أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - التطبع و التطبيع (5)














المزيد.....

التطبع و التطبيع (5)


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7084 - 2021 / 11 / 22 - 20:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اللافت للنظرفي ظل الظروف العاتية السائدة في الفضاء الموجود بين طنجة في المغرب و باب المندب و الخليج الفارسي ، حيث تتوالى الحملات العسكرية التي تسيّرها الرأسمالية الليبرالية المفترسة ، هي بوادر ردود الفعل من جانب الناس المروعين الهلوعين التي توحي أحيانا بأنهم يحاولون تجنب أذيّة الغزاة كيفما اتفق ، و صولا لتنكر انتمائهم إلى المجتمع القومي و الإدعاء بالتمايز عن غيرهم من أهل البلاد ، تحت هويات مبتذلة عرقية أو لغوية أو دينية ، لعل ذلك يبرر حيادهم فيتجنبون دخول معركة الدفاع عن أنفسهم أو يقنعون الغزاة " بحسن نواياهم فيستأهلوهم كمتعاونين ضد " الهويات " الأخرى .

اكتفي بهذه التوطئة ، فالقصد منها واضح و المعطيات التي تؤكد على ما تشير إليه لا تحتاج إلى دلالة أو برهان . لاقتضب فأقول أن العيش المشترك في إطار الدولة يفترض المساواة بين المشتركين فيه على اساس القواعد المتوافق عليها فيما بينهم و الملزمة لهم . بكلام أكثر صراحة إن الذين يعيشون في بلاد من البلدان هم من و جهة نظري و بكل بساطة أهلها و سكانها طالما هم موجودون على أرضها و تحت رعاية دولتها،(جميع اللبنانيين في لبنان لبنانيون مثلما أن جميع الفرنسيين في فرنسا فرنسيون ) لا يجوز التمييز بينهم سواء و لدوا فيها أو لم يولدوا ، دون أي اعتبار للأصول الجغرافية أو " العرقية " او المعتقدات الدينية ، فهذه لا تمثل معايير تمييزية ، او بتعبير أدق ، ليست معايير تمييزية عادلة وحضارية ، ما يجعل الإستناد عليها غير عادل ، و مبررا لارتكاب العنصريين وضحاياهم جرائم ضد الإنسان و الإنسانية .

و بالعودة إلى مسألة التطبيع التي نحن بصددها ، أي التطبيع بين الدولة العربية من جهة و الدولة الصهيونية من جهة ثانية ، لا بد من الإشارة إلى ظلال " الإنتماء القومي " الكثيفة التي تتستر خلفها كل من هاتين الدولتين . من البديهي أن المجال يضيق هنا عن تفاصيل هذا الموضوع ،لذا نقتصر على التذكير بأن مفهوم القومية هو في جوهره سياسي و إقتصادي ، و لكن استخداماته غامضة في أكثر الأحيان ، بلبوس عرقية أو اسطورية ، كتعبير مزعوم عن كينونة اجتماعية ثابتة ، بالرغم من ارتباطه موضوعيا بمفهوم الدولة المتقدم عليه .الدولة هي التي تبني القومية .لا توجد قومية في الفراغ .

مهما يكن فإن مقاربة التطبيع ، بمعنى جعل العلاقة بالآخر ، فردا أو جماعة ، طبيعية ، تتطلب مراعاة معطيات أساسية منها :
ـ الطابع الإستعماري الإستيطاني للدولة الإسرائيلية بما هو محصلة سلوك عنفي انطلق في أوروبا فأدى في ما أدى إليه إلى تبديل هويّاتي في أحوال الناس الشخصية : بدءا من قانون كريمييه الذي منح اليهود الجزائريين دون سواهم الجنسية الفرنسية أثناء الإحتلال الفرنسي .تدخل في هذا المضمار حملات الإضطهاد في اوروبا الشرقية ضد شعوب الخازار اليهودية ، و التي بلغت الذروة في النظم الفاشية في أوروبا بوجه عام وتحت الحكم النازي في ألمانيا على وجه الخصوص . لا يجب أن نغفل أيضا في سياق هذا التبديل الهوّياتي نقل اليهود العرب ، الذين كانوا من أوطانهم في معظم البلدان العربية ، إلى فلسطين بالترهيب و الترغيب ، مقابل طرد الفلسطينين غير اليهود بالترهيب فقط ، من فلسطين .
ـ الرأي عندي أن المشروع الإستعماري اللإستيطاني في فلسطين وصل بعد قرن من الزمن تقريبا على انطلاقته إلى حائط مسدود .يتمثل ذلك بافتضاح سياسة التمييز العنصري التي تتبعها القيادة الصهيونة في مواجهة المسألة الديمغرافية نتيجة تعادل عدد السكان اليهود و غير اليهود على أرض فلسطين . و أغلب الظن أن الحروب الدموية و التدميرية في الفضاء العربي و مشاريع التطبيع مع بعض الدول الطرفية ، مردها إلى المأزق الديمغرافي الخانق الذي يتطلب حلا عاجلا ، أمام صعوبة مواصلة السيرورة الإستعمارية الإستيطانية من جهة و أمام استحالة الرجوع إلى نقطة البداية من جهة ثانية .
ـ مجمل القول أن التطبيع الحقيقي صار ضرورة ملحة لتجنب كارثة انسانية أخرى .يتطلب هذا التطبيع وسائل و اساليب ، و له معيارين رئيسين ـ الأول تنامي عدد الإسرائيليين المناهضين للتمييز العنصري و المعارضين للإستعمار الإستيطاني الغربي الصهيوني .
ـ الثاني تنامي عدد الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين ، المقتنعين بوجوب العيش مع الإسرائيليين الذين صاروا فلسطينيين .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبّع و التطبيع (4)
- التطبع و التطبيع (3)
- التطبّع و لبتطبيع (2)
- تطبُّع أم تطبيع
- المرصد اللبناني : الأجواء رصاصية !
- الدولة غير المرئية او الممحية !
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (4)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (3)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا (2)
- المخطط الجهنمي : لبنان نموذجا
- المقال رقم 200 : دور الحدث الأمني في النظام الطائفي
- جبل لبنان العائم و خطر الذوبان !
- نهاية الدولة المزورة 2
- نهاية الدولة المزورة !
- السلطة و الطائفة التي تشكل الأكثرية
- صحيفة الميدان السودانية في عيد الإيمانيتي الفرنسية
- الخريف العربي 3
- الخريف العربي 2
- الخريف العربي
- سلوك القوي المختل عقليا .


المزيد.....




- توقف وابتسم ثم غادر.. فيديو تصرف بايدن -الغريب- بعد سؤال عن ...
- أكسيوس: خطاب بايدن يجدد الضغط على حماس لإبرام صفقة مع إسرائي ...
- الغرب يشيد بمقترح بايدن ويحث حماس على قبوله
- في يومهم العالمي.. زاخاروفا: أبلغوهم أن روسيا لا تستسلم ولن ...
- بوتين يهنئ المواطنين الروس باليوم العالمي للطفل
- العراق.. السلطات الأمنية تكشف تفاصيل جديدة في قضية البلوغر ا ...
- بعد -حادثة الخريطة-.. فعاليات سياسية مغربية تطالب بإلغاء الت ...
- -تعزز منظومة المناعة-.. فوائد الفراولة للصحة
- Dell تطلق مجموعة من الحواسب المتطورة والأنيقة
- كيف يؤثر النفي على فهمنا للعبارات والجمل؟!


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - التطبع و التطبيع (5)