|
التفكير الصحيح ، مثال تطبيقي
حسين عجيب
الحوار المتمدن-العدد: 7104 - 2021 / 12 / 12 - 14:04
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
مثال تطبيقي ومزدوج ، على التفكير الصحيح ( العمر الفردي محور الجدلية العكسية بين الحياة والزمن )
1 السؤال اللغز ، الغامض والمحير بطبيعته : ما العمر الفردي ، طبيعته وماهيته ، وحدوده ؟ وهل يتزايد العمر أم يتناقص ؟! لو وضعنا السؤال بصيغة جديدة ، ثنائية ، والمطلوب الاختيار بين الصح والخطأ : عمرك الشخصي ، يتناقص ( صح أم خطأ ) . عمرك الشخصي ، يتزايد ( صح أم خطأ ) . الجواب الصحيح ، يتمثل بالبديل الثالث فقط . كلا الجوابين السابقين خطأ ، لأن العمر يتزايد ويتناقص بالتزامن . ( الحياة تتزايد من الصفر لحظة الولادة ، إلى العمر الكامل لحظة الموت . والزمن يتناقص بالتزامن ، من بقية العمر الكاملة لحظة الولادة ، إلى بقية العمر صفر لحظة الموت ) ...ما التفسير العلمي لذلك ( المنطقي والتجريبي بالتزامن ) ؟! المشكلة لغوية أولا ، ومنطقية ثانيا . العمر الفردي مزدوج بطبيعته ، وليس مفردا أو أحادي البعد . بعبارة أوضح ، العمر يدمج الحياة والزمن معا ، بالتزامن . لكن لا نعرف بعد كيف يحدث ذلك ولماذا ، ولا نعرف شيئا عن العلاقة بين الحياة والزمن : طبيعتها وماهيتها وحدودها . وبدلا عن التفكير الصحيح بالمشكلة ، والبداية بالاعتراف بها ، ثم تحديد المشكلة ، وتعريفها بشكل واضح ودقيق وموضوعي . ثم عرضها كمشكلة ثقافية عالمية ، وتحتاج إلى الحل . ( في مراكز البحث العلمي ، أو في المؤسسات والهيئات الثقافية _ الفلسفية خاصة ) . ما يحدث هو العكس ، خداع متبادل على المستويين الذاتي والمشترك . لو فتحنا أي مقالة أو كتاب عن الزمن أو الحياة ، سنجد الفصل الكامل بينهما ، واستبدال ذلك بثنائية زائفة بين الزمن والمكان ، أو الزمكان تعبير اينشتاين . .... الفرضية العامة بأن العمر حياة فقط ، خطأ ويلزم تصحيحها . يمكن التعبير عن العمر بدلالة الحياة ، أو بدلالة الزمن ، ويختلف الاتجاه بينهما ، بدلالة الزمن أو بدلالة الحياة . علاقتهما تشبه اليمين واليسار ، لا وجود للزمن بدون الحياة ولا العكس أيضا . المستوى الثاني للمشكلة منطقي ، البديل الثالث أو الثالث المرفوع نفسه مشكلة ، فكيف يكون الحل ؟! البديل الثالث أو الثالث المرفوع ، يتضمن كلا النقيضين . .... البديل الأول ، الغرق في التفاصيل . النرجسية مثاله النموذجي والمشترك . البديل الثاني ، القفز فوق المتناقضات . الدغمائية مثاله النموذجي والمشترك أيضا . البديل الثالث ، الثالث المرفوع . قفزة الثقة مثاله النموذجي والمشترك . .... حياة الانسان بوصفها مشكلة ، تتطلب الحلول بشكل دوري ومستمر . أعتقد ، أن هذا التصور للوجود الإنساني ، أفضل من أي تصور آخر معروف ومستخدم اليوم . حياة الانسان بوصفها نعمة ، تفاؤل مفرط في السذاجة . حياة الانسان بوصفها لعنة ، تشاؤم مفرط في العدمية . .... بعدما نفهم أن الانسان _ أيضا الكائن الحي بصورة عامة _ مزدوج بالحد الأدنى ، حياة وزمن ... يتغير الموقف العقلي بعدها ، بسهولة ويسر . 2 الحياة تتزايد ، ومعها العمر في اتجاه المستقبل . الزمن يتناقص ، ومعه العمر في اتجاه الماضي . .... هنا توجد مشكلة ، وهي تتكشف بشكل متدرج : نحن ندرك حركة مرور الزمن بدلالة الساعة . لكن الوضع ينطوي على مفارقة ، ومغالطة أولا ، حيث أن اتجاه حركة الساعة ، المعمول به حاليا على مستوى العالم ، هو بدلالة حركة الحياة لا الزمن . بعبارة ثانية ، يجب تغيير اتجاه حركة الساعة ، فهي تتناقص ولا تتزايد بدلالة الزمن . لكن بدلالة الحياة صحيحة ، وهنا تتكشف المفارقة . نحن ندرك حركة مرور الزمن ، مع أننا لا نفهمها ، بواسطة الساعة . لكن توجد حركة معاكسة بالاتجاه ، ومساوية لها بالسرعة هي حركة الحياة الموضوعية : من الماضي إلى المستقبل ، عبر الحاضر . تتمثل الحركة الموضوعية للحياة أو التعاقبية ، بالاستمرارية عبر الأجيال . وهي تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن ، والتي تقيسها الساعة بدقة ، ووضوح وموضوعية . 