أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - من.. يشترى الوهم منى..؟؟؟















المزيد.....

من.. يشترى الوهم منى..؟؟؟


شهد أحمد الرفاعى

الحوار المتمدن-العدد: 1656 - 2006 / 8 / 28 - 08:38
المحور: المجتمع المدني
    


من يشترى الوهم..لا يشتكى الوهن.
=========

من يشترى الورد منى ؟؟ هكذا تغنت ليلى مراد قديماً ولكنى اليوم أعتذر لها وأقول مين يشترى الوهم منى؟؟
وشتان ما بين الورد والوهم.. فالأول يحمل كل معانى الحياة ورموزها مابين الحب والصفاء والغيرة..ووو
ولكن الوهم يحمل نفس المعانى ولكنها معكوسة المعنى والهدف..
ولكن قد يكون الوهم محمول على جناح همسة ..لمسة..وممكن بوردة.. وردة تقدم لك ولكِ تنطق بالجوى وترمز للحب والسعادة ..قد يأتيك فى كل لقاء مشاتل من الورود الحمراء ..تبثك الغرام والهوى..ولكنها تحمل بذور الوهم..وهم اسمه السعادة والحب..
وقد نسعى نحن بأنفسنا وراء هذا الوهم..وهم السعادة..معتقدين أن السعادة تكمن بداخل هذا الوهم..
السعادة.. يسعى إليها الكافر والمؤمن السوى والغير سوى ..إلخ.
السعادة هى الطمأنينة والشعور بالراحة والإحساس بأنك ملكت الدنيا وما فيها..وملكت بخير أعمالك بها أيضاً ملكت الآخرة..ولكن المهم هو أن تحقق ذاتك فى هذه السعادة.
تلك هى السعادة الحقيقية ..ولكن هناك السعادة الوهمية مثل وهم السعادة فى المال.. او سكن القصور..أو الزواج برجل غنى..
والحقيقة لو بحثنا لوجدنا أن كل هذه النماذج إنما تعيش التعاسة وليست السعادة..فجمع المال فى حد ذاته أوإستثماره والخوف من ضياعه والقلق عليه لهو قمة التعاسة وليس السعادة..
وهناك بالقصص القرآنى قصة قارون ..وفى العصر الحديث قصص لمشاهير برغم الغنى والمال إلا أنهم إما ماتوا منتحرين أو يعانون من مشاكل نفسية معقدة.. وأكبر مثال على ذلك كريستينا أوناسيس.. فمن يبحث عن المال فهو فى ضنك إلى يوم الدين.
وهناك من يبحث عن وهم السعادة فى الشهرة.. أو المنصب أو الشهادات وووو.
ولكن من منا لا يريد أن يكون سعيداً ؟؟
سؤال غريب طبعاً فكل من على أرض البرية يسعى وراء السعادة الحقيقية..ولكن هناك من يسعى وراء السعادة الوهمية..سواء بالعمل الجاد أو النصب والإحتيال واساليب النوع الثانى كثيرة ومتعددة نذكر منها على سبيل المثال ..الدجل والشعوذة.ووو
وقد أثار حفيظتى شخص تواجد على إحدى الفضائيات الشهيرة برقصها وهلسها ولكن مقدمة البرنامج لها برامج متنوعة وشهيرة وجديدة ..
جلست أسمع واشاهد العجب فى الكلام والحديث عن أساليب جلب السعادة الوهمية ..وما هو إلا دجل وشعوذة برأيى ورأى أى عاقل يعمل على تفعيل الجزء الخامل الموجود بأعلى جسده ..
وللأسف أن من يقع فريسة لهذا الدجل والشعوذة فئة ليست بقليلة سواء من العامة او غيرهم..ومنهم أعداد كبيرة من المثقفين ويكون بغية الحصول على السعادة والجرى وراء راحة البال وهم لا يعلمون أن مفاتيح السعادة أولاً هى بيد الله سبحانه وتعالى : ( ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يتنفس فى السماء ) وليس هناك أروع من هذا لتصوير التعاسة والشقاء. وثانياً هى نابعة من داخل الإنسان.. بنزعه الغل والحقد من قلبه وإستبداله بالحب لكل من حوله. وإستبدال الغضب بالتسامح .. ( وإذا ما غضبوا هم يغفرون ) وإستبدال الظلم بالعدل.. والإيمان القوى بأن ما الخير إلا من عند الله وماالشر إلا من أنفسنا..
فالصفاء والنقاء الداخلى والحب للحياة ولكل ما هو موجود حولنا هو طريقنا للسعادة الحقيقية .
.ويتملك المرء العجب عندما يعلم أن دراسة ميدانية حديثة قام بها الدكتور محمد عبد العظيم أستاذ بمركز البحوث الجنائية في القاهرة..تشير إلى أن نخبة كبيرة من المثقفين وذوي المراكز المرموقة في عالمنا العربي، يمارسون أساليب الدجل والشعوذة سعيا ً وراء السعادة وذلك ما بين قراءة الفنجان وفتح المندل وقراءة الكف وأيضاً قراءة الطالع والأبراج وهذه الأخيرة لها نصيب الأسد من إهتمامهم
وأضاف .. إن هناك ربع مليون دجال يمارسون الدجل
والشعوذة في الشرق الأوسط وأن العرب ينفقون خمسة مليارات دولار سنويا على السحر والدجل والشعوذة. كما أظهرت الدراسة أن 60 في المائة من نساء العرب يترددن على المشعوذين سرا وعلانية لمعرفة ماذا تحمل لهم الأيام القادمة من أحداث سعادة وشقاء.
فماذا تركوا للعامة والجهلة ؟؟
لاشك أن السعادة هى الهدف ..ولكن كيف الوصول إليها هذا ما يختلف عليه الناس..؟؟
هناك من يفضل السعى لمعرفة الغيب ..ولكن..وإن علمتم الغيب لأخترتم الواقع..
والبعض يفضل الإنتظار ..والبعض يفضل التخطيط والعمل على الوصول للسعادة بخطوات مسبقة ..وبرأيى أن هذا هو السبيل الأمثل ..فكل شىء مدروس تكون خسائره قليلة وسهل التحكم بنسبتها.
