أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - التيتي الحبيب - ما تخفيه اطروحة الاشتراكية المطبقة















المزيد.....

ما تخفيه اطروحة الاشتراكية المطبقة


التيتي الحبيب
كاتب ومناضل سياسي

(El Titi El Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 6953 - 2021 / 7 / 9 - 10:01
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



في هذا النص القصير جدا سنركز على قضية تجارب بناء الاشتراكية العلمية او بالمضمون الماركسي لان الحيز لا يسمح بتناول تجارب اخرى همت الارهاصات الاولى في بناء تجارب اشتراكية حالمة او طوباوية. ما يعنينا هنا النقاش وحتى الصراع حول مالاشتراكية؟ وكيف انجاز الثورة الاشتراكية الناجحة وغيرها من الاسئلة الحارقة. يهمنا التوقف عند بعض الاطروحات التي تتبرأ من التجارب الاشتراكية وتقف منها موقفا عدائيا وتصفي الحساب معها بسهولة وجرة قلم باعتبار ما فشل هو الاشتراكية المطبقة بينما هم يمتلكون اشتراكية نقية في الواحهم المحفوظة.
ومن جملة نماذج هذه الاشتراكية المطبقة نجد الاتحاد السوفياتي التي فشلت ومعها ما طبق في الصين وفيتنام وكوبا. يردد هؤلاء هذا الكلام بدون ان يقوموا بأدنى مجهود فكري شخصي مستقل لبحث القضية بحثا عميقا. لما تسألهم عن علاقة اشتراكيتهم التي يؤمنون بها مع ما طبق في الاتحاد السوفياتي او الصين او فيتنام يقولون لك لا علاقة. ان اشتراكيتهم عذراء نقية لم يمسسها تراب الارض وغبارها او عرق الانسان وكدحه. انها اشتراكية لم تطبق بعد ولم يخلق الجيل الذي سيطبقها بنجاح. ان اشتراكيتهم لما تغرس ستنجح بكل تأكيد وهي مختلفة عن كل ما طبق لحد الساعة.
بالنسبة لهم اشتراكيتهم العلمية والقحة من ابتكار ماركس ورفيقه انجلس انهما القائدان اللذان انتجا النظرية والفلسفة ووضعا العلم ويصح نفس الامر على لينين لما قبل 1917 بحيث كان المنظر والمفكر فكان عبقريا. لكن لينين كف عن ذلك لما وضع يده في عصيدة بناء الدولة البروليتارية ووضع لبنات المجتمع الاشتراكي في بلد واحد الاتحاد السوفياتي انظروا الى فضيحة الاقتصاد الجديد ( نيب) التي اتبعها لينين ونسي الاشتراكية.
غاب عن بال اصحاب التبرؤ من الاشتراكية المطبقة وتجاربها، اصحاب الاشتراكية النقية المصونة والمضمونة النجاح من اول تجربة؛ لقد عاب عن بال هؤلاء السادة بان الاشتراكية هي نظرية بناء سلطة البروليتاريا والانتقال من مجتمع طبقي الى مجتمع لا طبقي، من مجتمع دام ألاف السنين الى مجتمع جديد لم تعشه البشرية لحد الساعة باستثناء مرحلة المشاعة البدائية التي تفصلنا عنها ازمان سحيقة.
فلكي تنتقل البشرية الى هذا المجتمع الجديد فهي مجبرة بان تتقدم بخطوات ستكون متعثرة بالضرورة، يتخللها النجاح ثم الفشل والانهيار، وتعاود النهوض والتقدم على قاعدة المكتسبات الايجابية ومكتسبات الدروس المستخلصة من الفشل والانهيار. ان البشرية ستتعلم المشي كما يفعل الصبي تماما.
فكيف نظر ماركس لهذه السيرورة نفسها؟ كيف نظر الى بناء الاشتراكية؟ ولنسجل منذ الان بان ماركس رفض مبدئيا ونظريا اقحام نفسه في وضع تصور ونظرية المجتمع الاشتراكي وهو في هذا الامر كان ملتزما بقواعد العلم الجديد الذي انشا لبناته الاساسية. لكن من حيث تعامله مع التجارب التي تجري امامه فهذا الموضوع جدير بالدراسة والتعلم منه. هكذا علينا ان ندرس تعامله مع كمونة باريس 1871 حيت اقتحمت بروليتاريا باريس السماء وأعلنت قيام اول دولة سلطة العمال، انها كانت اول تجربة لديكتاتورية البروليتاريا وأول تجربة بناء الاشتراكية على حد قول ماركس وانجلس ولينين. كان ماركس ضد الثورة التي كانت تعد لها بروليتاريا باريس لأنها لم توفر الشروط الذاتية؛ لكنها لما قامت ايدها بكل قوة واعتبرها فاقت في دروسها ما كان ينتظره ويتصوره. انه تبنى تلك التجربة ودافع عنها في جميع المحافل ووجدت صدى لها في نظريته وعدلت احكامه بما فيه البيان الشيوعي. اننا اليوم مدينون لكمونة باريس بالعديد من الخلاصات وقد بنت عليها الثورة البلشفية تصوراتها في بناء المجتمع الاشتراكي الجديد وبفضل دروسها تقدمت البشرية اكثر الى الامام نحو المجتمع الاشتراكي. لو اتخذ ماركس نفس الموقف الذي يردده اليوم اصحاب الاشتراكية المطبقة لو ادار ظهره لها لو ناصبها العداء لما تقدمت نظرية ماركس ولما تقدمت شروط نجاح ثورة اكتوبر 1917.
لذلك لما ارى الكم الهائل من العداء للتجربة السوفياتية بل شيطنتها بشيطنة قيادتها وخاصة ستالين، فإنني ادرك ان هؤلاء الذين يدعون انتماءهم للاشتراكية ليسوا في الحقيقة إلا اناس في احسن الاحوال رومانسيين ان لم يكونوا اعداء متخفيين للاشتراكية لأنهم ببساطة يدعون الطبقة العاملة للتخلي عن الاهتمام بتجارب بناء الاشتراكية ودراسة نقاط قوتها وأسباب فشلها. ولا يمكن ان يتم ذلك اذا لم تعتبر الطبقة العاملة تلك التجارب هي تجاربها ومحاولتها للتقدم في تغيير الواقع وفق منهج الماركسية اللينينية التي حاولت المساهمة في ميلاد مجتمع جديد على انقاض مجتمع الملكية الخاصة ابن آلاف السنين.
ايها السادة ليست هناك اشتراكية مطبقة كل ما هنالك هو تجارب انجاز الثورة الاشتراكية وهي تجارب لا بد من الدخول اليها وخوض غمارها والنجاح لا يتحقق إلا بالإصرار على السير في دربها والطريق اليها يخلقه المشي في اتجاهها، ليس هناك درب او طريق مرسوم مسبقا. ان الطبقة العاملة وهي تخوض هذه المغامرة الثورية، هي طبعا مسلحة بإرادة الثورة وبالعلم في اقوى مضامينه. انها تخوض التجربة وهي مسلحة بالعلم وبدروس التاريخ.انها لا تخوض التجربة وكأنها لا تملك نظرية وعلم او انها تبدأ من الصفر وبدون مراكمة الخبرات او انها مجرورة بالتيارات والتوجهات اللاادرية. هذا هو الفخ والمطب الذي يدعوها اليه اصحاب التبرؤ من الاشتراكية المطبقة لأنهم يقطعون مع هذه التجارب وهم عقائديون مثاليون لا غير. ولكي تتقدم البروليتاريا في طريق الثورة الاشتراكية فهي مطالبة بتأسيس ادوات انجاز الثورة على راسها الحزب السياسي المستقل المعبر عن المصالح الطبقية للبروليتاريا وهو هياة اركان خوض الحرب الطبقية معزز ببناء الجبهات النضالية والاجتماعية المتعددة والمختلفة وصولا لبناء جبهة الطبقات الشعبية التي لها مصلحة في التغيير الثوري بقيادة الطقبة العاملة وحلفائها الاستراتيجيين واخيرا بناء اممية ماركسية تنظم البروليتاريا على الصعيد الاممي وتنقل الخبرات والدروس عبر العالم وتجعل الثورات متشابكة بعضها مع بعض وتقلل من اخطار الفشل والانزياح الذي تحمله التجارب والسير في درب جديد وغير مطروق.



