أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - بلاد شنقيط وبلاد مراكش














المزيد.....

بلاد شنقيط وبلاد مراكش


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 7043 - 2021 / 10 / 10 - 22:13
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



في القطر الموريتاني تقع مدينة شنقيط وهي مدينة تاريخية تميزت بدورها الثقافي امتد إشعاعها جنوبا الى مالي والنيجر والسودان، وشمالا إلى مراكش وصولا الى طنجة. تعرف بلاد شنقيط ببلاد مليون شاعر لا يلتئم مجمع وإلا تبارز الشعراء في القاء اجمل واقوى ما عندهم من القول والحكم.

اما بلاد مراكش ونعني بها بلاد المغرب الاقصى إذا ضيقنا المجال او المغرب الكبير عندما نوسع النظر، فهو بلاد المليون ولي وصالح. وقد انتشرت هذه الظاهرة لحاجة ضبط وحكم الاحياء، وتسخيرهم لسلطة معنوية تخدم سلطة دنيوية عجزت في غالب الاحيان فرض قوتها فوظفت الموتى بعد ان سبغت عليهم المكرمات والمعجزات ومظاهر التبجيل والتعظيم. تنافس على هذه القضية، المخزن في مجال سلطانه، والقبائل المتمردة في مجال نفوذها. هكذا غطت الاضرحة جميع مناطق البلاد جبالا وسهولا، بوادي ومدن كبيرة وصغيرة وسميت بعض البلدات باسم صاحب الضريح كما حصل مع مراكش المشهورة بمدينة سبعة رجال.

ليست هذه الظاهرة من الظواهر التاريخية المنقطعة بل هي متواصلة ولا زالت تمارس إلى يومنا هذا كما وقع مع الديلالي الهواري شيخ الزاوية الديلالية الذي توفي في طنجة يوم 23 شتنبر 2021 وأصرت عائلته على دفنه بمنزله تنفيذا لوصية الشيخ، ورضخت الدولة لهذا الطلب. نحن نتابع حدثا جديدا في كيفية نشوء الزوايا في بلاد المليون ولي.

أن ترخص الدولة بدفن ميت في بيته وبعيدا عن المقابر يكشف حاجتها لمثل هذا الفكر وهذه العادات والاعراف المتجدرة في تاريخ المغرب. إنها توظف هذا الإيمان بالخرافات والمعتقدات القديمة في مكرمات الأشخاص واستمرارها بعد وفاتهم. إن هذا الحدث يكشف الطابع الرجعي الظلامي للدولة القائمة، ويفضح استغلالها للدين في الحكم والاستبداد. هذا السلوك يصب الماء في طاحونة فكر اكثر ظلامية وينعشه في شن معركة صراع على الشرعية الدينية من طرف الاتجاهات الوهابية. انه احد مظاهر التخلف والرجعية باستعمال الجانب المتخلف في التراث الشعبي لتشديد قبضة الدولة التيوقراطية؛ لكنه في نفس الوقت ينعش فكر متطرف يدعي مواجهة الشرك ويسعى لتسويغ المذهب الوهابي الارهابي عينه وسط الشعب.

إن الترخيص الأخير بإقامة زاوية حول قبر الشيخ الديلالي الهواري، هو تجسيد لإرادة الدولة في توظيف الأموات لمساعدتها في حكم الأحياء وإبقائهم مكبلين بقيود الماضي المظلم من هذا الإرث التاريخي بمنطقتنا.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات وموجة العنف الرجعي
- قيادات يسارية تستحق المحاسبة
- البيجيدي بعد أن قضى المخزن به حاجته
- القاسم الانتخابي مناورة مخزنية قسمت اليسار الانتخابي
- لفت انتباه وتسجيل موقف
- في ذكرى 100 سنة على معركة انوال
- ماذا تخفي نسبة 51.25% لمناديب العمال الغير منتمين نقابيا
- كريدو “عدم هدر الزمن السياسي”
- فلتتوجه الارادات لمعالجة الاسباب لا النتائج
- عودة الى مفهوم اليسار الجديد
- ما تخفيه اطروحة الاشتراكية المطبقة
- هذا ليس إلا قمة جبل الجليد
- أي لبن رضعه المخزن في الآونة الاخيرة؟
- الانتخابات المهنية والوحدة النقابية
- مفتاح النموذج التنموي في يد الحكم الفردي المطلق
- حتى الأطفال يهربون لما تصبح الدولة فاشلة
- الحق يجعل من السلاح التكتيكي سلاح حسم الحرب
- الشعبوية وخطاب الديماغوجية حول الدولة
- لحظة عدم السماح بسقوط الراية
- الهجرة سباحةً: المفارقة العجيبة


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - التيتي الحبيب - بلاد شنقيط وبلاد مراكش