أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (الرَّب المُتشاؤم)















المزيد.....

(الرَّب المُتشاؤم)


محمد جبار فهد

الحوار المتمدن-العدد: 7095 - 2021 / 12 / 3 - 02:23
المحور: الادب والفن
    


”أنا مُؤمن بالرّب،
لكنني لستُ راضٍ عن العالم الذي خَلقه...“

دوستويفسكي - أديب روسي

- - -

”مَزاجيّة رسّام هي، فكيف
يُمكنَه أن يَشرح لَهم ويُقنِعَهم؟“

جون آشبري - شاعر أمريكي

- - -

”أيها الموتى...
أنّني أحدثكم لِوَحدكم؛
لأنّكم وحدكم تَعرفون الحقيقة“

محمد جبار فهد - شاعر وكاتب عراقي

:::::::::--------:::::::::::---------:::::::::::------:::::::::::

عندما يَبتهج الألم،
يَنكسر الكون...

...

ميّتة هي الأشياء
حين أفتح عيوني..
ميّتة هي...
حين أغلقُها وأسرح...
أسرح في الهزائم والأوجاع..
لماذا أحيا؟ لا أدري...

...

كانت التفاصيل الكبيرة
- مَعها الصَغيرة - تُؤلُمُني..
أما الآن، فما عاد هُناك شيء يَهمُني..
أسهر عليه وأنقذُه، أدافع وأكافح من أجله..
لا... رُبما ثمّت شيء.. تذكرت؛ - أنّه - اللاشيء..

...

وَحيدٌ مَع هذه
الشوارع الطافحة
بالفتيان البِدائييـــن..
وَحيدٌ مَعي ومَع هذهِ المَع...

...

لا أريدَ أن أنجو
من هذا الألم الذي يتصدّر
أعماق ذاتي.. كُلَّ اِبتغائي أن تَختفوا..
بلا رَجعة.. بلا رَجعة..

...

سِيجارةٌ ولَيلٌ ومَقطوعةٌ موسيقية،
بَعد الإستمناء على فيلم إباحي قصير...
مُتعة لا يَدركُها سوى أولئك
الذين يَزورون مَوتهم مرّة، كُلّ اسبوع..

...

إنّما الفَضفَضة والثَرثَرة ضَربٌ مِن الآلام الدفينة... وأنا أطرشٌ.. لا ربَّ لي ولا قَلب.. تائهٌ في لُجَج رأسي اُفتِّشُ عَن عرّافة... أسبحُ في الفراغ المُعتم واُعاين مَهدي كيف تَهزُّهُ أمّي... أضرمُ النار في نَعشي... فمَهدي يَكفي لموتي.. يَكفي لموتي..

...

لاأحد يَعرف معنى الرَحيل..
لاشيء يَعرف معنى الهَرب..
كُلُّ مَن/ما يَزورنا ويَحلُّ
ضيفاً في فندق الذات..
يَظلُّ... قابعاً هناك... يَهمُس..

...

لا أشعر بأصابعي..
يَرتَعشُ الدُخان..
يَخرجُ عنوةً..
يَرقدُ مع الهَواء..
أسعل.. اُصابُ
بالغَثَيان الجارح..
دخّنتَ كثيراً،
وأفرطتَ في اليَقَظة..
ماذا أفعل؟ أنظرُ إلى الساعة..
أنّها الخامسة فجراً..
ألعنُ اليوم الذي وُلِدتُ فيه،
أغسلُ وَجهي، أرتدي ثيابي،
وإلى مُستقبَلي المَجهول أتجه..

...

أنتِ مَوهومة..
وهناك ألغام قابعة في رأسك
لم يطأها أحد بعد.. لازلتِ فراشة
ذهبية.. لم تنفجري بعد.. ولم تتألمي
الألم الحقيقي بعد.. كل الذي تشعرين به
هو المَطر الدافئ.. والنَدى المُتدلّي على
أجنحة القناديل الناعسة.. بعدكِ لا تعرفين..
يا أيتها الطفلة التي ما زالت تهوى دُماها،
وليس بوسعها - حتى الآن - أن تتخلّى عن شيء..
بعدكِ لا تعرفين ماذا يَعني أن؛ ”في كُلِّ
خيرٍ ثمّت شرٍّ مُستطير“.. فأنتِ عاطفية بجنونٍ غير مَسبوق
وعَمياء بيقينٍ تام، ولا تَدركين هذه الحقيقة الواضحة الأزلية..

...

مَن يَراني
مثلما أنا أرى نَفسي،
فَلَن يتقبّل حَقيقتي الساخطة..
ولن يكون بوسعه أن يَحملُ جُزءاً منها..

...

على الأديان أن تَجعل
صلاة لهؤلاء الأحياء،
فهم أموات أكثر من التُراب..

...

حتى أولئك الإيجابيين
الذين يَعشقون الحياة
بقساوتها وإنكساراتها،
يَبكون ليلاً.. أكثر منّا
نحنُ، مُقدّسي الدموع...

...

أحياناً؛
أشاهد إيماني البسيط
يُرشَق بأعباء الحياة وبالقلق المؤبّد..

أحياناً؛
أفكّر... بأنّ لولاه -
هذا الإيمان/هذا
العَزاء الأكبر -
لكنتُ قد أنتحرت
منذ أمدٍ طويل... بوَحشية سافلة..