#التيتي_الحبيب (هاشتاغ)       El_Titi_El_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذا ليس إلا قمة جبل الجليد
- أي لبن رضعه المخزن في الآونة الاخيرة؟
- الانتخابات المهنية والوحدة النقابية
- مفتاح النموذج التنموي في يد الحكم الفردي المطلق
- حتى الأطفال يهربون لما تصبح الدولة فاشلة
- الحق يجعل من السلاح التكتيكي سلاح حسم الحرب
- الشعبوية وخطاب الديماغوجية حول الدولة
- لحظة عدم السماح بسقوط الراية
- الهجرة سباحةً: المفارقة العجيبة
- الحماية الاجتماعية حق اريد به باطل
- اللحاق بالركب مثل الجري وراء السراب
- هل حقا نحن حلقيون؟ هل نحن دغمائيون؟
- قانون الطوارئ الصحية قانون فرض حالة استثناء
- الماركسية اللينينية هي نظرية الثورة في عهد الامبريالية.
- الدولة المغربية و الإذعان لإرادة الرأسمال الأجنبي
- مرة أخرى يتأكد أن ذاكرة شعبنا قوية وليست مثقوبة
- الدولة الجهولة تقمع الاساتذة
- في تأنيث الفقر
- كوارث التدبير المفوض جرائم دولة
- بعض قنوات التطبيع: الحكومة، البرلمان والانتخابات


المزيد.....




- فرنسا تؤجل قرار الإفراج عن اللبناني جورج عبد الله أقدم سجين ...
- بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد ال ...
- بالعاصمة بيكين: نبيل بنعبد الله يلتقي مسؤولين رفيعي المستوى ...
- ليبيا.. ضبط أحد المتهمين بقتل المتظاهرين في -مجزرة غرغور- بط ...
- فرنسا: الناشط اللبناني جورج عبد الله أمام القضاء يوم 17 يولي ...
- شبيبة القطاع الفلاحي تعبر عن تضامنها مع طلبة معهد الزراعة وا ...
- حركة النضال العمالي والشعبي بالمغرب وكفاح فلسطين
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 16 يونيو 2025
- العدد 609 من جريدة النهج الديمقراطي
- “المستأجرين” بالاسكندرية تدعو لتأسيس فروع للرابطة.. والحكومة ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - التيتي الحبيب - ما تخفيه اطروحة الاشتراكية المطبقة