخص في عمر 50 ، كان عمره الحقيقي يتزايد من الصفر ، إلى الخمسين ، ويستمر بالتزايد حتى 99 .
يومها كانت بقية عمره تتناقص من العمر الكامل ، لا الحالي .
ساعة الحياة موجبة والزمن سالبة ، والاشارة اعتباطية .
....
أكثر العلاقات التي تشبه ثنائية الحياة والزمن ، تتمثل باليمين واليسار .
مع فرق جوهري بينهما ، اليمين واليسار علاقة تجريدية واعتباطية بطبيعتها ، وتماثل العلاقة بين جزئي الكلمة الدال والمدلول .
ولكن علاقة الحياة والزمن ، أكثر تعقيدا من علاقة نصفي الكلمة ، أو من العلاقة بين اليمين واليسار . من حيث أنها تربط بين طرفين ، أحدهما ( الزمن ) لغز بطبيعته ، والآخر مصدر الدلالة والوضوح ( الحياة ) .
....
السؤال المحوري : كيف تتناقص بقية العمر ؟
تمثل بقية العمر نوعا من الرصيد الإيجابي ، المحدد بدقة _ وبشكل تقريبي بالتزامن .
عمر الفرد الإنساني المتوسط ، الحديث ، حوالي الثمانين .
لكنه محدد بدقة تامة بين الصفر وبعد المئة نادرا .
ملاحظة هامة :
كل يوم ينقص من بقية العمر باستثناء اليوم الأخير .
بالتزامن ، كل يوم يضاف إلى بقية العمر باستثناء اليوم الأخير .
هذه المسألة تقبل حلا وحيدا وواحدا ، بشكل منطقي وتجريبي ، مفاده أن العلاقة بين الزمن والحياة ، من نوع المعادلة الصفرية من الدرجة الأولى ، بمجهولين الحياة ( س ) والزمن ( ع ) .
س + ع = الصفر .
بكلمات أخرى ،
العمر الحقيقي أو الكامل ، وبقية العمر نقيضان .
كل ساعة حياة تضاف للعمر ، بالتزامن ، كل ساعة زمن تنقص منه .
( ساعة الحياة أو مضاعفاتها كالسنة والقرن والدهر ، أو أجزائها كالدقيقة والثانية ) .
هذه الفكرة ظاهرة ، وتقبل الملاحظة والاختبار والتعميم .
....
....
كم ستبقى العلاقة بين الزمن والحياة ، خارج اهتمام الفلسفة والعلم ؟!

التفكير الصحيح ، والتأمل ، مهمة الفلسفة .
الاختبار والتعميم والتخصيص ، مهمة العلم .

1
صيف هذه السنة ، حدثت معي صدفة طريفة ومزدوجة الدلالة .
مساء على الكورنيش الغربي مقابل البحر ، كنت أجلس على مقعد خشبي بعد المغيب بقليل . عادة عندما أكون لوحدي ، أجلس على طرف المقعد ، مثل الغالبية .
وكنت شاردا بهوسي المزمن " مشكلة العلاقة بين الزمن والحياة " ، وأين خطئي بالتحديد ، وهل يوجد تفسير منطقي لإهمال كتابتي عن الزمن _ خاصة من قبل الصديقات والأصدقاء _ ومن قبل الوسط الثقافي عامة .
جلس شابين بحدود العشرين على المقعد قربي ، ودون أن ينتبها لوجودي وكأنني معطف . أكملا جدالهما الساخن ، فتحول تفكيري إليهما .
....
صرت كهلا بالفعل ، ولن يراني شاب _ة إلى من زاوية العمر أولا .
هل كنت بهذه القسوة مع كبار السن ، في شبابي الأول ؟!
بصراحة لا أعرف . وأرجح الجواب بالإيجاب .
فكرت أنهما ، ربما ولاشعوريا يرغبان بوجود مستمع ، ثالث وغفل مثلي .
نحن نتصرف بشكل مختلف عندما نكون لوحدنا . وعلى العكس ، بوجود آخرين ، بعضنا يبالغ في اللطف والظرافة ، والبعض بالعكس ، يتحولون إلى الغلاظة ، والوقاحة مع الغرباء أكثر من عاداتهم اليومية .
بعد فترة نسيت وجود الشابين ، وهما لم يلحظا وجودي من أصله .
ثم انتبهت إلى فترة صمت ، طالت بينهما .