3 الآن تكشفت الصورة بوضوح ، كما أعتقد ... الحركة التعاقبية للحياة عبر الأجيال ، نموذجها علاقة الجد _ة والحفيد _ة ، تساوي وتعاكس الحركة التعاقبية للزمن عبر الحاضر ، ونموذجها علاقة الأمس والغد . هذه الفكرة ، ذكرتها سابقا ولكن ، بشكل متسرع ومبتسر . ولم تكن واضحة في ذهني كما هي اليوم . بعبارة ثانية ، الحركة الموضوعية التي ندركها ولا نفهمها ، أننا كنا في الماضي بالفعل ، ونحن الآن في الحاضر . وتتكرر الحركة باستمرار ، من الولادة حتى الموت . الحركة نفسها مزدوجة عكسية ، بين حركتي الحياة والزمن . حركة الحياة الموضوعية ، يمكننا استنتاجها ولا يمكننا إدراكها بشكل مباشر وعبر الحواس أبدا . ( يمكن تشبيهها بحركة دوران الأرض حول الشمس ، لا يمكن إدراكها بشكل مباشر عبر الحواس ) . بينما حركة الزمن ، يمكن ادراكها وفهمها معا . كلنا نعرف أن سنة 2022 قادمة بعد عشرين يوما بالضبط ... ولحسن الحظ بدأت الصورة تتكشف بالفعل ، وبوضوح . 4 يمكننا معرفة الحياة بدلالة الزمن ، بشكل دقيق وواضح وموضوعي . والعكس صحيح أيضا ، يمكننا معرفة الزمن بدلالة الحياة بوضوح . الساعة التي تمر ، مزدوجة بطبيعتها مثل وجهي العلمة حياة وزمن . ساعة الحياة تتزايد ، وفق سلسلة من الصفر إلى اللانهاية . بالتزامن ، يحدث العكس مع ساعة الزمن ، فهي تتناقص بالعكس ، من اللانهاية إلى الصفر . ..... هامش وملحق ، ربما يلزم في المستقبل خاصة !؟
1 التفكير الصحيح يكون بدلالة الماضي ، والمستقبل أكثر . الماضي يتضمن الجانب المعلوم ، من المعارف والخبرة ، بالإضافة إلى بعض من المجهول يتصل بالماضي الجديد خاصة ، بينما المستقبل مجهول بطبيعته . بينهما الحاضر الغامض ، والاشكالي بطبيعته . .... التفكير النقدي يناسب التعامل مع الماضي والحاضر ، وأعتقد أنه ضروري ، بينما يتناسب الفكر الإبداعي مع المستقبل . .... بعد فهم المترادفات : الماضي الجديد أو الحاضر أو المستقبل القديم ، وقد تكون متلازمة ، وتمثل ثلاثة أبعاد بالفعل ؟! هذه المسألة سوف تحسم في المستقبل ، بعد نشوء علم الزمن ، ربما !؟ .... مثال تطبيقي على اتجاهي التفكير ، الصح أو الخطأ ... ما هو الواقع ؟ كل منا كرر التساؤل المشترك ، والمزمن مرات ، بينه وبين نفسه . عادة ، نزيح الفكر من عقولنا ، بشكل لاشعوري . لكن رياض الصالح الحسين ، كمثال ، قام بخطوة جديدة كليا _ أبعد من تفكير نيتشه وفرويد ، ومن هايدغر أيضا : 1 _ نيتشه : لا يوجد واقع بل تأويلات . 2 _ فرويد : سيبقى الواقعي مفقودا إلى الأبد . 3 _ هايدغر : يلزم تحليل الحضور ، كيف يحضر الانسان في العالم هو الأهم . خلال سبعينات القرن الماضي ، وكان رياض الشاب العشريني المصاب بالصمم وصعوبة الكلام أيضا ، يفكر بطريقته ، ثم يكتب : الغد يتحول إلى اليوم واليوم يصير الأمس وأنا بلهفة أنتظر الغد الجديد . أتساءل كثيرا ، لماذا توقف رياض بعد اكتشافه المذهل ؟ سوف يبقى الجواب لغزا إلى الأبد . 