أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - مجرد لفتة















المزيد.....

مجرد لفتة


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 7089 - 2021 / 11 / 27 - 01:55
المحور: الادب والفن
    


عبرت
درب لهفتنا
أضفيتم عليها صفة
كريمة
ومن يد أولي أمر
منكم
كنتم قد صنفتمونا
~~ كبشر سخرة ~~~
كدواب غشيمة
لتدل على حسن ضيافتكم
طوال دهور مديدة
من الرق الأحتيالي
على انهماكنا بالعيش
سوياً
في اسطبل
حياة
وبلا إخلاء سبيل
لعتق رقبة
يذكر
-
لمواطنين ملقى عليهم
ال-ق-ب-ض-
في سجن محكم
طوال دهر طويل
من العقوق المدني
-
لشعب يطوي
أجلاً طويلاً
في حيز مسافة قصيرة
في جر عربة
دقيقة سخط
محملة كجلجلة جرس
في رقبة
دقيقة صمت
محزومة
بعاهة بطء
حركة
وضعت بين دواليبها
العصيّ
والعصيان
-
مسنودة
على ضلع كبت
مزمن بعذاب ضمائرنا
كأضلع إنسانبة محطمة
فت من عضدها
دهوراً مطوية
من الإهمال الجاري

كمهج مفتتة جار الزمان عليها
وهي تتطلع بعيون
ذاوية
سملتها
نظرات مفقوءه
ضلت عن بصيص النور
وانفض عنها ألق الهداية
-
يوم كانت نفسي
تحدثني
عن صرخات حرية مكبوتة
عن تحشرجات
مطبقة الفم
عن تنهدات
خرساء بالمحافل العامة
عن همسات تاهت
في حفلات
تأويل الهسيس
من الوقوع على وجه إشارات استفهام
تدحض بعضها
في مواربة واحجام
وترتد
كأزيز باب موارب
بوجه مواطن

بعدما توقف شجار الألسنة
من الرعب
على قارعة الطريق
-
يتمهل
ليتلقى
ضربة هراوة ذل
أو رمية سهم
لمنية عاجلة
-
والشعب الشامي
محزوم بسلا ـــ ل النسيان
مدحور طوال دهر عتيق
و مربوط في نير
طلب الرزق
كالديك المذبوج
للسعي
كالدواب الغشيمة
خلف عربات الركب الحضاري ~
والمحضرين جيداً في مختبرات الإذلال
لامتطاء صهوة خنوع
مقموع
في كل مناسبة خضوع
وللاستعمال عند الحاجة
في اسطبلات محكمة الطوق على رقابهم
و بحظائر مسيجة بحبائل فخاخ
عصية على إطلاق السراح
~
وأحيانا أخرى متروكة بالفلاة
أو في خلاء داشر
يصعب قيادها
إلا في غياهب السجون
و المعتقلات
مع نباح ديك
نهيق العتق
وفي أقبية التعذيب
-
أو لاستعمالهم كبشر
مشقة
في جر أسمال بالية
بأساليب قمع
التدقيق في أسارير
انشغالهم
لمعاينة
رضوخهم
لأولي الأمر