فكرت ، ربما لو سألتهما : السؤال المبتذل عن الساعة ، أو الدراسة ....
هل يمكنني أن أسألكما ؟
بنوع من السرور المفاجئ أجابا معا ، نعم .
طالبين سنة أولى هندسة كهربائية ، سامر وعماد .
قبل أكثر من أربعين سنة ، كنت في موقعكما اليوم .
....
بالمختصر ، هما أكثر لطفا مني وزملائي يوم كنا في نفس العمر . وجلسنا نتحدث أكثر من نصف ساعة عن الزمن ، موضوعي المفضل .
سألتهما عن سهم الزمن ، عماد قال أنه ينطلق من الماضي إلى المستقبل . لكن سامر ، لم يفكر بالموضوع من قبل .
أنتما تجلسان هنا منذ ، ..حوالي عشرين دقيقة صحيح ، نعم أجابا .
حدث مجيئكما ، وجلوسكما هنا ، كان في الحاضر وصار في الماضي .
صحيح ؟
_ صحيح أجاب سامر ، لكن عماد ضحك وقال لا أعرف .
....
عماد كان مجادلا من طراز رفيع ، وقد أتعبني . وشعرت بالغضب مرات ، وهو يقاطعني ، أو يسخر من فكرتي .
لكن سامر كان يستمع ، ويتقبل الفكرة الجديدة بسهولة .
....
عماد كان رأيه باختصار ، أن الفكرة فلسفية ولا علاقة لها بالعلم .
وأن الزمن الحقيقي ، يحدده الفيزيائيون في المختبرات ، ولا يمكن معرفته عبر التأمل ( والسطلنة ) كما قال بالحرف .
سامر ، كان رأيه أقرب للمجاملة ، واعتبر أن اكتشافي سوف يحظى بالتقدير المناسب مع الزمن . لكن تعرف ، نحن في سوريا قال ضاحكا .
2
الحادثة حقيقية ، وقعت بالفعل ، ووعدني الشابين بقراءة ( النظرية الجديدة للزمن ) وارسال طلب صداقة لي على الفيس . ولم يفعلا .
....
فكرت كثيرا بالأمر ، وكيف يتلقى الآخر _ ون الكتابة الجديدة والمختلفة .
ثمانينات القرن الماضي ، بدايتها في جامعة دمشق ، وخاتمتها في اللاذقية .
كان شاعر لقبه أبو القائد ( يلقي قصائده في كلية الحقوق ) نسيت اسمه . يروج في الجامعة لكتاب له بعنوان " نظرية الثقب " .
مع أن اضطرابه كان واضحا ، كتب له الطيب تيزيني مقدمة الكتاب . وكان الدكتور الطيب يومها أحد أعلام الثقافة السورية ، وأشهر أساتذة الفلسفة في سوريا مع صادق جلال العظم .
وأتذكر الجدالات المديدة ، والساخنة غالبا ، حول تقديم الطيب تيزيني للكتاب ، لا حول الكتاب ونصوصه .
كانت فكرة الطيب ، أن الكاتب يحمل هاجسا ثقافيا ، ويستحق فرصته .
كنت في الموقف المعارض ، وتبريري لذلك بأن نظرية الثقب ، ساذجة .
الثقبية أو الثقب ، لم أعد أتذكر .
3
كيف يمكن التمييز بشكل موضوعي ، بين التفكير الصحيح وبين التفكير الخطأ أو الزائف ؟!
العلم بكلمة واحدة .
الفلسفة لا تكفي ، ولا الدين .
اتجاه التفكير الصحيح يتوافق مع الاتجاه العلمي ، والعكس التفكير الخطأ .
....
لحسن الحظ توجد معايير موضوعية ، وتشمل مختلف أنواع التفكير وأشكاله بلا استثناء .
أختصرها بقابلية الفكرة ( الجديدة ) للحوار والتداول ، أولا أن تكون مقنعة ، بمعنى أن لا تتنافى مع المنطق المشترك ، وثانيا أن تكون صحيحة ، بمعنى أن لا تتناقض مع الوقائع والملاحظات ، وثالثا أن تكون مفيدة ، بمعنى أن يحتاج لها أحد حقول المعرفة كالفلسفة أو العلم مثلا .
4
النظرية الجديدة للزمن ، تفسر الاختلاف _ الذي وصل إلى درجة الفصام _ بين الفيزياء الكلاسيكية وضمنها الفلكية وبين فيزياء الكم .
