أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تماثل الفكرة مع الأدوات في الأبواق -مأمون السعد














المزيد.....

تماثل الفكرة مع الأدوات في الأبواق -مأمون السعد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7062 - 2021 / 10 / 30 - 22:58
المحور: الادب والفن
    


تماثل الفكرة مع الأدوات في
الأبواق
"مأمون السعد
((الأبواق))
تتشابهُ الأبواقُ بالأشكال والنعق الدميمْ
ووقوفِها في الصف مُهْطِعَةً - بلا بصرٍ- ،
بيادقَ من سديمْ
يتشابهون تَشابُهَ الغربان في الليلِ البهيمْ
صفٌ تَحنّطَ في ثيابٍ من سوادْ
شمعٌ تغشّاه الحدادْ
لا ظلّ،
لا أفراحَ،
لا ألوانَ،
لا أحلامَ،
بل عزفٌ كعزفِ الريحِ في البيداءِ، محمومٌ سقيمْ
لا ينطقون بغير إذن البوق ذي القُمع العظيمْ
وأذا سألتَ لِمَ الوقوفُ المستديم
كانت إجابتهم مدويةً كموت الرعدِ:
نظرتُهم، وصمتُهم العقيمْ.

الشعراء/الأدباء عليهم أن يستخدموا التراث، أو ما هو متداول شعبيا في أعمالهم، ليكونوا قريبين من المتلقين/القراء، بهذا هم يصلون إلى الجمهور كأدباء يحتفى بهم وبأعمالهم، وأيضا يوصل فكرتهم/رسالتهم للناس، فهم جزء من مجتمع وعليهم إيصال فكرتهم للآخرين.
الأمثال الشعبية تتناول الطبل والبوق بصورة سلبية، فيقال للجاهل "مثل الطبل"، ويقال للمتملق "مثل البوق" فالأول يشير إلى الفراغ/الخواء/الجهل، والثاني يشير إلى السير مع القطيع وراء الراعي، بصرف النظر عن طبيعة وجنس وماهية هذا الراعي، الشاعر "مأمون السعد" يحدثنا عن البوق/الأبواق بنص يتجاوز الفكرة/المضمون إلى الأدوات/الألفاظ التي حملته.
وبما أن صوت البوق يصدر بهذا الصوت الواو المكررة: (وووو...) فقد انعكس هذا التكرار على بعض الألفاظ التي استخدمها الشاعر، والتي نجدها في: "الدميم، ووقوفها/الوقوف، الليل، الحداد، محموم" فكل هذه الألفاظ نجدها تتكون من حروف متشابهة، الميم، والواو، اللام، الدال، الميم" واللافت في هذه الالفاظ أنها بمجملها جاءت لتخدم فكرة الذم والتي تتناسب مع الأبواق البشرية.
كما أن استخدامه ل: "يتشابهون، تشابه، عزف، كعزف" تشير إلى تأثر الشاعر بصوت البوق: "وو.." وكأن عقله الباطن يحركه لإستخدام ألفاظ وكلمات متشتبهة، تنسجم مع طبيعة المكررين المذمومين/الأبواق.
كما أن وجود كلمات ذات رنين متقارب: "محموم سقيم، القمع العظيم، الوقوف المستديم، صمتهم العقيم" يخدم فكرة الحديث عن آلة الموسيقى، وهذا أسهم في وحدة موضوع القصيدة، وأكد على ترابط ألفاظها مع مضمونها/محتواها.
وبما أن الحديث ؤيدور عن آلة موسيقية (البوق/الأبواق)، فكان لا بد من استخدام ألفاظ تتناسب والموسيقى أو متعلقة بها، من هنا نجد: "عزف كعزف، البوق، مدوية، وهذا يشير إلى توحد القصيدة مع مضمونها/فكرتها، حيث استطاع الشاعر أن يوحد بين فكرة آلة البوق والمشبه بهم/الأبواق.
وإذا ما توقفنا عند الألفاظ التي جاءت في القصيدة سنجدها يغلب عليها السواد/الذم: "النعيق، الدميم، مهطعة، سديم، الغربان، الليل، البهيم، تحنط، سواد، تغشاه، الحداد، لا (المكررة خمس مرات)، اليداء، محموم، سقيم، القمع، الوقوف، كموت، العقيم" وهذا ما يجعل فكرة الأبواق ترسخ في ذهن المتلقي وتتأكد أكثر.
من هنا نستطيع القول أن الشاعر قدم فكرة ذم الأبواق البشرية بطريقة سلسة وناعمة، وجعل القارئ ينحاز لموقفه، ليس لانه يتناول فكرة/أشخاص مذمومين اجتماعيا فحسب، بل لأن الأدوات/الألفاظ/الطريقة التي استخدمها كانت سلسة وتتناسب وطبيعة اللغة/الفكرة التي يتعامل مع القارئ/المتلقي.
القصيدة منشورة على صفحة الشاعر.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية غدي الازرق ريما بالي
- مأمون السعد قصيدة -كيف لا أسمو إليك-
- تألق فراس حج محمد في الدفاع عن النبي (ص) في كتاب -من قتل مدر ...
- حروف من ذهب للكاتب الأسير قتيبة مسلم
- ديوان أثر من ذيل الحصان عبود الجابري
- حصاد سنابل الكلمة اللقاءات الأدبية في ملتقى بلاطة الثقافي
- العادي والمتميز إلى المعلم والأخ والحبيب -وجيه مسعود-
- الدهشة في الومضة: منذر يحيى عيسى
- الأسطورة والحاجة إلى المرأة في -تمرين بي- أكرم فارس عريج
- المرأة وأثر حضورها في قصيدة - ترخي اشتداد سلاسك- كميل أبو حن ...
- التماهي في قصيدة -مدراج النور- بكر زواهرة
- ديوان حجر الوحش يوسف المحمود
- همية النقد في كتاب صالح حمدوني -على قيد الضحكة الأبدية - محم ...
- الفانتازيا في مجموعة خمسون ليلة وليلى يسري الغول
- الأدبي والسياسي في كتاب -لا تعجب.... زعترنا أخضر-
- رواية الإنجيل المنحول لزانية المعبد أسامة العيسة
- أسلوب التقديم في كتاب -قلق العبور- أبو علاء منصور
- سمير الشريف وفينية قصة الومضة
- الحلول والتماهي في -ثلاثة نقوش محجوبة- فايز محمود
- الطين في ديوان -يدور الكلام تعالى- صلاح أبو لاوي


المزيد.....




- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...
- رغم حكم بالسجن بتهمة -القيام بأنشطة دعائية-... المخرج الإيرا ...
- المشاهير العرب يخطفون الأنظار في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- خمسون عاماً على رحيل حنة آرنت: المفكرة التي أرادت إنقاذ التف ...
- احتفاء وإعجاب مغربي بفيلم -الست- في مهرجان الفيلم الدولي بمر ...
- عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
- افتتاح معرض فن الخط العربي بالقاهرة بتعاون مصري تركي
- عام فني استثنائي.. 5 أفلام عربية هزت المهرجانات العالمية في ...
- صناع فيلم -الست- يشاركون رد فعل الجمهور بعد عرضه الأول بالمغ ...
- تونس.. كنيسة -صقلية الصغيرة- تمزج الدين والحنين والهجرة


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - تماثل الفكرة مع الأدوات في الأبواق -مأمون السعد