أو كمستنذفين حتى آخر رمق
في حظائر حيوانات أهلية
ليضحي بهم كقرابين
حية
لمذابح بشرية
في حمى محسوم
لصالح القحط الأستهلاكي
-
والمكلومين
بحصاد جباية العسرة
وهم المحزومين وبعناية فائقة
بأنظمة تعسفية
مغلفة بالقهر المدني
لشعب مقموع
في منقوع الغل
مسدود الأفق ~
مكسور الخاطر
محشوم ~ ومحشور بنقص تروية شموخ
وفي حالة استرخاء استلقاء ذاتي
طوال عهودكم الطويلة الأجل
-
ولمن ...؟
وأنا خمسون عاماً محشو في ربطة حشد
ملفوفة بأربطة عنق ~
مواثيق أنظمة تعسفية
ومضمومه بسم إبرة
وخز الضمير الأهلي
مع وكز بحربة الحرص الأمني
وملقى بهم في مجارير سارية المفعول
من الدفع الخلفي
في مواكب حشودكم الهائلة
المحزومة لأمركم
-
وهم المتمتعون
وبعناية دستورية فائقة
وفي تركهم
ينعمون
في استفتاء ديمقراطي عادل
جرى باحتفالات مهرجانات وطنية صاخبة
حتى أضحينا والله ~ فرجة بين الأمم
وأعيادنا الوطنية
موضوع تهكم العالم الحر
على شدة بلاهتنا
في سن قوانين ما أنزل بها دستور الهوان
من سلطان
*
2
هذه الجماهير المشتعلة
بأعواد كبريت
الهتافات الصارخة
وهي تحترق كشمعة ضليلة
تذوي بخفوت
في ترديد
ملاحم الأناشيد الوطنية
التي لم يعد فيها من لهيب يلسع
مشاعر يأس ~
ولا يحث
أحاسيس شدة بأس ~
مستسلمة ~ للإنطفاء الذاوي
مقبلة مدبرة
للإنكفاء التلقائي
-
وهي أيضاً الطليقة لأسركم
شعوبا حرة هكذا جزافا
أوعلى وشك
التضحية بعيشهم ~ المقل
في مجارير الحرية
وفي خنوعهم
بذل
تحت أرجل
أولي الأمر
~~~
3
ولأنني أنا المواطن العادي والحيادي
والمتوقف على هامش
الأحداث الوطنية الجارية
غير مدعو لوليمة ديمقراطيه
أو حفل راقص اقتراعي
ولا لست من المقربين
لحضور عرس اجتماعي وطني
تتناكح فيه الأمه العربية
وتفض فيها البكارة القومية
أقطاراً عربيه جديدة
وجزر صغرى
وحارات شعبيه عظمى
وأزقة أقطار مسدودة
وهي في كل مخاض تلد لنا
أقطار مغشوشة
على مواطن حسير
يتباهى بحسبه
وهو
من نسل
شعب عسير
متوار بين القصور
-
ونحن نتدارى فيما بيننا
بالمحافظة على نوعنا –
الخارج للتو من أرحام
منتجات مخابر أختبار
جرذ سلطة
ومن صنف قذر حقير
من الغلاة القطريين
~
ويخضع لحراسة نوعه المعرض للإنقراض
لرعاية صنفه المتعالي
وللمحافظة على هذا النوع المثالي
المؤهل لعقد الصفقات المشبوهه
ومن وراء ظهر المواطن الحيادي
~~~
4
ولست المتفرج الوحيد
على حفلات أفراح ابتهاجكم الصاخبة
المنعقدة على مجد انتصاراتكم المتبارية
على شعوبكم المقهورة دائما
والمغلوبة على أمرها أبداً
لأستكين
كشعب طيب المنبت
أجير
مسقط رأسه
للارتصاص
في لفلفة عيشه
برداء رصا-صة
إحكام تعسفية
من الاضطهاد
المدني
لنصلب
على رأس المشهد الاحتفالي
بمراسيم تشييع أوقات انتهاء
حياة مواطنيها
وفي دفن الشعب العربي
المتخلف
عن تلبية مواعيد تأبينه دائما
في مقبرة الإخلاص
لدفنه في ضريح
نفاذ صبره
قروناً مديدة
~
5
وأنا المواطن البسيط
والمثالي بحق
أعف عن أن أتناول
الطعام الكافر الذي يملأ بطونكم
بالتخمة المدنسة
بوحل الشبهات
-
وأسعى
لالتقاط عقصات
شظف العيش
من يد كفاف
طلب الرزق
من على المكبات الأممية
كقوت احتياطي
-
حتى برعت
في أتقان دوري
التشريعي
الجاري
على موائد الاحتيال
على شعوبكم
النكرة
~
ولذلك أنا انزوي جانباً
كشبح وطني ناحل
و أرتمي كانــــبطاح مواطن
فوق رمم
ديار منكوبة
على مكبات شعوب نافقة
في مزابل التاريخ الحديث
و ألفظ أنفاسي إلى جانب
الرصيف الحضاري العالمي
الجاري احتفالات متواصلة
بنيل الحرية
غير المشروطة
وفي نشر مبادئها
فوق أجساد فتيات عاريات
متبارية بخلع ملابسها
من الخلاعة
على الطريق العام
ونتفنن بالنظر إليها خلسة
من وراء أهداب
مندسة
ومفاتنها التحتية ظاهرة للعيان الأحتفالي
لتهزأ من بلاهتنا
ومن كبت أنفاس فتياتنا
وضيط قياد نسائنا
بنهضة القضيب الحارس
~
6
أنتظر لحظة أن أذوي تماماً
حتى آخر نفس ... ضآلة
كفرض واجب
لأحط على لافتة من لفتاتكم الكريمة
من الاهمال الحالي المتواري
كشعب ليس له قيمه تذكر
لمواطن عابر صحراء الحاضر
يكاد يموت من الظمأ الجاري
غصات عطش
وهو دائماً على موعد
مع إلصاق تهمة جديدة
بحجز حريته
لتقييده أكثر بأطواق عبودية سلبية
... ويوضع أمام كل ريبة
رهن الاعتقال الجاري
وقد عاش بقية حياته على الطوى الحضاري
ليلقى حتفة
وبصمت أبكم عالمي
-
وليدفن على هامش الأحداث الجارية
في ضريح بطولات متوارية
و يضحى بصنفه البخس
في الرقص على أوج الاحتفالات المتبارية
للاندحار التام
في مقابر خذلانكم
وليشاد له
رمس
في لحد الانطوائية العالمية
~~~
لشعب عربي قديم العهد
منتهية مدة صلاحيته القومية
مستغرق في السبات
الطوعي
كالميت الحي
ومنهمك بالتضور من الجوع المعنوي
المغلوب على أمره
وبلا قيمة تذكر
يتلوى ألف رغبة منكفئة
على أعقابها
وهو ينام على الطوى
ويقف كعقبة فقد اصطبار
يتعقب فلول الرقاد
في سهاد الوسن
وضروب النقمة
لذلك لن يخلى سبيله البتة
بعد



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فؤاد وجل
- طبيعة صامتة
- كأني للتو قادم
- طائر الفجر
- ثمار مزعومة
- ذؤابة المنى
- انتحال صفة وضع راهن
- بائعة جنس
- بلغ السيل الزبى
- على المدى البعيد
- كائن واه
- فوات الأوان
- مطاردة الهاجس
- سرير الأرض
- مطارحة بالغرام
- طبيعة خلابة
- شعب - ضارب وتد
- مجرد -إثارة عفار
- خداع نظر
- استرداد الروع


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - مجرد لفتة