بعبارة ثانية ،
النظرية الجديدة مقنعة وتتناسب مع المنطق ، وصحيحة تؤيدها الوقائع والملاحظات ، ومفيدة تصحح الخلل بين اتجاهي الفيزياء .
5
اتجاه التفكير العلمي الحالي ومعه الفلسفة غالبا ، أن سهم الزمن ينطلق من الماضي إلى المستقبل ، مرورا بالحاضر .
والنظرية الجديدة ، تزعم النقيض تماما .
كيف يمكن تفسير ذلك ، أو فهمه ، أو تقبله ؟!
....
جميع الملاحظات تؤيد الفكرة الجديدة ، أو الجدلية العكسية بين حركتي الحياة والزمن ، وهي تقبل الاختبار والتعميم بلا شروط أو استثناء .
6
التفكير الصحيح عتبة ، والتفكير الخطأ سقف .
هذه خلاصة بحث قديم وحوار مستمر ، أيضا مع التأمل والتركيز ، وما تزال الفكرة ناقصة وبمثابة المقترح الأولي .
....
إني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل .
بيت أبو العلاء المعري الشهير ، يغني عن الشرح . وهو يجسد التفكير مع فرضية أن الزمن الحالي سقف وخاتمة .
....
ليس من السهل الفصل بين المعتقد والرأي الحالي ، وخاصة في الشؤون الوجودية ، الدينية والفلسفية والسياسية أحيانا .
بحسب تجربتي الشخصية ، يفيد اختيار موقع الجد لا الحفيد خلال الكتابة .
حيث تحضر بقوة فكرة التغير ، وقصور المعرفة الحالية .
أغلبنا وقع بين يديه بعض كتابات الآباء ، والأجداد أحيانا .
وصدمتنا سذاجتهم .
7
من أكثر الأفكار التي استوقفتني بقوة ، موقف أريك فروم من فرويد في قضية الحب ، والجنس بالدرجة الثانية .
يرى فرويد أن الحب محدد ، شخصي ، وفيزيولوجي أيضا .
إذا أحببت الغريب ، ما الذي يتبقى لأبني وأخي ؟ يسخر فرويد من الدعوة المسيحية لمحبة الغرباء .
ويقف على القطب المقابل أريك فروم ، حيث يعتبر أن الحب موقف عام وموضوعي لا يستثني أي انسان ، أو نقيضه العجز عن الحب .
أعتقد أن الموقفين متطرفين ، ونظريين .
8
التفكير الصحيح يتحدد بالاتجاه ، أولا .
التفكير الخطأ نقيض التفكير الصحيح .
....
لنتأمل قليلا موقف العلماء والفلاسفة وغيرهم من أهل الثقافة ، عندما توصل كوبرنيكوس إلى نتائجه الصادمة ، وعلى النقيض من مجمل الفكر السائد يومها :
( الأرض ثابتة ومسطحة وحولها تدور الشمس والقمر والنجوم ) .
....
التفكير الصحيح في اتجاه الغد ، والمستقبل المجهول بطبيعته .
التفكير الخطأ في اتجاه الماضي ، الذي انقضى ويتلاشى إلى العدم .
9
الثأر والانتقام ، والعين بالعين ، محور التفكير الخطأ في اتجاه العنف والغضب والتدمير المتبادل _ الذاتي والموضوعي معا .
....
التسامح والصبر ، والتعلم ، محور التفكير الصحيح في اتجاه الحب والامتنان والتعاون والبناء _ الذاتي والموضوعي معا .
10
التسامح ، موقف وعاطفة وتفكير وسلوك .
التسامح مع النفس أولا .
لنتأمل طفل _ة يتعلم المشي ...
نسبة الخطأ 9 من عشرة ، والنجاح مؤكد .
لنتأمل كهلا ، يتعلم قيادة السيارة أو لغة جديدة ...
11
بالعودة إلى السؤال المحوري :
العمر الفردي هل يتناقص أم يتزايد ؟
الجواب بديل ثالث أو الثالث المرفوع .
....
....
مثال تطبيقي ومزدوج ، على التفكير الصحيح
( العمر الفردي محور الجدلية العكسية بين الحياة والزمن )

1
السؤال اللغز ، الغامض والمحير بطبيعته :
ما العمر الفردي ، طبيعته وماهيته ، وحدوده ؟
وهل يتزايد العمر أم يتناقص ؟!
