أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - لإطفاء الحريق يشعلون حرائق














المزيد.....

لإطفاء الحريق يشعلون حرائق


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7078 - 2021 / 11 / 15 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



من الحلول المبتكرة في مقاومة الحريق المهول يلجأ الاطفائيون إلى إشعال حرائق متحكم فيها تسمح بضبط وتعطيل تقدم الحريق الكبير. هذا هو التكتيك الذي تطبقه الطغمة الحاكمة ببلادنا هذه الأيام. فمنذ على الأقل ثلاثة سنوات الأخيرة بعد أن تفاقم الفقر الذي قدرته الإحصائيات الرسمية بما يقارب 23 مليون مواطن ومواطنة الغارقين في البؤس وقساوة الحياة يرى الجميع إن أسباب اندلاع حريق كبير يهدد باكتساح المجال الاجتماعي العام بالبلاد. لتجنب ذلك استعل النظام وأحزابه مناسبة الانتخابات ليوم 8 شتنبر لتوزيع الوعود الكاذبة وخلق حالة انتظار وترقب تعطل خطر اشتعال النار بطريقة شاملة لكن مفعول الانتخابات سرعان ما تبخر نظرا للوعي السياسي المكتسب حول زيف الانتخابات ولا مصداقية المؤسسات المنبثقة او المشكلة بعد هذه المسرحية التي باتت تثير اشمئزاز الأغلبية الساحقة من الجماهير الكادحة. تزامن هذا أيضا مع اندلاع موجة الغلاء غير مسبوقة همت المواد الأساسية في معيشة الشعب ظهر ان من أسبابها جشع المضاربين والاحتكاريين بالإضافة إلى رفع الحكومة للضرائب الغير مباشرة على التجهيزات الضرورية لدى الأسر المغربية. هكذا تم صب الزيت على النار وتم المزيد من تفقير الطبقات والفئات الاجتماعية الوسطى والرمي بها في صفوف الفقراء والمفقرين.

هكذا وضعت ملايين الكادحين والكادحات في دوامة الفقر والبؤس زادت من حدته جائحة كورونا التي كشفت طبيعة الدولة المغربية التي لا يهمها الا حماية مصالح الطبقات البرجوازية الاحتكارية ومصالح الشركات الرأسمالية الأجنبية الكبرى. كل الشروط والمعطيات تبين أن الحكومة عاجزة عن وضع سياسات اجتماعية واقتصادية تجيب على مطلب توفير الشغل الكريم والصحة والتعليم والسكن اللائق، وتحارب الغلاء والتخفيف من الضرائب المباشرة والغير مباشرة التي تعصف بالقدرة الشرائية للجماهير الشعبية. لم يبقى أمام الشعب إلا النزول إلى ساحات النضال من اجل وقف هذا الهجوم الظالم على معيشته، ومن اجل انتزاع حقه في الخبز والماء والعيش ولو في الحدود الدنيا وتجنب الجوع والأمراض الفتاكة. فمن اجل وقف هذا الحريق الذي بدأ يشب في جميع الفئات والطبقات الاجتماعية وفي جميع أركان وجهات المغرب، فإننا نتابع سياسة خبيثة تشعل بعض المعارك الغير مهمة او الجانبية، وتسعى لتحويل أنظار الجمهور الواسع نحوها لتصبح قضايا مجتمعية وتناقضا كبيرا في اللحظة الراهنة. يعلم مدبرو هذه الحرائق الجانبية انهم سرعان ما سيتم التحكم فيها وإطفائها بنفس سهولة إشعالها. لكنهم ينسون أيضا حكمة شعبية أخرى وهي أنهم يلعبون بالنار وسينقلب السحر على الساحر. لذلك يحسن عدم الانجرار معهم في محاولة ثنيهم او صراعهم المباشر. الأهم هو مراقبة خبثهم وتشجيع جماهير شعبنا على التركيز على القضايا الأساسية وعدم التأثر بستار الدخان الذي خلقته تلك الحرائق الهامشية للتغطية على بؤر الحريق الأساسي.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة السودان ودروسها الثمينة
- لا لنضال المناسبات لا للنضال النخبوي
- نهاية معارضة مزيفة
- أفريقيا منطقة ساخنة في إطار الحرب الباردة
- في معركة القيم والمعايير
- بلاد شنقيط وبلاد مراكش
- الانتخابات وموجة العنف الرجعي
- قيادات يسارية تستحق المحاسبة
- البيجيدي بعد أن قضى المخزن به حاجته
- القاسم الانتخابي مناورة مخزنية قسمت اليسار الانتخابي
- لفت انتباه وتسجيل موقف
- في ذكرى 100 سنة على معركة انوال
- ماذا تخفي نسبة 51.25% لمناديب العمال الغير منتمين نقابيا
- كريدو “عدم هدر الزمن السياسي”
- فلتتوجه الارادات لمعالجة الاسباب لا النتائج
- عودة الى مفهوم اليسار الجديد
- ما تخفيه اطروحة الاشتراكية المطبقة
- هذا ليس إلا قمة جبل الجليد
- أي لبن رضعه المخزن في الآونة الاخيرة؟
- الانتخابات المهنية والوحدة النقابية


المزيد.....




- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح
- الجامعات الأميركية تنحاز لفلسطين.. بين الاحتجاج والتمرد والن ...
- بايدن يؤكد لنتنياهو -موقفه الواضح- بشأن اجتياح رفح المحتمل


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - لإطفاء الحريق يشعلون حرائق