2 يوجد موقف غريب بين فرعي الفيزياء _ مفاده وجود نوعين من القوانين أحدهما للفضاء والأجسام الكبيرة والثاني للأجسام الصغيرة والجزيئات _ وهو معتمد منذ أكثر من قرن ، لتفسير التناقض بين فيزياء الكم والفيزياء الكلاسيكية . حيث تتمحور فيزياء الكم حول الاحتمال ، والصدفة ، وعدم اليقين . على النقيض ، من موقف الفيزياء الكلاسيكية ، الذي تتمحور حول قابلية الملاحظة والاختبار والتعميم ، أو اليقين بعبارة صريحة . .... تفسير النظرية الجديدة للزمن واضح ومباشر وبسيط ، بالإضافة إلى أنه منطقي وتجريبي بالتزامن ، ويقبل الملاحظة والاختبار التعميم : الماضي ثابت ، ويستحيل تغييره . باستثناء الجزء الخاص من ( الماضي الجديد ) . المستقبل مجهول بطبيعته . الحاضر بينهما _ أو الماضي القديم أو المستقبل الجديد _ وهو نصف معلوم ( وثابت ) ونصف مجهول ( ومتغير ) . المشكلة بين نوعي الفيزياء ، تتعلق بموضوع التجربة ، لا بالمجرب أو الأدوات وغيرها . الماضي هو موضوع الفيزياء الكلاسيكية ، وفيزياء الفلك حاليا . وهو ثابت بطبيعته ، ونتائج التجارب والاختبارات ثابتة أو يقينية . بينما ، موضع فيزياء الكم هو الحاضر ، لحظة تحوله إلى الماضي . أو متلازمة ، الحاضر والحضور والمحضر _ بعبارة أكثر دقة _ لحظة تحولها إلى الماضي . الحاضر والحضور والمحضر ، أو الواقع المباشر ، تعددي بطبيعته . وكل لحظة ينقسم إلى اتجاهين متعاكسين : الحاضر ، او الزمن والأحدث يتجه إلى الماضي . بالتزامن الحضور ، او الحياة والأحياء يتجه إلى المستقبل . أعتقد أن المشكلة تتكشف الآن بوضوح ، حيث أن مصدرها الخطأ في الاعتقاد القديم ، بأن اتجاه حركة الزمن نفسها اتجاه حركة الحياة . تضاف مشكلة جديدة أيضا لموضوع التجربة ، يوجد افتراض عام بأن النقطة أو الصفر أو الذرة أو اللحظة واحدة ، مفردة ، وليست تعددية . بينما الصحيح ، أن الواقع الموضوعي ثلاثي البعد بطبيعته : يتضمن الحياة والزمن والمكان بالتزامن . بعبارة ثانية ، للصفر أو الذرة أو اللحظة أو النقطة ثلاثة أنواع على الأقل : النوع الزمني والنوع الحي والنوع المكاني . أعتقد أن هذا التفسير للخلاف بين نوعي الفيزياء ، اقرب إلى المنطق ، من اعتبار أن الجزيئات الصغيرة ، تتواجد باللحظة نفسها في أكثر من مكان وأكثر من زمن . لأن هذا المنطق ، يقوض مبدأ عدم التناقض من أساسه . ....
#حسين_عجيب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
الى متى تبقى العلاقة بين الحياة والزمن ، خارج الاهتمام الثقا
...
-
ما هو الواقع ، تكملة
-
ما هو الواقع ؟
-
الأولى تكملة
-
فن التفكير _ الأولى
-
كلمة أخيرة
-
تغيير الموقف العقلي _ عتبة مشتركة بين السعادة والصحة العقلية
-
دفتر 12 _ الشقاء الانساني ، تكملة وخاتمة
-
كتاب السعادة _ دفتر 11
-
علاقة غير مباشرة بين الشعور الكاذب والقانون العكسي
-
القسم الثاني _ كتاب السعادة
-
العلاقة بين الحياة والزمن بدلالة السعادة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني المقدمة
-
كتاب السعادة _ القسم الثاني
-
كتاب السعادة _ دفتر 10
-
كتاب السعادة _ دفتر 9 تكملة
-
كتاب السعادة _ دفتر 9
-
كتاب السعادة _ جزء 3 + دفتر 8
-
كتاب السعادة _ جزء 3
المزيد.....
-
مقتل وإصابة أكثر من 59 فلسطينياً في استهداف إسرائيلي لاستراح
...
-
بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمن
...
-
تونس: السجن لعامين بحق المحامية سنية الدهماني التي انتقدت -م
...
-
روسيا تسيطر على أول قرية في دنيبروبيتروفسك
-
كيف تلطخ -مصايد الموت- في غزة أكياس الطحين بالدم؟
-
بعد سنوات من الخلافات.. قبرص تعتزم دعوة أردوغان للمشاركة في
...
-
إيران تعلن ارتفاع ضحايا الهجوم الإسرائيلي وتهدد بالرد على أي
...
-
نيوزويك: من يقف وراء نصب الكمين لرجال الإطفاء بولاية أيداهو؟
...
-
ثاني وزير في الكاميرون يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية
-
فرنسا ومدغشقر تبحثان حل نزاع الجزر المتناثرة
المزيد.....
-
نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي
...
/ زهير الخويلدي
-
Express To Impress عبر لتؤثر
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
المزيد.....
|