لو وضعنا السؤال بصيغة جديدة ، ثنائية ، والمطلوب الاختيار بين الصح والخطأ :
عمرك الشخصي ، يتناقص ( صح أم خطأ ) .
عمرك الشخصي ، يتزايد ( صح أم خطأ ) .
الجواب الصحيح ، يتمثل بالبديل الثالث فقط .
كلا الجوابين السابقين خطأ ، لأن العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن .
( الحياة تتزايد من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت . والزمن يتناقص بالتزامن ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى بقية العمر صفر لحظة الموت ) ...ما التفسير العلمي لذلك ( المنطقي والتجريبي بالتزامن ) ؟!
المشكلة لغوية أولا ، ومنطقية ثانيا .
العمر الفردي مزدوج بطبيعته ، وليس مفردا أو أحادي البعد .
بعبارة أوضح ، العمر يدمج الحياة والزمن معا ، بالتزامن .
لكن لا نعرف بعد كيف يحدث ذلك ولماذا ، ولا نعرف شيئا عن العلاقة بين الحياة والزمن : طبيعتها وماهيتها وحدودها .
وبدلا عن التفكير الصحيح بالمشكلة ، والبداية بالاعتراف بها ، ثم تحديد المشكلة ، وتعريفها بشكل واضح ودقيق وموضوعي . ثم عرضها كمشكلة ثقافية عالمية ، وتحتاج إلى الحل . ( في مراكز البحث العلمي ، أو في المؤسسات والهيئات الثقافية _ الفلسفية خاصة ) .
ما يحدث هو العكس ، خداع متبادل على المستويين الذاتي والمشترك .
لو فتحنا أي مقالة أو كتاب عن الزمن أو الحياة ، سنجد الفصل الكامل بينهما ، واستبدال ذلك بثنائية زائفة بين الزمن والمكان ، أو الزمكان تعبير اينشتاين .
....
الفرضية العامة بأن العمر حياة فقط ، خطأ ويلزم تصحيحها .
يمكن التعبير عن العمر بدلالة الحياة ، أو بدلالة الزمن ، ويختلف الاتجاه بينهما ، بدلالة الزمن أو بدلالة الحياة . علاقتهما تشبه اليمين واليسار ، لا وجود للزمن بدون الحياة ولا العكس أيضا .
المستوى الثاني للمشكلة منطقي ، البديل الثالث أو الثالث المرفوع نفسه مشكلة ، فكيف يكون الحل ؟!
البديل الثالث أو الثالث المرفوع ، يتضمن كلا النقيضين .
....
البديل الأول ، الغرق في التفاصيل .
النرجسية مثاله النموذجي والمشترك .
البديل الثاني ، القفز فوق المتناقضات .
الدغمائية مثاله النموذجي والمشترك أيضا .
البديل الثالث ، الثالث المرفوع .
قفزة الثقة مثاله النموذجي والمشترك .
....
حياة الانسان بوصفها مشكلة ، تتطلب الحلول بشكل دوري ومستمر .
أعتقد ، أن هذا التصور للوجود الإنساني ، أفضل من أي تصور آخر معروف ومستخدم اليوم .
حياة الانسان بوصفها نعمة ، تفاؤل مفرط في السذاجة .
حياة الانسان بوصفها لعنة ، تشاؤم مفرط في العدمية .
....
بعدما نفهم أن الانسان _ أيضا الكائن الحي بصورة عامة _ مزدوج بالحد الأدنى ، حياة وزمن ...
يتغير الموقف العقلي بعدها ، بسهولة ويسر .
2
الحياة تتزايد ، ومعها العمر في اتجاه المستقبل .
الزمن يتناقص ، ومعه العمر في اتجاه الماضي .
....
هنا توجد مشكلة ، وهي تتكشف بشكل متدرج : نحن ندرك حركة مرور الزمن بدلالة الساعة .
لكن الوضع ينطوي على مفارقة ، ومغالطة أولا ، حيث أن اتجاه حركة الساعة ، المعمول به حاليا على مستوى العالم ، هو بدلالة حركة الحياة لا الزمن .
بعبارة ثانية ، يجب تغيير اتجاه حركة الساعة ، فهي تتناقص ولا تتزايد بدلالة الزمن . لكن بدلالة الحياة صحيحة ، وهنا تتكشف المفارقة . نحن ندرك حركة مرور الزمن ، مع أننا لا نفهمها ، بواسطة الساعة .