أحياناً؛
أنا بِلا-إيمان..
أجلسُ على كُرسيِّ
الأزرق المألوف، ويَدي
اليُسرى المقبوضة تحت
فَكي، اُحدِّقُ في عيوني...

أحياناً؛
أحتاجُ فقط
إلى حبّة پَنسلِين..
أما ”الحقيقة وپيسوا“
فللمُثقفين والنُقاد والأغبياء..


أحياناً؛
أتناول الشيطان
على صحن فضّي بشوكة مَعكوسة..

أحياناً؛
أنحني لِجَسارة
الأباطيل والخُرافات...

أحياناً؛
تُريني نَفسي
أرقاماً مَقلوبة أجهلُها...

أحياناً؛
أتبضّع، مِن ذلك
الجَزّار، مَزهريّات أثرية..

أحياناً؛
أركلُ الله
بقدميَّ
العاريتين
دون أن ألاحظ..

أحياناً؛
أشكرُه على صَمته..
فرُبّما كلامه سيكونُ أكثرُ هُراءاً..

أحياناً؛
أعوذُ بالله مِن
الله ومِن كُلِّ شيءٍ آخر...

أحياناً؛
لا أقيّم الأشياء..
أتركها كما هي.. مَفتونة بعدميّتها..

أحياناً؛
أكونُ المُعجزة
المُستحيلة الحدوث..

أحياناً؛
لا أحتاج إلى
خاتم فرودو كي
أختفي.. فَقط دَمعة..

أحياناً؛
أخلاقي تَغدو
رماداً حين تُعاين
اِمرأة عجوز مَشنوقة،
على أحد الجسور، تتسوّل عن معنى...

أحياناً؛
أنا هذه العجوز المَشنوقة...
لكن لا أحد يَرى.. لا أحد يَرغب بالرُّؤية..

أحياناً؛
اَصمُت.. اُضحّي..
اُبالي.. أحاولُ أن أفهم..
أبتهج كأنَّ شيئاً لَم يَحدُث..

أحياناً؛
أهدء وأُطفئ شَمعة
الوَعي، ولا أكترث البتّة.. أحزن فحسب..

أحياناً؛
أحطّم قنينة
البِيرة وأُركّز في
صُّداعي المُسكّـــر..

أحياناً؛
أنا هذه الصَومعة..
هذا المُأذّن الكَهل الخائف..

أحياناً؛
أنا لستُ الرَّجُل..
لستُ المَرأة.. ولَكنني
ثالِثهُما.. كما جاء في الحَديث...

أحياناً؛
كُلُّ شيء أسود.. حتى الرَّبّ..

أحياناً؛
لستُ سَوداويّاً
ولا عَبثياً.. لا لا، ولا حتى ساديّاً..

أحياناً؛
أنا رّبٌ يَزدري
الرُّبوبية، مِثلما كنتُ
قبل، إنسانٌ يَزدري الإنسانية..

أحياناً؛
حُلمي الوحيد
يَقف على قُضبان زنزانة..

أحياناً؛
أنا السجنُ
والسَجين
والزنزانة...

أحياناً؛
تُعلِّمُني الكيمياء
بأنّني مَصنوع من ”كاربون“..
مِثلي مِثلَ كُلّ شيء آخر لا قيمةَ لهُ ولا شأن..

أحياناً؛
أشعرُ بأنّ دقات قلبي
هي الصوت الذي أصطفاه الكون له..

أحياناً؛
لا أحسُّ
بأنّني على قَيد
الحياة حتى... ولا أصلاً مَولود...

أحياناً؛
أبي القصّاب
وأمّي المَزهريّة
وأنا التاجر الوَغدُ اللَعين..



#محمد_جبار_فهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مَرْيَم)
- المُتثائب
- (الإلٰه الأعمى)
- (زنزانة الذات)
- (الرسالة الأولى)
- (الرسالة الأخيرة)
- (تحطيم الذات أو الخروج من الأنا)
- (وِلادة إلٰه)
- (اللّيلُ المُغنّي)
- (من أوجاع الشيطان)
- (سجين الوجود)
- (أرجوحة الوحدة) - (بلا ضجيج نرحل)
- (لُعبة شريرة)
- (إلى بودلير)
- (شخبطة سافلة)
- (طوبى لك)
- (نهاية النهاية) أو (تراتيل كونية)
- (يطلقون عليه موتاً، أولئك الأموات)
- النهاية
- مللتُ من أن أشعرُ بالملل..


المزيد.....




- أقوى أشارة لتردد قناة روتانا سينما 2024 لمشاهدة أحلى الأفلام ...
- زوج الممثلة الإباحية يتحدث عما سيفعلان -بعد نهاية محاكمة ترا ...
- الممثل الأمريكي هاريسون فورد لم يساند في هذا الخطاب المظاهرا ...
- مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 مترجمة باللغة العربية وبجودة HD ...
- لأول مرة.. مهرجان كان يخصص مسابقة لأفلام الواقع الافتراضي
- مشاهدة ح 160 مترجمة… مسلسل قيامة عثمان الحلقة 160 والموعد ال ...
- ضجة وانتقادات تحيط بزيارة محمد رمضان لمعرض الكتاب بالرباط
- اليابان بصدد تطوير منظومة قائمة على الذكاء الاصطناعي للترجمة ...
- بالغناء والعزف على الغيتار بملهى في كييف.. بلينكن للأوكرانيي ...
- وفاة -سيدة فن الأقصوصة المعاصر- الكندية أليس مونرو


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد جبار فهد - (الرَّب المُتشاؤم)