.قد تتساءلون وهل السعادة تخضع ايضاً لدراسة جدوى ؟؟
ولم لا نخضعها لذلك ..وما التقدم العلمى إلا لتسخير كل الوسائل الممكنة لتحقيق السعادة للإنسان ولكن نسىء نحن الإستخدام..فنحول من أساليب السعادة مصدراً لتعاستنا ..
وأبرز مثال عصرى يحيط بنا ويمسك بتلابيب مجتمعاتنا العربية الآن وينسج خيوطه العنكوبتية حولها ..جهاز الكومبيوتر وعالم الإنترنت..وما يحمله لنا من صالح وطالح..هذه النكنولوجيا الحديثة صممت لكى تجلب لنا السعادة فى تصفح المعرفة بشتى أنواعها ..ولكن البعض حولها بضحالة تفكيره إلى أسوأ وسيلة لتحقيق السعادة وأسرع وسيلة للتعاسة..
وما دليل على ذلك أقوى من مجموعات الشات المنتشرة على الإنترنت.. وما تسببت به فى تدمير بعض الشباب والكبار أيضاً..فهناك بيوت تهدمت وخربت ..والسبب محادثة خفية لا هدف منها ولا طائل سوى تضييع الوقت..والدخول بمتاهات الحب الزائف والسعادة الوهمية ..وإشباع للشهوات وإطفاء نار رغبات مكبوتة وتكون النتيجة ضياع طرف من الطرفين ..وإهدار وقت ومال وصحة والنتيجة الغالبة خراب بيت وهدم أسرة فى الغالب.. وذلك سعياً وراء تحقيق مفهوم السعادة..وفى الحقيقة هى التعاسة بعينها..
وهنا الحيرة أن الغرب يبتكر ويفكر ويبدع ونحن نستخدم هذه الإبتكارات والإختراعات فى جلب التعاسة لأنفسنا..
والحقيقة تقول أن مرتادى الشات من الجنسين عددهم فاق كل تصور ..ومهما تنوعت الأحاديث فبالنهاية تصب فى مجرى واحد ثرثرة وضياع للوقت .. وقد نجح الشات أن يكون السبب الرئيسى فى شتات الأسرة العربية.. فقد أصبح لكل فرد عالمه الخاص من أصدقاء هلاميين لا يعلم عنهم سوى أسمائهم المستعارة.. لا يلمس إلا حروفهم ..وعندما تقترب الملامسة الحقيقية يتبدد كل شىء وتذوب الصداقة أو أى مسمى آخر .وتتبخر السعادة الوهمية وتضيع مع عالم الستالايت وأزيز شاشات العنكبوت الفضائى...
ومن الأساليب التى يتفنن فيها البعض أيضاً للحصول على السعادة الوهمية قراءة الطالع والأبراج..
فترى تهافت الناس على القنوات التى تبيع وهم السعادة فى طالع أو فى تفسير حلم أو قراءة برج.. وأيضاً وصل ذلك للشبكة العنكوبتية .. فسهلت أمر ذلك العبث ..فبرسالة تشترى الوهم..
أيضاً الإعلام وللأسف الشديد من أكثر العوامل المساعدة على انتشار هذا الهراء الفضائى ..( أبين زين واوشوش الودع ) فلقد خصصت قنوات وبرامج فضائية لنشر هذا الدجل ..والغريب هذا التناقض بين كلامنا عن التقدم ووجوب مسايرة العصر ونحن بهذا التخلف العقلى والتغييب العقلى .. فكيف يكون التطور ونحن نسعى وراء طالع أو تفسير حلم بل أن هناك من يبدأ يومه على اساس قراءته لطالعه أو برجه .. بل يجعلها تتحكم فى مشاريعه وصفقاته..
فكيف تتفق الرغبة فى التقدم والتحديث مع الخرافة والجهل .؟؟.
وقد يقول قائل .. أن علم الفلك علم قديم ومأخوذ عن المصريين القدماء ويرجع هذا العلم إلى حوالي 8 آلاف عام قبل الميلاد، هذا صحيح ولكن بدورنا وكماهو متبع بعالمنا العربى نفسد كل شىء جميل ونحوله إلى وجهه السىء..فقد قام الدجلة والمشعوذين بواجبهم نحو ذلك العلم من حذف وإضافات وتضليل.. وجعلوا من حركة الكواكب رموز ومعانى مؤثرة على الناس..و عموما فقد أولى الأحكاميون العرب أهمية كبيرة لسهم السعادة بالخصوص, و اقتصر فريق من المنجمين المعاصرين على حساب سهم السعادة فقط
ومن أحدث هذه أساليب البحث عن الوهم.. قراءة الكف عن طريق القنوات الفضائية مما جعلنى أكاد اموت ضحكاً ..كيف يمكنه تحليل المستقبل من قراءة الكف على الهواء مباشرة ؟؟
وهناك من يظن أن فى الزواج الثانى السعادة وما هى إلا كبسولة تنتهى السعادة معها بإنتهاء مفعولها.. فهى سعادة وهمية عابرة.
وأيضاً من يصاحب كافة المسكرات والمخدرات و السيجارة ويعتقد أن فى نفث دخانها نفث لهمومه ..وما هى إلا نفث مرتد لداخله يحمل له المرض بعد قليل وهو لا يعلم..ويتمادى أيضاً وإن علم.
وهناك من يتصنع السعادة الوهمية وهو بداخله يتألم
وبالنهاية لماذا نبحث عن السعادة الوهمية وبينما السعادة الحقيقية هى بين أيدينا ومن حولنا؟؟
البحث وراء المستحيل هو ما يصور لنا أن تلك هى السعادة الحقيقية وهى العكس تماما ً
فلتقتنع بما لديك وتأمل بما هو لديك وليس بموجود عند غيرك.. قناعة النفس هى أقصر الطرق للسعادة الحقيقية.. وإذا تغيرت رؤيتك لأفكارك تغيرت معها الدنيا..
وهم السعادة يعيش بداخل كل منا.. هناك من يخاف الإقتراب وهناك من جرب الإقتراب وعاش قلق ما بعد الإقتراب وهناك من يغازله عن بعد ..
وتمنياتى للجميع بسعادة حقيقية وليست وهمية.