لكن توجد حركة معاكسة بالاتجاه ، ومساوية لها بالسرعة هي حركة الحياة الموضوعية : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر .
تتمثل الحركة الموضوعية للحياة أو التعاقبية ، بالاستمرارية عبر الأجيال .
وهي تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن ، والتي تقيسها الساعة بدقة ، ووضوح وموضوعية .
3
الآن تكشفت الصورة بوضوح ، كما أعتقد ...
الحركة التعاقبية للحياة عبر الأجيال ، نموذجها علاقة الجد _ة والحفيد _ة ، تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن عبر الحاضر ، ونموذجها علاقة الأمس والغد .
هذه الفكرة ، ذكرتها سابقا ولكن ، بشكل متسرع ومبتسر . ولم تكن واضحة في ذهني كما هي اليوم .
بعبارة ثانية ،
الحركة الموضوعية التي ندركها ولا نفهمها ، أننا كنا في الماضي بالفعل ، ونحن الآن في الحاضر .
وتتكرر الحركة باستمرار ، من الولادة حتى الموت .
الحركة نفسها مزدوجة عكسية ، بين حركتي الحياة والزمن .
حركة الحياة الموضوعية ، يمكننا استنتاجها ولا يمكننا إدراكها بشكل مباشر وعبر الحواس أبدا . ( يمكن تشبيهها بحركة دوران الأرض حول الشمس ، لا يمكن إدراكها بشكل مباشر عبر الحواس ) .
بينما حركة الزمن ، يمكن ادراكها وفهمها معا .
كلنا نعرف أن سنة 2022 قادمة بعد عشرين يوما بالضبط ... ولحسن الحظ بدأت الصورة تتكشف بالفعل ، وبوضوح .
4
يمكننا معرفة الحياة بدلالة الزمن ، بشكل دقيق وواضح وموضوعي .
والعكس صحيح أيضا ، يمكننا معرفة الزمن بدلالة الحياة بوضوح .
الساعة التي تمر ، مزدوجة بطبيعتها مثل وجهي العلمة حياة وزمن .
ساعة الحياة تتزايد ، وفق سلسلة من الصفر إلى اللانهاية .
بالتزامن ، يحدث العكس مع ساعة الزمن ، فهي تتناقص بالعكس ، من اللانهاية إلى الصفر .
.....
.....
هامش وملحق ، ربما يلزم في المستقبل خاصة !؟

1
التفكير الصحيح يكون بدلالة الماضي ، والمستقبل أكثر .
الماضي يتضمن الجانب المعلوم ، من المعارف والخبرة ، بالإضافة إلى بعض من المجهول يتصل بالماضي الجديد خاصة ، بينما المستقبل مجهول بطبيعته . بينهما الحاضر الغامض ، والاشكالي بطبيعته .
....
التفكير النقدي يناسب التعامل مع الماضي والحاضر ، وأعتقد أنه ضروري ، بينما يتناسب الفكر الإبداعي مع المستقبل .
....
بعد فهم المترادفات : الماضي الجديد أو الحاضر أو المستقبل القديم ، وقد تكون متلازمة ، وتمثل ثلاثة أبعاد بالفعل ؟!
هذه المسألة سوف تحسم في المستقبل ، بعد نشوء علم الزمن ، ربما !؟
....
مثال تطبيقي على اتجاهي التفكير ، الصح أو الخطأ ...
ما هو الواقع ؟
كل منا كرر التساؤل المشترك ، والمزمن مرات ، بينه وبين نفسه .
عادة ، نزيح الفكر من عقولنا ، بشكل لاشعوري .
لكن رياض الصالح الحسين ، كمثال ، قام بخطوة جديدة كليا _ أبعد من تفكير نيتشه وفرويد ، ومن هايدغر أيضا :
1 _ نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات .
2 _ فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد .
3 _ هايدغر : يلزم تحليل الحضور ، كيف يحضر الانسان في العالم هو الأهم .
خلال سبعينات القرن الماضي ، وكان رياض الشاب العشريني المصاب بالصمم وصعوبة الكلام أيضا ، يفكر بطريقته ، ثم يكتب :
الغد يتحول إلى اليوم
واليوم يصير الأمس
وأنا بلهفة
أنتظر الغد الجديد .
أتساءل كثيرا ، لماذا توقف رياض بعد اكتشافه المذهل ؟
سوف يبقى الجواب لغزا إلى الأبد .
2
يوجد موقف غريب بين فرعي الفيزياء _ مفاده وجود نوعين من القوانين أحدهما للفضاء والأجسام الكبيرة والثاني للأجسام الصغيرة والجزيئات _ وهو معتمد منذ أكثر من قرن ، لتفسير التناقض بين فيزياء الكم والفيزياء الكلاسيكية .
حيث تتمحور فيزياء الكم حول الاحتمال ، والصدفة ، وعدم اليقين .
على النقيض ، من موقف الفيزياء الكلاسيكية ، الذي تتمحور حول قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم ، أو اليقين بعبارة صريحة .
....
تفسير النظرية الجديدة للزمن واضح ومباشر وبسيط ، بالإضافة إلى أنه منطقي وتجريبي بالتزامن ، ويقبل الملاحظة والاختبار التعميم :
الماضي ثابت ، ويستحيل تغييره .
باستثناء الجزء الخاص من ( الماضي الجديد ) .
المستقبل مجهول بطبيعته .
الحاضر بينهما _ أو الماضي القديم أو المستقبل الجديد _ وهو نصف معلوم ( وثابت ) ونصف مجهول ( ومتغير ) .
المشكلة بين نوعي الفيزياء ، تتعلق بموضوع التجربة ، لا بالمجرب أو الأدوات وغيرها .
الماضي هو موضوع الفيزياء الكلاسيكية ، وفيزياء الفلك حاليا . وهو ثابت بطبيعته ، ونتائج التجارب والاختبارات ثابتة أو يقينية .
بينما ، موضع فيزياء الكم هو الحاضر ، لحظة تحوله إلى الماضي .
أو متلازمة ، الحاضر والحضور والمحضر _ بعبارة أكثر دقة _ لحظة تحولها إلى الماضي .
الحاضر والحضور والمحضر ، أو الواقع المباشر ، تعددي بطبيعته . وكل لحظة ينقسم إلى اتجاهين متعاكسين :
الحاضر ، او الزمن والأحدث يتجه إلى الماضي .
بالتزامن
الحضور ، او الحياة والأحياء يتجه إلى المستقبل .
أعتقد أن المشكلة تتكشف الآن بوضوح ، حيث أن مصدرها الخطأ في الاعتقاد القديم ، بأن اتجاه حركة الزمن نفسها اتجاه حركة الحياة .
تضاف مشكلة جديدة أيضا لموضوع التجربة ، يوجد افتراض عام بأن النقطة أو الصفر أو الذرة أو اللحظة واحدة ، مفردة ، وليست تعددية .
بينما الصحيح ، أن الواقع الموضوعي ثلاثي البعد بطبيعته : يتضمن الحياة والزمن والمكان بالتزامن .
بعبارة ثانية ، للصفر أو الذرة أو اللحظة أو النقطة ثلاثة أنواع على الأقل : النوع الزمني والنوع الحي والنوع المكاني .
أعتقد أن هذا التفسير للخلاف بين نوعي الفيزياء ، اقرب إلى المنطق ، من اعتبار أن الجزيئات الصغيرة ، تتواجد باللحظة نفسها في أكثر من مكان وأكثر من زمن . لأن هذا المنطق ، يقوض مبدأ عدم التناقض من أساسه .
ضيعتنا الطرق السهلة .



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير الصحيح ، مثال تطبيقي
- الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا ...
- الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا ...
- ما هو الواقع ، تكملة
- ما هو الواقع ؟
- الأولى تكملة
- فن التفكير _ الأولى
- كلمة أخيرة
- تغيير الموقف العقلي _ عتبة مشتركة بين السعادة والصحة العقلية
- دفتر 12 _ الشقاء الانساني ، تكملة وخاتمة
- كتاب السعادة _ دفتر 11
- علاقة غير مباشرة بين الشعور الكاذب والقانون العكسي
- القسم الثاني _ كتاب السعادة
- العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة السعادة
- كتاب السعادة _ القسم الثاني المقدمة
- كتاب السعادة _ القسم الثاني
- كتاب السعادة _ دفتر 10
- كتاب السعادة _ دفتر 9 تكملة
- كتاب السعادة _ دفتر 9
- كتاب السعادة _ جزء 3 + دفتر 8


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - حسين عجيب - العلاقة بين الحياة والزمن