26أغسطس 2006م



#شهد_أحمد_الرفاعى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلام/ ودماء /وقضبان/ وشعب مهان
- زمن النفاق..و..أرض النفاق
- و.. أوطانى منورة بحكامها
- حمام النار..و..ساحة الدم
- العذاب..إمرأة مطلقة
- فلتقربوها ..إنها حلال
- الذااابح..و المذبوح
- الخرس العاطفى
- كل..على..ليلاه..يرقص
- حاجز الموت والحياة ( 11 )
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء العاشر
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء التااااسع
- طبق الشوربة
- فتاااااوى..مجهولة..النسب
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الثااامن
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء السابع
- إنتبهوا المستقبل يضيع ما بين الخصر وال 2
- لماااااااااااااااااااذاااااااا؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الساااادس
- حاجز الموت والحياة ( قصة ) الجزء الخاامس


المزيد.....




- بدء أعمال لجنة الميثاق العربي لحقوق الإنسان بمقر الجامعة الع ...
- مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: نشعر بالذعر من تقارير وجود ...
- اعتقالات جماعية في جامعات أمريكية بسبب مظاهرات مناهضة لحرب غ ...
- ثورات في الجامعات الأمريكية.. اعتقالات وإغلاقات وسط تصاعد ال ...
- بعد قانون ترحيل لاجئين إلى رواندا.. وزير داخلية بريطانيا يوج ...
- تقرير أممي مستقل: إسرائيل لم تقدم حتى الآن أي دليل على ارتبا ...
- الأمم المتحدة تدعو بريطانيا إلى مراجعة قرار ترحيل المهاجرين ...
- إغلاقات واعتقالات في الجامعات الأميركية بسبب الحرب على غزة
- مراجعات وتوصيات تقرير عمل الأونروا في غزة
- كاريس بشار لـCNN: العنصرية ضد السوريين في لبنان موجودة لدى ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شهد أحمد الرفاعى - من.. يشترى الوهم منى..؟؟؟